مولدُ الهادي المنير وفرحةُ القلوب بقدومه..بقلم/ عبدالمجيد البهال

 

ها نحن نرى هالة نور مولد المصطفى -صلوات الله عليه وآله- تقترب أكثر، فتخفق القلوب، وتهتز المشاعر، وتتزين الأرض باللون الأخضر، وتُشرِق وجوه الصغار والكبار في يمن الأحرار، كما أشرقت قبل ذلك وجوه أجدادهم من الأنصار فرحاً بمقدمه عليهم: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ} فما أعظمك يا شعب الأنصار والأحرار، فكلما ازددت تعلقاً ومحبةً وتعظيماً لأعظم العظماء محمد -صلوات الله عليه وآله-، كلما ازددت عظمةً وقدراً ومكانةً أمام من عادوك وحاربوك، وكلما ازدادوا انحطاطاً وذلاً وصَغراً، وكل هذا مصداقاً لقول النبي -صلوات الله عليه وآله-: (الإيمَـان يمان والحكمة يمانية).

نحن نحتفي بمولد رسول الله؛ لأَنَّ القرآن احتفى به فوصفه بالنور والسراج: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أرسلنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا. وَداعياً إلى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} ونفرح به؛ لأَنَّ الله أمرنا أن نفرح به فقال: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} ونعزره ونوقره ونحتفل بميلاده ونتبعه ونتبع نور القرآن الذي جاءنا به لكي نكون من المفلحين فالله يقول: {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، ونجعل من ذكرى ميلاده موسماً ثقافيًّا توعوياً تربوياً لنزداد وعياً وزكاءً ونوراً وحكمةً، وموسمًا حافلًا بالأنشطة الخيرية والإحسان والتكافل الاجتماعي، وفي مولده نشكر الله على منته علينا بمحمدٍ -صلوات الله عليه وآله- وبآل محمد: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ، إذ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أنفسهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ}.

فلقد كان مولد المصطفى نوراً ورحمةً للعالمين، وخلاصاً للبشرية من الظالمين والمستكبرين، وإنقاذاً للعباد من ظلام الجاهلية، والاحتفال به هو جزء من مشروع المواجهة والتصدي لكل المحاولات الرامية إلى تشويه النبي والانتقاص من مكانته في القلوب وفصل الأُمَّــة عنه وعن الاقتدَاء به، وهذا الاستهداف هو مشروع اليهود الذي قام عبر التاريخ على تكذيب الأنبياء وتشويههم.

والافتراء عليهم وقتلهم، وتتزعمه اليوم أمريكا وإسرائيل ويسير فيه أذنابهم، مثل: الرسوم الكاريكاتيرية الدانماركية المسيئة للنبي ثم الفرنسية ثم التصريحات المسيئة وآخرها الإساءة الهندية للرسول -صلوات الله عليه وآله-، وتدنيس مسجده الشريف بإدخَال اليهود إلى داخله.

إن لم نحتفل بمولد الرحمة ومولد النور والهدى فبمن سنحتفل!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com