شهيدٌ فلسطيني وغضبٌ في نابلس وأمن السلطة يعتقل المطارد مصعب اشتية

 

المسيرة | متابعات

تسودُ حالةٌ من الغضب والتوتر الشديدين في نابلس شمال الضفة المحتلّة، منذ مساء الأمس، عقب اعتقال أجهزة أمن السلطة الفلسطينية المطاردين مصعب اشتية وعميد طبيلة.

فقد حاصرت قوة أمنية بزي مدني سيارة كانت تقف قرب كلية الروضة بنابلس، يستقلها اشتية، برفقة عميد طبيلة، واعتقلتهما ونقلتهما إلى أحد مقراتها. ومصعب اشتية، أسير محرّر، بات مطاردًا من قبل الاحتلال مؤخّراً، ونجا من عدة محاولات للاغتيال والاعتقال من قوات الاحتلال.

وأفَادت مصادر فلسطينية بأن قوة من جهاز الأمن الوقائي اعتقلت اشتية برفقة عميد طبيلة، وهو أَيْـضاً مطارد من قبل الاحتلال، وسط مدينة نابلس.

وأثار اعتقال اشتية -الذي جاء في اليوم الذي شهد إعلان الاحتلال اعتقال مجموعة مقاومة من حركة في الضفة الغربية- حالة من الغضب في نابلس، حَيثُ أشعل شبان غاضبون الإطارات عند دوار الشهداء وسط المدينة، وسمع بالمكان صوت إطلاق نار. ولاحقًا انطلقت مسيرات حاشدة شارك فيها المئات وسط هتافات تكبير وتنديد بما اقترفته السلطة. كما أغلق الشبان عدة شوارع في نابلس، وسط مطالبات بالإفراج الفوري عن المطارد اشتية والتحذير من تسليمه للاحتلال.

وإلى جانب حالة الغضب الميداني في نابلس، تفاعل رواد التواصل الاجتماعي مع الحدث، وسط انتقادات حادة لسلوك أجهزة السلطة.

وأسفرت الاشتباكات عن استشهاد مواطن متأثرًا بإصابته برصاص أجهزة أمن السلطة، وسط نابلس، خلال قمعها مسيرة شارك فيها مئات المحتجين. وأكّـدت مصادر محلية في نابلس، استشهاد المواطن فراس يعيش (53 عامًا) بعد إصابته بعيار ناري في رأسه، وهو شقيق الشهيد أمجد يعيش.

وقد أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة ثلاثة مواطنين بجروح مختلفة، بعد قمع عناصر من أمن السلطة لمتظاهرين في نابلس، خرجوا احتجاجا على اعتقال السلطة للمطارد مصعب اشتية.

وأفَاد الهلال الأحمر في بيان له عن وقوع 3 إصابات من بينها إصابة خطيرة بالرأس، فيما الإصابتان الأخريان بشظايا، برصاص أمن السلطة.

 

حماس للسلطة: ارفعوا يدكم عن مقاومتنا وثوار شعبنا

في السياق، نعت حركة “حماس” المواطن الخمسيني فراس فارس يعيش، الذي قتل برصاص الأمن الفلسطيني في نابلس، محمّلة “أجهزة السلطة مسؤولية التطاول على دماء أبناء شعبنا”. وقالت الحركة في تصريح صحفي: “ننعى إلى شعبنا الفلسطيني الشهيد فراس فارس يعيش، الذي ارتقى متأثرا بجراحه التي أُصيب بها، مساءَ أمس الاثنين، برصاص أجهزة أمن السلطة، التي اعتدت على الاحتجاجات والمظاهرات الشعبيّة ضد جريمة اختطاف المقاومَيْن المطاردَين مصعب اشتية وعميد طبيلة، في مدينة نابلس”.

وأضافت: “نحمّل السلطة وأجهزتها الأمنية المسؤولية كاملة عن استشهاد المواطن يعيش، والتطاول على دماء أبناء شعبنا، والتساوق مع سياسات الاحتلال الإجرامية بحق مقاومينا وأبطال شعبنا”.

وتابعت الحركة “إننا، إذ نعزي ذوي الشهيد يعيش، الذي لحق بأخيه الشهيد أمجد الذي استشهد برصاص الاحتلال عام 1987م، ونرجو من الله الشفاء العاجل للمصابين، لندعو السلطة وأجهزتها الأمنية إلى التوقف عن تلك التجاوزات والانتهاكات الخطيرة، ورفع يدها عن مقاومتنا وثوار شعبنا المنتفضين في وجه الاحتلال”.

ودعت “حماس” القوى والمؤسّسات والشخصيات الوطنية والاعتبارية إلى “تحمّل مسؤوليتها في إلزام السلطة وأجهزتها الأمنية بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين كافة، والمطاردين خَاصَّة، وإنهاء نهج الاعتقال السياسي الآثم”.

 

الجهادُ الإسلامي: لنحافِظ على مسار المواجهة

بدورها، أدانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بشدة اعتقال المقاوِمَين مصعب اشتيه وعميد طبيلة من قبل أجهزة أمن السلطة في نابلس بالضفة الغربية المحتلّة.

وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي في بيان صحفي: إن “المسؤولية الوطنية تستوجب حماية الشعب الفلسطيني ومقاوميه في محافظات الضفة، والحفاظ على مسار المواجهة ضد الاحتلال وقطعان المستوطنين”.

وطالب سلمي بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين، والتوقف عن سياسة الاعتقال والملاحقة.

 

كتيبة نابلس: مهلة للسلطة

من جانبها، وجهت كتيبة نابلس رسالة عاجلة لأجهزة الأمن التابعة السلطة عقب اعتقالها المطارد مصعب اشتيه في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلّة، وأكّـدت أنها لن “تسمح باعتقال المقاوم اشتيه”.

وطالبت الكتيبة في مؤتمر صحفي السلطة بالإفراج عن اشتيه، وقالت: “نمهل السلطة الإفراج عن مصعب اشتيه أقل من ساعة”.

وأضافت أن مدينتي نابلس وجنين دخلتا في عصيان مدني احتجاجا على هذا التصرف الذي اعتبرته أنه لا يخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي فقط.

وأوضحت الكتيبة أن عملية الاعتقال تمت عبر اعداد كمين محكم من عناصر أمن السلطة.

 

عائلة المطارد مصعب اشتية: نحملكم النتائج

وفي تصريح مقتضب أدانت عائلة المطارد المعتقل لدى الأجهزة الأمنية في الضفة مصعب اشتية، محاصرة الأجهزة الأمنية للمطارد والمطلوب لقوات الاحتلال مصعب اشتية، واعتقاله ورفيقه المطارد عميد طبيلة.

وقالت العائلة في بيان لها إن الأجهزة الأمنية نصبت كمينًا لاعتقال ابنها قرب كلية الروضة، ونفت نفيًا قاطعًا ما تروجه الأجهزة من أنها قامت بتسليمه أَو طلب اعتقاله، محملةً إياها المسؤولية الكاملة عن حياته، وما تلا ذلك من أحداث، مطالبة بالاطمئنان عليه وعلى صحته بعد حادثة اعتقاله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com