21 سبتمبر.. ثورةُ الصمود والنصر..بقلم/ هنادي محمد

تحُلُّ علينا الذكرى المجيدةُ، لثورة الـ21 من سبتمبر، ونحن في مقامٍ لا نحتاج فيه للخوض في حديثٍ طويل عَمّا تعانيه هذه الثورة، وما هي أهدافها، وما الذي حقّقته؛ لأَنَّ الواقع يتحدث قبل الأفواه والأقلام.

إن ما قبل ثورة 21 سبتمبر لمفارقاتٌ كبيرة في مختلق المجالات لكل ذوي لُبٍّ منصف، ينظر للأحداث والمتغيرات نظرة موضوعية مُجَـرّدة من كُـلّ ما يزيّف الحقائق وكل ما يقدم تحليلات شخصية خاطئة.

ثورةُ 21 سبتمبر مختصرُ ما تعنيه: جيشٌ وطني يحملُ هُــوِيَّة إيمَـانية وعقيدة راسخة، يعي كُـلّ من ينتسب إليه دوره المناط به، ويدرك حجم مسؤوليته، وتعني انتهاء مرحلة الانفلات الأمني والفوضى والعشوائية وتحييد الجرائم إلى مجهول وإغلاق ملفاتها إلى الأبد، وتعني دولة قوية مستقلّة القرار لا يراهن أبناؤها بعزتهم وكرامتهم وإبائهم، يرفضون الظلم والضيم، ويبذلون أنفسهم رخيصةً في سبيل الله، ولدفع كُـلّ شر وخطر يحدق بهم ويترصدهم.

ثورةٌ تعني اكتفاءً ذاتياً في مجال التصنيع العسكري لمختلف المعدات والآليات من صواريخ وطيران مسيّر ومدرعات وألغام وغيرها، ما يعني قيام دولة تستطيع صد أي عدوان عنها كما هو الحال منذ ثمانية أعوام، إذ استطاع الشعب اليمني بقيادته القرآنية وروحه الثورية الجهادية تحويلَ التحديات إلى فرص للبناء والتنمية بما تحمله من معنى.

ثورةٌ تعني اكتفاءً ذاتياً في مجال الزراعة بمختلف الأصناف من حبوب وفواكه، وكذلك في جانب تصنيع الآليات الزراعية.

ثورةٌ تعني انتهاءَ -أو بصحيح العبارة- تلاشي الفساد الأخلاقي الذي توسع كَثيراً ونشأت العديد من الخلايا؛ بهَدفِ الإفساد في البلد، والتي كانت تتلقى دعمًا من قيادات داخلية وخارجية، الآن بفضل الله ثم بفضل المشروع القرآني وهذه الثورة تم اقتلاعها من جذورها.

ثورةٌ تعني فشلَ مخطّطات العدوّ التي استهدفت ضرب النسيج الاجتماعي باسم المذهبية والمناطقية وغيرها؛ باعتبَارها بنت مجتمعاً يحملُ من الوعي ما يكفي لإسقاط جميع أوراقه على كثرتها.

ثورةٌ لم تولد نتاجَ مشاعر سخط مؤقتة، بل أُشعلت من قلب واقع مزرٍ لم يعد يحتمل، ونظام حكم جائر بات من المستحيل على الشعب القبولُ به، فكان لا بُـدَّ من إيجاد حَـلٍّ جذريٍّ يغيّر من العمق.

هذا هو المعنى الحقيقي للثورة، فكل عامٍ وشعبنا اليمني بمبادئ ثورته متمسّك، وعلى نهجها ثائرٌ حتى تحقيق النصر والفتح المبين، والعاقبــةُ للمتَّقيـن.