مسؤولون وقادة أحزاب سياسية لصحيفة “المسيرة”: ثورةُ الـ 21 من سبتمبر رسّخت مبادئَ العزة والكرامة وأسقطت مشروعَ الوَصاية الخارجية

أنعم: ثورة 21 سبتمبر هي الأملُ لنا في قيام جيش قوي يحمي البلاد والشعب والثروات والحدود

الشرفي: الثورة حقّقت العديد من الإنجازات في المجالات المختلفة، في مجالات الزراعة والتصنيع العسكري والأمني وشكلت انتصاراً على قوى الهيمنة وهوامير السلطة

غانم: ثورة لم يصاحبها إفراط في الخصومة ولم تنصب المشانق ولم تصدر قوائم سوداء ولم تسفك الدماء ولم تحصل فوضى ولا نهب ولا سلب للممتلكات العامة

السهمي: ثورة 21 سبتمبر المجيدة كانت ضرورة مُلحة كونها البوابة الحقيقية لليمن الجديد الذي يجب أن يكون في الصدارة على مستوى المنطقة والإقليم وُصُـولاً للعالم

الأمين العام لحزب المؤتمر غازي محسن: ثورة 21 سبتمبر تعد نقطة تحول في المسار الوطني وبات يتغنى بها كُـلّ الأحرار ليس في اليمن فحسب بل وعلى مستوى العالم

المسيرة / محمد المنصور

مضت 8 أعوام على ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة سنة 2014م، ولا تزال الثورة في أوج عنفوانها على الرغم من كُـلّ المؤامرات الكبيرة التي حيكت ضدها وعلى رأسها العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم المتواصل للعام الثامن على التوالي.

واستطاع اليمنيون وبكل عزة وفخر أن يبرهنوا للعالم أن هذا الشعب وجيشه الصامد لا ينكسر مهما كانت إمْكَانية دول العدوان من الترسانة العسكرية المهولة والمتنوّعة، وبأحدث المعدات والصناعات العسكرية التي تعد الأكبر على مستوى العالم وَ-بفضل الله- استطاع أبطال الجيش واللجان الشعبيّة تحقيق الإنجازات الكبيرة سواءً على صعيد التصنيع العسكري أَو الدخول في خيارات استراتيجية أنهكت العدوان وجعلته عاجزاً عن المواجهة.

وتحل ذكرى الثورة هذه في ظل متغيراتٍ كبيرة وواقعٍ جديد، فاليمن قد تمكّن من تثبيت مداميك السيادة، وعهد التبعية والارتهان إلى الخارج قد ولى إلى غير رجعة، والعدوّ يتقهقر في كُـلّ الميادين، ويبحث عن مخرج لحفظ ماء الوجه من ورطته المأزومة في اليمن.

ويؤكّـد الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام غازي أحمد علي محسن، أن ثورة 21 سبتمبر في ذكراها الثامنة وجدت لتبقى، وفتحت أمام الشعب اليمني الطريق لاستعادة دولته ورفض الوصاية الخارجية التي ظلت جاثمة على رقابه منذ عقود.

ويقول محسن في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة”: “بفضل ثورة 21 سبتمبر 2014م استعاد اليمنيون حريتهم وكرامتهم واستقلال قرارهم السياسي وإدارة شؤون دولتهم بأنفسهم بعيدًا عن أية وصاية وأية تدخلات سعوديّة وأمريكية، أما على المستوى الداخلي فقد تحرّر اليمنيون من عبث مراكز القوى والنفوذ في الداخل التي كانت تتحكم في تفاصيل المشهد السياسي اليمني”.

ويضيف: “خلال الأيّام الأخيرة شاهد الجميع المقاتلين الأبطال الذين تخرجوا بعد أن تلقوا دورات تدريبية عسكرية وهم يمثلون معظم أصناف التخصصات العسكرية والأمنية وهؤلاء هم حماة الثورة ومكاسبها، مؤكّـداً أن العدوان الأمريكي السعوديّ عجز في كسر إرادَة الثورة؛ لأَنَّ ثورتنا عكست هماً وطنياً وإرادَةً لا تقهر فَـإنَّ النصر يكون أمراً واقعياً لا محالة”.

ويواصل الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام غازي أحمد علي محسن: “صحيح هناك التحديات والمؤامرات التي تواجه ثورة 21 سبتمبر في مختلف جوانب الحياة الأمنية والاقتصادية والسياسية، تقف خلفها قوى العدوان الأمريكي السعوديّ لكن تلك المؤامرات فشلت؛ لأَنَّ ثورة 21 سبتمبر تصلب عودها بفضل التفاف القوى الحية الطاردة للعمالة والارتزاق، فحول قيادتها الخيرة منها حزب المؤتمر الشعبي وَأحزاب وطنية وثورية، يقف في مقدمتهم قائد ومجاهد كبير السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ومن هنا نقول عجزت قوى العدوان السعوديّ الإماراتي والأمريكي على كسر إرادَة الشعب وإرادَة الثورة”.

ويؤكّـد محسن على أهميّة معالجة الاختلالات والحذر من الانتهازيين والمتسلقين على أجنحة الثورة وتشويه صورتها، داعياً الجميع للحذر منهم وإبعاد تلك النبتة الفاسدة والانتهازيين الذين يستهدفون الثورة من أصحاب المصالح الخَاصَّة الذين يظهرون في كُـلّ منعطف ومرحلة من مراحل الثورات، مطالباً كذلك باستيعاب كُـلّ أطياف اليمنيين ومن كُـلّ المناطق وبمختلف أطيافهم واحترام سيادة القانون والوظيفة العامة؛ باعتبَارها حقٍّ مكتسب للجميع وفقاً للدستور، والتمثل لمعيار الكفاءة بعيدًا عن المحسوبية والقرابة.

ويعتبر محسن أن ثورة 21 سبتمبر 2014م مثلت انعطافاً تاريخيًّا في حياة الشعب اليمني، وتعد نقطة تحول في المسار الوطني على المستوى اليمني والإقليمي والدولي، حَيثُ استرجع اليمن مكانته بين دول العالم، كما أصبحت ثورة21 سبتمبر، ثورة يتغنى بها كُـلّ الأحرار ليس في اليمن بل وعلى المستوى العالم.

ويشير إلى أن القبيلة في اليمن جزء من النسيج الاجتماعي ولا تقل وطنية عن غيرها من شرائح المجتمع اليمني، وأثبتت القبيلة خلال ثمان سنوات من الحرب أنها كانت وما زالت في مقدمة الصفوف ومشاركة المجاهدين في القتال ضد قوى العدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي الذي أخفق في تحقيق أي انتصار، بل ذهب يحمل ذيل الهزيمة في كُـلّ جبهة من جبهات القتال وهو الذي كان يسعى بل ويحلم في إعادة المرتزِقة إلى اليمن، لافتاً إلى أن العدوان قد انكسر وذهب إلى دون رجعة بفضل صمود الأبطال من المجاهدين الصناديد ومعهم كُـلّ قوى الثورة الوطنية والقبيلة جزء من هؤلاء المقاتلين الأبطال الذين أفشلوا الحصار لدول العدوان.. وما زالوا في المرصاد لكل من تسول له نفسه المساس ولو بحبة رمل من تراب الوطن.

 

ثورةُ الأمل

ويصف عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد اليمني الدكتور محمد طاهر أنعم، ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م بأنها “ثورة الأمل”، مُشيراً إلى أن الإحباط كان سائداً في فترة ما قبل 2011م في كثير من القطاعات الشعبيّة اليمنية تجاه وضع بلدنا في جميع المجالات التنموية والاقتصادية والسياسية والقانونية والاجتماعية، وأننا “كنا نقارن بلادنا ببقية الدول العربية وغيرها في مختلف النواحي، ونطالع ما تنشره مراكز الدراسات والبحوث، والصحف الأجنبية والعربية عن تصنيفات الدول العربية اقتصاديًّا وتنموياً وفي غيرها، فنجد أنفسنا في أسفل القوائم، وكذلك كنا نرى الفساد والاستئثار والعمالة محلياً للنظام السعوديّ، والتبعية للمحاور الغربية المتعددة، ومكانة المواطن اليمني الضعيفة والمهانة في الخارج، وكان الجميع ينتظر الفرج، ولحظة الانفجار”.

ويضيف أنعم: “وجاءت ثورة 2011م وخرج الناس لينتفضوا محاولين إيجاد مخرج من التيه الذي كنا غارقين فيه، وعلى الرغم من التضحيات التي قدمها ملايين اليمنيين حينها اقتصاديًّا وأمنيًّا واستقراراً، إلا أن النظام السعوديّ نجح في الالتفاف على الثورة، وإعادة التقاسم بين التيارات السياسية الموالية له، والإصرار على رفض وإقصاء أي شركاء جدد، مثل أنصار الله والحراك الجنوبي، وبدأ كثير من المواطنين يحسون بعودة خطر التيه وانتشار الفساد المالي والإداري وانتشار البؤس والفقر وتغول الشخصيات النافذة القبلية والعسكرية والاجتماعية والهيمنة السعوديّة والغربية على البلد، وما تؤدي إليه من نهب الثروات، ونشر الصراعات الطائفية والمناطقية والشطرية، والتدخل في القرارات السياسية والاقتصادية والتعيينات الحكومية، غير أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م أعادت الأمل للكثير من اليمنيين، وأنقذتهم من حالة بؤس خطيرة كانوا سيدخلونها”.

ويؤكّـد أنعم أن ثورة 2014م هي الأمل لنا كشعبٍ يمني بالخروج من التبعية والهيمنة، وهي الأمل لنا بقيام نهضة اقتصادية كبرى مع استخراج ثرواتنا التي حاول السعوديّ لعقود منعنا من استخراجها وتحسين وضعنا، وهي الأمل لنا لعودة ثقة اليمنيين في وطنهم وشعبهم وبلادهم، والعودة لبنائها وتنميتها، وهي الأمل لنا في الانفلات من التبعية للغرب المستعمر، وتنفيذ سياساته، وهي الأمل لنا في قيام جيش قوي يحمي البلاد والشعب والثروات والحدود، وهي الأمل لنا في تكوين شخصية قوية للجمهورية اليمنية تستطيع بها أن تتخذ مواقف قوية في القضايا العربية والإسلامية ومناصرة المستضعفين.

ويواصل حديثه: “وعلى الرغم من الحصار للثورة وللشعب وللبلد، إلا أن الأمل في الثورة ونجاحها لا يزال مُستمرّاً، بعد الأمل في فضل الله وتوفيقه لبلدنا ولشعبنا.

من جانبه يقول عضو الأمانة العامة لحزب الحق رئيس الدائرة الإعلامية للحزب عبد الواحد الشرفي: إن ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر قد توافرت فيها شروط ومعايير الثورة بمعناها الحقيقي خلافاً لما أطلق عليها في السابق من ثورات أَو حركات ثورية في اليمن خلال المراحل السياسية السابقة، منوِّهًا إلى أن اغتيال عالم مجتهد كبير في السن كالإمام يحيى بن محمد حميد الدين ومرافقيه لتنصيب شخص آخر في حكم اليمن لا يعد ذلك مشروعاً ثورياً وإنما انقلاباً أسس لإزهاق الأرواح وقتل النفس المحرمة؛ مِن أجلِ الوصول إلى الحكم وهو ما دأبت عليه كُـلّ الحركات والانقلابات بعد 48م، والتي تم فيها الانقلاب على الشرعية الشعبيّة والسياسية، فضلاً عن الانقلاب على كُـلّ القيم والأخلاق الدينية، والتصفية العرقية والمذهبية واستبدلت بالتطهير العرقي من الوظيفة العامة، وخُصُوصاً الإشرافية وذلك بعد أن آلت إلى القوى المرتهنة للخارج مقاليد السلطة.

ويشير الشرفي إلى أن ثورة الواحد والعشرين أعادت الاعتبار لمفهوم الثورة وصياغة أهدافها وليس استنساخها وبما يلبي تطلعات وآمال أبناء الشعب اليمني في تحقيق العدالة السياسية والاجتماعية التي كانت مفقودة، ومحاربة الفوضى والفساد بكل صوره وأشكاله، وتحرير القرار السياسي اليمني من الهيمنة الخارجية وإعادة الاعتبار للسيادة والاستقلال الرديف للحرية والكرامة والبناء والتنمية، الأمر الذي بدأت به قوى ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر وإعادة بناء الدولة المدنية الحديثة وأطلقت مشروع الرؤية الوطنية لبناء الدولة في ظل الصعوبات والتحديات وانعدام الإمْكَانيات والحرب والحصار، وها هي اليوم قوى الثورة تمضي بوتيرة عالية وتحقّق العديد من الإنجازات في المجالات المختلفة ومنها مجالات الزراعة والتصنيع الحربي والعسكري والأمني، مؤكّـداً أن ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر شكلت انتصاراً على قوى الهيمنة وهوامير السلطة وَالفساد والارتزاق والعمالة، وتعد نقطة فاصلة في تاريخ الشعب اليمني الحر والأبي، وقد أعادت لليمن مجده ومكانته واستقلاله وسيادته.

 

نقطةُ تحول مفصلية

وعلى صعيدٍ متصل يعتبر الأمين العام المساعد لحزب شباب التنمية الشيخ صالح علي السهمي، أن ثورة 21 سبتمبر المجيدة تعد نقطة تحول مفصلية في تاريخ اليمن.

ويقول في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة”: “اندلعت ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة بمشاركة شعبيّة وجماهيرية واسعة من مختلف فئات ومكونات الشعب اليمني، وحمل الشرفاء من أبناء اليمن لواء الدفاع عن الوطن وتحرّره من قوى الغزو والاحتلال وإخراجه من تحت العباءة السعوديّة وَأدوات التبعية والوصاية للسفارات، فاندفعت الثورة بهبة شعبيّة عارمة ووفق منهجية دينية ووطنية مسؤولة وَقيادة حكيمة حملت قضية الشعب ودفعت به إلى مضمار البناء والتنمية كما هو في ميدان المواجهة والمقارعة مع قوى الهيمنة والاستكبار، وواجهت الثورة الكثير من التحديات الكبرى غير أنها لا تزال في هذه الذكرى بعنفوانها وَبمبادئها تتهيأ لاجتراح المزيد من الانتصارات”.

ويضيف السهمي: “ثورة 21 سبتمبر المجيدة كانت ضرورة مُلحة كونها البوابة الحقيقية لليمن الجديد الذي يجب أن يكون في الصدارة على مستوى المنطقة والإقليم وُصُـولاً للعالم، لما لهذا البلد من تاريخ وحضارة ضاربة في أعماق التاريخ، بالإضافة إلى موقعه الاستراتيجي والثروات المتنوعة في جوف الأرض وباطنها وفي أعماق البحار وسواحلها وشواطئها التي تمتد إلى آلاف الكيلو مترات، وقد تكاملت في هذه البلد كُـلّ قيم التاريخ والثروات البشرية والمادية، وهذا ما تفتقره معظم الدويلات الطارئة والمعتدية على وطننا الحبيب”.

ويشير إلى أن الجميع يعرف أن هذه الثورة المجيدة رفعت اسم البلد عاليًا وصنعت اسم اليمن من جديد وأصبحت رقماً صعباً بفضل الله والقيادة الثورية والسياسية والمنهجية التي اتخذها كُـلّ الشرفاء طريقاً لبناء الإنسان على المستوى الديني والإيمَـاني وتعزيز الوعي قبل بناء القدرات الذهنية والملكات الإدارية، وَليصبح هذا الشعب بوعيه الثوري قادراً على مواجهة التحديات وتجاوزها بكل ثقة ووعي وإدراك، لافتاً إلى أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر حملت عنواناً عريضاً مفاده أن زمن الوصاية الخارجية قد ولى ولا عودة إلى هذه المُربع مجدّدًا، مهما كانت التضحيات، وما تشهده اليمن من تحرّر واستقلال في معظم المناطق التي تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى إلَّا خير شاهد على أن القرار اليمني بات يمنياً بامتيَاز وأن الشعب هو من يصنع معالم حاضره ومستقبله، بعكس ما يحدث -للأسف الشديد- في المناطق التي باتت تحت سيطرة قوى التحالف الصهيوأمريكي وأدواتهم المنزوعة القرار.

بدوره يؤكّـد الأمين العام المساعد للتنظيم السبتمبري الديمقراطي الشيخ محمد عبد الله، أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر قد تمكّنت من إخماد العديد من الفتن والثارات المستعصية والتي كانت متراكمة لسنوات عديدة، والتي أثقلت كاهل معظم أبناء القبائل اليمنية، نتيجةً للحروب الدامية وعصبية الجاهلية الممقوتة.

ويقول في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة”: “شهادة للتاريخ والأجيال عن المواقف الخالدة الوطنية المجاهدة لهذا الشعب العظيم وقادته ورموزه الأحرار المجاهدين وضمن المميزات للثورة أنها تميزت بالقيمة الإنسانية والعفو والتسامح حتى مع من قامت الثورة ضدهم، فلم يكن فيها إفراط في الخصومة ولم تنصب فيها المشانق ولم تصدر فيها قوائم سوداء ولم تُسفك فيها الدماء ولم يحصل خلالها فوضى ولا نهب ولا سلب لممتلكات العامة والخَاصَّة، وهذا في الغالب ما يحصل عند قيام أية ثورة”.

ويواصل: العجيب أن ما حصل خلال قيام ثورة 21 سبتمبر كان هو العكس تماماً، فكانت حقاً أنظف وأشرف وأنصع ثورة، للعروض العسكرية الأخيرة التي تعتبر معجزة ومبهرة أدهشت العدوّ قبل الصديق والتي أوضحت للعالم مدى قوة وعزيمة وإباء الشعب والمسؤولية التي تحملها الأبطال المجاهدين وتنفيذهم لواجباتهم بل أكثر من ذلك من إنجازات في شتى المجالات الملقاة على عاتق هؤلاء الأبطال وبتوجيهات من القيادة الحكيمة المتبعة في مواجهه العدوان والتحديات والصعاب أثناء العدوان منذ بدايته وانتهاءً بالهُــدنة المزعومة.

ويمضي قائلاً: “لقد حضرت العرض المهيب الذي جرى في الحديدة، فو الله إنني لم أشعر قط بشعورٍ كبير ارتفعت فيه رؤوسنا عالياً وذرفت دموعنا فخرًا واعتزازاً لما حقّقناه من إنجازاتٍ عسكرية وصناعاتٍ عسكرية أنجزت في فترةٍ وجيزة وفي ظل ظروفٍ معقدة جِـدًّا فالعروض العسكرية ما هي إلَّا غيض من فيض وعلى دول العدوان أن تصحح سلوكها تجاه الهُــدنة المؤقتة وأن ترفع يدها عن سفن الوقود؛ لأَنَّها بغير ذلك تريد الهلاك بنفسها دون حساب العواقب.

ويرى نائب رئيس تكتل الأحزاب المناهضة للعدوان محمد أحمد الشرفي، أن ثورة 21 سبتمبر لم تأت من فراغ بل قامت استناداً إلى الكرامة المتعمقة لدى اليمنيين، والنضال المتوارث لديهم منذ القدم، ولقد كانت ثورات: 26 سبتمبر، 14 أُكتوبر، 11 فبراير وغيرها من محطات النضال اليمني، تمثل معطيات في مبادئها وأهدافها لثورة 21 سبتمبر، إلا أن الأخيرة جمعت ملخص النضال التاريخي الصادق، وضمنته في أدبياتها، وأخذت على عاتقها تصحيح المسار للثورات السابقة بعد أن تآمر عليها أعداء الخارج وعملاء الداخل.

ويقول الشرفي في تصريحٍ خاص لـ “المسيرة”: “لم يكن اليمنيون في ثورتهم دعاة فتنة أَو حرب، بل دعاة للسلام العادل الذي يحترم الإنسان اليمني ويحتفظ بحقه في الحرية والسيادة والاستقلال، ومن أجل ذلك تحَرّك اليمنيون متوكلين على ربهم، واثقين بنصره وتأييده، بعد أن وصل الحال اليمني إلى مرحلة لا تطاق، من عبث السفارات بالشأن اليمني، وفساد مواليهم في مؤسّسات الدولة وُصُـولاً إلى تعمد إفشال الحوار الوطني الشامل، وبعد أن طفح الكيل باليمنيين، و”بلغ السيل الزبى”، لم يكن من خيارٍ للقائد إلا استنهاض الشعب ومواجهة العربدة الأمريكية في البلد من الخارج، والفساد الممنهج من الداخل، ولم يكن للشعب سوى الاستجابة لصوت الحق والعدل، والالتحام بقائدهم للتأهب لخوض معركة التحرّر والاستقلال كمعركة فرضتها ظروف المرحلة واستحقاقاتها.

ويواصل: وفي الوقت الذي بدأ فيه اليمنيون يتذوقون لذة الانتصار ويتطلعون إلى يمنٍ جديد حر ومستقل، تحَرّكت كثير من قوى الشر الإقليمية والدولية وأيقظت خلايا الخيانة في الداخل لإفشال مسيرة التحرّر من الوصاية الأجنبية بمسميات خداعة، تارةً باسم الجمهورية والأقيال، وتارةً أُخرى باسم الشرعية، وآخرون رفعوا راية الدفاع عن الدين والسنة.. وكلهم في الكذب سواء.

وعلى الرغم من الوحشية التي ارتكبتها قوى العدوان بحق أبناء الشعب اليمني قتلاً وحصاراً وتدميراً وإهانات –كما يقول الشرفي- إلا أن ذلك لم يزدهم إلا إصراراً وثباتاً في مواجهة التحديات، وعزيمةً لمواصلة النضال الثوري التحرّري حتى تحرير كافة الأراضي اليمنية وطرد المحتلّ، وتطهير مؤسّسات الدولة من الفساد والعابثين.

ويؤكّـد أن ثورة 21 سبتمبر مثّلت مشروعاً لاستنهاض وبناء الأُمَّــة، كما فرضت مكانة اليمنيين على الخارطة السياسية، وأفرزت وعياً شعبيًّا، رسم الطريق الصحيح لمواجهة التحديات من مشاريع الهيمنة والتبعية والخنوع، واستطاع من خلالها: أن يبني جيشاً مدرباً على فنون القتال، ومعداً بإحكام مادياً ومعنوياً كما رأينا بعضاً من تلك الإعدادات في العروض العسكرية المهيبة، وأن يفرض شروطه على طاولة المفاوضات الدبلوماسية بكل اعتزاز وكبرياء، وسيأتي يوم يحتفل به اليمنيون بتحقيق كُـلّ أهداف ثورتهم، وستشرق شمس الحق والعدل والحرية، وسيخفق العلم اليمني في الأفق وفوق كُـلّ رابية، وسيأتي اليوم الذي يعرف فيه العالم أن اليمنيين أولو قوة وأولو بأسٍ شديد، “وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com