عميدُ كلية الزراعة بجامعة الحديدة العزي فقيه في حوار لـ “المسيرة”: لدينا خطةٌ لبناء سكن للطلاب ومنحهم مبالغَ رمزية شهرياً والتسجيل في الكلية يتم مجاناً منذ التأسيس وحتى اليوم

المسيرة: محمد ناصر حتروش

أثنى عميدُ كلية الزراعة بجامعة الحديدة، الدكتور العزي فقيه، على القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- على الاهتمام بالجانب الزراعي في اليمن، مُشيراً إلى أن إنشاء الكلية كان نتيجةً لهذا الاهتمام.

وقال الدكتور فقيه في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”: إن ما يميز الكلية عن غيرها أنها جعلت نسبة التطبيق العملي 100 %، إضافة إلى انفرادها بجعل التخصص الدراسي من العام الثاني بخلاف الكليات الأُخرى.

وأشَارَ إلى أن لديهم خطةً لبناء سكن للطلاب ومنحهم مبالغ رمزية شهرياً وذلك تشجيعاً لهم.

إلى نص الحوار:

 

– بدايةً، دكتور العزي فقيه يتساءل العديد من الجماهير عن سر إنشاء كلية الزراعة رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلاد؟

الحقيقة أن سببَ إنشاء الكلية يعود إلى القيادة السياسية والثورية ممثلة بقائد المسيرة القرآنية السيد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- والتي تولي اهتماماً بالغاً بالجانب الزراعي والتنمية الزراعية؛ باعتبَار الزراعة رافداً أَسَاسياً للصمود اليماني، وهي عمود جوهري في مواجهة العدوان وكسر الحصار، وفي العام (2019م-2020م) وجهت القيادة الثورية بإنشاء كلية الزراعة في الحديدة، وذلك لمواكبة الثورة الزراعية والتي تأتي ضمن مشروع الدولة المدنية الحديثة، وتجسيداً لمشروع الشهيد الرئيس الصماد “يدٌ تحمي ويد تبني”.

والواقعُ أن القيادة السياسية والثورية تريد من خلال الثورة الزراعية كسر الحصار المطبق على بلادنا من قبل العدوان وإلحاق هزيمة اقتصادية نكراء بقوى العدوان كما تتوالى هزائمهم على يد رجال الرجال من المرابطين في الجبهات، ولذا حرصت القيادة على دعم الجانب الزراعي وتوفير كُـلّ السبل الممكنة التي تؤدي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي بالذات في جانب الحبوب والخضروات والفواكه، وسعياً لتحقيق ذلك أتت التوجيهاتُ المباشرة من قائد الثورة -يحفظه الله- بإنشاء الكلية والتي بدورها ستسهم في تثقيف المجتمع وتوعية المزارعين في كيفية النهوض بالقطاع الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وبناءً على التوجيهات العليا حرصت رئاسة الجامعة على إنجاح الكلية الناشئة، فعملت على إعفاء الطلاب المقبلين على الدارسة من الرسوم الدراسية منذ النشأة وإلى اليوم، حَيثُ استوعبت الكلية ثلاث دُفَع دون أن تستلم منهم ريالاً واحداً واللجنة الزراعية والسمكية العليا وعدتنا بتبني الكلية وتوفير الموازنة اللازمة لاستمرار العمل.

 

 

– دكتور عزي هلَّا حدثتنا عن أقسام الكلية والذي يميزها عن غيرها؟

حرصنا في إعداد خطة الإنشاء على أن تحتوي الكلية ثلاثة أقسام القسم الأول النباتي والقسم الثاني قسم الإنتاج الحيواني والدواجن والقسم الثالث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية، وبذلك تكون الكلية قد ارتكزت على قسمين أَسَاسيين هما قسم الإنتاج وقسم التوعية المعني على إرشاد المزارعين بالبرامج الصحيحة الكفيلة بتحقيق الاكتفاء الذاتي.

أما ما يميز الكلية عن غيرها فهو أننا جعلنا نسبة التطبيق العملي 100 % ناهيك عن انفرادنا بجعل التخصص الدراسي من العام الثاني بخلاف الكليات الأُخرى التي تجعل عام التخصص من السنة الثالثة، فإدارة الكلية حدّدت يوم الأربعاء من كُـلّ أسبوع زيارةً علميةً لمستوى أول، والخميس زيارة علمية لمستوى ثاني، فيتم زيارة المراكز البحثية والهيئة العامة للبحوث الزراعية وغيرها من المناطق المتعلقة بالجانب الزراعي، في ما يخص المنهج الدراسي حرصنا على البدء من حَيثُ انتهى الآخرون، حَيثُ اطلعنا على عدد من المناهج الزراعية بمختلف بلدان العالم وحرصنا على الاستفادة بما يخدم البلد.

 

– كيف تقيِّمون نسبة إقبال الطلاب على الدراسة في الكلية وما هي التسهيلات التي يمكن أن تقدم للدارسين؟

في الحقيقية بلغ عددُ الطلاب خلال العامين الماضيين 123 طالبًا وطالبة ونحن نتوقع أن يفوق عدد الطلاب لهذا العام، حَيثُ لدينا إحصائية بـ40 طالباً وطالبة رغم أننا في بداية التسجيل ومع الدور الذي تقومُ به اللجنةُ الزراعية العليا في نشر التوعية والترويج للكلية نأمل أن يتوافدَ أكبرُ عدد من الطلاب.

ومن التسهيلات التي يمكن أن تقدمَ في المستقبل إذَا ما توفر الدعم المناسب فقد احتوت خطتنا على بناء سكن للطلاب ومنحهم مبالغ رمزية شهرياً وذلك تشجيعاً لهم، حَيثُ وجهت رئاسة الجمهورية هيئة الأراضي لمنحنا قطعة أرض واسعة لبناء السكن وجزء يخصص للمراكز البحثية وبقية الأرض يتم استغلالها في الجانب الزراعي الإنتاجي وأكبر تسهيل يمكن أن يقدم للطلاب الدارسين هو أن الأخ محافظ المحافظة والقيادة السياسية بشكلٍ عام توعدوا ربط الخريجين بالواقع العملي من خلال توظيفهم أَو منحهم قطع أرض للعناية بها والإنتاج بما يحقّق العائد المالي لهم.

 

– نلاحظ العديدَ من الشباب يتخوفون من المستقبل، الأمر الذي يدفعهم لاختيار التخصصات التي لها طلب مُستمرّ في الواقع العملي كالطب والتربية وغيرها ما تعلقيكم على ذلك؟

نعم من الثقافات المغلوطة التي تلقاها الشبابُ العربي التخوف من المستقبل أَو بالأصح الخوف على الرزق رغم أن الله تعالى قد تكفل برزق عباده جميعاً، ونظراً لتعمد الأنظمة العربية في تهميش بعض التخصصات كُـلّ ذلك أَدَّى إلى تفشي هذه الظاهرة، ولكن في ظل القيادة الصادقة نقول للشباب: لا داعي للقلق فالحكومة والقيادة الثورية يعملون على قدمٍ وساق في النهوض بالقطاع الزراعي، فهناك العديد من المبادرات والجمعيات والشركات التعاونية التي تعمل في القطاع الزراعي وتحرص على النهوض به، ثم أن تحقيق الاكتفاء الذاتي أصبح ضرورة ملحة وتوجّـهاً عام ضمن الرؤية الوطنية لبناء الدولة المدنية الحديثة ناهيك عن حرص القيادة الشديد في مواجهة الحصار والتغلب على العدوان والذي لا يمكن أن يتحقّق إلا بتحقيق الاكتفاء الذاتي.

 

– كلمة أخيرة لكم؟

أود أن أوصلَ ثلاثَ رسائل هامة جِـدًّا، أولاً إلى أبنائي الطلاب: لا تفوتوا فرصتَكم الذهبية في التعلم وخدمة وطنكم فالدولة والقيادة تقف إلى جانبكم ولن تترككم وحيدين فاستغلوا الفرصة في تنمية الوعي وتوسعة المدارك العلمية من خلال الزيارات الميدانية والتجارب المعملية التي تتوفر لكم في الكليات فكلما توسعت مدارككم كلما استفدتم في خدمة واقعكم العملي، الأكاديميون والحكومة معكم وستعمل على تذليل الصعاب أمامكم وَما عليكم سوى الإبداع والابتكار فترك الفرصة غصة كما قال الإمام علي.

ورسالتي الثانية للحكومة وبالأخص اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة: نشكركم على هذه الخطوات الجبارة والاستثنائية والتي ستؤتي ثمارها في القريب العاجل -بإذن الله- كما انتصر اليمن عسكريًّا سينتصر اقتصاديًّا وزراعياً.

ورسالتي للمجتمع اليمني أن يشّمر ساعديه ويبني أرضَه ويساند الحكومة في تحقيق كُـلّ ما أمكن تحقيقه في مجال الاكتفاء الذاتي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com