الأسرى الفلسطينيون ينتصرون على السجان “الإسرائيلي”

المشهدُ في أسبوع.. “نحن شعبٌ لا يُهزَم في معاركه.. ننتصر أَو نموت”

المسيرة | متابعات

أُصيب 61 مواطناً، بينهم صحفي و4 أطفال، جراء إطلاق نار من قوات الاحتلال خلال عمليات اقتحام المدن والبلدات، أَو قمع تظاهرات سلمية نظمها مدنيون فلسطينيون، فضلاً عن إصابة العشرات بحالات اختناق، جميعهم في الضفة الغربية.

في التفاصيل: أُصيب 12 مواطناً فلسطينياً، بينهم صحفيٌّ وطفل، الجمعة الماضية، بأعيرة معدنية، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار خلال مواجهات أعقبت قمعها مسيرة كفر قدوم الأسبوعية السلمية، شمال قلقيلية.

يوم الأحد، الفائت، أُصيب 3 مواطنين، أحدهم حالته حرجة، جراء إطلاق نار من قوات الاحتلال خلال مواجهات رافقت اقتحامها مدينة جنين ومخيمها.

يوم الاثنين، أُصيب 7 مواطنين، أحدهم طفل، خلال مواجهات رافقت اقتحام قوات الاحتلال بلدة قباطية، في جنين، وحصارها أحد المنازل، وقبل انسحابها، اعتقلت تلك القوات مواطنًا من المنزل المحاصر.

يوم الثلاثاء، أُصيب 4 مواطنين، بينهم طفلان، خلال مواجهات رافقت اقتحام قوات الاحتلال قرية روجيب في نابلس، وحصارها أحد المنازل، وسط اندلاع اشتباكات في المكان. خلال ذلك، أطلقت تلك القوات 5 قذائف صاروخية تجاه الطابقين الثاني والثالث من المنزل المحاصر والمكون من 3 طوابق، ما أَدَّى إلى تدمير أجزاء منهما.

وقبل انسحابها، اعتقلت قوات الاحتلال مواطنين تواجدا في المنزل، بعد إحضار والد أحدهما والطلب منه أن ينادي على ابنه لتسليم نفسه.

يوم الأربعاء، أُصيب مواطن جراء إطلاق نار من قوات الاحتلال قبل اعتقاله قرب منزله بعد محاصرته في بلدة سلواد في رام الله. كما اعتقلت تلك القوات 3 مواطنين بعد مداهمة صالون حلاقة كان يعمل فيه المصاب المعتقل، وكسرت محتوياته.

كما أطلقت قوات الاحتلال النار مرتين تجاه الأراضي الزراعية شرق قطاع غزة، و6 مرات تجاه قوارب الصيادين في عرض البحر (غربًا)، وأغرقت قارب مجداف لصياد قبالة رفح في 26/8/2022م، وصادرت 3 قوارب إنارة قبالة رفح وشمال القطاع في 30و31/8/2022م.

ومنذ بداية العام، أسفرت اعتداءات قوات الاحتلال عن مقتل 111 مواطنا، بينهم 80 مدنياً، منهم 24 طفلاً و8 نساء، ومواطنان قتلهما مستوطنون، والبقية ناشطون، منهم 15 قضوا في عمليات اغتيال.

و32 من الضحايا، منهم 19 مدنياً، بينهم 8 أطفال و3 نساء، قتلوا في العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. كما أُصيب 1277 مواطناً، بينهم 195 طفلاً و39 امرأة و22 صحفياً، في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتوفي ثلاثة مواطنين، من بينهم امرأة، في سجون الاحتلال.

 

الهدمُ والتجريفُ والمصادَرةُ والاستيطان

هدمت قواتُ الاحتلال منزلًا قيد الإنشاء وأَسَاسات منزل آخر، وبركس زراعي، وأخطرت بوقف العمل بمنزل، وصادرت ممتلكات ومركبة، في الضفة الغربية. فيما يلي التفاصيل:

في 29/8/2022م، هدمت قوات الاحتلال أَسَاسات منزل قيد الإنشاء، شرق أريحا، بدعوى البناء غير المرخص في مناطق مصنفة (c).

في اليوم نفسه، صادرت قوات الاحتلال مركبة من نوع فورد، بعدما أوقفتها على حاجز عسكري في مسافر، جنوب الخليل، واحتجزت 8 معلمين كانوا على متنها قبل أن تجبرهم على العودة سيرًا على الأقدام؛ بذريعة التواجد في منطقة تدريبات عسكرية يمنع على المدنيين التواجد فيها.

في 31/8/2022م، هدمت قوات الاحتلال منزلاً قيد الإنشاء، وبركساً زراعياً، واقتلعت 50 شجرة زيتون في بلدة تقوع، شرقي بيت لحم. كما صادرت تلك القوات كرفان حديدي، وخيام من الحديد والبلاستيك المقوى بعد تفكيكها، من داخل قطعة أرض يجري تجهيزها كمتنزه في الحي الجنوبي من الخليل.

ومنذ بداية العام، شردت قوات الاحتلال 108 عائلات، قوامها 648 فرداً، منهم 123 امرأة، و300 طفل، جراء تدمير 113 منزلاً، و41 خيمة سكنية. كما دمّـرت 81 منشأة مدنية أُخرى، وجرفت مساحات واسعة من الأراضي، وسلمت عشرات الأوامر بإخطار الهدم ووقف البناء والإخلاء.

 

اعتداءاتُ المستوطنين

نفّذ المستوطنون 4 اعتداءات هاجموا فيها مركبات ومنازل فلسطينية في الضفة الغربية، وفي التفاصيل: في 26/8/2022م، اقتحم مستوطنون، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، شمال شرقي مدينة دورا، في الخليل، وأقاموا طقوسا دينية هناك، ومنعوا المزارعين من الوصول إلى عين الماء التي يروون منها مزروعاتهم.

في 28/8/2022م، اقتحم مئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى، من باب المغاربة، بحماية مشدّدة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي سمحت لبعضهم بالخروج عبر باب الأسباط، ثم العودة للمسجد منه، وذلك لأول مرة منذ الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس عام 1967م.

في 30/8/2022م، اعتدى مستوطنون، انطلاقاً من مستوطنة “يتسهار جنوب شرقي نابلس، بالحجارة على المركبات الفلسطينية المارة عبر الطريق الالتفافي يتسهار، وحطموا زجاج ثلاث مركبات منها.

في اليوم نفسه، اقتحمت مجموعة مسلحة من المستوطنين، برفقة قوة من جيش الاحتلال، قرية كيسان، شرق بيت لحم، واعتدت على المواطنين وممتلكاتهم، ومنذ بداية العام نفذ المستوطنون 176 اعتداء على الأقل، تسبب اثنان منهم بقتل مواطنين.

 

التوغُّلُ والاعتقالاتُ

نفّذت قواتُ الاحتلال الصهيوني (185) عمليةَ توغل في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلّة، داهمت خلالها منازل سكنية ومنشآت وفتشتها، وأقامت حواجز، أسفرت تلك الأعمال عن اعتقال (73) مواطنًا، بينهم 8 أطفال. خلال المداهمات صادرت تلك القوات 6 آلاف شيكل من منزل في الخليل.

وفي قطاع غزة، نفذت قواتُ الاحتلال عمليتي توغل محدودتين: الأولى شرق رفح في 29/8/2022م، والأُخرى شرق خانيونس في 31/8/2022م.

ومنذ بداية العام، نفذت قوات الاحتلال 5740 عملية اقتحام، في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية المحتلّة، اعتقلت خلالها 3443 مواطنا، بينهم 330 أطفال، و30 امرأة. ونفذت تلك القوات 26 عملية توغل محدودة شرق قطاع غزة، واعتقلت 78 مواطنًا، منهم 45 صيادًا، و28 متسللًا، و5 مسافرين.

 

الحصارُ والقيودُ على الحركة

تواصلُ قواتُ الاحتلال حصارَها غير الإنساني وغير القانوني، المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 15 عاماً.

مساء 24/8/2022م، توفي الطفل المريض فاروق محمد أبو نجا، 6 أعوام، بعدما عرقلت قوات الاحتلال سفره إلى مستشفى هداسا بمدينة القدس المحتلّة لتلقي العلاج.

وواصلت قوات الاحتلال فرض قيود على حرية الحركة في الضفة الغربية، ففضلاً عن (108) حواجز ثابتة نصبت خلال هذا الأسبوع (104) حواجز فجائيّة في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، اعتقلت عليها 8 مواطنين.

ومنذ بداية العام، نصبت قوات الاحتلال 2910 حواجز فجائيّة على الأقل، اعتقلت عليها 136 مواطنًا.

 

انتصارُ الأسرى على السجانِ

قرّرت لجنةُ الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة وقفَ خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام بعدما تراجعت إدارة السجون عن قرارها بالنقل التعسفي لأسرى المؤبدات دوريًّا.

وقالت اللجنة في بيان رقم 6: “العدوّ الصهيوني وأدواته المتمثلة بإدارة السجون أدركت أن الأسرى جاهزون لدفع كُـلّ ثمن؛ مِن أجلِ كرامتهم وحقوقهم؛ وأن خلفهم شعبًا ومقاومة مستعدة لدفع كُـلّ الأثمان؛ مِن أجلِ نصرة مقاتليها في سجون الاحتلال الصهيوني، ولذلك قرّر العدوّ وقف قراراته الظالمة وإجراءاته التعسفية بحق أبنائكم الأسرى والاستجابة لمطالبهم”.

وعدّت أن تراجع العدوّ عن إجراءاته إن دلَّ على شيء فَـإنَّما يدل على أن هذا العدوّ لا يتراجع عن عدوانه إلا عندما يرى صمودنا ووحدتنا التي تتجسد في كُـلّ مرة داخل قلاع الأسر، و”نرجو أن تمتد هذه الوحدة لتتحقّق في كُـلّ ساحات الوطن ومواجهة الاحتلال”.

وكان الأسرى قد بدأوا تنفيذ خطوات تصعيدية في السجون، وكان من المفترض أن تختتم الخطوات بإضراب عن الطعام، حَيثُ بدأوا خوضه، مساء الخميس الفائت، لإجبار الاحتلال على تحسين ظروف اعتقالهم، في سياق خطوات احتجاجية أقرتها لجنة الطوارئ الوطنية العليا للأسرى، بعد تنصّل سلطات الاحتلال من الاتّفاق والتفاهمات التي جرت مع قادة الحركة الأسيرة في مارس الماضي، والمتعلقة بإزالة عقوبات مفروضة عليهم.

بدورها، لفتت مؤسّسة “مهجة القدس” إلى أنّ “انتصار المجاهد خليل عواودة في معركة الأمعاء الخاوية، وانتزاع حريته، بعد خوضه إضرابًا بطوليًّا لـ 172 يوماً، يُضاف إلى سجل انتصارات الحركة الأسيرة ضد سياسة الاعتقال الإداري التعسفي”.

من جهتها، قالت محامية الأسير خليل عواودة: إنّ “النيابة العسكرية “الإسرائيلية” تعهدت بعدم تمديد الاعتقال الإداري للأسير عواودة”.

وعلق الأسير خليل عواودة بقوله: “نحن شعب لا يُهزم في معاركه.. بل ننتصر أَو نموت”. ووجّه رسالة إلى الأسرى، قائلًا: إنّ “الإنجازات لا تتحقّق إلاّ بالتضحيات والدم والوجع”.

وقد بلغ العدد الإجمالي للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى نهاية يوليو 2022م، نحو أربعة آلاف و550، منهم 27 سيّدة، و175 طفلاً، ونحو 670 معتقلاً إداريا، وفق مؤسّسات تعنى بشؤون الأسرى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com