بجحافل جيوشنا قادمون لنُصرة الأقصى..بقلم/ كوثر العزي

 

اقتحمنا أعوامنَا السابقة بصمودٍ أُسطوري، وعـزمٍ حيدري، وإرادَةٍ يمانية، وصلابة كـالصخور، لـو لانت الصخور لَمَـا لان عزمـُنا، بفضل الله وقيادتنـا الحكيمة أعدنا مجدنا المسلوب، وحريتنـا المـرهونة، أعدنا كـرامتَنـا ووجدنا أنفسَنـا، وحدّدنا مسارَنـا، وتولينا قراراتِ أنفسنا، وتربعنـا نحـن على سيادة وطننا وتحت غطاء وأهداف وقرارات وطنية لا أجنبية.

واتباع منهج الله وبصدق الولاء والانتماء للقيادة، وُجد النصرُ المبين، واتضحت حقائق عدوانهم الأرعن، وفوق سابقات الليل تسابق المجاهدون لساحات القتال، ليقدموا دروساً مجـانيةً لمن أراد ذلك، ولمـن نسي التاريخ القديم لليمن هُنا وفي جبهاتنـا سيسرد لـه التـاريخ بـرصاصنـا لعـلهم بعد ذلك يتذكرون.

تحـت عنـوان “اليمن مقبرة الغـزاة”، تهاوت جيوشهم تغـرق في بحارنا، وتتوه في صحارينا، وتتهاوى من أعالي أوتادنـا، وتضيع في ليالينا المظلمـة، يوماً بعد يـوم، عاماً بعد عـام، اشتدَّ البأسُ اليمـاني، مـن طلقة رصاصة حـتى قذيفة، لـصاروخٍ باليستي، حتى وصلنـا لـطائرات مسيَّرة، اقتحمـت مسار المـعركة، وانطلقت فاردةَ الجنـاح.

كُـلَّما ازداد وجـع الشعب، زادت قوةُ الطائرات المسيَّـرة، عـلى مبدأ العينِ بالعين والسن بسن والجـروح قصاص، أطلقنا العنـانَ لـرجال الرجـال من الجيش واللجـان، انقلب السحـرُ على الساحر، وامتدّت البضعةُ الأيّام التي حـلمت بها البقرةُ الحـلوب لـبضع سنين، تبدلت الأدوار، ودارت عقاربُ الساعة، وترقبت الأيّام، وشهد الزمـنُ النقلةَ النوعية التي جعلت مـن اليمن محط الأنظار ومساراً للدهشة، وضرب الأمثـال، كيف ومتى وإلى أيـن!؟

في العـام 2015 شكلت المملكة السعوديّة بقرار أمريكي، تحـالفاً أطلق عليه “عاصفة الحزم” ثم “إعادة الأمـل”، وضعت عـلى رأس ذلك التحالف أهدافاً هشة، وطمـوحاً أوهن من بيت العنـكبوت.. ضياع، دمار، هـلاك، خسارات فادحة، وضربات موجـعة هذا ما لاقته السعوديّة في حرب اليمـن، انصياع وذل وهـوان وخـوف ورهب وتلقي طلبات وتنفيذهـا، هذا ما لقته السعوديّة أَيْـضاً من تـحالفها مـع أمريكا.

وفي عامنـا الثـامن عـام النصر بإذن الله، وفي موسم الهُدنه الثـالثة، وفي طاولات التفاوض، حَيثُ بات اليمـني هو سيد القرار، ويتوعدُ بالعودة، ومستعد كُـلّ الاستعداد للقتال، وتحت الراية المحمدية، ما زالت جيوشُنا تتوافد، وأبطالُنـا تتدفق من دوراتهـا التدريبية، إن عادوا عـدنا وعاد الله معنـا.

أرأيتم تلك الجيوش، التي تخـرجت مـن مدرسة الحسين بأرض الطف!؟

تلك هي كلمـاتُ القائد، صاحب القول السديد، وحفيد ابن بنت رسول الله، قالهـا: قادمون بجحافل جيشنا، وهَـا هي جـحافل جيشنا كـالسيول ستجرف ما بقي من الأنذال، قُدُماً قُدُماً حـتى تحـرير الأقصى، من الاستعمار الإسرائيلي، وتطهيرها مـن ذلك الدنس، وربِّ البيت إننا وعدُ الآخرة، وإننـا سنكـسرُ قيودَ فلسطين، ولنـا وقفةٌ أمـام الأشهاد، ويوم ينادي المـنادي: ادْخُلُوهـا بسلامٍ آمـنين.. باتت القدس على موعد مع التحرر والإباء، ونصرٌ لي ولك اقترب، كتفاً بكتف، ليكن القلب يمانياً والدقات فلسطينية.

سننتصر، وسنستعِيد مقدساتنـا، وسنلف طاولةَ التطبيع بمن مكث فيها وأعلن الولاءَ بعيدًا لحضيضِ الذل والخـزي والعار.

قُلناها وسنحقّق قولنـا برفقةِ مِحورنـا، ستظل القدسُ هي قضيتَنـا الأولى، ومحـرابَ جـهادنا، ومدادَ أقلامِنـا، مَن ساوم فيها ساوم في دينه وانتمـائه ووطنيته وعروبته.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com