استقراءٌ للحاضر والمستقبل يطرحُه الشهيد القائد حولَ خطر دخول أمريكا اليمن (1)

أبو زيد الهلالي

الصفةُ السيئةُ عند العرب أنهم لا يدركون ما يعملُه الأعداء إلا بعد أن يضربوهم

قد يكون الكثير يستبعدون ما نطرح، يستبعدون ما نحذِّر منه؛ باعتبَار أن الدنيا سلامات، ولا يوجد شيء!. ونحن نقول دائماً: أن هذه هي صفة من الصفات السيئة في العرب، فينا نحن العرب، الخصلة السيئة، {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} (السجدة: من الآية12) لا نعرف الخطر، ولا ندرك ما يعمل الأعداء إلا عندما يضربوننا، بعدها نتأكّـد [صح، والله صح] لكن نعيد الكلام من جديد، قد يقول البعض: [والله صح، ولكن ما جهُدنا.. نسكت!] وَإذَا هي سكته من قبل أن تأتينا ومن بعدما جئتنا.. كما قال بنو إسرائيل. نقول للجميع: إذَا وصل الأمريكيون اليمن هل سنبصر ونسمع؟ هل أبصرنا وسمعنا أم لا؟!.

ويقولُ الشهيدُ القائد حول نفس الموضوع: نقول جميعاً كيمنيين لكل أُولئك الذين يظنون أنه لا خطر مُحدق، الذين لا يفهمون الأشياء، لا يفهمون الخطر إلا بعد أن يَدْهمهم، نقول للجميع سواء أكانوا كباراً أم صغاراً: الآن ماذا ستعملون؟ الآن يجب أن تعملوا كُـلّ شيء، العلماء أنفسهم يجب أن يتحَرّكوا، والمواطنون كلهم يجب أن يتحَرّكوا، وأن يرفعوا جميعاً صوتهم بالصرخة ضد أمريكا وضد إسرائيل، وأن يعلنوا عن سخطهم لتواجد الأمريكيين في اليمن، الدولة نفسها، الرئيس نفسه يجب أن يحذر، ما يجرى على عرفات، ما جرى على صدام، ما جرى على آخرين يحتمل أن يجري عليه هو، إن الخطر عليهم هو من أُولئك، الخطر عليهم هو من الأمريكيين، الخطر عليهم هو من اليهود، على الحكومات وعلى الشعوب، على الزعماء. وحتى من يظنون أنهم قد اطمأنوا بصداقتهم لأمريكا عليهم أن يحذروا؛ لأَنَّ أُولئك ليسوا أوفياء أبداً، الله ذكر عنهم في القرآن الكريم أنهم نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، ومن نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، واشتروا بآيات الله ثمناً قليلًا سينبذون كُـلّ عهد وكل اتّفاقية، وكل مواثيق مع الآخرين.. أَو أن المواثيق ستكون لديهم أهم من كتاب الله الذي نبذوه؟ سينبذونه، والله حكى عنهم هذه الصفة: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ}.

 

الأهدافُ التي تريد أمريكا تنفيذَها في بلدنا

وعندما يأتي الأمريكيون اليمن هل جاؤوا ليطّلعوا على الأوضاع؟ لينظروا ما هي المشاريع أَو الخدمات التي نحتاج إليها؟ أَو جاءوا ليحرثوا ويزرعوا الأراضي البيضاء، أَو جاءوا ليعملوا مزارع نَحْل؛ لأَنَّهم عندهم مزارع نحل، وعندهم مزارع قمح؟ هل جاءوا يشتغلون معنا، أَو جاؤوا؛ مِن أجلِ ماذا؟. الإمام الخميني (رحمة الله عليه) سمى أمريكا بأنها: [الشيطان الأكبر]، وأنها هي وراء كُـلّ شر؛ لأَنَّ من يحكم أمريكا ويهيمن على أمريكا هم اليهود، واليهود كما حكى الله عنهم في القرآن الكريم في آيات كثيرة: أنهم يسعون في الأرض فساداً، وأنهم يودون لو يضلون الناس، وأنهم يريدون أن يضل الناس، وأنهم لا يودون للمؤمنين أي خير، وأنهم يعضون عليكم الأنامل من الغيظ، وكم ذكر في القرآن الكريم مما يدل على عدائهم الشديد للمسلمين والإسلام.

ويقول الشهيد القائد:

إذاً جاؤوا ليستذلوا اليمنيين، جاؤوا ليضربوا اليمنيين، جاؤوا ليقولوا: [هذا إرهابي، وهذه المدرسة إرهابية، وهذا المسجد إرهابي، وهذا الشخص إرهابي، وتلك المنارة إرهابية، وتلك العجوز إرهابية]. وهكذا.. لا تتوقف كلمة [إرهاب].

[عندما يعرف الجميع بأن الأمريكي يدخل اليمن فمن المسؤول الأول عند دخولها وما حاجت اليمن لجنود أمريكيين وهيَ تمتلك جيشَ أسئلة كثيرة حول هذه يطرحُها السيد حسين بدر الدين الحوثي]

عندما تكون هذه القضية حقيقية يكون المسؤول الأول هو من؟ الدولة، الجيش، المعسكرات المليئة بالجنود الذين يثقلون كاهل الشعب، ثم لا يعملون شيئاً، ودولة لا تعمل شيئاً.. لماذا يسمحون للأمريكيين أن يدخلوا؟ وما الذي يحوج الناس إلى أن يدخل الأمريكيون اليمن؟ هل أن اليمنيين قليل؟ أَو أن اليمن يتعرض لخطورة من أي جهة أُخرى غير أمريكا؟ فهم يأتون ليساعدوا اليمنيين!؟.

ويقول الشهيد القائد:

لماذا دخل الأمريكيون اليمن؟ ويجب على اليمنيين أن لا يرضوا بهذا وأن يغضبوا، وأن يخرجوهم، تحت أي مبرّر كان دخولهم. أليس في هذا ما يكفي؟. فليكن كلأمنا مع بعضنا البعض أنه لماذا دخلوا بلادنا؟ ومن الذي سمح لهم أن يدخلوا بلادنا؟ هل دخلوا كتجار؟ هناك شركات تعمل أمريكية وهي التي تستولي على نسبة كبيرة من بترول اليمن، لكن أن يدخل جنود أمريكيون ويحتلوا مواقع،.. يصيح الناس جميعاً: أين هي الدولة؟ من الذي سمح لهم؟ أين هو الجيشُ الذي ينهك اقتصادَ هذا الشعب بنفقاته الباهظة. ثم الناس لا يسمحوا أبداً لأنفسهم أن يقولوا: هذه القضية تخص الدولة، أَو تعني الدولة. الدولة نفسها ليس لها مبرّر أن تسمح، ولا الدستور نفسه يسمح لمسؤول أن يسمح بدخول الأمريكيين إلى اليمن حتى لو افترضنا أن هناك -كما يقولون- إرهابيين في اليمن. هناك قضاء في اليمن، وهناك دولة في اليمن، واليمنيون يستطيعون هم إذَا ما كان هناك اعتداء من شخص -اعتداء بمعنى الكلمة- ضد أمريكيين، أَو ضد مصالح أمريكية مشروعة، فالقضاء اليمني هو صاحب الكلمة في هذا، لا حاجة لدخول الأمريكيين إطلاقاً.

 

لا يوجد مبرّر لتواجد الأمريكيون في بلدنا فمن الذي يصنع لهم المبرّرات?

يضعون مبرّراً لوجود الأمريكيين، ثم يتحَرّك الأمريكيون والمبرّرات دائماً أمامهم، كما عملوا في أفغانستان كان المبرّرات دائماً أمامهم، ونحن بطبيعتنا اليمنيين نشتغل بالمجان إعلامياً [ياخه قالوا ما بلاّ يشتوا كذا وكذا وابعد نقل الخبر ياخه قالوا ما يشتوا إلا كذا كذا وابعد قال ما يشتوا إلا كذا كذا] فتنقل التبرير بالمجان وتعممه على أوساط الناس، وكل واحد ينقل الخبر إلى أن يترك أثره.

ويقول الشهيد القائد:

وهل تعتقد أنه يمكن أن يصل الأمريكيون إلى اليمن، أَو يقوم أحد بعمل يخدم الأمريكيين ثم لا يضع تبريرات مسبقة يقدمها وتسمعها من التلفزيون، وتقرأها في الصحف، وتسمعها من الإذاعة، ويتداولها الناس فيما بينهم بالمجان، هذه من السيئات. لا يجوز لك أن تنقل أي تبرير أبداً تسمعه ولو من رئيس الجمهورية يبرّر وجود أمريكيين، أَو يبرّر القيام بعمل هو خدمة للأمريكيين من أية جهة كان، لا يتداول الناس التبريرات، هذه أول قضية يجب أن نحذر منها. طبيعة الفضول التي فينا، طبيعة الكلام الكثير والهذرة الكثيرة، نتحدث بأشياءَ ولا ندري بأنها تخدُمُ أعداءَنا، هذه طبيعةٌ فينا غريبة، في العرب بصورة عامة، وفينا أَيْـضاً بالتحديد.

[ملزمة خطر دخول أمريكا اليمن].

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com