مع الشهيد القائد: آيات من سورة الكهف «2»

هنادي محمد

  • ذكر -عليه السلام- بأن مهمة الشيطان الرجيم ليست مسلطة على أمور حياتنا؛ لأَنَّها لا تشكل عليه أي خطر، بل مهمته تتوجّـه مباشرة إلى ضرب ديننا حتى يوصلنا إلى الشقاء، معللاً ذلك بقوله: [لماذا يتجه إلى أن يفصلنا عن الحق، وعن الدين؟ لماذا؟؛ لأَنَّه يعرف بأنه إذَا ضربنا في ديننا، ضربنا في الحياة هذه، وفي الآخرة، وأوصلنا إلى جهنم؛ لأَنَّه عدو شديد العداوة، يريد أن يلحق بنا أقصى، وأقسى ضرر. فهو يعرف أن حياتنا هنا، سعادتنا، قوتنا، عزتنا، مجدنا، شرفنا، مرتبط بديننا، فليضرب الدين حتى لا تقم لنا قائمة. الشيطان ربما يعرف أكثر مما يعرف كثير من الناس السنن الإلهية، التي ذكرها الله في القرآن؛ لأَنَّه سمع من أول يوم {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جميعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} (طه١٢٣)].

 

 مهمةُ أولياء الشيطـــان:

ويشير الشهيد القائد إلى أن مهمة أولياء الشيطان مثّلت امتداداً لمهمة وليّهم وتوجّـهوا لاستهداف الدين بمختلف الأساليب والسبل، وهدفُهم الأَسَاسي الهيمنة: [فاهمين هم أن أهم شيء يجب أن يركزوا عليه هو ما يتعلق بديننا، فليفصلونا عن هدي الله، عن دينه، فيكونوا قد حقّقوا كُـلّ شيء. يخرجون أُمَّـة ضعيفة، هزيلة، مفرقة، مشتتة، لا تعرف شيئاً، لا تحَرّك ساكناً، ويكونون قد هيمنوا على كُـلّ شيء، مما يجعل معيشتنا في الأخير معيشة ضنكا].

 

 حاجتُنا إلى الديــن:

في ظل المؤامرات الرهيبة التي يحيكها اليهود والنصارى نحتاج بشدة للتمسك بديننا ليدفع عنا خطرنا ومكرهم: [إن الدين هو الذي يدافع عنا، نحن بحاجة إلى الدين نحن، نحن بحاجة إلى الدين في حياتنا هذه؛ لأَنَّه ماذا يعني الدين؟ الدين هو هدى الله، هداه، هدانا، أي رسم لنا طريقة، وهدانا إليها، لكي نتحَرّك في هذه الدنيا، لنكون أقوياء، لنكون أعزاء، لنكون سعداء، لنكون عظماء، في هذه الدنيا، وفي الآخرة].

وأيضاً أن نحمل وعياً كَبيراً يجعلنا ننزعج تجاه ديننا: [يجب على الإنسان أن يكون واعياً، ومنزعجاً جِـدًّا عندما يسمع أن هناك توجّـه لحرب الدين، أن تعرف أنهم يحاربونك في أهم مفصل، ويضربونك في أهم موقع بالنسبة لحياتك كلها، في الدنيا وفي الآخرة].

 

 مصدرُ شقـاء الإنسان:

ويؤكّـد -عليه السلام- أن سبب ومصدر الشقاء في الدنيا هو الابتعاد والإعراض عن دين الله: [يجب أن نفهم علاقة الدين بنا، وحاجتنا الماسة، والشديدة إلى الدين الذي يعني: هدي من الله لنا في هذه الحياة، لنكون سعداء. الله ما خلق الإنسان في هذه الدنيا ليشقى، هل تعرفون هذه؟ لا يأتي الشقاء إلا من الإعراض عن دين الله، لا يأتي الشقاء في هذه الدنيا إلا بما صنعه المعرضون عن هدي الله].

 

 أسبابُ القعود عن العمل في سبيل الله:

ويذكر الشهيد القائد سببين من الأسباب التي تؤدي لقعود الناس عن التحَرّك في سبيل الله وعرض علاج كُـلّ سبب.

الأول: المفاهيم المعوجّة: [ما يقعد الناس عن التحَرّك في سبيل الله إلا مفاهيم معوجة، ونظرة أن الحياة هذه معوجة من عند الله! هذه واحدة أبعدها {وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا}.

الثاني: الخوف من قوة وبأس الآخرين: [ما يقعد الناس أَيْـضاً عن التحَرّك في سبيل الله إلا الخوف من بأس الآخرين].

ولعلاج حالة الخوف هذه يقول -عليه السلام-: [نجد أن الله يذكِّرنا بأن البأس الشديد الذي يجب أن نخافه هو البأس الشديد الذي من لدنه هو، أما ما كان من لدن الآخرين لا يمثل شيئاً، وهذا شيء معلوم، حتى تعرف البأس الشديد من لدنه في هذه الدنيا أنظر إلى ما توعد به من أعرضوا عن ذكره، ما توعد به من أصبحوا أولياء لأعدائه، ما توعد به المفرطين في مسئوليتهم، في إعلاء كلمته، خزي شديد في الدنيا، ذلة، قهر، إهانة، معيشة ضنكا في الدنيا، وفي الآخرة سوء الحساب، وجهنم].

 

 النظرةُ الصحيحةُ للدنيــا:

في سياق حديثه -عليه السلام- يقول بأن علينا أن نصحح نظرتنا إلى الدنيا بحيث تكون نظرة صحيحة: [يجب أن نفهم أن الدنيا هذه إذَا واحد فهم هذه الدنيا بشكل صحيح، لن ينشدّ إليها، لن ينشد إليها فعلاً، مهما ملك، ويمشيها بشكل صحيح {لنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} إذَا فتفهم بأن ما لديك من الممتلكات في هذه الدنيا، من مظاهر هذه الدنيا، أن المطلوب منك أن تتحَرّك بها، ومن خلالها، لتكون أحسن عملاً].

والعاقبــةُ للمتَّقيــــن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com