فلنقُـلْ خيراً أَو لنصمُـتْ..بقلم/ زياد السالمي

 

(حكم حول مرافعات الغفوري والردود عليها).

تظلُّ في القلبِ أسئلةٌ عن المجدي والأولوي والمفيد، كوجود وحيِّز وكينونة، فيكون القولُ هو الأكثرَ والأوسعَ في الإنسان من الفعل لحظة الحكم الإلهي في التصرفات وفي السلوك وفي التعاطي الإيجابي للأمور؛ لهذا كان الدين الإسلامي الحنيف يمقُتُ الكذبَ كقول وينكر وجودَه في الإنسان السوي ويعتبره لا يستقيمُ حدوثَه مع الذات الحق الإيمَـانية ولا ينكر الفعل المخالف للتعاليم الوجودية الإلهية فيه.

وفي الكتابة والحديث الكثير من ذلك القول الذي علينا التنبه حوله، يعني طالما الخيال الأدبي يقتضي الافتراء والكذب فعلينا أن نتركه وننكر وجوده في حياتنا مهما كان مستساغاً ولذيذاً.

هكذا إذاً من ذلك الحديث عن النبي وأصحابه فهو قول القول وهم صفوة الصفوة من الإمام علي -سلام الله عليه- إلى كُـلّ صحابي عايش الرسول وسايره ونهل من معين سلوكه وفعله وارتوى من سلسبيل روحه واستنار وتزود من قداسة أنواره.. فهم فوق التحاذق وفوق التطاول من خلال أثرهم وسلوكهم الذي هم فيه فعلاً ولا يحتاجون لنا لنقف بصفهم أَو نفرق بينهم أَو نشحن نفوس الناس لهم أَو عليهم بطاقة قولية لا تسلم من الكذب والخيال العلمي.

ليس الجدير بنا أن نرُدَّ السيئة بمثلها؛ لأنها قيح وجيفة وخبث في الحالتين.

وإنما علينا أن نرد السيئة بالحسنة هكذا يقول ربنا ويعلمنا أن ذلك ديننا الذي ارتضاه لنا.

ليس المناسب أن نقولَ عن الآخرين نكايةً فيهم أَو حقداً أَو ردة فعل أَو انتقام أَو…، وإن كان ذلك من ليس السبيل الذي قاله الله لنا وجعل السبيل على من اعتدى إلا أن الأنسب كما قلت حال ذلك هو الصبر ونعزم أمرنا ونتوكل على ربنا ونعفو كسمو لا مثيل له في بناء الأجيال والأمم وارتقائهم في حياتهم.

ليس الغباء بالمقابل أن نربأ بأخلاق حبيبنا وقدوتنا ربنا ونبيه ونحب ونمدح ونحسن ونسلم ونعفو ونرحم وننعم ونكرم ونحلم ونعطي بيننا البين بدلاً عن تتبع العورات والإجحاف في النكايات والمهاترات والإساءَات فنكون على سبيل وبمقربة من الشيطان وقبيله.

أعينوني بعد الاستعانة بالله هكذا كان قول الرسول وأصحابه لبعضهم البعض.. (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) هكذا يقول ربنا لرسوله ولأصحابه ولنا من بعدهم.

هكذا يعلمنا الدين أشياءَ كثيرةً من توقير وتعزير وتكريم سابقينا والاحترام لهم مهما كلف ومهما استفزك جاهل ناكر حقير دوني يدعي التطاول عليهم ولم يرفع مقامهم الذي اختصهم الله ورسوله وشرفهم، إذ رباهم ورباهم رسوله مباشرة وبدون واسطة.

فكان جل اهتمامهم وكل ما يسعون إليه هو الحق ونزع الغل من صدورهم لأصحابهم وفعل الخير والخوف على الدين من الضياع والجهاد في سبيل الله. فلم تكن الدولة. (بمفهومها الحالي) والحكم هي السبب الموجب للأقوال والأفعال والوجود الإنساني وإنما كان الله ولقاؤه هو جل ما يدعون له ويسعون إليه ويكدحون كدحا لملاقاته وليس لدنيا ولا لجاه ولا لسيادة ولا لامرأة ولا لدنيا ولا لضغينة ولا لتنابز ولا لتهامز ولا… ولا…!

المهم أين نحن من كُـلّ ذلك ما هو موقفنا حول بعض الحوادث من تطاول على أعلام أمتنا الأولى ليس كما يزعم ويسوقه الضلال من فرقة وعداوة وبغضاء بيننا فلدينا ما يكفينا لننشغل به عن ذلك.

فلم يكن الإمام علي -عليه السلام- كما هو نور إلهي أنار من نور الله ورسوله يأتي ليطغى على نور أصحابه وإخوانه في الإيمَـان؛ لأَنَّه بالحقيقة في غنى عن ذلك ويدرك أن أنوارهم تشير إلى نوره وليس تطفئه وكذلك أصحابه وإخوانه لم تكن أنوارهم تقوم على إطفاء نور الإمام علي عليه السلام. فهم من نور رسول الله ونور الله.

هم جميعاً نورٌ من نور أعظم وإمام أكرم ونبي أقوم ورسول أعم وأدوم.

فلماذا هذا الحديث الذي يؤدي بنا إلى الضلال وليس إلى الصراط المستقيم دعونا من كُـلّ هذا الوهم والذي يسعى إلى الشر وليس إلى الخير ولنقل خيراً أَو لنصمت.

دمتم في محبة واقتدَاء وعلى الصراط المستقيم وعلى الله قصد السبيل.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com