هذه هي المسيرةُ القرآنية..بقلم/ احترام المُشرّف

 

من يتابع المسيرةَ القرآنيةَ المباركةَ بتَرَوٍّ وإنصافٍ ودون حكم مسبق يعرفُ ويتأكّـد أنها مشروعُ حياة وبقاء ونصر وتمكين وقُرب من الله وهداية وفلاح وتزكية.

المسيرة عرّفتنا بالقرآن معرفةً حقيقيةً، وأنه هو المنهج وهو المشروع وهو السلاح، المسيرة أعادت لنا فجر الإسلام الأول وتجلى لنا أتباعُها وتجسّد فيهم وبتمسكهم بها ما كان عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، الذين وقفوا مع الحق وتحملوا في سبيل ذلك ما يتحملُه أتباعُ المسيرة اليوم من ظلمٍ وحرب وحصار وتكالُبِ الأمم عليهم.

المسيرة أخرجت القرآنَ من المسجد وأنه مادة تعبد فقط، وأدخلته إلى كُـلّ مرافق الحياة، المسيرة عرفتنا القرآن بأنه هو الميثاق والدستور لبناء الدولة، وهو الكلية العسكرية لبناء الجيش، وهو القبة التي يجلس تحتها نواب الشعب، وهو القصر الذي يسكن فيه حاكم الشعب.

هذه هي المسيرة، وأما عن من كان له الفضل بعد الله وبتوفيق من الله في تأسيسها فهو شهيدها السيد: حسين البدر -رضوان الله عليه-، كان هو الذي بدأ هذا المشروع المبارك ودفع في سبيله حياته، استشهد القائد المؤسّس وبقيت المسيرة القرآنية ما بقي القرآن في صدور العارفين العاملين به.

المسيرةُ مباركةٌ باقيةٌ، ومن أهم عوامل بقائها هو قائدها العلم السيد: عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله-، ذلك الرجل الذي وفي كُـلّ مرة يطلُّ علينا فيها وفي كُـلّ محاضرة يلقيها وفي كُـلّ درس، يزيدُنا معرفةً بهذه المسيرة، يزيدنا بصيرة كم هي مهمة للنجاة في الدنيا والآخرة.

قائد المسيرة الذي جعل كلامه من القرآن ودعوته من القرآن وإلى القرآن، يحارب بالله ويسالم بالله ويعادي أعداءَ الله، ولا تأخذه في الله لومة لائم ولا تهديد آثم، قائدُ مسيرتنا خطيبٌ وحكيم وسياسي يعرفُ كيف يلجُ إلى القلوبِ فتكون هي المصغيةَ لما يقول.

قائدُ مسيرتنا يعرفُ همومَ شعبِه ويتألَّمُ لألمهم ويتابعهم ويسعى جاهداً لتنبيهِ المسؤولين وتذكيرِهم بأنهم خدامٌ للشعب وليسوا حكاماً عليه، وما مناصبُهم إلا ليتمكّنوا من خدمة المواطنين لا ليستعلوا عليهم.

قائدُ مسيرتنا قالها صراحة: “الفاسد اخلسوا جلده ولو كان من أنصار الله”، قائد مسيرتنا أرشد الجميع حكاماً ومحكومين بقوله: (لا يمكن أن تنهضَ أُمَّـة ولا شعبٌ، ولا تنجح في تحقيق أهدافها وتزدهر حياتها إلا عندما يكون المسؤولون القائمون على الأعمال والمسؤوليات من ذوي الكفاءة الأخلاقية والمهنية والعملية.. وهذه مسألةٌ مهمةٌ جِـدًّا ولا بد من تفهُّمِها من الجميع من الذين هم يتحمَّلون المسؤولية ومن المجتمع نفسه).

المسيرةُ القرآنيةُ مباركةٌ باقيةٌ ما بقي الليل والنهار، ويجب المحافظة عليها من المندسين الذين يسعَون في تشويه وجهِها، وقائدها مبارك مثلُها وعمرُه طويلٌ ممتد بعمر محبيه، وعلينا الالتفاف حوله والالتزام بأوامره، علينا أن نعرفَ قدرَ هذه النعمة ولا نكونَ من الذين نكصوا على أعقابهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com