صنعاء تؤكّـد ضرورةَ الوصول إلى معالجات إنسانية واقتصادية واسعة لإنجاح التهدئة

العزي: ناقشنا مع دبلوماسيين أُورُوبيين تجربة الهُدنة وشدّدنا على تحسين مزاياها وصرف المرتبات

 

المسيرة | خاص

واصلت صنعاءُ جهودَها الدبلوماسية مع المجتمع الدولي لإنجاح التهدئةِ والوصولِ إلى معالجات واسعة للمِلف الإنساني والاقتصادي، على الرغم من إصرار تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ على التعنت والمماطلة في تنفيذ بنود الهُدنة.

وكشف نائبُ وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ، حسين العزي، الثلاثاء، عن “لقاء بناء” تم عقده مع كُـلّ من سفير الاتّحاد الأُورُوبي وسفيري ألمانيا وفرنسا والمبعوث السويدي إلى اليمن، في إطار جهود تثبيت مسار التهدئة والسلام.

وأوضح العزي أن اللقاء ناقش “مجمل الصعوبات التي تعترض طريق السلام واستعرض بشكل خاص تجربة الهُدنة”.

وَأَضَـافَ العزي أن اللقاء مع المسؤولين الأُورُوبيين تضمن “التأكيد المشترك على أهميّة خفض التصعيد ودعم جهود المبعوث وضرورة توسيع المزايا الإنسانية والاقتصادية بما في ذلك موضوع المرتبات”.

وكان نائب وزير الخارجية قد أعلن قبل أَيَّـام أنه لن يكون هناك أيُّ تمديد قادم للهُدنة إذَا لم تتحقّق اتّفاقات واسعة وموثوقة وملموسة الأثر تعالج كافة القضايا الإنسانية والاقتصادية، وعلى رأسها صرف المرتبات ووقف نهب إيرادات النفط والغاز من جانب تحالف العدوان ومرتزِقته.

ومع تمديد الهُدنة مطلع يونيو المنصرم، شدّدت صنعاء على ضرورة معالجة ملف المرتبات من خلال توحيد الإيرادات، وقد أكّـدت استمرار التزامها بمبادرتها الخَاصَّة بإيداع إيرادات ميناء الحديدة في حساب مخصص للرواتب، على أن يلتزم الطرف الآخر بتغطية العجز من عائدات النفط والغاز، لكن العدوّ ومرتزِقته يحاولون التهرب من هذا الاستحقاق.

وتقوم حكومة المرتزِقة بتهريب كميات كبيرة من النفط الخام بشكل دوري عبر موانئ حضرموت وشبوة، ويتم نهب قيمة هذه الشحنات بالكامل في الوقت الذي يعاني فيه الموظفون من انقطاع المرتبات، وترتفع فيه أسعار المشتقات النفطية التي يمكن إنتاجها في المصافي المحلية التي يمنع تحالف العدوان تشغيلها.

وكانت عدة تحقيقات وتقارير قد كشفت أن عائدات النفط الخام الذي تبيعه حكومة المرتزِقة تذهب إلى بنوك سعوديّة، ويتم صرفها لتمويل الحرب وشراء ولاءات المرتزِقة.

وكان العزي حذّر من أن عدم تحقّق المعالجات الإنسانية والاقتصادية سيفضي إلى استئناف المعركة “بدون توقف”.

ولا يزال تحالف العدوان يرفض تنفيذ التزامات اتّفاق الهُدنة، حَيثُ يواصل احتجاز سفن الوقود ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة، ويرفض تعويض الرحلات الجوية المتفق عليها، كما يرفض فتح الطرق في تعز والمحافظات، فيما تواصل قواته خرق وقف إطلاق النار بشكل يومي.

ويعبّر تجاوُبُ صنعاء مع الجهود الدبلوماسية الدولية عن جدية ثابتة ومُستمرّة في البحث عن معالجات وحلول تخفف من معاناة المواطنين وتمهد الطريق للسلام الفعلي، على عكس موقف تحالف العدوان الذي يكشفُ عن إصرار متزايد على استمرار العدوان والحصار واستخدام الملف الإنساني كورقة ابتزاز وضغط للحصول على مكاسب عسكرية وسياسية.

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن بعث رسالة إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، تعهد فيها بالعمل على وقف العراقيل التي تمنع تنفيذ اتّفاق الهُدنة، وتعويض الاستحقاقات المتأخرة للاتّفاق، والوصول إلى اتّفاق شامل يتضمن صرف المرتبات، لكن بعد موافقة صنعاء على التمديد تجاهلت الأمم المتحدة هذه التعهدات وواصلت دورها السلبي في إضاعة الوقت والتواطؤ مع تحالف العدوان للتنصل عن التزامات الهُدنة.

وأعلنت صنعاء قبل أَيَّـام أنها أجرت تقييماً لما تم تنفيذه من اتّفاق الهُدنة، وأنها مستعدة للمرحلة القادمة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com