قائدُ الثورة يرسُمُ مساراتِ التحَرّك اللازمة لمواجهة التحديات القادمة والسير نحو النصر الكبير

خلال لقائه أبناءَ ووجهاء محافظة حجّـة:

 

المسيرة: خاص

مجدّدًا، يدعو قائدُ الثورة، السيدُ عبدالملك بدرالدين الحوثي، إلى رَصِّ الصفوف في كُـلّ المجالات وموازاة عملية البناء الشامل؛ استعداداً لمواجهةِ ما تبقى من عمر العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن، لا سيما مع تصاعُدِ مؤشرات التصعيد القادم الذي تسعى قوى الاستكبار من خلاله لخوض جولة قد تعيد له بعضاً مما فشل في تحقيقه، غير أن المعطياتِ المقابلةَ والخيارات الموجودة لدى الصفِّ الوطني وعدالة القضية تحتِّمُ على دول العدوان وأدواته الخسارةَ والفشلَ الكبير.

وخلال لقائه الأربعاءَ بأبناء ووجهاء محافظة حجّـة، قال السيد القائد: “نحن في هذا البلد ونحن في العام الثامن نتصدى للعدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم، وبعون الله تعالى تجاوزنا مراحلَ صعبةً وتحدياتٍ كبيرة”.

وَأَضَـافَ “محافظة حجّـة قدمت الآلاف من الشهداء وقدمت الكثير في عطائها من كُـلّ المستويات”.

ولفت السيد القائد إلى أن “المتبقي هو بإذن الله تعالى ومن خلال الاستجابة العملية والواعية بتوجيهات الله سبحانه وتعالى وأوامره هو مستقبل خير إن شاء الله”.

 

جملةٌ من التحديات تفصلنا عن النصر الكبير

وفي كلمته، أشار قائد الثورة إلى أننا “نواجهُ مجموعةَ تحديات، التحدي الأول هو ما نعانيه من قبل الخونة المجرمين السيئين”.

ونوّه إلى أن المعاناةَ ازدادت مع “ما طرأ مؤخّراً في العالم من تحديات وأزمات نتيجة للسياسات الأمريكية التي هي بجانبها ومن ورائها اللوبي الصهيوني هي تنتج الأزمات في مختلف بلدان العالم”، مردفاً بالقول “على المستوى الدولي هناك أزمات كبيرة جِـدًّا؛ لأَنَّ أمريكا اتجهت لفتح صراعات جديدة مع الروس وَالصين في إثارة الحروب والفتن وإثارة المشاكل في المجتمع البشري”.

ولفت إلى أن “هذه الأزمات إضافة إلى المؤامرات المُستمرّة التي تستهدفنا داخل البلد وجميع التحديات التي توجّـهنا في الجانب العسكري والأمني والاقتصادي والمعيشي، إضافة إلى أعباء المراحل الماضية من المعاناة وكذلك الظروف المعيشية”، في إشارة إلى الإرث البغيض الذي تركته الحكومات السابقة في كُـلّ المستويات وعلى كافة الأصعدة.

ومع كُـلّ المعطيات العدوانية وافرازاتها العصيبة، وضع قائد الثورة خيارين وحيدين أما استمرار الجهاد والعطاء ونيل النصر، أَو الاستسلام والقبول بما يريده الأعداء لشعبنا من ذل وهوان وقهر.

وجدّد قائدُ الثورة التأكيدَ على تمسك اليمن قيادة وشعباً بخيار النضال والجهاد لنيل الحرية والاستقلال والكرامة.

وشدّد على وجوب أن “ننطلق في كُـلّ المجالات على مبدأ وتعاونوا على البر والتقوى، وأن نتحَرّك بشكل جماعي رسميًّا وشعبيًّا لتحقيق هذا المبدأ”.

 

مجالاتُ التحَرّك اللازمة لتحقيقِ النصر

وفي كلمته، رَسَمَ قائد الثورة عدداً من مسارات التحَرّك اللازمة لنيل النصر الكبير القادم بعون الله تعالى.

وعلى الصعيد العسكري، نوّه السيد القائد إلى أن “من المتوقع أن يكرّر العدوّ محاولاته، ولذلك على مستوى الميدان يجب أن نعزز الجبهات بشكل مُستمرّ، وأن نعزز بناء التشكيلات العسكرية والتجنيد والتدريب والتأهيل وتشكيل الألوية المقاتلة”، في رسالة توحي للعدو بأن تحَرّكاته العسكرية القادمة مرصودة ويجري الاستعداد لمواجهتها، فيما جدد قائد الثورة الإشارة إلى الأسلحة الاستراتيجية التي بات يمتلكها اليمن وقادرة على ردع العدوان وجرائمه ومخطّطاته، فيما اعتبر مراقبون هذه الرسائل المتجددة نصحاً لتحالف العدوان وتحذيراً من مغبة أية حماقة يقدم عليها.

وأشَارَ إلى أن الذي ينقصنا في بقية المجالات ومنها المجالات الاقتصادية هو التوجّـه العملي، فيما دعا إلى جملة من التوصيات في هذا السياق.

واستدرك بالقول: “الذين فيهم خير من التجار والقطاع الخاص والمواطنين بشكل عام إنشاء مؤسّسات وجمعيات استثمارية للتوجّـه إلى الإنتاج المحلي”، مؤكّـداً أن “الإنتاج المحلي أصبح ضرورة بكل الاعتبارات”، فيما نوّه إلى أنه “يمكن إنشاء شركات استثمارية على أن تكون بشكل صحيح مع الحذر من النصابين”.

ولفت إلى أن “الصراع في الغرب، في أوكرانيا والصراع بين الروس وَالصين مع أمريكا أصبح لها تأثير كبير في تعقيد مسألة الاستيراد من الخارج”.

ونوّه إلى ضرورة تقليل الاستيراد والتوجّـه صوب الإنتاج المحلي، لمواجهة مشكلة ارتفاع المشتقات النفطية وارتفاع تكلفة النقل، مُضيفاً “لو اتجهنا إلى الإنتاج المحلي ستكون الكلفة قليلة جِـدًّا والنتائج مثمرة منها تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلد”.

ولفت إلى أن “كَثيراً من الأشياء الذين يستوردونها من الخارج، يمكنُ إنتاجُها في الداخل، وبالذات ما يتعلق بالغذاء والكساء والمتطلبات الضرورية، وهذا يحتاج للتعاون”.

وعلى المستوى الأمني، أكّـد قائد الثورة أنه “لا بد من التعاون بين الجانب الأمني والشعبي لتعزيز الأمن وخدمة المجتمع”، مؤكّـداً على وجوب “أن يكون هناك انتباه من العاملين، كي يكون هناك أداء لخدمة الناس، ومراقبة هذا الأداء من كُـلّ المعنيين والعناية بالسجون والسجناء، العناية بالجانب الإنساني والخلقي بحسن رعايته والحذر كُـلّ الحذر من الظلم والتصرفات السيئة التي لا تنسجم مع القيم الإسلامية”.

وعلى المستوى الاجتماعي، أكّـد قائدُ الثورة أنه “يمكن حَـلُّ النزاعات دون أية مشكلة، من خلال العمل الاجتماعي وتحسين الأداء القضائي ومن خلال العمل المشترك كتشكيل لجان قضائية واجتماعية تحسم أي خلاف بالحلول الصحيحة والممكنة”.

ودعا قائدُ الثورة إلى التحَرّك الشعبي والرسمي مع كُـلّ نشاط توعوي يخلص الناس من القضايا غير الضرورية، والتوجّـه صوب القضايا الجامعة وتوحيد الصفوف وتعزيز الإخاء والتعاون ليصبح الشعب قويًّا جِـدًّا، مهيباً بالتحَرّك القضائي والمجتمعي لحل مشاكل الناس ومنع نشوب إلى مشاكلَ جديدة أَو قضايا هامشية.

وجدد التأكيدَ على أن “من الجوانب ذات الأولوية التعاون في التكافل الاجتماعي، والاهتمام بإخراج الزكاة والاهتمام بصرفها في مصارفها”، مُضيفاً “من أهم المشاكل (الجدب) ولمواجهة هذه المشكلة يجب الرجوع إلى الله ونكرّر الالتجَاء إليه، ولا بد من الرجوع العملي، بالاستقامة وإخراج الزكاة”.

وعلى مستوى العناية بأمر الزكاة، أكّـد السيد القائد أنه “يجب الاهتمام بتصحيح العمل فيها على مستوى التحصيل وجمعها والعاملين عليها أن يكونوا على مستوى عالي من الأمانة، وعلى مستوى الصرف أن تصرف للفقراء الحقيقيين، لا أن تصرف بمُجَـرّد علاقات ومجاملات وصحب”.

وفي سياق الاهتمام بالجانب الاجتماعي، دعا قائد الثورة إلى التخفيف من تكاليف الزواج، للحد من الظواهر السلبية وتحصين المجتمع والشباب بأكبر قدر ممكن.

وفي سياق متصل، لفت قائد الثورة إلى أن “من أكثر ما يركز عليه العدوّ في هذه المرحلة الاتجار بالحشيش والمخدرات؛ لأَنَّ البعض ينجر وراء الاتجار بهذا الجانب بطمع المال، وهذا الاتجار أمر خطير ويرتكب فاعله جرائم متعددة أمام الله تعالى”، منوِّهًا إلى أن “كل أشكال الاستهداف الشيطاني يعملوه أولياء الشيطان لاستهداف المجتمع، وهدفهم أن ينشروا بينهم الجرائم ويفرقوه وينشروا بينهم البغضاء والعداء والكراهية”.

وفي سياق رسم مجالات التحَرّك اللازمة لتحقيق النصر، أكّـد قائد الثورة أن “من الجوانب المهمة والضرورية الاهتمام برفع المظالم ونشر الوعي وتفقد أوضاع الناس، وفي هذا الجانب مسئولية كبيرة للجانب الرسمي”، مستدركاً “الإخوة في الجانب الرسمي معنيون في أن يكونوا قريبين من الناس، وأن تكون أخلاقهم أخلاق عالية، وأن يكون همهم إنصاف أي مظلوم في أي موقع من المواقع الاعتبارية والرسمية”، لافتاً إلى ضرورة “حل مشكلة الغاز المنزلي، وضبط عملية التوزيع بشكل صحيح ومضمون، ومعالجة أي إشكالات واختلالات في هذا الجانب”.

ودعا إلى تعزيز جهود مكافحة الأوبئة وبالذات في المديريات الساحلية والتي يعاني منها المواطنين بشكل كبير.

وفي ختام حديثه عن مسارات التحَرّك التي هي من أسباب النصر الكبير القادم، أكّـد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أنه “باهتمامنا وتعاوننا واستجابتنا العملية وتوكلنا على الله واعتمادنا وثقتنا بالله نصل إلى تحقيق النتائج المهمة في كُـلّ المجالات مع صبر في واقع العمل صبر وبناء صبر وجهاد وصبر وعمل حكيم سيكون له نتائجُ مهمة ومثمرة”، مؤكّـداً أنه ونحن أمام مواجهة هذه التحديات يجب أن نواصل اهتمامنا على كُـلّ المستويات.

وتعتبر هذه المسارات التي حدّدها قائد الثورة بمثابة التوصيات ورَصِّ الصفوف وحشد الطاقات والأخذ بأسباب النصر دون سواها، وهو ما يكشف مستوى اليقظة أمام تحَرّكات الأعداء الشاملة، وما يلزم أمامها من عمليات بناء شاملة لكسر ما تبقى من تحَرّكات العدوّ وإجباره على وقف عدوانه ورفع حصاره.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com