عفّاش والغشمي الأدواتُ الرئيسة في اغتيال الحمدي وهم اليوم في مزبلة التاريخ

خلال مقابلة له في برنامج “ساعة للتاريخ” عبر شاشة “المسيرة”

اللواء مجاهد القهالي: الوَصايةُ السعوديّة توغّلت بعد الثورة بفترة قليلة عبر عملائها ومشاريعها هي من أطاحت بالإرياني والحمدي

الحمدي أسّس الوحدة والمؤتمر الشعبي العام ودعا لمشاريع نهضوية جعلته محط الاستهداف السعوديّ

 

المسيرة: خاص

كشف اللواءُ مجاهد القُهالي -رئيسُ تنظيم التصحيح-، عن جوانبَ من الأحداث السياسية التي أدارتها السعوديّةُ في اليمن منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، وحتى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، التي أطاحت بالوَصاية السعوديّة وبترت أذرع الرياض.

وأشَارَ القُهالي في مقابلة أجراها، مع قناة المسيرة، أمس الأول، في برنامج “ساعة للتاريخ”، إلى كواليس اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي، والدور الرئيس الذي لعبه الخائن علي صالح عفاش، بعد تجنيده من قبل المخابرات الأجنبية، لافتاً إلى أن المشروع السعوديّ المتمثل في شق طريق شرورة –نجران –الوديعة، كان يهدف لفصل أجزاء كبيرة من اليمن، وبسببها تم التخلص من القاضي الإرياني، فيما تمسك الحمدي بمشاريعه الحضارية النهضوية الوحدوية التي جعلت السعوديّة تقوم باغتياله عن طريق عملائها الرخاص.

 

الإطاحة بالإرياني.. بصمات سعوديّة أولى

وقال اللواء القهالي: “‏فشل الشيخ عبدالله وأبو شوارب في الانقلاب ضد الإرياني؛ لأَنَّ إبراهيم الحمدي كان يقود أكبر قوات داخل الصف الجمهوري الاحتياطي العام، وعدد من الوحدات التي انخرطت في لوائه، فبدأت السعوديّةُ تتحاور مع إبراهيم الحمدي”.

وَأَضَـافَ “‏الحمدي رفض الانقلاب من حَيثُ المبدأ، وأن يكون أدَاة طيّعة للإطاحة بالرئيس عبدالرحمن الإرياني، لكنه تفاجأ في أحد الأيّام بوجود اجتماع في منطقة الحصبة في منزل الشيخ عبدالله، فذهب إليهم وهم على وشك التحَرّك، للقضاء على الرئيس عبدالرحمن الإرياني”.

وأكّـد أنه حينئذٍ ‏كاد الوضع أن ينفجرَ في صنعاء ويحدث نَهْراً من الدماء اليمنية دون أن يكون هنالك مبرّر، اللهم إلا أنها رغبة من السعوديّة في تفجير الأوضاع.

‏ولفت إلى أن “الحمدي استطاع إقناع الشيخ عبدالله ومن معه بالتراجع، وقال لهم هذا التحَرّك سوف يؤدي إلى سفك دماء يمنية لا حدودَ لها، ولسنا في حاجة إليه، ودعوني أذهب إلى الرئيس عبدالرحمن الإرياني وهو بالإمْكَان أن يستقيل وكان الأرياني قد عرض استقالته مسبقاً”.

‏وتابع حديثه “ذهب الرئيس إبراهيم الحمدي إلى الشيخ عبدالله والمشايخ المحسوبين على السعوديّة وقال لهم: الكثير من القيادات والمشايخ استسلموا للإغراءات المالية القادمة من السعوديّة”.

ولفت إلى أن ‏القاضي الإرياني قدم استقالته إلى القوات المسلحة بقيادة الحمدي وقال: “أنا لا أريد سفكَ أي قطرة دم واحدة؛ مِن أجلِ بقائي في السلطة، فهذه استقالتي لك”.

واستطرد “‏ذهب الرئيس إبراهيم الحمدي إلى الشيخ عبدالله والمشايخ المحسوبين على السعوديّة وقال لهم: هذه استقالة الرئيس الإرياني، وأنت يا شيخ عبدالله لازم تقدّم استقالتك بالمقابل، تجنباً للفتنة، بدوره ‏الشيخ عبدالله كرئيس مجلس الشورى قدم استقالته إلى القوات المسلحة وقال للحمدي: وهذه استقالتي حينما رأى الإرياني استقال من منصبه”.

وبيّن أن ‏الحمدي تولى القيادة من خلال إعلان دستوري لمدة 6 أشهر، وأعلن عن مجلس القيادة مشكل من قيادات القوات المسلحة.

وقال: “‏تشكل مجلس القيادة في البداية أكثر من13 شخصية؛ لأَنَّه شمل العديد من الضباط: علي أبو لحوم، ودرهم أبو لحوم، وشمل أَيْـضاً عبدالله عبد العالم -قائد المظلات-، وشمل عبدالله الحمدي، وشمل أَيْـضاً عبد السلام صَبْرة، وآخرين يعني شمل الكلَّ، والبعث وأبو شوارب”.

 

الضغوطُ التي أطاحت بالإرياني تساومُ الحمدي

ونوّه إلى أن “السعوديّةَ ‏بدأت تضغَطُ على الحمدي للموافقة على مشروع شق الطريق الذي يخترق الربع الخالي ويقتطع الأراضي اليمنية فقال لهم هذه طريق يمنية، وهذه سيادة يمنية، ليس لي من حق التفريط بها ولا اتخذ القرار فيها بمفردي”.

وأكّـد أن “السعوديّة أبلغت الحمدي بأنها ستدعمه وستعيد تشكيل القوات المسلحة فرفض العروض السعوديّة”.

وقال اللواء مجاهد القهالي: “‏كانت مساعي السعوديّة هي شق الطريق وإيقاف حركة التنمية التي أعادها إبراهيم الحمدي من الصفر بالاعتماد على هيئة التعاون الأهلي للتطوير”.

ونوّه إلى أن “السعوديّة يهمُّها ابتلاع اليمن، وليس شيء آخر، وليس لديها مشكلة في من يَحْكُم، لكن أن يكون الحكم مُسَيَّراً لها وَأن لا يسعى للاستقلال أَو لنسج علاقات خارجية تنطلق من بعد وطني”، مؤكّـداً أن “السعوديّة تسعى لأن تكون المهيمن المسيطر على القرار اليمني، وتريد أن تكون هي الوصي على اليمنيين وعلى الشعب اليمني”.

 

الحمدي والتوجّـه صوب الوحدة اليمنية وإنشاء المؤتمر الشعبي العام:

وفي السياق، لفت القهالي إلى أن “التوجّـه نحو الوحدة اليمنية بدأ مبكراً، وكانت السعوديّة غير قابلة وغير راضية باتّفاق القاهرة عام 72؛ لأَنَّها كانت تطمع إلى المزيد من الحروب، وإلى المزيد من الدماء”.

وأكّـد اللواء مجاهد القهالي أن “‏الرئيس الحمدي استشعر الخطر السعوديّ فذهب إلى عدن والتقى بالرئيس سالم ربيّع علي”.

وَأَضَـافَ “‏الرئيس سالم ربيّع علي كانت تربطه بالرئيس إبراهيم الحمدي علاقات أخوية حميمة، منذ كان سالم ربيع في تعز منتصف الستينيات أثناء حكم الرئيس قحطان الشعبي”.

ونوّه إلى أن “‏الرئيس إبراهيم الحمدي أنهى حروبَ المناطق الوسطى بالحوار، وأنهى الحروب الشطرية؛ لأَنَّه كانت تربطه علاقات حميمية بقيادة الجنوب، وعلى رأسها الرئيس سالم ربيع علي، وكان مَنْ ساهم مع الرئيس عبدالرحمن الإرياني في اتّفاق القاهرة عام 72”.

‏وأشَارَ إلى أن “حوارات الحمدي وسالمين انتهت بالتوافق بين الشمال والجنوب على الوحدة، وبدأ إبراهيم الحمدي يقنع جميع القوى السياسية بالمشاركة في المؤتمر الشعبي العام”.

وأكّـد القهالي أن “‏الحمدي أسس المؤتمر الشعبي العام على أن يكون جامعاً للقوى الشعبيّة والسياسية والوطنية معاً، وفي نفس الوقت يكون موازياً للجبهة القومية في الشَّطر الجنوبي من الوطن حينذاك”.

وقال “‏الحمدي أراد تأسيس المؤتمر الشعبي العام إيمَـاناً بالتعدّد السياسي في قيام الوحدة اليمنية، والوحدة اليمنية لم تقم إلا على أَسَاس التعدد السياسي، ووجود أحزاب وحرية الرأي والرأي الآخر والقبول بالآخر”.

وَأَضَـافَ “‏فكرة المؤتمر الشعبي العام كانت فكرة الشهيد إبراهيم الحمدي، وكان لم يبق إلا أَيَّـام قُبَيْل اغتياله حتى يتم عقد المؤتمر التأسيسي له في الحديدة”.

ونوّه إلى أن “‏مؤتمر البحر الأحمر في تعز، وقيام المؤتمر والوحدة، وبناء الدولة، والانتخابات ومجلس الشورى، أثارت السعوديّة ضد الرئيس الحمدي فبدأت بوضع مخطّط الاغتيال، من خلال المحلق العسكري السعوديّ صالح الهِدَيّان، ومن خلال أحمد الغشمي حينذاك وعفاش”.

البداياتُ الأولى لتجنيد الخائن عفاش لصالح المخابرات الأجنبية

وتطرّق اللواء القهالي إلى البدايات الأولى لتجنيد المخابرات الأجنبية للعميل علي عبدالله صالح في أسمرة.

وقال إنه عندما ذهب “‏الغشمي إلى أسمرة للعلاج، ومعه علي عبدالله صالح، جرت الحفاوة، والتقى بهم “شولق” بعدما خلصوا من المستشفى ذهبوا إلى بيت شولق وهنا أتت المخابرات الإسرائيلية والمخابرات السعوديّة لتجنيدهما”.

‏وجدد التأكيد أنه “تم تجنيد علي عبدالله صالح حينما ذهب مع أحمد الغشمي إلى بيت شولق في أسمرة وقت سفره مع أحمد الغشمي لمعالجته”.

وقال القهالي: “‏علي عبدالله صالح كان قائد لواء تعز، وقبل أَيَّـام من اغتيال الحمدي ظل في صنعاء وكان يحضر مع بقية العملاء اغتيال الحمدي والانقلاب عليه”، مُضيفاً “‏جرى تجهيز كامل للدبابات والمدرعات داخل القيادة العسكرية من قبل الغشمي وعفاش قبل اغتيال الحمدي”.

وواصل حديثه “‏طرحنا كضباط على الرئيس الحمدي خطورة الوضع وما كان يحضر له الغشمي وعفاش والسعوديّين لكنه قلل من الخطورة”، متبعاً بالقول: “‏كان لدينا معلومات بما يحضر له الغشمي وعفاش وآخرين وأبلغنا الحمدي بها وقال: حينما أعود من عدن إلى تعز، سوف تسمعون قرارات تاريخية ومهمّة، فقلت له قد لا تستطيع الذهاب إلى عدن فالجماعة ناوين اغتيالك”.

واستطرد “‏كنا متأكّـدين مما يحضر له الغشمي وعفاش وَالسعوديّة؛ لأَنَّ الخلاف الذي كان موجوداً داخل مجلس قيادة الظل يتصاعد كُـلّ يوم وكان يحاول إبراهيم ترميمه، ولكنه كان خلافاً غير ظاهر”.

 

كواليسُ اغتيال الحمدي.. عفاش كأدَاة رخيصة

وفي سياق كواليس اغتيال الرئيس الحمدي، قال اللواء القهالي: “‏كنا مدعوين إلى عزومة بيت الغشمي، على شرف عودة عبدالعزيز عبدالغني -رئيس مجلس الوزراء-، من العلاج في الخارج، وكانوا معدين لاغتيال الحمدي وأخيه واغتيال كُـلّ الضباط”.

وَأَضَـافَ “‏الذي حَصَل أن عبدالله الحمدي في يوم 11 أُكتوبر، ذهب إلى القيادة العامة لاستلام 7 سيارات وصالون -يعني- عفواً حوض تويوتا؛ مِن أجلِ يركب عليها رشاشات ومدفعية كطقوم، إضافة إلى ما عنده من سيارات في ذمار، ويتحَرّك في يوم 11 أُكتوبر إلى عدن بقَوَام لواء من قوات العمالقة المتمركزة في قعطبة وذمار، بحيث يشكّل صمّام أمان لزيارة الرئيس إبراهيم الحمدي، ولسالم ربيّع علي؛ لأَنَّ الجناحَ اليساري الذي كان أَو التطرّف اليساري الذي كان موجوداً في عدن، كان لا يرغب في الوحدة بهذا الشكل، فوصل عبدالله وقد أخذ الغشمي مفاتيح السيارات معه، وأبلغ عبدالله الحمدي بالمجيء إلى منزله لاستلام المفاتيح، وكان قد أبلغ إبراهيم بأنه متجه لذمار”.

وتابع حديثه “حين وصل عبدالله الحمدي إلى بيت الغشمي، استقبله محمد الغشمي (يا فندم عبدالله، غداء، يا منعاه يا عيباه، لقمة، لقمة غداء)، قام محمد الغشمي بجز دقنته، قال: رجاء ادخل وجبة غداء، وبمُجَـرّد أن وصل للمنزل تم القضاءُ عليه”.

‏وقال القهالي: إن “الغشمي وعلي عبدالله صالح، ومحمد يحيى الآنسي، ومحمد الحاوري، ومحمود مانع قتلوا عبدالله الحمدي قبل أخيه”.

وبشأن عملية اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي، أوضح القهالي أن قتلة الشهيد الحمدي “كانوا قد أعدوا 3 سيناريوهات لقتل الحمدي الأول خلال هذه المأدبة، فإذا لم تنجح فبقصف منزل الرئيس الحمدي، والسيناريو الثالث بإسقاط الطائرة حينما تقلع بالحمدي للذهاب إلى عدن”.

‏وأردف القهالي بالقول: “وصل إبراهيم الحمدي إلى منزل الغشمي وَإذَا بصالح الهديان موجود ورأى عبدالله أخيه مقتولاً مضرجاً بالدماء، ورأى ثلاثة ضباط سعوديّين من الأمن السعوديّ أَو من المخابرات السعوديّة، وشاف الموجودين بالكامل، الذين قتلوا أخاه، والذين هم -أيضاً- قادمين على قتله”.

وتابع حديثه: “‏أول من تكلّم مع الحمدي هو صالح الهديان، حسب ما وصلتنا من معلومات، وقال له: هذا البحر الأحمر مؤتمر البحر الأحمر، وهذه طريق نجران –الشرورة –وَالوديعة، وهذا مجلس الشورى المنتخب، وبدأ يحاكم الحمدي، وهذه الوحدة الذي أنت تريدها، وكان يشير إلى دماء أخيه عبدالله، وحاول الهديان صفع الحمدي فرده وَ(رَكَله) إلى آخر المكان، فقام الغشمي وعلي عبدالله صالح وآخرون بتكتيف الحمدي ليصفعه الهديان”.

وَأَضَـافَ: “‏أول من أطلق الرصاص على الرئيس إبراهيم الحمدي هو علي عفاش، وكان أحمد الغشمي قد بدأ يتراجع بعدما طرح عليه الحمدي وقال “: أيش تشتوا؟، تشتوا تحكموا احْكُموا، ما هو الذي يمنعكم؟ سفك الدماء ليس لمصلحتكم ولا يخدمكم ولا يخدم اليمن ولا يخدم -تمام-، إذَا كان غرَّكم المال السعوديّ، احكموا أنتم والهديان، فقد كان بدأ هكذا نوعاً ما، لكن أقدم علي عفاش والآخرون بالفتك به، وبعدها بلحظات استدعوا قائد الاحتياط، و‏حين وصل قائد الاحتياط ورأى الحمدي وأخاه مقتولَين أَدَّى التحيّة للغشمي، فقال له الغشمي: هذه أسماء عشرين من الضباط في الاحتياط استدعِهم إلى القيادة، وقل لهم الرئيس الحمدي بحاجتهم، فذهب وأتى بالضباط على رأسهم علي زلعاط، إسماعيل حجر، مجموعة من الضباط -الله يرحمهم-، قام بسجنهم ليشل حركة الاحتياط”.

‏ولفت إلى أن “الغشمي والهديان والقتلة قاموا بتصفية الفتاتين الفرنسيتين قبل الظهر، وأتوا بهن إلى منزل بجوار السفارة السعوديّة وأتوا بجثث الرئيس وأخيه إلى المنزل ووضعوا كُـلّ واحدة فوق واحد”.

وفي سياق منفصل لفت القهالي إلى أن “ضابط النجدة كان موجوداً، وطلبت منه أنا أن يتكلم مع الجزيرة حينما أتى فريق من الجزيرة إلى صنعاء، لكنه التزم الصمت، بينما هو مطلّع على الشيءِ الكثير”.

‏واستدرك “أتى أحد ضباط النجدة ومحسن اليوسفي وزير الداخلية للاطلاع على المكان الذي نقل إليه الحمدي وأخيه فقال ضابط النجدة: أين الرصاص؟! وأين الطلقات؟!‍ وأين الدم؟! وهؤلاء قد لهن خيرات من عندما قُتلين! وهذا عاد الدم حقهم! كيف حصل هذا، فذهبوا ليجمعوا فوارغ رصاص ودماء إلى المكان، ‏ حاولوا إخراج موضوع الجريمة بتلبيس جريمة غير أخلاقية بحق الحمدي وأخيه عبدالله، لكن الضابط كشف الأمر فاكتشفوا بأن الموضوع ما يكون مقبولاً فأصدروا بياناً نصحهم به محمد النعمان”.

وفي ختام حديثه حول هذا السياق، قال اللواء مجاهد القهالي: إن “‏اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي ليس اغتيالاً لجسده، ولا مِن أجلِ أن يصل فلان أَو علان إلى السلطة، بل كان اغتيالاً لمشروعه الحضاري الوطني الذي أحدث تحوّلاً تاريخيًّا في مسار الحركة التصحيحية”.

ولفت إلى أن “‏مشروع الحمدي تمثّل في بناء الدولة أولاً، وبدأ يبني مؤسّسات، وكلّ الوزارات الموجودة الآن، كُـلّ المباني الحكومية هي من عَهْده، كُـلّ الحدائق الموجودة داخل صنعاء من عهده”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com