اغتصابُ النساء وثأرُ الشرفاء

 

أم الحسن أبوطالب

حين ينسلخُ الإنسانُ عن قيمِه ومبادئِه ويبتعدُ عن تعاليم دينه وَيبيع بالريال والدرهم إنسانيته ويتجرَّدُ من أصول القبيلة والعرف والدين والعروبة يصبحُ عبداً لأهوائه الشيطانية التي تجره وراءها بعيدًا عن ارتباطه بكينونته البشرية وفطرته السوية الرافضة للرذائل والمترفعة عن الانحطاط الأخلاقي والسقوط في مستنقع القذارة والعمالة.

جرائمُ الاغتصاب مقرونةٌ دائماً بآفات الاحتلال، فالمحتلّ البغيض يسعى دائماً لهدم القيم والفضائل في أي مجتمع محافظ ليسهل تفكيكه واحتلاله والسيطرة عليه، وحين يُسْتهدف الإنسان في شرفه ويقمع ويُكممُ فاه ليصمت ولا يحرك ساكناً يكون المحتلّ قد حقّق نجاحاً عظيماً في مشروع احتلاله فمن يرضها في عرضه بعد أن قبل بالمحتلّ والعميل والمرتزِق محتلّاً لأرضه سيصبح بعدها كُـلّ شيء عليه يسير فمن خسر كرامته وشرفه هان عليه كُـلّ شيء بعدهما وكما قال الشاعر:

من يهن يسهل الهوان عليهِ ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ.

المجتمعُ اليمني معروفٌ بأنه مجتمعٌ محافظٌ من الدرجة الأولى ومتصلٌ بهُــوِيَّته الإيمَـانية باتصال متجذر ضاربٍ في عروق جذوره اليمانية الأصيلة المتسمة بفِطرته السليمة التي خلقه اللهُ عليها بعيدًا عن كُـلّ الشواذ وما تمقته الطبيعة البشرية السوية من رذائل وانحطاط سلوكي، ومن هنا جاءت الأعرافُ والتقاليد والعُرفُ القبلي الذي يحترمُ المرأةَ ككيان له قيمته ومكانته ويدافع عنها ويجعلها ملكة لا يصل إليها أي أذى أَو سوء.

نموذجٌ منحطٌّ وواقعٌ أكثرُ انحطاطاً ذاك الذي وصلت إليه بعضُ المناطق التي سيطر عليها مرتزِقة الغزاةِ المحتلّين، بعد أن انسلخوا من هُــوِيَّتهم ودينِهم وأخلاقهم وأصبحوا أدَاةَ قذرة بيد العملاء وقيادة التحالف، فتحولوا من رجال إلى أشباه الرجال، وتنصلوا عن الأعراف وسفكوا دماء إخوانهم واستباحوا الأعراضَ.

وما حدث لنسوة مديرية حيس قبل أَيَّـام في منطقتي “الجوير والسويهرة” من اغتصاب واعتداء ليس إلا شاهدًا حياً ودليلاً واضحًا على الواقع المأساوي الذي وصلت إليه مناطق الاحتلال على أيدي المرتزِقة الذين باعوا كرامتهم مقابل بعض الأموال وقبلوا بالمحتلّ اللعين وصياً عليهم.

في مديرية حيس ستُّ نساءٍ كُنَّ ضحيةَ المشروع الاستعماري الذي جاء باسم الحرية والشرعية واستغلَّ ضعاف النفوس لتحقيق أجندته في أرض اليمن، ضارباً بالأعرافِ والقوانين ومواثيق القبيلة اليمنية عرض الحائط، متجاوزاً الخطوط الحمراء لدى اليمنيين التي يدفعون أرواحهم ودماءهم رخيصةً؛ لكي لا يتجاوزها أحد وما حادثة الاغتصاب في حيس إلا تحدٍّ صارخ وتجاوز وقح لمرتزِقة التحالف يجب أن ينالوا عليه أشد العقاب، وأن يشعلَ ثورة الأحرار بداعي القبيلة والحمية والشرف لاستئصال تلك الشرذمة الخبيثة التي استباحت أعراض اليمنيين واستهانت بالمرأة اليمنية وبدرعها الحصين من رجالها الأبطال الشرفاء الذين سيثأرون لنساءِ اليمن قاطبةً ولأطفالها، وسيقتصون مِمَّن هتك الأعراض وعاث في الأرض فساداً، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلَبٍ ينقلبون.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com