المقاومة الفلسطينية تنعَى الشهداء: الدم يطلُبُ الدمَ والاحتلال سيدفع ثمن جرائمه

المسيرة | متابعات

يواصلُ العدوُّ الصهيوني همجيتَه وعدوانيته من خلال ممارسته القتل والهتك والتنكيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وآخرها اغتيال قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين وإصابة عشرة آخرين بجروح متفاوتة خلال عملية عسكرية، فجرَ اليوم الجمعة، في مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلّة، تخلّلتها اشتباكاتٌ مسلّحة عنيفة وإعدامٌ مباشرٌ للشهداء.

وبحسب تقاريرَ محلية فَـإنَّ أكثرَ من 30 دورية ووحدات خَاصَّة اقتحمت المدينة من فتحات الجدار قرب فقوعة شرق جنين، وفتحة مقيبلة من حاجز الجلمة شمالًا، وانتشرت بشكل سريع في حي البساتين والمدارس بأطراف الحي الشرقي، حَيثُ يقع منزل الشهيد رعد خازم الذي قرّر الاحتلال هدمه. كما اندلعت اشتباكاتٌ عنيفةٌ في جنين، وألقيت الحجارةُ والعبوات الناسفة على دوريات الجيش الذي تعرَّض جنودُه لإطلاقِ نارٍ كثيف.

وذكر شهود عيان أنّ قواتِ الاحتلال اعترضت مركبةً من نوع مازدا كان يستقلها الشبان الثلاثة وأطلقوا النار بشكل مباشر نحوها خلال انسحابهم من المكان بعد اشتباكات مع تلك القوات، لافتين إلى أن جنود الاحتلال ترجلوا من جيباتهم العسكرية وأطلقوا النار داخل المركبة للتأكّـد من إعدامهم للشبان.

وشهدت مدينة جنين مسيرات حاشدة وغاضبة جابت الشوارع وتقدمها مسلحون تعهّدوا بمواصلة المقاومة، كما أعلنت القوى الوطنية والإسلامية الحداد الوطني، ودعت للنفير العام.

 

تنديدٌ بالجريمة النكراء في جنين ودعوة لتصعيد المقاومة

في السياق، زفّت حركة “الجهاد الإسلامي” بكلّ فخر واعتزاز شهداءَ الواجب المقدّس الشهيد المجاهد براء كمال لحلوح (24 عامًا)، والشهيد يوسف ناصر صلاح (23 عامًا) وهو شقيق الشهيد سعد صلاح، والشهيد ليث صلاح أبو سرور (24 عامًا)، وهو شقيق الشهيد علاء أبو سرور، الذين ارتقوا في عملية اغتيال صهيونية جبانة، إثر إطلاق جنود الاحتلال النار على المركبة التي كان يستقلها المقاومون في الحي الشرقي من مدينة جنين.

وأكّـدت حركة “الجهاد الإسلامي”، في بيان لها، أمس الجمعة: “إذ نودّع هذه الكوكبة من مقاومي جنين، الذين ساروا على درب أشقائهم وإخوانهم في إبقاء جذوة الجهاد والمقاومة مشتعلة، لنؤكّـد أنّ هذه الجريمة تكشف مدى بشاعة وإجرام هذا العدوّ، ولسوف تنقلب هذه الجرائم ويرتد عليه وبالًا، فالعدوان لن يكسر شعبنا ولا يثني المقاومة عن مواصلة مسيرتها”.

واعتبرت الحركة أنّ “جرائم الاحتلال المُستمرّة بحق شعبنا ومقاومينا، تدلل أنّ الاحتلال ماضٍ في إرهابه، وتكشف عن سلوكه الدموي الذي يستهدف كُـلّ ما هو فلسطيني”.

وقالت: “إنّ عزيمة أبناء شعبنا وإرادتهم الصلبة سوف تبقى الأقوى والأجدر بالنصر مهما بلغت التضحيات”، وأكّـدت أنّ “مجاهدينا لن يغفروا لهذا الاحتلال جريمته النكراء، ولن يصمتوا على اعتداءاته بحق شعبنا، وسوف تبقى المقاومة له بالمرصاد، متمسكين بالجهاد كخيار وحيد للرد على هذه الانتهاكات، واستعادة الحقوق وتحرير الأرض من دنس الغاصبين”.

وبيّنت الجهاد في بيانها “إنّ قوى شعبنا ومقاومته بتشكيلاتها كافة وفي مقدمتهم أبطال سرايا القدس وكتائبها المظفرة في الضفة الغربية ستواصل جهادها ومقاومتها ردًا على هذه الجريمة النكراء وغيرها من الجرائم الغاشمة”.

بدورها، أكّـدت كتيبة جنين، في بيان لها، على أنّ جريمة الاحتلال البشعة بحق المجاهدين الثلاثة، لن تمرّ مرور الكرام، ونتوعّد الاحتلال المجرم بالرد على هذه الجريمة النكراء وسيدفع الثمن غالياً.

بدورها، شدّدت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، في بيانها على أنّ ‏عملية الاغتيال التي نفذها الاحتلال بحق الشبان الثلاثة لن تزيد شعبنا ومقاومته إلًّا إصراراً على مقاومة الاحتلال وُصُـولاً إلى تدفيعه ثمنَ جرائمه ودحره عن أرضنا.

وأكّـدت أنّ المقاومة بكافة أشكالها هي خيار شعبنا للرد على هذه الجريمة البشعة، وهي درع شعبنا وسيفه القاطع اتّجاه عصابات المستوطنين وجيش الإجرام، ما يستوجب تصعيد المقاومة وأن تَتَحّول كُـلّ مناطق التماس والحواجز إلى كتلة لهب تحت أقدام الصهاينة.

من جانبها، أكّـدت حركةُ “حماس” أنّ جريمةَ اغتيال الشبان الثلاثة تؤكّـد أنّ جنين ومدن الضفة تشكل كابوسًا للاحتلال وحالة ضغط على كُـلّ مؤسّساته الأمنية.

وشدّد الناطق باسم حركة “حماس” حازم قاسم على أنّ جرائم الاحتلال كانت دومًا مقدّمة لعمليات ثأر حقيقية ضد الاحتلال ومستوطنيه. واعتبر أنّ المعادلة هي أنّ الدم يطلب الدم والشهيد يطلب الثأر والاحتلال سيدفع ثمن جرائمه بحق شعبنا.

وتابع قاسم: “يجب ألّا تمر هذه الجريمة دون حساب، وأن يتصاعد فعل المقاومة وتشتعل الضفة نارًا تحت أقدام الاحتلال”، وَأَضَـافَ هذه الجريمة تؤكّـد الضرورة الملحة لتشكيل إطار وطني حقيقي لدعم المقاومة في جنين وكل المدن الفلسطينية وتشكيل حاضنة سياسية لها.

وفي ذات السياق، أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين جريمة اغتيال الشبان الثلاثة مؤكّـدةً أنّ دماءهم لن تذهب هدراً، وشدّدت في بيانٍ لها على أنّ سياسة الاغتيالات والإعدامات بدم بارد لأبناء شعبنا، محاولة “إسرائيلية” فاشلة لتقويض إرادَة المقاومة والصمود، والمقاومة الشعبيّة الناهضة في الضفة، محملةً حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات تلك الجريمة النكراء، وشعبنا بمقاومته لن يقف مكتوف الأيدي.

ونعت لجان المقاومة شهداء جنين، وأكّـدت أنّ دماءَهم الزكية لن تذهب سدى وستظل لعنة ووصمة عار تطارد كيان العدوّ الصهيوني على مر التاريخ والأزمان.

ودعت لجانُ المقاومة في بيانٍ لها “مقاومي شعبنا وشبابه الثائر الحر الأبي في الضفة المحتلّة والقدس الأبية والداخل الفلسطيني المقاوم للرد على جريمة العدوّ الصهيوني باغتيال المقاومين الثلاثة وضرب جنود العدوّ الصهيوني ومستوطنيه في كُـلّ شبر من أرضنا المحتلّة”.

كما نعت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية شهداء جنين البواسل، وقالت: إنّ “عمليّة الإعدام والاغتيال الوحشية التي قامت بها قوات الاحتلال “الإسرائيلية” لن تزيد الشعب الفلسطيني إلا إصراراً على الكفاح والمقاومة بكل الوسائل؛ مِن أجلِ حريته وإسقاط نظام الاحتلال والاضطهاد العنصري.

 

تشييعٌ جماهيري مهيب

في السياق، شاركت جماهيرُ غفيرة، ظهرَ اليوم الجمعة، في موكبِ تشييع شهداء الفجر في جنين، الذين ارتقوا برصاص الاحتلال خلال عملية الاغتيال الجبانة هذه.

وألقت عوائلُ الشهداء نظرةَ الوداع على جثامينهم الطاهرة، وسط الدموع ومشاعر السخط والغضب.

وبعد الصلاةِ على جثامين الشهداء، انطلقت مسيرة حاشدة يتقدمها عشرات المسلحين الذين أطلقوا النار بالهواء تحية للشهداء وتكريمًا لهم، وخلال موكب التشييع الذي جاب شوارع جنين والمخيم، ردّدت الهتافات التي دعت للمقاومة والرد العاجل على جرائم الاحتلال.

وبعد دفن الشهداء، أقيمت مهرجانات تأبينية بمشاركة مقاتلين من كتائب شهداء الأقصى وسرايا القدس، أكّـدت أن جرائم الاحتلال لن تنال من عزيمة الشعب الفلسطيني، وإرادَة المقاومين الذي سيواصلون درب الجهاد والمقاومة وخوض معارك الشرف حتى دحر الاحتلال وكنس المستوطنين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com