سياسيون وإعلاميون وناشطون يؤكّـدون لصحيفة المسيرة حرص صنعاء على رفض الحرب وفتح المعابر ،، فتح الطرقات في مدينة تعز.. المرتزقة معرقلون!

 

 

المسيرة- محمد الكامل

تبذُلُ القيادةُ السياسية اليمنية جُهُوداً كبيرةَ لفتح الطرقات أمام المواطنين، ولا سيَّما في المناطق التي تشهداً حرباً مع المرتزِقة الموالين للعدوان الأمريكي السعوديّ، كمدينة تعز التي عمل الإعلامُ التابع للعدوان والمرتزِق ولا يزال على تصوير ما يحدث هناك بأنه حصار من قبل صنعاء على المدنيين في حين أن الواقع يقول عكس ذلك، وقد اتضح ذلك جليًّا من خلال عرقلة المرتزِقة لفتح الطرقات في مفاوضات عمان ووضع العراقيل أمام هذه المطلب الإنساني الملح.

وعلى مدى السنوات الماضية، قدمت القيادةُ السياسية العديدَ من المبادرات لمعالجة الوضع الإنساني في اليمن بشكل عام، وتعز بشكل خاص، لكنها كانت تصطدمُ برفض المرتزِقة، كما حدث في الأردن، حين رفض المرتزِقة مبادرة الوفد الوطني المفاوض والمتمثلة في فتح ثلاثة طرق رئيسة إلى مدينة تعز، لكن الوفد الممثل للطرف الآخر رفضها بذريعة أنه يريد فتح الطرق الأُخرى التي تعتبر خطوطَ تماسٍّ ومتداخلة جبهاتها وتتقارب فيها خطوط الاشتباك التي لا تتجاوز أمتاراً قليلة.

ولم يكتف طرف المرتزِقة في هذا التعنت الواضح، بل رفض أي مبادرات قدمتها اللجنة العسكرية سابقًا أَو ما قدمته حكومة صنعاء مؤخّراً عبر وفدها المفاوض في مناقشات عمان لتخفيف المعاناة التي يعيشها أبناء مدينة تعز ورفع الحصار المفروض عليهم، بل عملوا على التباكي والمتاجرة بمصالح المواطنين من أبناء تعز خدمة لمصالحهم الخَاصَّة تارة، وتزييف الحقائق على الأرض تارة أُخرى بسعيهم المتواصل لإظهار حكومة صنعاء على أنها الطرف المعرقل لأي اتّفاق من شأنه فتح الطرقات وعلى أنها هي من تحاصر أبناء تعز، بينما الواقع عكس ذلك تماماً.

وفي سياق ذلك، وجّه عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، رسالةً مهمةً لتحالف لعدوان ومرتزِقته وأدواته ممن يدعون منذ سنوات أن السلطة الوطنية في صنعاء تحاصر مدينة تعز.

وقال محمد علي الحوثي في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع (تويتر): “من يدّعي أننا نحاصر تعز، فيحرجنا ويفتح الخطوط من عند مرتزِقته وأتحداهم أن يفعلوها ويثبتوا أنهم إلى جانب أبناء تعز”.

وخاطب الحوثي مرتزِقة العدوان قائلاً: “لا تتباكَ وبيدك حَـلٌّ لم تنفذه”، وذلك بعد رفضهم مبادرة الوفد الوطني بفتح ثلاثة طرق رئيسة مؤدية إلى تعز في مفاوضات الأردن.

وَأَضَـافَ مخاطباً المرتزِقة: “إن كنتَ تملِكُ قرارَك وتحب مصلحة المواطن في تعز فأثبت ذلك من طرفك أولاً بفك الحصار عن جميع الطرق المؤدية إلى تعز، وافضحونا، مسموح”.

وختم عضو المجلس السياسي الأعلى تغريداته بالقول: “مع عدم النضج في التفكير بفتح الخطوط وإنهاء العزلة ومراعاة مصالح الناس من أبناء تعز من قبل المرتزِقة ربما يتم تغيير”.

من جهته، يؤكّـد محافظ محافظة تعز اللواء صلاح بجاش، أن عدم تفهم تحالف العدوان للمبادرة المنصفة التي قدمها الفريق الوطني بشأن فتح الطرقات في تعز يكشف تعنته أمام جميع أبناء المحافظة، مُشيراً في تصريح سابق لقناة “المسيرة” إلى أن ما تم تقديمه من اللجنة العسكرية من مبادرات بشأن فتح الطرقات كفيل بوضع حَـلّ شامل لملف الطرقات في تعز ويلبي طموح جميع أبنائها المتضررين من قطع الطرقات.

وأشَارَ إلى أنه اتضح أن مِلف تعز اليوم أصبح مُجَـرّد عنوان للمماطلة وذريعة يحرص العدوان على إبقائها معلقة.

 

زيفُ المزاعم.. استغلالُ المعاناة:

ومثّل رفضُ وفد المرتزِقة لمبادرات فتح الطرقات التي قدمتها صنعاء في مناقشات عمّان، فضيحةً واسعةً كشفت زيفَ مزاعم “حصار تعز” التي يحاول تحالف العدوان وأدواته ورعاته منذ سنوات تكريسها لإثارة الرأي العام وابتزاز صنعاء، إذ بات واضحًا أن العدوّ يستغل معاناة المواطنين في تعز لتحقيق مكاسب عسكرية إلى جانب أنه لا يكترث لمعاناة أبناء مأرب وبقية المحافظات الأُخرى، الأمر الذي يحتم على المجتمع الدولي والأمم المتحدة الضغط على تحالف العدوان ومرتزِقته لوقف هذا السلوك لإثبات جدية التوجّـه نحو التهدئة والسلام.

وهكذا انكشف بوضوح زيف مزاعم “حصار تعز” التي ما انفك تحالف العدوان ومرتزِقته يردّدونها منذ سنوات ويوظفونها أمام العالم كذريعة لتبرير إغلاق المطارات والموانئ وحتى قطع الطرقات في بقية المحافظات، وبات واضحًا بشكل كامل أن دول العدوان ومرتزِقتها حريصة على إبقاء معاناة أبناء تعز لاستخدامها وتوظيفها في سبيل تضليل الرأي العام والعالم؛ مِن أجلِ تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.

وأمام تعنت الطرف الآخر الرفض المُستمرّ لأية مبادرات تأتي من صنعاء والتي تستمر في تقديم التنازلات وتفكيرها بالمواطن في تعز وحرصها على فتح الطرقات وهو ما تحقّق بفتح طرقات مدينة تعز والذي قامت به صنعاء مؤخّراً من طرف واحد، بينما يرفض المرتزِقة القيام بخطوات مماثلة حتى اللحظة.

ويؤكّـد عدد من الباحثين والإعلاميين والمحللين والسياسيين، أن العدوان الأمريكي السعوديّ ومرتزِقته وأذياله هم من يصرون على بقاء المعاناة الإنسانية في تعز وغيرها من المحافظات كجزء من الحرب العدوانية على بلادنا، فيما كان ولا يزال موقف حكومة صنعاء هو تقديم الكثير من التنازلات والمبادرات من منطلق الموقف الوطني الأصيل التفكير بمصلحة المواطنين عبر الإصرار على فتح الطرقات في تعز بعد تعنُّت طرف المرتزِقة وإن من جانب واحد.

ويوضح الكاتب الصحفي أنس القاضي، أنه منذ بداية الإشكالية في تعز، كان الطرف الآخر ممثلاً “بالإخوان” بصورة مباشرة يرفض الدعوات إلى تجنيب المحافظة الحرب، وبعد للحرب في تعز منذ العام 2013م، وبعد اشتعال الحرب في المحافظة كجزء من الحرب العدوانية على بلادنا في العام 2015م تقدمت أَيْـضاً صنعاء بمبادرة للحل إلا أن الإخوان قاموا برفضها كما اعترف بذلك حمود سعيد المخلافي في لقائه مع قناة الجزيرة.

ويؤكّـد القاضي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن الموقف اليوم من فتح الطرقات في تعز، هو امتداد لهذا الموقف من الحرب ذاتها، فطرف العدوان كما كان مصراً على الحرب فهو اليوم مصر على إبقاء المعاناة وذلك؛ لأَنَّ مصالحه الذاتية وارتباطاته بقوى العدوان تفرض عليه أن يتعنت في فتح المعابر والتخفيف من المعاناة الإنسانية في تعز وغيرها.

ويشير إلى أن صنعاء حين تلح على فتح المعابر وتقدم التنازلات، فهي إنما تعبر عن موقفها الأصيل موقفها الرافض للحرب والمتمسك بالسلام العادل والتوافق والشراكة الوطنية.

من جانبه، يقول نائب رئيس رابطة الصحفيين والإعلاميين، عبدالسلام النهاري: إن حرص حكومة صنعاء و”وفدها العسكري المفاوض في الأردن” على فتح الطرقات المغلقة الواقعة تحت سيطرتها في محافظة تعز نابع من المسئولية الوطنية والأخلاقية والإنسانية تجاه مواطنيها للتخفيف من معاناتهم التي يتجرعونها؛ بسَببِ العدوان والحصار الظالم المطبق على بقية أجزاء المحافظة وإغلاق عدد من طرقها الرئيسة المهمة من قبل مرتزِقة التحالف والأطراف الموالية له.

ويؤكّـد النهاري في تصريح لصحيفة “المسيرة” أن حكومة صنعاء وشعوراً منها بالمسؤولية قدمت مبادرات مهمة تسهم في رفع كُـلّ ما يسبب المعاناة الإنسانية لأبناء اليمن عامةً وأبناء تعز خَاصَّة إلا أن الأطراف الأُخرى ممثلي تحالف العدوان مرتزِقة (حكومة عدن) مُستمرّون بالتعنت ورفض الحلول وعرقلة فتح الطرقات في محافظة تعز، إضافة إلى رفضهم القاطع فتح الطرقات في المحافظات الأُخرى، بل وصل بهم الحال حتى رفض النقاش حولها لحد الآن وذلك خلافاً لنص اتّفاق الهُدنة الذي ترعاه الأمم المتحدة.

ويضيف: “ونتيجة لذلك التعنت وعدم وجود تجاوب صريح من أطرف العدوان مع مبادرات وفد صنعاء المفاوض في “الاردن” لفتح الطرقات في تعز قدمت صنعاء مؤخّراً مبادرة جدية من جانب واحد لفتح ثلاثة طرق مهمة؛ بهَدفِ إنهاء معاناة المواطنين وتسهيل حركة المواطنين والمركبات بكل سلاسة في تعر، مؤكّـداً أن هذا ما أثبتته صنعاء ونفذته على أرض الواقع، حَيثُ بدأت منذ أَيَّـام برفع الحواجز الترابية في طريق خط الستين الأسفلتي تمهيداً لفتحه والممتد بطول 12 كيلومتراً إلى غربي مدينة تعز الخاضعة لسيطرة مرتزِقة تحالف العدوان.

ويشير إلى أنه وفي الوقت الذي كان أبناء تعز ينتظرون من أطراف تحالف العدوان الرد على مبادرات صنعاء الإيجابية بالمثل والمبادرة بفتح الطرقات المغلقة من قبلهم إلا أنهم انصدموا من موقف وفد مرتزِقة التحالف الصادم والرافض تماماً لمبادرة حكومة صنعاء الأحادية الجانب بفتح الطرقات للتخفيف من معاناة الناس وإدراكاً منها للمسؤولية الإنسانية تجاه أبناء تعز خَاصَّة والشعب اليمني عامة الذي يعاني “حصاراً وعدواناً ظالماً وغاشماً”.

ويؤكّـد أن أبناء تعز يدركون اليوم بأن العدوان ومرتزِقته يحرصون على استمرار معاناتهم التي افتعلوها؛ كونها باتت تمثل لهم مصدراً للدخل غير المشروع، من خلال استمرار إغلاق الطرقات التي لا تهمهم لضمان استمرار الطرقات الأُخرى التي هي تحت سيطرتهم ووضع نقاط أمنية فيها لينهبوا عبرها المواطنين والمركبات والقاطرات وتأخذ منهم جبايات خيالية بالقوة والبلطجة يمولون أنشطتهم التخريبية والعدائية والحربية من خلالها.

وينهي حديثه: وبالتالي أعتقد أن رفض مرتزِقة العدوان لمبادرات صنعاء الإنسانية بفتح الطرقات قد كشفت للشعب زيف الادِّعاءات الكاذبة والتباكي والعويل على حصار تعز من قبل فصائل مرتزِقة التحالف وكلّ ما يقومون به كان مُجَـرّد مزايدة ومتاجرة بمعاناة أبنائها واستغلال سياسي قذر لإثارة المجتمع الدولي لتحقيق أهداف عسكرية من خلالها وهذه الخلاصة الذي بات الجميع في تعز يدركها وأن من يطبق الحصار على تعز هم فصائل تحالف العدوان حزب الإصلاح وقوات طارق عفاش مرتزِقة السعوديّة والإمارات.

 

فصائلُ مسلحة معرقلة

من جهته يؤكّـد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور أنيس الأصبحي، أن في تعز تدور واحدة من أخطر مخطّطات التحالف الذي تنفذه الإمارات والسعوديّة وبدعم أمريكي صهيوني، وهو سلخ المخاء والشريط الساحلي الممتد من باب المندب إلى المخاء عن محافظة تعز وهو ما ينطبق على ساحل جنوب الحديدة.

ويضيف الأصبحي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”، وتعمل دول تحالف العدوان وعبر الفصائل المسلحة الموالية لها على فرض واقع جديد وهو الفصل الجغرافي والعزل الاجتماعي لمناطق الساحل عن المناطق الداخلية في تعز، وهي من تصدر قرارات التعيين في السلطة المحلية وتعيين المسؤولين.

ويزيد بالقول: أصبحت الفصائل المسلحة التي شكلتها الإمارات والسعوديّة هي من تدير فعلياً مناطق الساحل، وتفرض عزلة على تلك المناطق، من خلال إغلاق الطرقات التي تربطها بالمديريات القريبة منها في محافظة تعز وأصبح المنفذ الوحيدَ لأبناء تلك المناطق هو الطريق الجنوبي نحو عدن.

ويؤكّـد أن المرتزِقة ومشغلوهم كعادتهم يضعون العقدة في المنشار وفي كُـلّ جولة ومبادرة يظهرون مُجَـرّد سماسرة وقطاع طرق يعملون لإحباط أية مصلحة إنسانية وأخلاقية ووطنية ويعملون ضمن مشاريع لتنفيذ مخطّطات وأجندات العدوان وجعلوا أنفسهم روافع جيوبوليتيكية يرسمون خرائط الدم والتصدع الجغرافي ضمن مشاريع الفتنة والأقلمة كما رسمت لهم الدوائر الصهيونية والأمريكيــة في المنطقة وفى اليمن خَاصَّة، موضحًا وذلك لأهميّة تعز الجيوبوليتيكية والاستراتيجية لإطلالها على الساحل الغربي والبوابة الجنوبية للبحر الأحمر ومضيق باب المندب وميناء المخاء ولذلك هي لا تريد فتح الطرقات فهي تعمل على عزل لمناطق التخوم الاستراتيجية لتكون ظهر حماية لمشاريع التطبيع والهيمنة على الموانئ والجزر وباب المندب.

ويضيف، ولذلك عمل المرتزِقة لمحاولات التضليل وإثارة الطائفية عبر استثمار الملفات الإنسانية وتغييب الوعي عن المواقع الاستراتيجية ومخطّطات العدوان لطمأنة الجانب الإسرائيلي والأمريكي بالهيمنة على البوابة الجنوبية للبحر الأحمر ومضيقه وجزره الاستراتيجية وموانئه الذي يعمل على تعطيلها وحصار الشعب اليمني ونهب ثرواته.

وينهي كلامه، ولذلك قدم الوفد الوطني وما قدمته اللجنة العسكرية بقيادة اللواء يحي الرزامي بفتح ثلاثة طرقات وبقية المحافظات دليل على الجدية والحرص على السلام وتخفيف معاناة أبناء تعز.

ويزيد بالقول: وهو مقترح واقعي ومنصف، ولكن الطرف الآخر من المرتزِقة ليس لديه الجدية والوفاء بالتزاماته للمضي في عملية السلام وإنما هم عبارة عن بيادق وتجار حروب وعصابات قتل للمسافرين وهم بذلك ينفذون برامج ومطامع العدوان الأمريكي الصهيوني لبلقنة وتقسيم اليمن لتسليم المجال الحيوي والاستراتيجي والاقتصادي لدول العدوان والتطبيع لتأمين الكيان الصهيوني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com