مدير عام كلية الشرطة العميد هاجس صالح في حوار خاص لصحيفة “المسيرة”: وجهُ المسيرة القرآنية يبدأُ من واجهة الأمن وقائدُ الثورة يريد أن يكونَ رجلُ الأمن أميناً قبل أن يكونَ أمنياً

المسيرة – حاوره: أحمد داوود

أكّـد مديرُ عام كلية الشرطة، العميد هاجس صالح، أن العمل الشرطي في مرحلة ارتقاء وتطوُّر مُستمرّ، وذلك بدعم متواصل من قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- ورئيس المجلس السياسي الأعلى قائد القوات المسلحة، المشير الركن مهدي المشاط، وبدعم من قيادة وزارة الداخلية.

وقال في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”، إن رؤيتَهم في كلية الشرطة هي أن يكون الخريجون ذوي فائدة وإرادَة قوية قادرين على إحداث تغيير ونقلة نوعية في بناء الدولة اليمنية القوية، لافتاً إلى أن منتسبي رجال الأمن يحملون القيم والمبادئ الإيمَـانية ويعملون من مبدأ أن هذا العمل الشرطي مقدس إيمَـاني، ولهذا فقد تحقّقت خلال السنوات السبع الماضية من العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ على اليمن الكثير من الإنجازات الأمنية وتلاشت الجريمة.

إلى نص الحوار:

 

– سنبدأُ معكم سيادة العميد من تخرج الدفعة السادسة والدفعة الثانية من الشرطة النسائية.. ما أبرز مميزات هذه الدفعة وما الذي يمكن أن تضيفه في الميدان العملي؟

بداية نرحِّبُ بكم، وبالنسبة للدُّفعة السادسة، والثانية (شرطة نسائية)، فَـإنَّ أبرز مميزاتها أنها جاءت في مرحلة مهمة للغاية، وبعد 7 سنوات من العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الغاشم على بلادنا، وما أريد التأكيد عليه هنا أن العمل الشرطي في مرحلة ارتقاء وتطور مُستمرّ، وذلك بدعم متواصل من قيادة وزارة الداخلية والقيادة الثورية والسياسية؛ ولهذا فقد كان تخرج هذه الدفعة في مرحلة مهمة جِـدًّا، واليمن بحاجة إلى تطوير أقسام الشرطة إلى الأفضل؛ بهَدفِ مواكبة المتغيرات والتحديات الراهنة، وخَاصَّة في ظل تطور الجريمة والمجرم.

ويمكن القولُ بأن هاتين الدفعتين جاءتا في ظل هُدنة إنسانية ترعاها الأمم المتحدة، رغم أن الواقع الميداني يثبت عدم جدية ومصداقية دول العدوان في استمرار الهُدنة، أَو توقف العدوان الظالم؛ لأَنَّهم غير ملتزمين في فتح المطارات، وكذلك فتح الطرقات بمحافظة تعز وغيرها، وغير جادين في صرف الرواتب، إضافة إلى أن هناك تحَرّكات عسكرية مريبة في المحافظات الجنوبية (المحتلّة)، وكلّ هذا يثبت بأن نوايا العدوان والمرتزِقة غير صادقة وجادة في استمرار الهُدنة، أَو أن لديهم رغبة في إيقاف العدوان، وما هو ملاحظ أنهم في حالة ترتيب لصفوفهم من جديد، لكن الشعب اليمني حكومة وشعباً جاهزون لكلتا الحالتين، أما السلم فنحن أهل السلم المشرف، كما قال قائد الثورة –يحفظه الله- وأما الحرب فنحن جاهزون والأعداء يعرفون البأسَ اليماني المرتبط بقوة الله في كثير من المعارك السابقة.

وفي حال توقفت الحرب، فقيادة وزارة الداخلية تعلمُ يقيناً بأن الأعداء لن يتوقفوا عن قتالنا، فعندما تتوقف الحرب العسكرية سيوجدون بدائلَ، وأساليبَ متنوعة في الحرب، كما قال الله تعالى: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)، وأهمُّ الحروب بعد الحرب العسكرية هي الحرب الأمنية، والحرب الناعمة، فالعدوّ الأمريكي والإسرائيليُّ سيتجه في حربه في المجال الأمني لذلك، وما نود الإشارة إليه أن هاتين الدفعتين يمتلك منتسبوها منطلقاتٍ وثوابتَ إيمَـانيةً قوية، وخبراتٍ ومؤهلاتٍ شرطيةً متميزة، ستساعدهم -بإذن الله تعالى- على التعامل مع الجريمة الحديثة والمنظمة بمختلف أنواعها ويمتلكون رؤية صحيحة عن أساليب ووسائل الأعداء التي سيستخدمونها في حربهم الأمنية وكيفية إحباط تلك المؤامرات والخطط، وبالتالي فَـإنَّ العدوان الأمريكي السعوديّ ليس أمامه من خيار صحيح ومُجْدٍ إلَّا التوقف عن الحرب ورفع الحصار وفتح المطارات والخروج من كُـلّ أراضي اليمن، وعليهم أن يعلموا بأن عدونا جميعاً هم اليهود والأمريكان الذين يجب أن نتوحد لقتالهم، ونكون في خندق واحد لتحرير الوطن العربي والخليج بكله من الوجود الأمريكي والإسرائيلي.

وَما يؤكّـد أن اليمن يمضي بثبات وعلى أكمل وجه، أن العدوان على بلادنا لا يحول دون قيام الدولة بواجباتها، وخَاصَّة وزارة الداخلية، في تخريج كوادر شرطية مؤهلة تمتلك الخبرات القانونية والشرطية والمؤهلات الإيمَـانية، والمنطلقات الإيمَـانية واليمانية، ليكونوا أهلاً لرفد وزارة الداخلية في جميع الوحدات الأمنية، ويكونون عامل ارتقاء وتطوير لكل الوحدات الأمنية؛ لما يحملونه من قيم ومبادئ إيمَـانية وخبرات شرطية وإدارية.

 

– ولكن سيادة العميد.. ما الذي يمكن أن تقدمَه الشرطةُ النسائية في هذا المجال بالتحديد؟

الشرطةُ النسائية هي الدفعة الثانية التي تخرجت من الكلية، فمع تطور الأحداث والنهضة السكانية في اليمن، ومع تطور الجريمة والمجرم، وتعدد وسائل الإجرام، فَـإنَّ الوضع الراهن يتطلب وجود شرطة نسائية، وخَاصَّة مع التزام المجتمع اليمني بالعادات والتقاليد، والقيم، وهُــوِيَّته الإيمَـانية، فالنساء لهن علاقة في جانب الجريمة، ولهن علاقة بالجانب الخدمي، فالإدارات الخدمية في وزارة الداخلية تتطلب وجود المرأة مثلاً في الأحوال المدنية، والجوازات، وفي الإصدار الآلي، وفي إجراءِ التحقيق ضروري وجود شرطة نسائية تتعامل مع النساء، فنحن كيمنيين محافظون على هُــوِيَّتنا، لا ينبغي أن يكون الضابط يتعامل مع النساء، خُصُوصاً في الجانب الجنائي أَو الخدمي..؛ ولهذا نؤمل أن تُحْدِثَ هذه الدفعةُ نقلة نوعية في الجانب الشرطي الخدمي كالأحوال المدنية والجوازات والهجرة والمطارات، وكلّ تعامل له علاقة بالنساء يكون هناك كادر نسائي متخصص يتعامل مع النساء في توفير الخدمات، فمثلاً المواطن الذي يحتاج إلى قطع جواز سفر، أَو بطاقة شخصية لزوجته، يحتاج إلى وجود كادر نسائي متخصص يتعامل مع النساء، وهذه هي رؤية وزارة الداخلية، التي تستلزم وجود وحدات وأقسام في كُـلّ إدارة تخص النساء، ففي الأحوال المدنية يوجد كادر نسائي شرطي يتعامل مع النساء، والبحث الجنائي هناك قسم ضابطات محقّقات، وفي كُـلّ مجالات الوحدات الأمنية يوجد قسم نساء.

وهذه الدفعة الثانية، وما تحمله من قيم، ومؤهلات إيمَـانية، ستحدث –إن شاء الله- نقلة وتغييراً إيجابياً في المجال الشرطي، ونحن نسعى في كلية الشرطة إلى ترسيخ هذه المبادئ والقيم الإيمَـانية في كُـلّ شيء، فمن أهم الأشياء أن يكون للدفع التي تتخرج أثرٌ في الواقع، وهذه رؤيتنا بأن يكون خريجو الكلية ذوي فائدة وإرادَة قوية وعزيمة، ليحدثوا نقلة وتغييراً لبناء نهضة قوية ودولة يمنية قوية.

 

– كان لافتاً خلال الاحتفال بتخرج هاتين الدفعتين حضور قائد القوات المسلحة المشير الركن مهدي المشاط.. كيف تقيّمون الاهتمامَ الكبيرَ للقيادة السياسية لكلية الشرطة بشكل عام وللطلاب الخريجين بشكل خاص؟

الحقيقةُ أن حُضُورَ الرئيس في حفل التخرج كان شرفاً كبيراً لوزارة الداخلية، فقد رفع معنوياتِ الجميع بصدق، وكان لها أثرٌ وصدى سياسي وشرطي قوي، حتى الطلاب شعروا بأهميتهم، ومقامهم عند الدولة، وهذا يعطي جانباً معنوياً مهماً حتى عند الطلاب، وكذلك يوصل رسائل سياسية قوية للعالم بأن اهتمامات الدولة قوية، وهذه نعمة كبيرة بأن تكون اهتمامات الدولة بشكل جيد بخريجي الكلية، حَيثُ يحضر الرئيس حفل التخرج ويقدم الجوائز للأوائل، وهذا يعتبر نقلة واهتماماً قوياً من القيادة السياسية للدولة، وهذا إن شاء الله يكون فاتحة خير لليمن من خلال حضور الرئيس المشاط، كما أن كلمته التي ألقاها في حفل التخرج حوت على العديد من الرسائل الكثيرة للعدوان الأمريكي السعوديّ، فقد قدم مبادرة لتمديد الهُدنة، فكانت رسائل قوية، ولاقت ارتياحاً كَبيراً لدى الطلاب- وبحمد الله- فقط ظهرنا من خلال عرض الطلاب الخريجين بالمظهر الراقي، وأثبتنا أننا دولة راقية منظمة في كُـلّ قول وعمل.

 

– خلال الاحتفال كذلك أكّـد الرئيس المشاط أن انضباط الشعب يبدأ بانضباط وسلوك رجال الأمن.. ما تقييمكم لأداء وانضباط رجال الأمن في أعمالهم مقارنة بما كان عليه الحال قبل ثورة 21 سبتمبر؟

الحقيقةُ أن قائدَ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- يريدُ أن يكون رجل الأمن أميناً قبل أن يكون أمنيًّا؛ ولهذا فقد دعا الرئيس المشاط على أن يكون رجال الشرطة، ومؤسّسات الدولة أكثر انضباطاً؛ لأَنَّ المواطن إذَا لمس انضباطاً في رجل الأمن والشرطة، فَـإنَّ ذلك يسهل انضباطه وتجاوبه، إذَا لمس أن هناك ضابطَ شرطة منضبطاً ومهتماً بعمله، ويؤدي واجبه، كمسؤولياته الشرطية، من منطلق الخدمة والإحسان إلى المواطن، فسوف يلمس المواطنون خدمات، ويسهل تجاوبهم من قبل رجال الشرطة، ولهذا فقد دعا الرئيس المشاط بأن يكونوا منضبطين من خلال كلمته والتي شكر فيها كذلك رجال المرور، وقال إنه يجب على كُـلّ مواطن احترام رجل المرور، وإنه شخصيًّا يقف إجلالاً واحتراماً لرجل المرور، وهذا وسام شرف لرجال المرور، ونحن نأمل أن يكون الخريجين أهل مسؤولية في تقديم العون والخدمة للمواطنين، لتسهيل المرور بإذن الله تعالى.
Het nieuwe online casino nieuw-online-casino.com verwelkomt je in een wereld van eindeloze mogelijkheden. Met cutting-edge spellen en lucratieve promoties is succes binnen handbereik. Waag je kans en ervaar de magie van winnen.

 

– برأيكم سيادة العميد.. ما انعكاسات هذه الإنجازات على قوى العدوان والمرتزِقة؟

بالنسبة لإنجازاتنا، فَـإنَّ العدوَّ يقيِّم أية إنجازات للشعب اليمني، أَو الدولة اليمنية، وينظر لها بمنظور مختلف عن منظورنا الخاص الداخلي، فهو يعرف أن هنا في المناطق (الحرة) دولة تقدم وتشتغل في ظل عدوان وحصار غاشم، حَيثُ لم يحبطها هذا الحصار، ولم يوهنا العدوان طيلة السنوات الماضية، فالشعب متكامل، ويؤدي واجباته ومسؤولياته من منطلق المسؤولية الدينية والوطنية، ولم يستكِنْ أَو يمل أَو يَلِنْ، وهذا يعتبر فضلاً من الله ونصراً منه، والفضل يعود بعد الله إلى المشروع القرآني، ولقيادتنا الحكيمة، فوحدةُ القيادة تعتبر نصراً كبيراً وَعاملاً أَسَاسياً لانتصارات اليمن في كُـلّ المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وغيرها، فالعدوان ينظر إلى إنجازات الدولة من منظور خاص، فهو يقيم، ويعرف، هل هناك دولة قوية منضبطة ولديها عمل تكاملي في كُـلّ المجالات أم لا؟ وَإذَا ما لاحظ أن هناك عملاً مؤسّسياً ومتقناً، يدرك أن هناك دولة ونظاماً قائماً، ويجب الاعتراف به.. لا مجال لهم سوى الاعتراف بهذا النظام القائم، والدولة قائمة على أكمل وجه، وهذه النقطة ضروري يفهمها العدوان، بأن اليمن دولة ونظاماً قائماً يجب الاعتراف به سياسيًّا ودوليًّا، والواقع يشهد بذلك، ولو كان عند العدوان إنصاف لعرفوا أن اليمن دولة قائمة بسيادتها وقانونها وحكمها ونظامها بعيدًا عن الوصاية الأجنبية ويجب الاعتراف باليمن دوليًّا وليس لديهم مجال سوى ذلك.

 

– ماذا بشأن آلية التسجيل في الدفع القادمة بكلية الشرطة، ولا سيَّما بأن هناك أنباءً أنها ستخصص لأبناء وأسر الشهداء؟

في الواقع أننا نواجهُ الكثيرَ من العوائق والإحراجات، وما أود أن أقوله: إن الكلية ليست حق أبي أَو جدي، وليست ورثاً لي، وإنما هي ملك الشعب كُـلّ الشعب، ولكن بناءً على توجيهات القيادة، ووزارة الداخلية بأن يكون هناك أولوية في التسجيل والقبول في كلية الشرطة، لأبناء الشهداء أولاً كونهم وحيدي أسرة، فهذا أبوه قدم روحَه في سبيل الله والدفاع عن الوطن؛ ولهذا فله الحق والأولوية للدخول في كلية الشرطة، مع أن الشهداء يكونون من جميع المحافظات، وقد لاحظنا أن تكون المعايير وتوزيع أبناء الشهداء عبر مؤسّسة الشهداء التي تراعي التوزيع من كُـلّ المحافظات، بحيث لكل خريج يعود إلى محافظته.

والواقع أننا نريد تسجيل الجميع، لكن في الوضع الراهن هناك ضرورة بأن تكون الدفعة 43 و44 خَاصَّة لأبناء الشهداء، وإن شاء الله في الدفع القادمة سنستقبل من كُـلّ المحافظات، ووفق رؤية سليمة تراعي المحافظات النائية، بحيث لا يحدث خلل، وأن بعض المحافظات لا ينالها نصيب، ونحرص على أن نراعيَ أن يكون لكل محافظة نصيبها الجيد، كما نراعي بأن تكون المدخلات إيجابية من حَيثُ أن يكون الطالب ممن يحملون المسؤولية الإيمَـانية، ويرغب في العمل الشرطي، وعنده الرغبة والطموح في العمل الشرطي، وممن عنده إحسان وروحية الإحسان، وألا يكون إنساناً عشوائياً، لا يعرف قيمة الكلية وأهميتها، فإذا كانت المدخلات إيجابية تكون المخرجاتُ إيجابيةً وفاعلة، وتحقّق الدفع إنجازات في الواقع العملي، ونحن يشهد الله نريد أن نستقبل الجميع، ولا نريد أن نفرِضَ أيَّ طالب في الكلية، ونحاول أن نبعد هذه الوساطات التي لا تعجبنا؛ ولذا فأبناء الشهداء لهم الأولوية، وكفى ما حدث أَو خلفه النظام السابق الذي حصر الكلية على أبناء المسؤولين والوزراء، بعيدًا عن المواطن البسيط الذي له قدرة في خدمة الوطن وبناء الأُمَّــة، وأبناء الشهداء قد لاحظنا فيهم القيم والمبادئ الإيجابية، وعندهم طموح بأن يكونوا عناصر فاعلة في بناء الوطن بإذن الله تعالى، وفي المستقبل نعد باستيعاب الجميع من كُـلّ المحافظات بقدر التوزيع، وعلى ألا يظلم أحد، فالكلية ملك الشعب اليمني.

 

– كيف تقيّمون مستوى الانضباط واليقظة والجهوزية العالية لرجال الأمن في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات؟

بالنسبة للوضع الأمني والانضباط، وضبط الجريمة بشكل جيد، فهذا واضحٌ وملموسٌ عند الجميع، وهذا بفضل الله وجهود رجال الأمن وقيادتنا في وزارة الداخلية، فالوضع الأمني لم يتحقّق هكذا تلقائياً، بل هناك عوامل أَدَّت إلى استقرار الأمن والإنجازات، فمنتسبو رجال الأمن يحملون القيم والمبادئ الإيمَـانية، وهم يعملون من مبدأ أن هذا العمل الشرطي مقدس إيمَـاني، يستخدمون هذا العمل، وكأنه قربة إلى الله؛ ولذلك فقد تحقّقت الإنجازات وتلاشت الجريمة بفضل الله، وكما هو معروف في السابق فَـإنَّ العناصرَ الإجرامية كانت تعمل وتشتغل على التفجيرات، وكان هناك انتحاريون، وخلايا نائمة، واغتيالات، وبشكل متكرّر في اليمن، لكن بفضل الله تلاشت؛ بسَببِ هذه الجهود، ووجود رجال يحملون مسؤولية، وهم أهل قيم ومبادئ، ومنطلقات إيمَـانية، وثوابت إيمَـانية، جعلتهم يحقّقون الأمن وينطلقون من هذه المسؤولية بعيدًا عن المصالح الشخصية، فهم رحمة بالمواطنين، ويعملون على تحقيق الأمن والاستقرار، كمسؤولية إيمَـانية دينية؛ لذلك حقّق الله على أيديهم انتصارات كبيرة، والآن وبفضل الله يلمس هذا الأمن الجميع، بعكس ما هو حاصلٌ في المحافظات الجنوبية المحتلّة، حَيثُ لا يوجد هناك لا أمن ولا استقرار، وتكثر هناك الاغتيالات، والنهب في الطرقات، والنقاط، والقتل المتواصل كما هو حاصل في نقطة طور الباحة، حَيثُ تتكرّر الجرائم دون أي ضبط أَو محاكمة للمجرمين، ولذلك حتى المواطنين يعيشون في قلق في هذه المحافظات، وكله بسب العدوان والتحالف الظالم الذي لا يريد للشعب اليمني الأمن والأمان.

 

– مع وجود الهُدنة يبدي الكثيرُ من أحرار العالم رغبتَهم لزيارة العاصمة صنعاء.. ما الاستعدادات الأمنية التي يمكن أن تبذل لهؤلاء؟

تحدث عن ذلك قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-، الذي قال: إن اليمن سيكون قبلةَ أحرار العالم، وكلّ العالم يريدون زيارةَ اليمن؛ لمعرفة سر الانتصار والصمود، ونحن كمسؤولين أمنيين، وجهات أمنية، عندما يكون أحرار العالم متجهين إلى اليمن، يجب أن نقدّمَ اليمن على أرقى مستوى من حَيثُ الانضباط، كي يلمسوا أن هناك دولة ونظاماً، بدايةً من المطارات، في أمن المطارات؛ ولذا أدعو كُـلّ رجال الشرطة أن يكونوا أهلاً للمسؤولية في إظهار وجه المسيرة البراق، ووجه اليمن المشرق، وسر الانتصار، ووجه المسيرة القرآنية يبدأ من واجهة الأمن، فإذا لاحظ أي زائر لليمن بأن هناك انضباطاً، وعملاً تعاونياً راقياً، بداية من المطار، فسيرجع إلى بلده، ويعكس صورة اليمن، ويقول هذه الدولة راقية ومنظمة وعندها خدمات على أكمل وجه، ونحن ندعو كُـلّ ضباط ومنتسبي وزارة الداخلية أن يقدموا النموذجَ الراقي، فالعمل في الميدان مسؤولية أمام الله وسيحاسب الله كُـلّ واحد على أي تقصير، فهو يعكس وجه المسيرة القرآنية، ويعكس عظمة المشروع القرآني الذي ينتمي إليه، وينتمي إليه الشعب اليمني، وهذا انتصار من خلال تعامله الراقي في أي مجال خدمي أَو شرطي، لا نظهر المساوئ، نرد أن تتلاشى المساوئ والأخطاء في أي مجال ونعكس عظمة المشروع من خلال تعاملنا وانضباطنا كرجال شرطة، ومنتسبين لوزارة الداخلية، بداية من المطار إلى آخر عمل شرطي في الجولات، والمرور، والنقاط، ويجب أن يلمسها المقيم والزائر بأن هناك دولةً قائمةً تخدُمُ المواطن، ودولة للشعب وليس شعباً للدولة كما قال الشهيد الرئيس صالح علي الصماد –رحمه الله-، وإن شاء الله سيتحقّق هذا، والناس على وعي كبير واستشعار المسؤولية في كُـلّ منتسبي الداخلية، وهم يحاولون تقديم الأفضل في أي مجال شرطي.

 

– كيف تقيّمون الانسجامَ بين أبطال الأمن وأبطال القوات المسلحة في مواجهة العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ طيلة سبع سنوات مضت؟

العملُ بين وزارة الداخلية والدفاع تكاملي، فهما وزارتان سياديتان، وعملهما تكاملي، فما يتحقّق من انتصارات في الميدان العسكري تحدث له مواكبة أمنية، حَيثُ يتم إنزال قوات أمنية متعددة من (أمن مركزي، منشآت، أمن عام)، وكل الوحدات تواكب الانتصارات العسكرية، وهذا واجب ديني ووطني أن تكون مواكبة من كُـلّ الجهات، فيفترض أن أي انتصار في مأرب أَو غيرها، أن يكون هناك نزول لكل الوحدات والوزارات، لتقديم خدمةٍ يلمسُها المواطن، ويشعر بأن هناك دولةً منضبطة، تخدم المواطن في كُـلّ المجالات على أكمل وجه، بحيث يشعر المواطن بأنه ينتمي إلى دولة ذات نظام وسيادة وقانون، بدلاً عن النظام السابق الذي كان سمته الابتزاز والنهب.

وبالنسبة للمحافظات (الحرة) فقد لمست خلال زيارتي إلى مأرب مؤخّراً، الانسجام الكبير بين المواطنين ورجال الشرطة، فرجال الشرطة يؤكّـدون أن وجودَهم هو لخدمة المواطنين وبسط الأمن والاستقرار، وليس مِن أجلِ بطشهم ونهبهم، وابتزازهم، فهناك انسجامٌ بينهما، كما أن المواطنين من سكان تلك المناطق يتعاونون مع رجال الأمن، وحقّقوا إنجازات كبيرة في حفظ الأمن، فلا وجود لأية جريمة، وأية اختلالات، وتقييمنا للوضع هناك، بأنه لا يوجد أية جريمة في المديريات المحرّرة، وهذا بفضل الله وجهود الرجال الأحرار من رجال الأمن، وتعاون المواطنين، فسكان مأرب وشبوة هم أهل إباء وكرامة، ويحبون وجود نظام ودولة، وقد وجد هذا، وأبرز ما لمسوه أن رجال الشرطة يتحلون بالقيم والمبادئ الإيمَـانية، وعندهم هذه المبادئ التي تنعكس من خلال تعاملهم مع الجميع، ولهذا فَـإنَّ المواطن يرتاح، ويشعر بأمن وأمان، عندما يلمس أن رجال الأمن يسهرون؛ مِن أجلِ رعايته وخدمته، وأنه لا ابتزاز ولا مظالم ولا أي شيء يمس كرامة الإنسان، فلذلك فالمواطن يشعر بأمن وأمان وأن هناك دولةً راقيةً تخدُمُه وليست عليه.

 

– ما أبرزُ العوائق والتحديات التي لا تزال تشكل لكم عقبة في تنفيذ مهامكم؟

العدوان هو أكبر عائقٍ أمام الشعب اليمني، لكن ما نود التأكيد هنا أنه إذَا ما استمر، فنحن مستعدون أن نستمر في عملنا ونهضتنا ليلاً ونهاراً، ولن يعيقَنا العدوانُ أبداً، مهما تكالب العالم، فالشعب اليمني قد وصل إلى مرحلة من الوعي والبصيرة، ويستطيع تجاوز كُـلّ التحديات والصعاب، ومنها العدوان والحصار، وسننهض في كُـلّ المجالات والمراحل، ولن يعيقنا أي شيء.

كذلك من أهم العوائق هو تحكم العدوان بجانب الرواتب، ونأمل أن يدركَ العدوُّ أن هذا ملفًّا إنسانيًّا، وأن يطلقوا رواتب الموظفين، في أجهزة الشرطة وفي كُـلّ المجالات والوزارات، وهذا حق أَسَاسي، كما أن من ضمن العوائق إلى جانب الرواتب صعوبة المعيشة، وخَاصَّة في ظل الحصار القائم، لكن نأمل من اللجنة المفاوضة أن تحقّق انتصارات في هذا الجانب، وأن نلمس تجاوباً من الطرف الآخر في صرف الرواتب لكل موظفي الدولة.

وأريد أن أشير هنا إلى الجانب النفسي، فالمعنويات مرتفعة، ومستعدون للعمل بدون مقابل؛ لأَنَّ رجال الشرطة يستشعرون الأجر من الله قبل أي شيء، وينطلقون في عملهم كمسؤولية، وليسَ مِن أجلِ المكاسب المالية، وهذا الذي سيحقّق الانتصار ويحقّق نهضة بإذن الله.

 

– بشأن خططكم المستقبلية.. ما أبرز ما تطمحون لتحقيقه في هذا الجانب؟

إن شاء الله نطمحُ إلى تطوير الجانب التطبيقي العملي في كلية الشرطة، وندمج بين العمل النظري والتطبيق العملي، وكذا بالنسبة للأشياء التقنية في الجوانب التدريبية والمعلومات؛ لأَنَّ الجريمة قد تطورت، والمجرم كذلك يطور أساليبه، والتهديدات المعاصرة ستكون أمنية شرطية، وضروري يكون عندنا مؤهّلات ومخرجات تستطيع مواجهة هذه التهديدات؛ لأَنَّ المجرم يطوّر أساليبَه، وهم يستخدمون الوسائل الحديثة بعيدًا عن التقليدية، مثل الجرائم المعلوماتية، والتي يسمونها جرائمَ عابرةً للقارات، ونحن نسعى -بعون الله- إلى أن نحقّق معرفةً واعيةً بأساليب العدوّ في هذا الجانب، ونأمل تجاوز هذه المرحلة، ونحن مُستمرّون بهذا العمل لمواجهة الجريمة الحديثة، وهي جرائم المعلومات؛ ولهذا ضروري أن تضاف عندنا برامج مستحدثة، ونقوم بالتطوير أكثر ونستفيد من كُـلّ الوسائل المتاحة في المجال التقني، ونقوم بتطبيقه في الجانب العملي والنظري وبإذن الله سنحقّق إنجازات كبيرة.

كما نطمحُ إلى تكثيف المواد الثقافية والقرآنية في الكلية، وَالتي هي عنصرٌ أَسَاسي لبناء الإنسان، فبناء الإنسان هو بناء للوطن، ونحن نحاول التركيز على الجانب الإيمَـاني والثقافي في نفسية الطالب الذي ينتمي إلى كلية الشرطة، وَحريصون على ترسيخ القيم الإيمَـانية لدى الخريجين، وأن يستشعروا الخوف من الله قبل الخوف من المواطن، أَو من المسؤول المباشر، بل يخاف من الله ويستشعر الرقابة الذاتية والرقابة الإلهية في نفسيته، لأجل يعمل بنجاح وتميز؛ لأَنَّنا إذَا فقدنا جانب الرقابة الإلهية سيبدأ ينشغل ويؤثر مصالحة الشخصية على المصلحة العامة ومصلحة الوطن.

ولذلك نحاول التركيز على الجانب التربوي والقرآني في كلية الشرطة؛ لأَنَّنا نريد كُـلّ خريجي الكلية أن يكونوا أهل مسؤولية ويكون لديهم وعي قرآني وثقافة عالية، ليكونوا مبلغين ثقافيًّا وشرطياً، وأن يكون لديهم القدرة على التعامل مع المجتمع وتثقيف المجتمع، ولا يمنعُ أن يكونَ خريجُ الكلية خطيباً علمياً وخطيبَ جامع، وفي نفس الوقت ضابط شرطه، ولا يمنع أن يكون ضابط شرطة وفي نفس الوقت يكون عاقلَ حارة يستطيع أن يحل قضايا الناس، ليكونَ إنساناً متكاملاً في كُـلّ المجالات؛ كونه يحملُ منطلقاتٍ إيمَـانية، ومؤهلاً ليكون عنصراً فاعلاً في الحياة ويستطيع التعامل مع مختلف الأحداث والقضايا من منطلق ووازع ديني.

 

– خلال شهر رمضان المبارك تم عرض مسلسل “تكتيك” وبرز فيها قوةُ الجانب الأمني.. ما أهميّة مثل هذه الأعمال برأيكم في مساندة رجال الأمن والشرطة؟

الجانبُ الإعلامي يعتبرُ السلطةَ الرابعة وله دورٌ كبير، ومسلسل تكتيك نحن شاركنا فيه: من حَيثُ الأمور الشرطية والمظهر العسكري الراقي الذي يظهر دولة ذات نظام وسيادة؛ لأَنَّهم كانوا قد عكسوا فيما سبق من مسلسلات في الماضي أن الشرطي اليمني والدولة وكأنها في الحضيض وكأنها غيرُ أهلٍ للمسؤولية، كما حصل في مسلسل عرضوه في قناة السعيدة، حَيثُ أظهروا ضابط الأمن بشكل المهزلة.

ونحن وفي مسلسل “تكتيك” أظهرنا الدولة بشكل جيد، ونرى أن ضابط الدولة يجب أن يظهر بالمظهر اللائق، وبمظهر لائق، وتعامل مميز مع الجريمة.

ولهذا، فمسلسل “تكتيك” ناقش عدة قضايا، ومواضيع تهم المواطن، ونأمل أن يستفيد المواطن من هذا، ويعطي دروساً في كيفية التعامل مع مثل هذا القضايا، سواء الابتزاز، أَو ابتزاز البنات، وابتزاز السرقات، أَو جرائم المخدرات، واختطاف الأطفال، وهذا إن شاء الله يحقّق إنجازاً، ويعكس النظرة الجيدة مع المواطن.

ونرى أن الجانب الإعلامي يعزز دور الجانب الشرطي، ويخلق وعياً لدى المواطن بشكل عام ولدى رجل الشرطة بشكل خاص حول هذه القضايا، ونأمل أن نرى مسلسلات أكثرَ في الأعوام القادمة تناقش مثل هذه المواضيع، ونحن بدورنا قد شكّلنا لجنة لدراسة السلبيات والأخطاء في مسلسل “تكتيك”؛ لتفاديها في الأعمال المقبلة، والتي نطمح أن ننقل الواقع كما هو دون زيادة أَو نقصان.

 

– كلمة أخيرة؟

نأمل من جميع الناس ومن جميع منتسبي الداخلية أن يقوموا بمسؤوليتهم على أكمل وجه من منطلق استشعار المسؤولية الدينية والوطنية قبل كُـلّ شيء، وأن يكون كُـلّ فرد عنصراً فاعلاً لبناء حضارة قوية وبناء دولة راقية، وإن شاء الله رجال الشرطة أهل للمسؤولية.

كما نأمل أن يقوم كُـلّ مسؤول بعمله على أكمل وجه في أية إدارة وفي أي مجال، وأن يدرك بأن اليمن كما قال السيد القائد ستكون قبلةَ أحرار العالم، وأن يكون العمل الشرطي خدمياً إنسانياً لأجل المواطن، كما نأمل أن يحقّق كُـلّ مواطن وكلّ منتسبي الداخلية المقولة المألوفة “الشرطة في خدمة الشعب”، وَلا نريد أن تكونَ مُجَـرّد عبارة في لوحة مكتوبة، وإنما حقيقة وقول وفعل في الواقع بأن الشرطة في خدمة الشعب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com