مسؤولون وَسياسيون وإعلاميون لصحيفة “المسيرة”: أحداث الدريهمي أذهلت العالَمَ وقدمت صورةً حقيقية للمجاهد اليمني الذي يأبى الذل والخضوعَ والاستسلام

المسيرة | أيمن قائد

تتحوّلُ آمالُ العدوّ من جديدٍ إلى خيبةٍ وحسرة بعد أن كان يُمَنِّي نفسَه باحتلال محافظة الحديدة، من بوابة مدينة “الدريهمي” ومحو كُـلِّ من عليها، غير أنه انصدم بصخرة قوية لم يكن يتوقعها، وظل خلال سنوات الحصار على المدينة خائباً منكسراً لا حول له ولا قوة، يجر أذيال الهزيمة وخيبة الأمل بالسيطرة عليها.

ولعل ما أظهره فيلم (الدريهمي.. حصار وانتصار) هو قليل من كثير جّم، فقد أوضح قوة أبطال الجيش واللجان الشعبيّة والمجاهدين المؤمنين الثابتين على الموقف، والراسخين رسوخ الجبال، وأظهر صدق التولي للقيادة الربانية، وعدم التفريط بالتوجيهات، ولهذا جاء النصر المبين، وهزم الأعداء الخانعون على الرغم من قوة عددهم وعتادهم.

ويجد المتابع للأجزاء الخمسة من فيلم (الدريهمي.. حصار وانتصار) قوة وبأس المجاهدين الأبطال، ورحمتهم بسكان المدينة، رغم قسوة العدوان وحصاره، ورغم حمم النار التي كانت تناهل عليهم ليل نهار؛ ولهذا فقد قدم هؤلاء الأبطال دروساً عظيمة وقيمة في الثبات والصمود والاستبسال وكذا الإيثار والتآخي فيما بينهم، ولعل السر الكبير في ذلك هو أن هؤلاء الثلة من المجاهدين الأبطال قد ارتووا من الثقافة القرآنية، ونهجوا نهج الأحرار، وجسدوا التضحية والفداء، وَلذا فقد استطاعوا أن يقهروا كُـلّ جحافل المرتزِقة وحولوهم إلى ركام، بل وقهروا أحدث الأسلحة وفخر الصناعات بمختلف أنواعها وذلك بإمْكَانيات ومؤن قليلة مصحوبة بإيمَـان عجيب يقهر المستحيل بثقة واستعانة بالله وتوكل عليه.

ويؤكّـد المحللون السياسيون أن المشاهد التي بثها الإعلام الحربي خلال الفيلم الوثائقي (الدريهمي.. حصار وانتصار) قد أذهلت العالم، وقد تدرس في أكبر الأكاديميات العسكرية نظراً لهول المواقف وعظمتها، والذي أقل ما يمكن وصفه بالمعجزة الإلهية التي لم تحدث في زمن الحروب، مضيفين أنها قدمت الصورة الحقيقية للمقاتل اليمني الذي يدافع عن أرضه وعرضه وشرفه حتى لو كلفه الثمن دفع روحه وحياته.

لقد استطاع ثلة من المجاهدين الأبطال أن يقدموا رسائلهم للعدو الأمريكي السعوديّ بأن اليمن ومهما طال حصاره، فَـإنَّه سيكسر هذا الحصار مهما بلغ وطال، وأن المعاناة ستنتهي كما كسر حصار مدينة الدريهمي، وذلك مع وجود إرادَة قوية وعزيمة لا تلين مهما بلغت حجم الصعوبات، كما يتضح من خلال سلسلة الوثائقي “حصار وانتصار” مواقفُ عديدةٌ ستسجل في أنصع صفحات التاريخ اليمني الممتلئ بالبطولات الأُسطورية ويتناقلها الأجيال بكل فخر واعتزاز، حَيثُ برز الإيثار والتآخي بين المجاهدين المرابطين قبولاً بالحصار على أنفسهم؛ مِن أجلِ ألا يحاصر الشعب اليمني بأكمله عند وصول العدوّ للميناء.

وبرزت أَيْـضاً إرادَةٌ قويةٌ لدى أبناء الدريهمي الذين كان لهم نصيبٌ في مشاركة المجاهدين وسام النصر وقوة الصمود والثبات على أراضيهم ورفضهم النزوح إلى مناطق الارتزاق والعمالة، لمعرفتهم الجيدة بحقيقة العدوّ وغدره، وكذا أعماله اللاأخلاقية بحق الإنسانية.

ويرى عضو مجلس الشورى، نايف حيدان، أنه مهما كتبوا وتكلموا عما حدث في الدريهمي المحاصرة من مواقف وبطولات وشواهد فلن يستطيعوا تغطيتها بالكامل لهول الحدث وكذا تعدد أجزائه الأُسطورية ودروسه المتعددة والعظيمة، مؤكّـداً أن ما أظهرته قناة المسيرة من أحداث وعمليات عسكرية دارت في مدينة الدريهمي لا يستوعبه الخيال وتعجز الألسن عن وصفه، مُشيراً إلى أن أبطال الجيش واللجان الشعبيّة سطروا أروع البطولات العسكرية والأخلاقية وضربوا أمثلة عظيمة في الصبر وقوة الإيمَـان، وفي حسن التعامل مع المواطنين والإيثار والتي كانت كُـلّ تلك الأسباب كفيلة بأن تصلهم إلى ما وصلوا إليه من انتصارات وتحقيق معجزات إلهية عظيمة قد لا يستطيع حتى أبطال أفلام السينما العالمية صنع مثلها.

ويوضح حيدان في تصريح لصحيفة “المسيرة” أن أبطال الجيش واللجان أرسلوا رسائل للعدو كثيرة أبرزها إن اليمني مهما اشتد عليه خناق وضيق الحصار فَـإنَّه لا يقف مستسلماً أَو يرضخ أَو يكسره الجوع، بل إن الحصار والقتل الذي يتعرض له اليمني يزيده حماساً وإرادَة وتوجّـهاً نحو كسر الحصار ودحر العدوّ والانتصار للشرف والكرامة، مؤكّـداً أن الرسائل قد وصلت للعدو، وأننا نلمس أثرها اليوم، وننعم بنتائجها والمتمثلة بأولها وهي الهُدنة.

ويشير إلى أن تعبيرَ المرأة التي ظهرت في الفيلم وهي تقول وبكل شجاعة: “فضلنا أن نتحول لتراب على أن نغادر مدينتنا وبيوتنا”، بأن هذه هي الرسائل القوية والعظيمة والمُستمرّة التي توجّـه لأعدائنا والتي كان لها أثرها الكبير في خضوعهم ويأسهم في أن يحقّقوا غاياتهم وأهدافهم بقوة السلاح فلجأوا اليوم ورضخوا للهُدنة التي ستتجدد كلما انتهت كحلم لهم أن يحقّقوا شيئاً تحت حجّـة السلام، ولكن من وقف بتلك المواقف المشرفة بالحرب لن يفرط أَو يتساهل بالطاولة.

ويؤكّـد السياسي حيدان على العدوّ أن يفهم ويعي بأن الشعب اليمني صبر وضحى لثمان سنوات تحت الحصار والصواريخ والجوع، ولدية العزيمة والمقدرة بأن يصبر لعشرات السنين على أن يفرط بشبر من الأراضي اليمنية أَو يتنازل عن قراره وسيادته.

 

عاجزٌ عن الوصف

من جهته، يقول الناشط السياسي خالد العراسي: إن الإنسان يعجز في التعبير عن وصف ما شاهُدناه في فيلم الدريهمي، وإن هذه المعركة ستكون مرجعاً ومنهجاً يدرس في أكبر الأكاديميات العسكرية.

ويضيف العراسي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن ما حدث في الدريهمي بشكل خاص وفي اليمن ومعارك ما وراء الحدود بشكل عام من انتصارات نوعية لم يسبق أن حدثت من قبل في أي زمان ومكان، وأن معركة الدريهمي هي إحدى المعجزات التي اجترحها مجاهدونا، فأولاً كانوا قلة قليلة أمام جحافل وأرتال العدوّ، وثانياً كانت عدتهم وعتادهم لا شيء أمام عدة وعتاد العدوّ المجهز بكم هائل من أحدث الأسلحة، وثالثاً كان المجاهدون محاصرين، وللأسف استمر ذلك لعامين كاملين مصحوبة بزحوف للعدو بين الحين والآخر، وهي معاناة لا بعدها معاناة، إلَّا أن القلة بفضل الله عز وجل، صمدوا وقاوموا وثابروا وصبروا إلى أن جاء النصر وجاء فرج الله عز وجل.

ويلفت إلى أن ما حدث في الدريهمي كان صبراً وصموداً مذهلين، ولم نسمع بمثل هذا من قبل منذ خلق الله الأرض، كادوا يموتون جوعاً وعطشاً وباتت أجسادهم لا تقوى على حملهم، وَلم يبق في أجسامهم إلَّا الجلد والعظام من شدة الجوع والعطش لكن إخوتهم لم يتركوهم وهبوا لنجدتهم ومدوهم بالطعام والشراب وسطروا أروع معارك التاريخ في فك الحصار على المجاهدين.

ويواصل: “كلّ موقف في حَــدِّ ذاته عبارة عن عظة، فمثلاً عندما عرض المجاهدون على العدوّ إطلاق سراح ثلاثة أسرى مقابل تسليم جثة شهيد هذا الموقف يعبر عن قوة التلاحم والمحبة والإخاء، كما كان رد المرتزِقة على العرض معبراً عن العنصرية والكراهية والبغضاء والأنانية”.

ويرى الناشط العراسي أن الموقف بشكل عام منذ بدأ الحصار إلى أن تمكّن المجاهدون من فك الحصار وإنقاذ المحاصرين حمل رسائل ترعب الأعداء وتجعلهم يوقنون أنهم يواجهون قوماً لا يمكن لأية قوة على وجه الأرض أن تهزمهم وتكسر إرادتهم، موضحًا أن هذه المعركة وغيرها من المعارك بالإضافة إلى ما أنجزته وحدة التصنيع الحربي والنجاح الاستخباري الحربي والمعركة العسكرية بكل تفاصيلها هي التي أركعت العدوّ وجعلته يطلب الهُدنة ويتحدث عن السلام، وأن هذا بفضل الله عز وجل، ثم بفضل إيمَـان وحنكة وحكمة قائدنا عَلَمِ الهدى ووفاء وشجاعة كُـلّ المؤمنين المخلصين، أدامهم الله عزاً وفخراً للوطن وسنداً وذخراً لكل المستضعفين.

بدوره، يشير الباحث الأكاديمي الدكتور يوسف الحاضري، إلى أن مشاهدة الفيلم الوثائقي “الدريهمي.. حصار وانتصار” تجعل الأبصار شاخصة والقلوب واجفة والعقول خاضعة لله والعيون بالدموع مدرارة، مُضيفاً أن الدريهمي والمجاهدين أظهروا القرآن الكريم إظهاراً عمليًّا وتحَرّكياً، وهذا هو التفسير الوحيد للقرآن بعيدًا عن تفاسير الضالين من قبل ظهور الدريهمي.

ويقول الحاضري لصحيفة “المسيرة”: “لقد أظهر الدريهمي مدى نصر الله وعونه لنا في يمن الإيمَـان وأسباب بل أسرار صمودنا وانتصارنا لسبعة أعوام وثلاثة أشهر، وَأَيْـضاً ما ينتظر المعتدون في قادم الأيّام أن استمروا في غيهم وظلمهم فماذا بعد الدريهمي التي تمثل الحق إلَّا الضلال والانكسار؟.

ويؤكّـد أن رسائل الدريهمي للمجاهدين الصابرين في اليمن خَاصَّة وفي محور المقاومة عامة هي أن تزداد ثقتنا بالله والاستمرار في مسارنا لكسر ونسف جبروت وتكبر المستكبرين، فبالله وبتأييده سنصل إلى هذه النتائج، متبعاً أنها أَيْـضاً رسائل إلى المذبذبين الذين ينظرون إلى ما دون الله أنه أقوى من الله كشواهد عليهم وعلى ضعفهم وهشاشة وعيهم وثقافتهم وارتباطهم بالله، أنه لا قوة إلَّا قوة الله ومن يمتلكها كما امتلكها الدريهمي هم الغالبون.

ويكتب الناشط مصباح الهمداني، عن هذه الأحداث، ليؤكّـد أن كاميرا الإعلام الحربي سجلت خلال يومين فقط، كيف كانت الأطقم تشتعلُ دون هجوم، والمدرعات تتناثر دون ظهور، والرؤوس تتطاير دون معركة، وذلك بعد أن فعّل المجاهدون أساليبهم التكتيكية في الهجوم ومن بينها القنص.

ويضيف: “بدأ الرعب الصامت يسري في قلوب المرتزِقة، حتى تركوا جثث زملائهم القتلى دون دفن، واختفوا عن الظهور إلا في الليل، ازداد وضعهم سوءًا، وازداد حماس وتصميم العظماء، ولم يجد الأعداء من وسيلة للسلامة، إلا بالانسحاب بعيدًا عن ملاصقة المدينة الخطِرة”.

ويشير إلى أنه وَبعد 568 يوماً، كانت المُفاجأة التي هزَّت الحديدة كلها، وأيقظت الضمائر الغافلة، وأسجدت الجباه المؤمنة… لقد استنفد المجاهدون كُـلّ وسيلة لإنقاذ المحاصَرين، إلا أن الأيّام والشهور التهمت كُـلّ مخزون، ولم تعد الوسائل السابقة تُجدي، فسدد الله رميه، ودلَّ رجاله الصادقين على وسيلة جديدة.. الطائرة المروحية.. ولكنها متعطلة، بعد توقف دام لسنوات.. أحضِروا المهندسين.. تم إخراجها من مخبئها، وفحصها على عجل، وملء خزاناتها وتفقد إطاراتها ومروحيتها ومحركها، وكلّ ذلك يتم بسرعة فائقة، ودقائق معدودة، قبل أن يكتشف العدوّ أمرَها، ويأتي السؤال: وكيفَ ستمر فوق المُنافقين دون أن يُسقِطوها بسهولة؟ ويأتي الجواب من الواثق برب الأرباب: ثقوا بالله وتوكلوا عليه، وهو المسدد والحافظ، وتمتلئ الطائرة في دقائق بثلاثة أطنان من الدقيق والأرز والتونة والعسل والزبيب والفاصوليا وغيرها، ويصعد بها الطيار قليلًا للتجربة، ثم يهبط، رافعًا إبهامه بالسداد.

ويواصل: “عند الساعة 5:13 بعد فجر العاشر من رمضان 1441هـ أقلعت الطائرة، في مغامرةٍ عالية الخطورة، أقلعت الطائرة بقرار يمني مستقل، لأول مرةٍ في تاريخ الطيران اليمني منذ عقود، أقلعت لتؤدي مُهمة إنسانية بحتة، في أسوأ ظروف قد تمر بها طائرة، ففوقها تتحَرّك أسراب الشر الأمريكي الصهيوني، وتحتها تتحَرّك أسراب العمالة المتعددة الجنسيات، وكيف لها أن تمر فوق النار وتحت النار، لكن لله الجبار، تدابير لا تُدركها الأبصار، ولا تستوعبها الأفكار.

حلقت الطائرة، وخلفها العشرات قد خروا لله سُجدًا وبُكيًّا، وينتظرها المئات قد سبحوا بكرةً وعشيًّا، وحدثَ ما لم يكُن في الحسبان، إلا أن يُسجَّل في خانة الإيمَـان، وعظيم الثقة بالرحمن، لقد غيَّمت الأجواء، وهطل المطر بشكل مُفاجئ، ومضَت الطائرة بالمُسَبحين الفدائيين، فوق المرتزِقة المُحششين، دون أن تلحظها الأعين، أَو ترصدها الرادارات، أَو تكشفها الزنانات. وصلت سماء الدريهمي، فرآها من رآها، وهمَّ البعض بإطلاق الرصاص عليها، بعد أن اقتربت منهم، لولا أن منعهُم العارفون بأمرها، وما هي إلا ثوان، حتى بدأت الطائرة تُسقِط ثمارها الطيبة، وكراتينها الممتلئة، وعتادها الثمين، وتُغادر بسلام كما جاءت، وتعود إلى مربضها عند الساعة 5:44 بعد تحليق دام لواحد وثلاثين دقيقة… نزلَ منها الرِّبيون الفدائيون، يستقبلهم الشاكرون الذاكرون، ويحتضنون بعضهم بعضاً، بدموع كلها حمد لله وشكرا، وتخر الجباه سُجدًا لله.

أما الدريهمي، فتعيش بعد الاحتضار، وتحيا بعد مشارف الموت، وتتساقط الدموع فرحاً، وتمتلئ الوجوه استبشاراً، وتشبع البطون المسغبة، وتنتشر الفرحة، وترتفع الصرخة، ويصيح المجاهد مختار الديلمي: (اليوم صفَّرنا العدَّاد).

 

وعي كبير

بدوره، يعلق الناشط الإعلامي عبد الخالق القاسمي على أحداث الفيلم قائلاً: “إن مدينة الدريهمي هي التي كنا نتضامن معها كواقع نحن فيه فرض علينا ولم ندرك ماهية الأحداث والمشاعر التي صاحبتهم وهم في المدينة، بمعنى أنه تضامن وحديث إعلامي ليس إلا جعلنا نخجل أمام ما شاهدناه من صبر وصمود، على الرغم أن المشاهدة كانت تصلنا قبل فك الحصار ولكن وقعها أشد بعد الحصار وبعد الوثائقي الذي عرض”.

ويشير القاسمي إلى أن أبرز ما لفت انتباهه من خلال فيلم الدريهمي هو ذلك الوعي الكبير لدى أبطال الجيش واللجان الشعبيّة وأبناء الدريهمي والإخاء الذي حصل فيما بينهم، وأن أكثر ما أثّر فيه هو الإيثار قبولاً بالحصار على أنفسهم؛ مِن أجلِ ألا يحاصر الشعب اليمني بأكمله في حال وصل العدوّ إلى الميناء.

ومع كُـلّ هذا فَـإنَّ اليمني الصامدَ يستمرُّ في كفاحه ونضاله بكل حنكة وإرادَة وحكمة مستمداً قوته من الله ومسلماً لقيادته الحكيمة وآخذ على عاتقيه هم الشعب اليمني ومحنته وماض في تحقيق الحرية والاستقلال والسيادة لبلده وموطنه مهما كلفه الثمن، باعثاً رسائله للأعداء أنه ومهما طال عدوانكم وحصاركم فلن تركعونا أَو توهنوا من عزمنا وصلابتنا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com