محمد زيدان -أحد المكبرين الأوائل- يروي في حوار لصحيفة “المسيرة” البدايات الأولى للصرخة في وجه المستكبرين: مشروعُ الشهيد القائد ضرورةٌ لاستنهاض الأُمَّــة وإخراجها من وحل هيمنة الطاغوت الأمريكي

محمد زيدان من مواليد العام 1975 بمحافظة حجّـة، سافر إلى مران وصرَخَ بشعار الموت لأمريكا في بداياته الأولى بعد أن أطلقه الشهيدُ القائدُ حسين بدرالدين الحوثي -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-، عقبَ وصول الغطرسة الأمريكية إلى ذروتها.

ورغمَ قلة الأيّام التي عاشها زيدان مع الشهيد القائد، إلا أنه عرفه رجلاً قرآنياً يتحَرّك بحركة القرآن في كُـلّ أمور الحياة، حَــدَّ وصفه.

وفي الذكرى السنوية للصرخة يروي محمد زيدان جانباً من تفاصيلِ البدايات الأولى لشعار الصرخة في وجه المستكبرين، متطرقاً على الهجمةِ الشرسة التي تعرض لها الشهيدُ القائدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ-.

ويؤكّـد زيدان في حوارٍ لصحيفة “المسيرة” أن الطاغوت الأمريكي أدرك خطورةَ المشروع القرآني – الذي أحياه السيد حسين – على المشاريع الشيطانية الأمريكية، وهو ما دفع الطاغوت لشن حربٍ شعواءَ ضد الشهيد القائد عبر العملاء.

واستعرض محمد زيدان عدداً من القضايا ذات الصلة تستعرضُها صحيفة “المسيرة” في نص الحوار تالياً:

المسيرة: حوار أكرم طامي المؤيد

 

– بداية أخ محمد كيف تعرّفت إلى الشهيد القائد؟

بداية الأمر، قرّرنا أَنَـا ورفيقي الشهيد يحيى حمود السفر إلى صعدةَ بعد أن سمعنا أن هناك رَجُلاً عالِماً في مران، قلنا: لماذا لا نقوم بزيارة له ونتعرف إليه؟! فعندما وصلنا إلى مران استضافنا السيد حسين في بيته، وحال تناولنا وجبةَ الغداء أتذكر كانت هناك قضية، قضية قتل، فتحدثت مع رفيقي أن مثلَ هذه القضية تحتاجُ إلى محاكم وإلى سنوات، وبعد أن تناولنا الغداء إذَا بالغرماء يتصالحون ويدفعون الدية وأعطوا السيد منها مئة ألف ورفض أن يأخذها.

 

– في ذكرى الصرخة.. هل كنتُ أحد الحاضرين في اليوم الأول لإطلاق الشعار؟

نعم، في أثناء رفع الصرخة كنا متواجدين في بداية عام 2002 لمَّا رفعت، وبعضُ الناس المرجفين استغربوا، وكانت ردة فعلنا هو أن فيها رضا لله، وكان أكثر المعارضين هم ممَّن حولنا.

 

– حدِّثْنا عن شخصية الشهيد القائد؟

الشهيدُ القائدُ السيد حسين بدر الدين الحوثي كان رجلاً صاحبَ كلمة، صاحبَ مبدأ، صاحبَ علم، رَجُلاً عظيماً وهامة عظيمة، جاء في زمن غفلة، كان رجلَ حَقٍّ، وعالماً بما تعنيه الكلمة، عالماً مستنيراً وأراد أن ينقذَ الأُمَّــة، عندما رفع الصرخةَ (هذا الشعار) كان هو متجِّهاً للسفر إلى جمهورية السودان لبعض الدراسات هناك، فعندما سمع كلمةَ الرئيس الأمريكي الأسبق (بوش) يتحدث وهو يقول: مَن ليس معنا فهو ضدنا. فقال السيد: واللهِ لأتخذ موقفًا ضد هذا اللعين.. هل أصبح له شأن؟! والله إنني ضده، وضد أيِّ طاغوت في العالم. لذلك فكر وعمل الصرخة في عام 2002 وتراجع عن السفر وأعلن هذه الصرخةَ في وجه بوش وأمريكا والاحتلال الأمريكي.

 

– ما هو الوسط الذي صرخ فيه الشهيد القائد؟

لم أكن أعرفُ الأشخاصَ؛ لأَنَّني كنتُ من خارج المنطقة، كنا طلاباً، فلازمته ومهمتي كانت حسًّا أمنيًّا لمراقبة التحَرّكات تحَرّكات المنافقين أَو أية تحَرّكات من النظام، وهذا ما أعاق حضوري في محاضرات كثيرة، إلى جانبِ أنني كنتُ أحد موزِّعي وطابعي الشعار، بتوجيه من السيد حسين نفسه. وكان الشعار كله بلون واحد هو اللون الأسود بلاصق أبيض، الشعار القديم كان كله بلون أسود.

 

– ما هي التوجيهاتُ التي كان يطلقُها الشهيد القائد فيما يَخُصُّ الشعار؟

استنكر الصمتَ أَو التثاقل، قال: لا بُـدَّ أن نتكلمَ ولا نسكت، بالرغم أننا كنا مطارَدين على مستوى أنه من يأتي بأي عنصر حوثي حسب وصفهم سيكافأ بمئة ألف ريال ودرجة وظيفية.

 

– من كان يقفُ خلف خدش الشعار بعد كتابته على الصخور والجدران؟

حزب التجمع اليمني للإصلاح، كانوا معارضين للصرخة، وهناك الكثيرُ من المنافقين.

 

– هل شاهدتُ السيد بدرالدين يصرخ؟

نعم، وقد قال: إن ولدي حسين أوتي الحكمة، وإن هذه الصرخة ستقُضُّ مضاجعَ المنافقين وتوقِظُ منامَ أمريكا وأذنابها.

 

– هل ترافقَ شعارُ المقاطعة مع شعار الصرخة؟ وكيف تم تحديدُ المنتجات؟

نعم بنفس المسار، والمنتجات الأمريكية والإسرائيلية بحث عنها السيد حسين وتحرَّى وأطلعنا بقائمة لأسماء المنتجات، مثل: صابون إريال وشركة كوكا كولا.. الشامبوهات، القمح الأمريكي أبو غزال، قال: لأَنَّها بضائع ندفع فيها فلوساً وتعود على رؤوسنا صواريخ، وقال نحن من يغذِّي عدونا، يجب مقاطعتهم، لو قاطعنا على مستوى علبة الشامبو لخسرت أمريكا مليارات.

 

– لماذا كانت الصرخةُ بصنعاءَ في الجامع الكبير دون غيره؟

الجامع الكبير؛ لأَنَّه كان قريباً من فرعون من النظام والسلطة، وبالطبع كنا نرسل ملصقات شعار الصرخة إلى داخل السفارة الأمريكية تحدياً لأمريكا ولكبريائها، وكان السيد حسين كما تحدث إلينا يعرف أن النظام سيقوم بملاحقته وشن الحرب علينا، وأن هذه الصرخة ستبين المنافقين ويتضح الوجهُ الآخرُ للوطنيين، والحرب الهوجاء قامت بتوجيه أمريكي وأول أساليب اتخذوها هي الاعتقالات وعدة محاولات اغتيال للسيد حسين قبل الحرب وكلها باءت بالفشل ولم تقم الحربُ إلا بعد محاولات عديدة لاغتياله، وبالرغم أننا كنا طلاباً أغلبُنا من خارج محافظة صعدة كنا حريصين على حماية وحراسة السيد حسين ونفتحُ حساً أمنيًّا خارجياً ونتحرى عن أية معلومة.

 

– برأيك لماذا وقف النظامُ في وجه المشروع القرآني؟

يا أخي، كان النظامُ عميلًا مثلُه مثلُ بقية الأنظمة العميلة لأمريكا، جنودٌ مجنَّدةٌ مع أمريكا.. السفير الأمريكي بعد رفع الصرخة قال بعظمة لسانه: يجب القضاءُ على الحوثي سريعاً، لماذا؟؛ لأَنَّه عرف خطورةَ هذه الصرخة، وخطر هذا الرجل عليهم وعلى مشاريعهم الاستعمارية، كان الوطن العربي الأُمَّــة الإسلامية تموّل بالعلماء والمحدثين لماذا سفير أمريكي في صنعاء يقول: يجب القضاء على السيد حسين بدرالدين الحوثي سريعاً؛ لأَنَّه يعرف اليهود ويعرف أن السفيرَ الأمريكي من أسرة يهودية وهم يعرفون خطورةَ هذا الرجل، وكان من العجيب بعد أن حضر الرئيسُ علي عبدالله مؤتمرَ الدول الصناعية عاد وأثار الحرب في مران مباشرة، كلَّف علي محسن، وكانت الحرب الأولى على السيد حسين بتوجيهات أمريكية- ويرقُبُ السفير الأمريكي الحرب عن كثب من غرفة العمليات، أَو قُل كمشرِف على حرب مران، وكنا مطارَدين ومشرَّدين وكانت السجونُ مليئةً بالمكبرين والطلاب سجون الأمن السياسي والأمن القومي الذي أسّسته أصلاً أمريكا.

 

– المراكز الصيفية.. بدأت خلال الأيّام القليلة الماضية وكانت هناك حملة إعلامية شرسة من جانب العدوّ عليها.. كيف كانت قبل انطلاقة المشروع القرآني؟

المراكزُ الصيفية قديمة جِـدًّا وليست وليدة اللحظة، من بداية المشروع والمراكز الصيفية موجودة ومن قبل انطلاقة الصرخة، وأخذنا دورة صيفية سبعين يوماً حينها، وهي ثقافة قرآنية تبين لك من هم أعداء الله من هو عدوك الحقيقي، تنشر الإخاء والتسامح وترابط الأُمَّــة الإسلامية. ومع الأسف بعض الدعاة تسمعهم يقولون: الأمتين العربية والإسلامية، ليس هناك أُمَّـة عربية وأمة إسلامية، الأُمَّــة الإسلامية أُمَّـة موحدة، والله يقول: “كنتم خير أُمَّـة…” هل قال أُمَّـة عربية وأمة إسلامية؟ لا، دينُنا واحد وهَمُّنا واحد وقضيتُنا واحدة، الآن قضيتنا وهمنا فلسطين، عندما نشاهد إخواننا الفلسطينيين يُقتلون ويُشردون بالرغم مما نعانيه ولكن همنا وقضيتنا فلسطين، أذكر لك موقفاً للسيد حسين في إحدى الليالي آنذاك وأنا موجود وهو يشاهد نشرة الأخبار والله إنه بكى، وهو يشاهد مشهداً في فلسطين حينها قال: والله إننا سنُسأل! وبكى، بكى من الهَم.

 

– بمَ ترُدُّ على من يقولون أنتم تقاتلون من.. أنتم تقاتلون اليمنيين.. أمريكا بعيدة؟

يا أخي، هم أدواتٌ، بلاك ووتر والجنجاويد والمنافقون هم أذناب أمريكا، أمريكا حاضرة، بالتوجيهات وهذا العدوان من أمريكا والطيران يضربُنا بتمويل ودعم لوجستي أمريكي، الرئيس الأمريكي السابق ترمب قال: لولا دعمنا لما وقفت وصمدت السعوديّة لأسبوع واحد، المرتزِقة هم فقط أذناب، قفّازات (كفوف) للقاتل الذي هو عدونا الحقيقي.. ثم يأتون ليقولوا إنهم جيش وطني. وهم تنظيم قاعدة وجنجويد وبلاك ووتر، كلها أكاذيب، في سقطرى الآن توجد قاعدة إسرائيلية وجيش وطني ماذا! نحن نقاتل أمريكا وجهاً لوجه. أحد الفلسطينيين قال: اليمنيون في الصف الأول لمواجهة أمريكا. السلاح القنابل العنقودية هي ممن؟ هل هي صناعة السعوديّة أَو المرتزِقة؟! قنبلة فج عطان طيار إسرائيلي ألقاها، وكان في ظنهم أن اليمنيين سيستسلمون بعد إلقائها مثل قنبلة هيروشيما، ضربوا بأسلحة محرَّمة دوليًّا، من يقتلنا سوى أمريكا و”إسرائيل” وفرنسا وبريطانيا وغطاء مجلس الأمن، هذه الحرب كونية على اليمن، من يقتلنا هو السلاح الأمريكي والمال السعوديّ.

 

– هل تعتبر مشروع الشهيد القائد مشروعَ ثورة تستنهضُ الأُمَّــة؟

مشروعُ الشهيد القائد مشروعُ ثورة فعلاً، ثورة إيمَـانية، ثورة سياسية، ثورة اقتصادية بكل المجالات وليس في مجال واحد، وثورته سبقت ثوراتِ الربيع العربي وهو ليس بالعربي بل العبري.. فقط أرادوا أن يوجدوا عُملاءً جُدُداً يُخلِصون في العمالة أكثرَ، تغييرُ الواجهة أَو ترميمها، وتجد السيد حسين مثلاً في بعض محاضراته يحُثُّ على الزراعة للوصول للاكتفاء الذاتي؛ لأَنَّنا سنقفُ على أقدامنا أمام العدوّ كما قال. كان موسوعةً بحق، وأذكر موقفاً عندما سأله بعضُ الطلاب قالوا: لاحظنا بعض السيَّاح هل نقوم بقتلهم أَو ضربهم؟ قال لهم: لا، ارفعوا الصرخة في وجوههم وهم سيفرون! وفعلاً رفعوا الصرخة وغادر السياح الأمريكيون.

 

– هل تعتقد أن حركة طالبان أوقعت في أذهان الناس لبسًا أثَّر على ظهور مشروع الشهيد القائد؟

لا أعتقد ذلك، حركة طالبان، أسامة بن لادن لم يكن سوى تمثال، نمور من ورق، يصنعونهم للبشر، وما هو إلا ذريعة أمريكية، الحرب كانت بين روسيا وأمريكا والميدان كان أفغانستان، وكان علماء الإخوان والسلفيين أمثال: الزنداني والوادعي يرسلون مقاتلين من اليمن إلى أفغانستان باسم الجهاد! برغم أن الحرب كانت سياسيةً بين أمريكا وروسيا ولكنهم استخدموا الدين، وباسم الجهاد حرّضوا وأرسلوا مقاتلين إلى هناك، أذكر آنذاك كانت تصدُرُ جريدة سعوديّة (المجاهدون) كانت مهتمةً بمجريات الحرب، وعندما عملوا مقابلات صحفية مع العائدين من أفغانستان حينها ظهر علي عبدالله صالح محاولاً التملص في أنه لا يدري بما دار وعن اليمنيين المشاركين في الحرب؛ لأَنَّ عملَهم كان في السعوديّة، وحتى لو كان يعلمُ لا أعتقد أنه سيصرّح أَو يتكلم.. وأتذكر أحدَ العائدين كان معنا في دورةٍ بوزارة الأوقاف والإرشاد في صنعاء قال لي: كنا نتعاطى الكحول. قلت له: اتقِ الله تعاطيتم الكحول. قال: لأَنَّنا كنا في جهاد! قلت: أي جهاد هذا..؟ قال: كان ذلك بفتوى من دُعاة سعوديّين افتوا لنا. استغربتُ من ذلك، تذكرتُ موقفَ سيِّد قُطب أَيَّـام جمال عبدالناصر الذي أمر بإعدامه؛ لأَنَّه رفض أن يفتيَ بشرب البيرة، انظر إلى الفرق بين هذا العالم الربَّاني وعُلماء الوهَّـابية.

 

– ما هو موقفُ الشهيد القائد من حرب صيف 94؟

كان رافضاً لها واعتبرها سفكاً لدماء يمنية ويجبُ فيها الحوار.. أَيْـضاً قضية جزيرة حنيش كان الاقتراح بمجلس النواب قيام حرب ضد إرتيريا قال السيد حسين الذي كان عضواً في المجلس: لا، نأخذُها بالحوار أفضل؛ لأَنَّ الحربَ ستكون لصالح “إسرائيل” ولم يوافق على قيام حرب؛ لأَنَّه توقّع أن دخول اليمن في حرب سيدخلُها في حصار وإنشاء قواعدَ أمريكية وتدخُّلٍ أمريكي، حتى أنه منذ ذلك الموقف من السيد حسين تم التركيزُ عليه، وفي الأخير تمت القضية بالحوار ورجعت الجزيرة لليمن. وفي هذا الوقت مثلاً برأيي لن تتحرّرَ جزيرة سقطرى إلا بالقوة وتواجد الإماراتي فيها ما هو إلا أدَاة للإسرائيلي الذي يريد أن يتحكمَ في البحر الأحمر وحركة باب المندب، وما سقطرى إلا قطرة من سيل الاستعمار. وعندما نلاحظ الإصلاحيين في عام 94 كانوا يقولون: سنضع أيدينا في يد كلب ولا نضعها في يد الاشتراكي. وتراهم اليوم في خندق واحد خندق العمالة والنفاق!

 

– هل لهذه الصرخة علاقة بإيران؟

علاقتُنا بإيران علاقة أخوية إسلامية، لسنا تابعين لأحد، عدوُّنا واحدٌ هو “إسرائيل” وأمريكا، وعندما يتحدثون أن معنا دعماً من إيران والله إنني وسيدي الشهيد زيد علي مصلح كنا نأكل الفول المقشر وجبة غداء، أي دعم كانوا يتحدثون عنه.! كنت أذهب للعمل في حرض حتى أوفر لقمةَ أكل وأنا طالب أدرس بالمركز بمران. أَيْـضاً لأوفر طبعة أشرطة كاسيت للمحاضرات. وكنا نسافرُ إلى صنعاء نطبع بعض الأشرطة وعلى حسابنا الخاص. وكنت أذهبُ لشراء أشرطة صوتية وفيديو من حرض. كنا نعاني، الماء كنا نشتريه؛ حتى ماء الوضوء، كان بعض أهالي مران يمنعون عنا الماء. وكنا ننزل مع سيدي الشهيد زيد علي مصلح إلى وادي (ليه) لغسل الملابس والمفارش ونجلب معنا الماء. كنا محاصرين. الحق والباطل دائماً في صراع! وعندما قامت الحرب ماذا أشيع؟ أشيع بأن السيد حسين ادّعى النبوة!، كذب في حق رجل عظيم رجل عالم.

 

– ما هي أبرز الشائعات التي تتذكرها من تلك الأيّام؟

منها أن السيد حسين ادّعى النبوة، وكانوا يشيعون أننا لا نقولُ في الصلاة: السلام عليكم ورحمة الله، بل السلام عليك يا سيدي حسين السلام عليك يا سيدي حسين. وَأَيْـضاً قالوا كنا نُحِلُّ المتعة. وشائعات كثيرة، كلام هابط. حصل في مران مظلومية لا يتصورها أحد. يروون لنا من الحرب الأولى أن السيد حسين تم الضربُ عليه بغاز الخردل غاز الأعصاب وأن هناك من قال إنه خرج من جرف سلمان بدون وعيه معلِناً الاستسلام، وهو لم يستسلم، والتوجيهات صدرت بقتله مباشرةً، بدليل أنهم أطلقوا عليه النار أمام أبنائه، انظر إلى حجم الإجرام! وصحيح كان هناك وجه ضمان للسيد حسين ولكن لم تكن النية صادقة وأحد المشايخ تبرأ من الموقف وصارح السيد حسين بالنية المبيَّتة لقتله في الطريق بعد أخذه. وكانت هناك مراسلات والحرب قائمة، راسلوا السيد حسين، وأثناء ذلك دعوه لاجتماع مع مشايخ وعلماء لحل القضية وهي كانت محاولة منهم لاغتياله، السيد حسين لم يكن رجلاً غبياً، عرف بأنها خُدعة. وهذه المعلومات استقيتها من مرافق الشهيد القائد بعد الحرب، وهو الشهيد حسان البجر -رحمة الله وسلامه عليه-، استشهد لاحقًا.

 

– هل الصرخة شعارٌ مؤقت؟

بالطبع لا، ليس شعاراً مؤقتاً، وبإذن الله مُستمرّون إلى أن ندخل البيت الأبيض. والشعار هو مشروع قرآني ومشروع حياة لا يتوقف عند أية محطة؛ لأَنَّ مقارعةَ الطاغوت سُنَّةٌ إلى يوم القيامة.

 

– بما أنك حدثتنا عن الشهيد القائد.. كيف ترى السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي؟

لا فرق؛ لأَنَّ السيدَين هما كإصبعين في كف واحدة، من منهل واحد، والسيد عبدالملك هو المكمِّل لما بدأه السيد حسين، وتعرفت عليه قبل الحرب الثانية، ولم أشارك في كلتا الحربين الأولى والثانية؛ لأَنَّ الطرق فيهما كانت مغلقةً ومحاصرة.

 

– وأنت بهذا الزخم المعرفي والعلمي.. ما الذي جعلك لا تستمرُّ في الجهاد؟!

كنت مطارَدًا حتى الحرب الرابعة وتم اعتقالي وتعرضتُ للضرب والكهرباء وأبشع أنواع التعذيب، اعتقلوني في حرض وأنا أقومُ بتوزيع الشعار، وأدخلوني في زنزانة انفرادية لمدة ثمانية أشهر تحت التعذيب، ثم نقلوني إلى سجن الأمن السياسي في حجّـة، وكان توزيعي للشعار ذاتيًّا؛ حُبًّا ووفاءً مني لروح الشهيد القائد.

 

– أوجز لنا قصتك داخل السجن؟

تعرضتُ لألوانٍ من العذاب، وكانوا يطلبون مني البراءةَ من المسيرة ومن السيد عبدالملك والسب، ولم يكن معي في ذلك السجن من المجاهدين أحدٌ، أَنَـا فقط، وتم إخراجي من السجن بتبادل للأسرى، تم أسر ضباط، وخرج الكل مقابل الكل.

 

– ما هي آخر لحظة جمعتك بالشهيد القائد؟

كانت آخر لحظة في الغدير، ومن بعد الغدير الأخير منع الحصار علينا الدخول لمران؛ لأَنَّ الحرب أوشكت على البدء.

 

– كلمة أخيرة لك في هذا الحوار؟

أهدي سلامي وتحياتي إلى سيدي ومولاي السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وإلى أولاد كُـلٍّ من الشهيد القائد والشهيد زيد علي مصلح، كما هي إلى كُـلّ المجاهدين الأبطال. وأرجو، أرجو، أرجو، وهذا ما أرجوه من بعض إخواني المجاهدين أن يكون فيهم تعاطُفٌ وتراحم وتآزر وتكاتف مثلما كان في الرعيل الأول من المجاهدين الذين كان الواحد منهم يموِّلُ نفسَه ويقسمُ لقمةَ الخبز فيما بينه وبين أخيه المجاهد، وأن يقتدوا بالشهيد القائد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com