فصائلُ المقاومة في الذكرى السنوية الأولى لمعركة “سيف القدس” : نستعدُّ لمعركتنا المقدَّسة التي نسيءُ بها وجهَ الكيان

المسيرة / متابعات

أكّـدت غرفةُ العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية أن خيارَ الجِهادِ والمقاومةِ باقٍ ما بقي الاحتلالُ، وأن سيفَ القدس البتَّار لن يُغمَدَ وسيكون حاضراً عند حسن ظن شعبنا إن شاء الله ولن ينجح العدوّ مهما فعل بفصل الجغرافيا الفلسطينية، والاستفراد بأهلنا ومقدساتنا، وعليه نؤكّـد على وحدة الساحات وعلى قدسية الدم الفلسطيني أينما وجد في غزة والضفة والقدس والشتات.

وخلال مؤتمر نظمته حركة حماس في مدينة غزة بعنوان “سيف القدس.. وحدة الوطن والشعب”، بالذكرى الأولى للمعركة، اعتبرت غرفة العمليات المشتركة أن ممارسات العدوّ في كافة المدن المحتلّة والقدس على وجه الخصوص وما يجري فيها من انتهاكات مُستمرّة فضلاً عن الدعوات الساقطة لاقتحام المسجد الأقصى عبر مسيرة الأعلام المزمع إجراؤها بعد أسبوع من الآن كلها أسبابٌ تدفعنا للوقوف عندها بكل حزم وإصرار، لمساسها الواضح بمنجزات سيف القدس، وعليه نؤكّـد أن شعبنا لن يسمح بالمطلق بكسر قواعد الاشتباك والعودة إلى مربع الاستفزازات الذي قلنا كلمتَنا فيه بكل قوة.

كما شدّد الغرفة على أن “المقاومة وهي تواصل إعدادها وتجهيزها على كافة المستويات في سبيل معركة التحرير التي نعيش فصولها ونعد العدة لها، تدعو إلى تضافر كافة جهود الشعوب وقوى المقاومة الحية في المنطقة، والاستعداد لمعركتنا المقدسة التي نسيء بها وجه الكيان الغاصب ونعيد فيها لفلسطيننا ولقُدسنا ولأسرانا ولشعبنا الحرية والكرامة بإذن الله”.

 

هنية: لن نسمحَ مطلقًا باستباحة الأقصى أَو العربدة في شوارع القدس

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، حذّر في كلمته بالمناسبة الاحتلال الصهيوني من الإقدام على خُطوة اقتحام المسجد الأقصى المبارك في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، أَو الإقدام على تنظيم مسيرة الأعلام تلك التي مزقتها صواريخ المقاومة.

وقال: “قرارنا واضح أننا سنواجه بكل الإمْكَانات ولن نسمح مطلقًا باستباحة المسجد الأقصى أَو بالعربدة في شوارع القدس ضد شعبنا وأهلنا في القدس أَو الضفة أَو أراضي الـ48″، مجدّدًا تأكيده أن مرحلة ما بعد سيف القدس تختلف كليًّا عما قبل المعركة.

وأضاف: “أفعالنا تسبق كلماتنا على الأرض في غزة وفي جنين وفي القدس وفي كُـلّ أرجاء الضفة، وأهلنا داخل الـ48 وشعبنا في المنافي والشتات وأمتنا لن تسمح بهذه التجاوزات”، معتبرًا أن الصراع مع الاحتلال دخل مرحلة جديدة بكل أبعادها ومآلاتها.

وأشَارَ رئيس الحركة إلى أن معركة سيف القدس أحدثت تحولات استراتيجية وشكّلت نقطة تحول مهم في مجرى الصراع مع المحتلّ وفتحت الباب واسعًا أمام مرحلة جديدة مختلفة بكل ما تحمله من أبعاد، لافتاً إلى كونها معركة شاملة ومركَّبة لم تقتصر بتأثيراتها على حدود الجغرافيا الفلسطينية بل تعدت إلى المنطقة والمجتمع الدولي بكامله.

واستعرض هنية ثلاث نتائج قائلاً: “النتيجة الأولى أن المبادرة التي قامت بها كتائب القسام والمقاومة في غزة ضربت نظرية الأمن الصهيونية التي تقوم على الردع والحرب الخاطفة والانتقال سريعًا إلى أرض العدوّ، والتي حكمت العمل الصهيوني بأبعاده العسكرية والسياسية والأمنية على مدار عقود الصراع والحروب التي خاضها جيش الكيان في فلسطين وخارجها”.

وأوضح أن المقاومة ضربت هذه النظرية الأمنية في الصميم، حَيثُ نقلت المعركة إلى قلب الكيان داخل الأراضي المحتلّة، وقامت بعمليات خاطفة لم تزد عن 10 أَيَّـام شاهد العالم فيها الأداء البطولي للمقاومة والارتباك والانكشاف الأمني والعسكري للكيان الصهيوني.

وأضاف: “النتيجة الثانية أن المعركة أدخلت عناصر جديدة على ميزان القوة الاستراتيجية لصالح شعبنا ومقاومتنا، وهي متعددة وأهمها هو الشعب الفلسطيني داخل أراضي الـ48 المحتلّة حينما قام بانتفاضة الكرامة وتحَرّك أهلنا في المثلث والنقب والجليل التحامًا مع غزة وصواريخها ومع القدس والضفة الغربية”.

وتابع بالقول: “النتيجة الثالثة أن سيف القدس وحّدت الأرض والشعب والقضية، وأزالت الحواجز الجغرافية داخل فلسطين التاريخية، وَأَيْـضاً صهرت كُـلّ أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج في قلب هذه المعركة، فبدت الأرض الفلسطينية موحدة، الشعب الفلسطيني موحداً، والقضية الفلسطينية برزت على حقيقتها قضية تحرّر وطني وقضية سياسية وطنية إنسانية بامتيَاز، وهذه لم تكن موجودة بهذا الوضوح والوحدة والتماسك ما قبل معركة سيف القدس”.

ونوّه إلى أن هذه النتائج ذات الصبغة الاستراتيجية لهذه المعركة تشكل اليوم الوعاء الناظم لحركة الإحياء والتجديد والنهضة في روح المقاومة والثورة ضد المحتلّ من قبل أبناء الشعب في كُـلّ مكان وخَاصَّة في القدس والضفة المحتلّة.

 

النخالة: “سيف القدس” رسمت مشهداً تاريخيًّا يجب الحفاظ عليه بكل ما أوتينا من قوة

من جهته، أكّـد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة، أن “وحدة الساحات القتالية أصبحت ضرورة، ويجب ألا نسمح للعدو بالاستفراد بمنطقة دون غيرها”، مشدّدًا على أن “المقاومة فقط وحدها هي التي تجبر العدوّ على التراجع، رغم تكلفتها العالية علينا”.

وشدّد النخالة، خلال كلمته في المؤتمر على أن “وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده واجبة لحماية المقاومة واستمرارها، وأن القتال ومقاومة العدوّ في كُـلّ مكان من فلسطين يجب أن يحظى باهتمامنا جميعاً، ويجب تعزيز الروح القتالية ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً”.

وأكّـد النخالة على أن “وحدة قوى المقاومة في المنطقة ضرورة، لا يمكن التفريط بها بأي حال من الأحوال، ويجب الدفع باتّجاه تعزيز محور القدس، بكل ما نملك من قوة، حتى النصر إن شاء الله”، كما أكّـد أن” معركة سيف القدس كانت وما زالت فرصة كبيرة لوحدة شعبنا ومقاومته، وأن حماية هذه الوحدة أصبحت واجبًا وليست خيارًا، وخَاصَّة في ظل تحالفات معادية تنشأ من حولنا كُـلّ، يوم وتصب في مصلحة العدو”.

واعتبر أن ”معركة سيف القدس كانت محطة فارقة، في تاريخ نضال شعبنا الفلسطيني، ومسيرته نحو القدس ونحو فلسطين”.

وقال الأمين العام لحركة الجهاد: “إن مسؤولياتنا تزداد يوماً بعد، يوم وواجباتنا تزداد وضوحًا، وإنجازات المقاومة في غزة وحضورها الدائم في الميدان يلقي علينا مسؤولية كبيرة، وخَاصَّة بعد معركة سيف القدس التي وحدت الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، ورسمت مشهدًا تاريخيًّا يجب الحفاظ عليه بكل ما أوتينا من قوة”.

النخالة شدّد على أن “المقاومة فقط وحدها هي التي تجبر العدوّ على التراجع، رغم تكلفتها العالية علينا، لم يتركوا لنا خيارًا آخر، وعلينا أن نكون على قدر المسؤولية. فالنصر منوط بمدى استعدادنا للتضحية، وكلما كانت الاستعدادات أقوى كان النصر أقرب، ولا انتصار بلا تضحية. فالعدوّ يطاردنا في كُـلّ مكان، وعلينا أَيْـضاً أن نواجهه في كُـلّ مكان”.

وَأَضَـافَ “عام مضى وما زالت القدس تتعرض للتهديد والتهويد، وما زالت معركتنا قائمة لأجلها على مدار الوقت، فلا العدوّ توقف عن تهديداته، ولا المقاومة توقفت عن الالتزام بأمانة الدفاع عن القدس، وعن المسجد الأقصى.. ففي القدس يتواجه اليوم مطلقان متصارعان: المطلق الإسلامي، والمطلق اليهودي. والهجمة اليهودية ما زالت في ذروتها، وهي تستهدف القدس ومسجدها الأقصى المبارك. ولم يعد الدعاء يكفي للذين يجأرون بالدعاء إلى الله أن يحفظ عليهم دينهم ومقدساتهم.. ومن هنا تزداد مسؤولية المقاومة بالدفاع عن المسجد الأقصى يوماً بعد يوم”.

ودعا إلى ضرورة أن “نكون في كامل جهوزيتنا واستعدادنا للقيام بواجباتنا، ولنعلن للعالم أجمع أن القدس دونها أرواحنا، وأن إعلاننا عن مواقفنا والالتزام بها، هو الضمانة الوحيدة لعدم الانزلاق خلف من يحاول ترويضنا لصالح العدوّ، وللقبول بالأمر الواقع”، مُضيفاً “واهمون أُولئك الذين يظنون أن مقاومة الشعب الفلسطيني يمكن أن تقف عندما يتعرض المسجد الأقصى للتهويد، إنهم لا يفهمون بواعث هذه المقاومة، إنها القدس، إنها فلسطين، إنه الإسلام بأبهى تجلياته”.

وختم بالقول: إن “ما يجري في القدس وحولها هو تعمد إهانة المسلمين، وتعمد إهانة الفلسطينيين حراس هذا المكان، والدوس على حقوقهم.. وينكرون عليهم حتى ما أقرته لهم ما تعرف بالشرعية الدولية”.

ومعركة “سيف القدس” هي معركة خاضتها المقاومة الفلسطينية لمدة 11 يوماً في الفترة ما بين 10 و21 مايو 2021م، وافتتحتها كتائب القسام بضربة صاروخية على مدينة القدس المحتلّة؛ رداً على جرائم الاحتلال المتواصلة في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح المقدسي ومحاولات طرد سكانه الفلسطينيين منه.

وأسفرت المعركة عن مقتل 14 مستوطناً وجندياً لدى الاحتلال، بالإضافة إلى إصابة المئات، واستطاعت المقاومة أن تلحق في الاحتلال خسائر اقتصادية قدرت قيمتها بـ 7 مليارات شيقل، بالإضافة إلى خسائر عسكرية تجاوزت قيمتها 1.1 مليار شيكل، كما تم التبليغ عن أكثر من 5300 ضرر من المستوطنين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com