رئيس اللجنة المركزية للحرب الاشتراكي اليمني الأُستاذ/ يحيى منصور أبو إصبع في حوار لبرنامج “ساعة للتاريخ” الحلقة الثانية على قناة “المسيرة”:

أجرت قناةُ “المسيرة” حواراً مع رئيس اللجنة المركزية للحرب الاشتراكي اليمني، الأُستاذ/ يحيى منصور أبو إصبع في برنامج “ساعة للتاريخ”، وفيما يلي نَصُّ الحلقة الثانية:

 

– توقفنا في الحلقة الأولى عن موضوع مقتل أحمد الغشمي، صعود علي عبدالله صالح جرى بترتيبات سعوديّة، أليس كذلك؟

الواقع أنه علي عبدالله صالح من نفس اللحظة الذي قُتل فيها أحمد حسين الغشمي توجّـه على طول للأركان القوات المسلحة إلى رئاسة الأركان وكأنه كان هذا الموقع يمارسُه من أَيَّـام أحمد حسين الغشمي.

 

– أليسَ هذا يعد أن مقتل الغشمي جرى بترتيبات سعوديّة أَيْـضاً، وتهيئة علي عبدالله صالح كبديل؟

والسرعة التي تحَرّك فيها، يعني في اتّهامات حتى على علي عبدالله صالح أنه وراء عملية قتل الغشمي، المهم يا سيدي العزيز عندما تحَرّك وشكّلوا مجلس رئاسة برئاسة عبدالكريم العرشي، وعضوية الشيبة وعبدالعزيز عبدالغني وهو طبعاً كان ثاني قرار، أول قرار بنفس اليوم تشكيل مجلس الرئاسة، ثاني قرار تعيين علي عبدالله صالح رئس الأركان، ونائب القائد العام.

كان القائد العام في حينه صالح الشيبة، فطبعاً بدأ يمارس عمله، أَيَّـام عبدالكريم العرشي، كان أول شيء شكّل فرِقاً باتصال بالسياسيين؛ مِن أجلِ التأكيد على انتخابه، فرق أُخرى للاتصال مع أعضاء مجلس الشعب التأسيسي، الذي تشكّل أَيَّـام أحمد حسين الغشمي، هؤلاء يطالبون من السياسيين من كُـلّ من التقوا به، أن الرئيس القادم هو علي عبدالله صالح وعليكم أن تدعموا هذا الاتّجاه، بالمقابل بدأ التحَرّك ضد علي عبدالله صالح، ضد العسكر، ضد الأنظمة العسكرية.

 

– سنأتي لموضوع تشكيل اللقاء الوطني، تحدثت عن المجاميع العسكرية التابعة لعلي عبدالله صالح التي كانت تواصل اتصالاتها وزياراتها للشخصيات السياسية، وكانت تأخذ توقيعات تعهدات على المصحف من قبل أعضاء مجلس الشعب التأسيسي؟

طبعاً هذه الأيّام الأولى لكن بعد مضي حوالي أسبوع أَو أسبوعين، بدأوا يزورون الناس، عساكر يحملون التهديد والوعيد، يحملون التهديد إذَا لم توقّع، أن الرئيس علي عبدالله صالح، وفي نفس الوقت الوعيد بالزلط بالشراء وبالمنصب، طبعاً كله من السعوديّة، صالح الهديان كان باذل جهد جبار.

 

– وقتها تقريبًا كان يصل مسئولون كبار؟

سنفتح هذا الموضوع عندما نجي لموضوع اللقاء الوطني.

 

– حاولتهم أنتَ بعد مقتل الغشمي، تشكيل لقاء وطني برئاسة أحمد جابر العفيف؟

كان المقرّر حقه أحمد جابر العفيف، كان هدفه هو التصدي لفرض نظام عسكري بما في ذلك نظام علي عبدالله صالح.

 

– كنتم تعرفون علي عبدالله صالح؟

هو مش قضية معرفته، إنما كان الاتّجاه السياسي العام هو أن يتولى السلطة يعني نظام مدني، كُلٌّ من اتّجاه، مثلاً المشايخ عبدالله بن حسين وسنان كلهم كانوا ضد النظام العسكري من منطلق أنه يكفيهم تجربة ومرارة تعاونهم من البداية مع إبراهيم الحمدي وكيف جاء سوّى بهم.

 

– لكن إبراهيم الحمدي كان بالنسبة للقوى المدنية جيداً؟

هم يقولون إن القوى التقليدي والمشايخ بالذات يستطيعون أن يتحكموا بالنظام المدني مثلما فعلوا أَيَّـام الإرياني؛ ولهذا عارضوا، وعارضوا حتى السعوديّة في المرحلة الأولى؛ ولهذا اللقاء الوطني تشكل من كُـلّ الناس، من الأحزاب الموجودة في الساحة ومن المشايخ والتجار وغيرهم وغيرهم.

الشيخ عبدالله كان على رأس الجميع وكان موقفه حاداً جِـدًّا ضد علي عبدالله صالح وضد أي عسكري يتولى السلطة والسبب المرارة التي في رأسه من إبراهيم الحمدي؛ لأَنَّه عسكري؛ ولأنه تعاون معه في البداية، فكان يعتقدون أن هؤلاء العسكر سينقلبون على المشايخ، هذا الاعتراض، لكن أحنا كان من وجهة نظرنا أن السعوديّة تريد وهذا ما تسرب لنا معلومات أن السعوديّة تريد أن تفرض شخصاً عسكرياً في اليمن، جاهلاً أميًّا غير متعلم، لاحظت كيف، من منطلق أن السعوديّة تقول لازم يحكم اليمن هذا على ما سمعنا شاوش؛ لأَنَّ اليمنيين جالسون يفتخرون بتاريخهم السياسي خَاصَّة فيما يتعلق بشروط الخليفة أَو الإمامة، الشروط الزيدية، أربعة عشر شرطاً، أن يكون عالماً، أعلم الناس أن يكون مجتهداً، أن يكون شجاعا، أن يكون كريما، أن يكون… إلخ، أربعة عشر شرطا، شروط الزيدية، يعني أنه هذا التاريخ السياسي في اليمن، في من يكن الحاكم، هذا يجب أن يضرب وجب أن يمحى وأن يؤتى بشاوش على أَسَاس أن ينسى اليمنيون الزيدية والشروط السياسية للنظام السياسي في اليمن، هذا مهم جِـدًّا.

 

– كان علي عبدالله صالح يمتلك هذه الصفات؟

علي عبدالله صالح طبعاً هو أمي ما يقرأ، يعني يجيد القراءة والكتابة… إلخ، لاحظت كيف، لكنه قبيلي تعرّف على السلطة، عرف كيف يشتغل في السلطة، كيف يشتري الناس، والدعم السعوديّ وهي كانت القوة المهيمنة في الساحة، لهذا كانت الوفود تأتي وتسرح الوفود السعوديّة، كانت الوفود السعوديّة تأتي؛ مِن أجلِ إقناع أصحابهم وإقناع الناس وإقناع المشايخ بعلي عبدالله صالح؛ لأَنَّ علي عبدالله صالح حسب المعلومات التي تسربت كانت الاستخبارات السعوديّة قد جنّدتهم أَيَّـام الإرياني، عندما كانوا في أسمرة.

الذي أعرف أنا على السعوديّة، ما فيش فرق بين الاستخبارات السعوديّة والإسرائيلية عبر التاريخ، وخَاصَّة أَيَّـام جمال عبدالناصر، كان التنسيق على مستوى، فلهذا كانت السعوديّة تقنع المشايخ، جندته في أسمرة، كان شوف أحمد حسين الغشمي مريض كان عنده العمود الفقري، فرقوا له فلوس يعني من الجيش وكذا ورافقه علي عبدالله صالح، ولهذا علي عبدالله صالح كان قريباً جِـدًّا من الغشمي، أنا سألت الغشمي مرة، قلت له ليش تثق بعلي عبدالله صالح أكثر من إخوانك، قال: هذا قدّم معي معروف أكثر مما قدمته أمي، قلنا له كيف، قال كنت مريضاً وشهرين وأنا ممدد على السرير وهو يعني ينظفني يشلني يدخلني الحمام كذا، كذا… إلخ.. بوفاء نادر، ولهذا، أنا مقدم له على إخوانه، هذيك الأيّام كسبتهم المخابرات السعوديّة، وهم في أسمرة.

إذاً علي عبدالله صالح، هنا جزء من المخابرات السعوديّة، فلهذا حاولوا أولاً إقناع الشيخ عبدالله بكله، آخر مرة اتصلنا بالشيخ عبدالله شكلوا لجنة ثلاثية للأمور الإعلامية في اللقاء الوطني المعارض لعلي عبدالله صالح، لجنة ثلاثية من محمد عبدالرحمن الرباعي ومحمد عبدالله الفسيل ويحيى منصور أبو إصبع، رحنا للشيخ عبدالله ما خلاناش نتكلم، لازم تصدروا بيانات قوية ضد علي عبدالله وضد من يريد علي عبدالله صالح، السعوديّة مش عتفرض علينا أحد، كان يقول هذا الكلام، يعني يشجعنا، وأي تمويل قال الرباعي، قال له المطبعة تحت تصرفك، وأدى له مفتاح المطبعة، كان معه مطبعة في البيت، وفعلاً الرباعي كان معجباً بالشيخ عبدالله جِـدًّا، رغم أن الرباعي شخصية وطنية لا غُبارَ عليها، تستطيع تقول عليه، إنه من القلائل وطنيا في حب الشعب اليمني والوقوف مع قضاياه، وقوفه ضد الأنظمة العسكرية وضد الدكتاتوريين كلهم، فبعدين جئنا اليوم الثاني نشتي نفعل مطبوع؛ لأَنَّه وصل علي مسلم اللجنة الخَاصَّة يحملوا تعليمات بضرورة علي عبدالله صالح، لا عند الشيخ عبدالله، ففعلنا بياناً بصياغة محمد عبدالرحمن الرباعي يقول في مقدمته، لقد وصل مندوب الباب العالي من الرياض ليفرضَ على اليمن عسكرياً متخلفاً بدلاً عن المدنية والمتعلمين والمجتهدين وكذا.. وكذا، بيان كان قوياً جِـدًّا.

وصلنا عندَ الشيخ عبدالله قالوا الشيخ عبدالله مش موجود، سأل الرباعي عن الشيخ عبدالله، طبعاً كُـلّ من بيت الشيخ عبدالله لا يخفون على الرباعي أي شيء؛ نتيجةً للعلاقة الوطيدة بينهم، قالوا له “ما هلوش”، قال لهم وينه، قالوا مش دارين، خرج، أمس الليل ومش دارين أين هوه، قال هاه، دخل مدري من شاف، تقريبًا أتصل بعائلة الشيخ عبدالله، فرجع إلى عندنا قال الخبير قدوه بالسعوديّة، قله الفسيل مثلما كان متشدّد، أمس ضد السعوديّة وضد علي عبدالله صالح، بايرجع متشدّد مع السعوديّة ومع علي عبدالله صالح، كان عند محمد الفسيل توقعات، هذا محمد الفسيل الشيبة، عنده توقعات جميلة، ورجال عنده خبرة هائلة، الآن هو فوق المِئة سنة فالمهم رجع اليوم الثاني عبدالله بن حسين رجع من السعوديّة، فرجع يا سيدي العزيز قال الرباعي يالله نروح نشوفه، وصلنا إلى هناك قالوا له راقد، مريض، تاعب، قال خلاص، نجز هو والسعوديّة، رحنا طلب الرباعي لوحده، وقله يعني أن الظرف صعب والجنوب بيحشد قوات علينا والظرف يستدعي ورجل يعني ماهر عنده قدره وعنده خبره، وهذه كلها لا تتوفر إلا بعلي عبدالله صالح، قال له الله يخزيك، عادك، أمس حشدتنا عليه وكذا، قال له المهم أفهمها، محمد عبدالرحمن، فرحنا بعدين في اللقاء الوطني في بيت أحمد جابر عفيف إلا وبعض المشايخ ما عاد جاءوا تواصلوا هم والشيخ عبدالله بعد ما رجع، فبعدين قالوا لازم نروح عند الشيخ عبدالله، وفد برئاسة أحمد جابر عفيف، رحنا وقابلنا، تكلم معنا بكل وضوح، أنه نحنا ينبغي أن يحكم البلد الآن رجل عسكري قوي؛ لأَنَّ البلد تتعرض لمخاطر كبيرة، والذي هو مهيئ لهذا الموضوع هو الرائد علي عبدالله صالح، عادوه كان المراتب، إبراهيم الحمدي جاء نزل الرتب العسكرية، ويا سيدي العزيز وبعدين رحنا نشوف عبدالكريم العرشي، قبل ما يرجع الشيخ عبدالله، قالوا حتى لو رجع الشيخ عبدالله لا يمكن أن نقبل، العرشي، وبعدين جئنا له اليوم الثاني، سمعنا أنه قد راحوا له مجموعة من العسكر من أصحاب علي عبدالله صالح وَأَيْـضاً رجع الشيخ عبدالله، هدّدوه، قال له، باينسفوه مع بيته، أي واحد كان يقول كذا.. ولا.. يعني مع العيال والمرة.

 

– جرت هذه الترتيبات كلها؟

المهم عاد احنا عند العرشي إلا وهو ينصحنا ينصح اللقاء الوطني بأن ندعمَ علي عبدالله صالح، هذه هي السعوديّة وهذا هم أصحاب السعوديّة.

 

– صعد علي عبدالله صالح إلى الرئاسة وتولّى زمام الأمور؟ أصبح النظام السياسي؟

صعد علي عبدالله صالح إلى الرئاسة في مجلس الشعب التأسيسي والمعارض الوحيد له هو صوت محمد عبدالرحمن الرباعي الذي قال لا، الوحيد، أما الآخرين فقد أشتراهم بالتهديد والوعيد والزلط، كُـلّ الأعضاء.

 

– السعوديّة تواصلت بهم وجابت لهم فلوس؟

طبعاً.

 

– صعد علي عبدالله صالح وأصبح النظام اليمني نظاماً سعوديًّا إن صح التوصيف، نظام سعوديّ من عند الرئيس إلى عند أصغر وزير؟

أول خطوة هو كان العمل داخل القوات المسلحة والأمن لاعتقال القوى الوطنية، قام بها علي عبدالله صالح، تحشيد الجيش؛ مِن أجلِ الحملات على مناطق الجبهة الوطنية، التصعيد الإعلامي الكبير جِـدًّا ضد النظام في الجنوب، ضد تجربة الحزب الاشتراكي في الجنوب، واشتعلت الحرب من جديد، وكان الذي يدير هذا المطبخ الإعلامي والسياسي مع مجموعة هو المرحوم عبدالله الاصنج.

 

– قلت لي الغشمي وأنت بتراجع مجموعة من السجناء، أين مصيرهم؟

هذولا كانوا معتقلين، بعضهم معتقلين من أَيَّـام أحمد حسين الغشمي.

 

– قام علي عبدالله صالح بإعدامهم فيما بعد؟

هو شوف هؤلاء أستطيع أذكر لك منهم الأسماء التالي، سلطان أمين القرشي، من الشخصيات المهمة جِـدًّا عبدالوارث عبدالكريم، عبدالعزيز عون، علي خان، حسن الخولاني، يعني حوالي ما بين 30 إلى 32 شخصية سياسية قيادية في المعارضة، قتل الغشمي وهو قد وعدني وطلب مني مهلة فقط محدودة وأنه بايطلقهم، لكن عندما انتهى الغشمي، جاء عبدالله الأصنج، قالوا إنه أقترح على علي عبدالله صالح أنه تخلص من المجموعة هذه لا ظهر أحمد حسين الغشمي.

 

– وقتلهم علي عبدالله صالح، ولم تحصلوا على جثثهم؟

هذا اللي سمعته والله حتى الآن نحن نعتبرهم مخفيين قسرياً، لكن لم يظهر أحد إلى الآن.

 

– بعد صعود علي عبدالله صالح، ما هو أول إجراء قام به لصالح السعوديّة؟

كان أول إجراء هو هذا اللي تطلبه السعوديّة ملاحقة القوى الوطنية والاعتقالات الشاملة، وتصعيد اللهجة الإعلامية ضد الجنوب؛ مِن أجلِ التصعيد ومن أجل الوصول إلى حرب 79م.

 

– وحتى اشتعلت الحرب؟

جاءت الجبهة، طبعاً كانت الجبهة الوطنية في كُـلّ المناطق، في البيضاء، عيال سريح، في بني عبد، في أرحب، في ريمة، في عتمة، في وصابين، في عدين في شرعب، في المناطق الوسطى، في كُـلّ مكان، وجاءت بعدين حرب 79م بين الشمال والجنوب وراءها السعوديّة، وبتمويل سعوديّ هائل جِـدًّا.

 

– موضوع علي عبدالله صالح، أنت قلت إن السعوديّة اشترطت أن يصعدَ إلى رئاسة اليمن، رجل متخلف شاوش، كما ذكرت، علي عبدالله صالح كان فيه هذه المواصفات كلها؟

أكيد؛ لأَنَّه مش متعلم علي عبدالله صالح، وكانت رتبتُه متواضعةً جِـدًّا، وَفعل له تاريخ في الجيش أنه كان من المناضلين وكذا، وأنه ما فيش حاجة، يعني فيه أشياء خصوصية ما أعتقد أن الجو مناسب لذكرها، لعلي عبدالله صالح هو وأسرته، كانوا أسرة متواضعة وتعيسة وحالتهم حالة، يعني فيه معلومات كثيرة عن محمد أخوه عنه، السعوديّة فعلت منه رئيس.

 

– وحكم اليمن ثلاثين سنة؟

وحكم اليمن، جاءت حرب 79م، طبعاً هزته هذه الحرب، ولولا تدخل السعوديّة وتدخل العراق وجامعة الدول العربية، وأنا كنت مشاركاً في هذه الحرب.

واستطاعت الجبهة الوطنية أن تتقدم، تقدمت شلت قعطبة وشلت مناطق كثيرة في الوازعية وفي تعز، وأخذت البيضاء، وتقدمت في مأرب، كثير جِـدًّا، لاحظت كيف، وكان الجو مهيئاً، لكن للأسف الشديد كان فيه تدخل خارجي والتدخل الروسي كان ضد دخول الجنوب وسلاح السوفيتي الأراضي الشمالية، وعبدالفتاح في الأخير هو كان ضد الحرب، عبدالفتاح كان ضد الحرب، كان ضد العنف، يعني هذيك الدعاية على عبدالفتاح، أنه وراء العنف وراء الحروب، هذه كلها من هنا.

 

– استمرت التوترات في الجنوب والحروب حتى جاء علي ناصر محمد تقريباً؟

التوترات هي كانت في مناطق الجبهة الوطنية في الشمال، حصل تقريبًا زيارات لبعض دول الخليج من قبل علي ناصر وجماعته وفعلوا علاقات مع علي عبدالله صالح على أَسَاس أنه وقف الحملات العسكرية على المناطق والجبهة الوطنية تعلن وقف العمل المسلح والدخول في العمل السياسي وإجراء حوار مع السلطة وإطلاق المعتقلين، وأشياء كثيرة.

 

– طبعاً أنتم حين شكلتهم اللقاء الوطني نعود لهذه النقطة، كنتم تعرفون علي عبدالله صالح مسبقًا ولذلك رفضتم من البداية؟

كُلُّ الذي كانوا مشاركين في اللقاء الوطني الذي المقرّر حقه أحمد جابر عفيف، كلهم يرفضون علي عبدالله ومعظمهم يعرفوه عن قرب؛ لأَنَّه شخص لا يصلح للرئاسة، كُـلّ الشخصيات كانوا في اللقاء الوطني، قلت لك حتى الشيخ عبدالله وكان فيه أجماع عجيب.

 

– فُرِضَ من السعوديّة فَرْضاً؟

فُرِضَ من السعوديّة فرض بالقوة، قالوا إن اليمنيين جالسون يفتخرون بالتاريخ السياسي للزيدية، أنه ما يحكم اليمن إلا شخص بشروط، في مقدمتها أن يكون أعلم الناس، أن يكون مجتهداً، في كافة المجالات أن يكون شجاعاً.

 

– وطبقت حتى بعد الجمهورية؟

ما كان بش وقت مع الحروب.

 

– القاضي عبدالرحمن الإرياني كان مؤهلاً وإبراهيم الحمدي كان مؤهلاً؟

القاضي كان مؤهلاً، وإبراهيم كان مؤهلاً، ولهذا تخلصت منهم السعوديّة.

 

– الانقلاب على الإرياني كان بتخطيط سعوديّ؟

طبعاً، تخطيط سعوديّ وجاء فيه رسالة للشيخ عبدالله من الأمير سلطان، يقول له فيها إبعاد الإرياني صار خطر وجوده على المملكة وأمن المملكة.

 

– ما الذي كان تطلب السعوديّة من هؤلاء الرؤساء، وما الذي حقّقه لها علي عبدالله صالح بعد أن وصل إلى السلطة؟

شوف أهم ما حقّقه علي عبدالله صالح للسعوديّة، هو ضرب الحركة الوطنية الذي هي معادية للسعوديّة أصلاً، محاربتها بكل الوسائل، محاربة النظام في الجنوب، وهذا كان مطلباً سعوديًّا؛ لأَنَّ السعوديّة جندت ضد الجنوب السلاطين والمشايخ وكذا، وفعلت معسكرات مليان الحدود، من يوم الاستقلال في الجنوب، والمعسكرات نشرتها السعوديّة في كُـلّ مكان وعلى حسابها، والتخريب في الجنوب وكل شيء، علي عبدالله صالح أكثر ما كانت تريده السعوديّة منه، هو الأرض اليمنية والموافقة على يعني جعل اتّفاقية الطائف ترسيم دائم رسمي جديد.؛ لأَنَّ كُـلّ اليمنيين رفضوا، رفض الإرياني، رفض الجنوبيين، ثم الغشمي عاده ما كان طرح أَيَّـام الغشمي، إبراهيم الحمدي رفض؛ لأَنَّ إبراهيم الحمدي كان يقول لهم هذا باتّفاق بين الشمال الجنوب، جاء علي عبدالله صالح وسلم لهم.

أولاً وافق على نجران وجيزان وعسير، أنها قديه أراضٍ سعوديّة، وثانياً، الربع الخالي أرض يمنية أَو على الأقل كما يقول المؤرخين، نص الربع الخالي هذا سيطرت عليه السعوديّة، جزء من الجوف سيطرت عليه السعوديّة، جزء من حضرموت سيطرت عليه السعوديّة وجاءت الاتّفاقية التي وقعت بين علي عبدالله صالح وبين السعوديّة والتي قادها باجمال لتتنازل عن كُـلّ هذه.

 

– توقفنا عند موضوع اتّفاقية ترسيم الحدود التي وقعت وقام علبي عبدالله صالح بتوقيعها، ما هي أبرز التنازلات التي قدمها نظام علي عبدالله صالح في هذه الاتّفاقية للسعوديّة، وكيف تم توقيعها أصلاً؟

أول شيء كان التنازلات تشمل التنازُلَ عن الامتيَازات الخَاصَّة بالمهاجرين اليمنيين التي تضمنتها اتّفاقية الطائف، المغتربين.

 

– المغتربين، كان معَهم حقوق؟

كان معَهم حقوق، أن يعملوا في أي مكان، أولوية، لليمنيين أن يعملوا في أي مكان دون غيرهم، أن يتنقل في المدن السعوديّة، أن لا يأخذوا عليهم حق التأشيرات الخسائر والأموال هذه الذي هي ضرائب أَو رسوم أَو كذا، هذه كانت ضمن اتّفاقية الطائف، الذي هي معاهدة الطائف، هذا أول شيء جراء إلغاء تجاهلوها تماماً، ونص جزء غير مباشر في الاتّفاقية على أن يعامل اليمنيين المغتربين في السعوديّة مثلهم مثل غيرهم، وهذا الذي يجري الآن، في الاتّفاقية، الشيء الثاني أن الاتّفاقية نصت على أن الحدود القائمة بيننا وبين السعوديّة هي حدود نهائية وفاصلة ورسمية ولم يعد هناك أي ادِّعاءات من أي طرف، بمعنى أن كُـلّ الأراضي اليمنية للأسف الشديد سواء الذي خلاف السليماني نجران وجيزان وعسير، أَو باتّجاه الشرق يعني حضرموت وغيرها وبما في ذلك الربع الخالي.

 

– كانت السعوديّة قد دخلت؟

نعم كانت السعوديّة قد دخلت يعني ناس يقدروا أربعين كيلو، وناس يقدروا مِئة كيلو داخل الأرض اليمنية.

 

– هذا من بعد إبراهيم الحمدي؟

هذا من أَيَّـام الغشمي وهكذا وأيام علي عبدالله صالح؛ لأَنَّ أَيَّـام إبراهيم الحمدي زار هذيك المناطق وزار الجوف، وأرسل أكثر من وفود إلى الحدود التي كانت قائمة وعملوا علامات، وحيث ما يوجد تواجد سكاني، كان يفعل لهم مدرسة وبئر ارتواز، حَيثُ ما يوجدوا الناس، ويقدم لهم المساعدة والدعم حتى يبقوا في هذه المناطق، على أَسَاس الحفاظ على الأرض اليمنية، لكن السعوديّة مُجَـرّد ما جزع إبراهيم الحمدي أبعدت هذه العلامات ونسفت الآبار ودخلت في الأرض اليمنية، وقاتلوها أبناء الجوف.

 

– أنت ذكرت في مذكراتك، أحد المشايخ عامر بن قري الذي قتلته السعوديّة؟

قتلته السعوديّة؛ لأَنَّه معارض أي عمل يعارضهم بالعمل المسلح أَو غيره، في الجوف أَو في غيرها كانوا يقتلونه.

 

– أنت أشرت إلى أن ذكر لك أن السعوديّة تقوم بقلع العلامات الحدودية وتقوم بالتهام الأراضي اليمنية؟

نعم، وهو كان يقاتلها وسبب هذا الكلام، أَيْـضاً ابن هضبان حذرنا، الشيخ عزيز بن هضبان، الذي كان له علاقة بآل نهيان، في الإمارات كان يحذر وعنده معلومات دقيقة حول المناطق والأرضي والمساحات التي دخلتها السعوديّة؛ لأَنَّهم بدوا يعرفوا هذه المناطق.

وأضف إلى ذلك أن جده هو الذي تحارب مع أمير الدرعية من آل سعود وانتصروا عليهم واحتلوا الدرعية، جد بن هضبان، ولهذا السعوديّة تذكر هذه الحادثة والتاريخ اليمني لا يأتي عليها، ولهذا كُـلّ المناطق الذي على حدودها وإلى الداخل لازم كُـلّ المشايخ والعقال والوجهاء الذي لهم تأثير يكونوا مع السعوديّة أَو تتخلص منهم بأي صورة.

 

– حتى أنها منعت أي تلميح في المناطق الحدودية؟

نعم منعوا كُـلّ شيء وخَاصَّة المدارس، يعني المدارس اللي كانت توجد ولا شيء ما بلا هكذا وإلا يعني وألا سمحت بالمعاهد الدينية، يعني بدر في صعدة ما يذهبوا مدارس أَو أي شيء، فعلوا بدله معهد دماج الوهَّـابي، يعني في قلب الزيدية، يعني هذه؛ مِن أجلِ خلق فتنة طائفية في المستقبل والتوتير.

 

– كيف جرى التوقيع على الاتّفاقية، قيل بأنه دفعت أموال طائلة لعلي عبدالله صالح ولباجمال؟

والله المعلومات متداولة أنه ما بين 10 مليارات إلى 15 ملياراً، توزعت أغلبها مع علي عبدالله صالح ثم مع الآخرين.

 

– أنت كنت في مجلس النواب وقتها؟

في مجلس النواب جاؤوا كلهم وجاء الرئيسُ بنفسه، وجرى النقاش وأنا الوحيد وهي مسجلة الذي قمت واعترضت ودخلت في مساجلة مع الدكتور الإرياني حول الموضوع، قلت لهم أن الاتّفاقية هذه تنازل أولاً عن اتّفاقية الطائف التي تنص على واحد، اثنين، ثلاثة.

هذه الاتّفاقية فرطت في التراب اليمنية وفي الأرض اليمنية ليس فقط نجران وجيزان وعسير ولكن ما لحقها من الربع الخالي ومن أراضي حضرموت، هذه الاتّفاقية إذَا كانت تعني تشيء، احتلال كامل للسعوديّة للأرض الذي معها والأرض الذي عادها لم تحتل بعد، فقام رد عليا الإرياني، أن الامتيَازات حق اتّفاقية الطائف، أنها ما زالت موجودة، قلت له الحمد لله، الآن وصلت طائرتين من السعوديّة تحمل يمنيين مزفرين لأول مرة حافين مقرعين، وأشهدت العالم كلهم، الآن طائرتين وصلت من السعوديّة تحمل يمنيين من المغتربين، مطرودين ومشردين، على شأن يقولوا لنا أن هذه هي الاتّفاقية الجديدة.

 

– بعد توقيع الوحدة باندفاع الحزب الاشتراكي بعدها كأن علي عبدالله صالح، انقلب على الحزب أَو انقلب على الوحدة؟

شوف قضية الوحدة اليمنية هي قضية الحزب الاشتراكي، من حركة القوميين العرب، ومن ثقفنا الناس على الوحدة اليمنية، وكانت الشعارات كلها لليمن الديمقراطية وللجبهة الوطنية كلها شعارات الوحدة اليمنية فلهذا عندما كان علي عبدالله صالح يشتي وحدة فيدرالية، أَو كنفدرالية، ونزل إلى عدن يعني أختصر لك المضوع، لكن علي سالم البيض مع جزء من أعضاء المكتب السياسي، قالوا ليش عاد أحنا نفعل مسافة للموضوع، قال أنه لازم نختصر الطريق ونوقع على دستور دولة الوحدة الذي قد تم اعداده من قبل اللجان عبر السنوات الماضية، وندخل في وحدة اندماجية، تمت الوحدة الاندماجية في اتّفاق ما بين علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض، جاءت الوحدة يا سيدي العزيز.

علي عبدالله صالح من خلال المعلومات ولما تأتي إلى كتاب مذكرة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، أنه كانوا متفقين أنه هذه الحزب الاشتراكي أول ما يصل الدولة الجنوبية يجب أن نعمل كُـلّ السبل والطرق على إنهائه من الوجود، وعلى أن نعد أنفسنا لحربٍ شاملة لنقتلعَه تماماً، بحيث أن السلطة في صنعاء سيطرت على الأرض اليمنية شمالا ًوجنوباً.

 

– قام علي عبدالله صالح، قيل بانه كان ينفذ اغتيالات بحق الكوادر الاشتراكية؟

يعني شوف كيف وقعت القضية، في الشهر الرابع من الوحدة، هذه قصة ظريفة، أنا كنت عند علي سالم البيض على أَسَاس نخرج نستقبل الملك حسني، وعلي سالم كان دائماً يدعيني؛ لأَنَّه أنا مطلع على الشمال، فجاء سنان أبو لحوم على أَسَاس يخرج هو وعلي عبدالله صالح لاستقبال الملك حسني، قال له علي سالم البيض، قال له قد اتصل بي الرئيس أنه سيمر علينا، ننتظر، قال له سنان تمام، بس ما نتأخرش، قال له ألا قد قال الرئيس بايجي، مر الوقت علي سالم البيض اتصل بعدين، بتلفون علي عبدالله صالح ما احد رد، بتلفون التحويلة ما احد رد، قال له سنان، الله شاهد علي عبدالله صالح قدوه بالمطار، ما أنت داري بأساليبه هذا ولد، هذا هو علي عبدالله صالح، قال له مش معقول، استغرب البيض، مش معقول، مش معقول يعني، ولحقوا، وصل وعلي عبدالله صالح هناك موجود، شتمه، فرع بينهم سنان، قال له أنا آسف أنا نسيت أنا مش عارف أيش يشتي يوصل الملك حسين ويستقبله هو وحدة وعلي سالم البيض ما يكون موجود، أول ما جلسوا مع الملك حسين، أَدَّى له علي سالم البيض الواقعة، قال له شوف صاحبك كيف بدأ، كان الملك حسين جاء زيارة للبيض أول رئيس يزور أَو زعيم عربي يزور بعد تحقيق الوحدة اليمنية، فعلي عبدالله صالح بدأ من هنا عبر اتّفاق واتفق مع علي عبدالله صالح ومع التجمع اليمني للإصلاح الذي كانوا ضمن المؤتمر الشعبي العام أنه يشكلوا حزب لحالكم، يكون هو المعارضة، أنا لا أستطيع أعارض؛ لأَنَّ احنا وقّعنا على اتّفاقية، لكن أنتم تكونوا تعارضوا وأنا سأتعاطف معكم وسأعطيكم كُـلّ الدعم، ما يعطى للمؤتمر الشعبي سيعطى للذي شكلوا التجميع اليمني للإصلاح.

 

– وعلى إثر هذه الصفقة جاءت انتخابات 93م؟

أولاً يا سيدي العزيز بدأ عملية اغتيالات، تصفيات لكوادر الحزب الاشتراكي وخَاصَّة الكوادر الفاعلة.

 

– كان يديرها علي عبدالله صالح؟

وبالاسم، محمد إسماعيل، إلى علي محسن، هذول يعني الرموز المشرفة على الاغتيالات، وأما القتلة، فهم الأفغان اليمنيين، ادوا الأفغان كلهم باتّفاق مع أسامة بن لادن، على أَسَاس محاربة الحزب الاشتراكي، وكذلك تم إطلاق يعني وابل من الرصاص والقذائف على قيادة الحزب الاشتراكي، أطلقوا على بيت حيدر العطاس، أطلقوا على غرفة ياسين سعيد نعمان ببازوكة، وصادف أنه ما دخلش الغرفة بحين، مع أنه كان فيه ضيافة معه ناس في البدروم، أطلقوا علينا كلنا، حاولوا اصطيادنا كلنا، 132 قيادي من كوادر الحزب الاشتراكي قبل انتخابات 93م، والحزب الاشتراكي لم يرد أبداً كان نصدر بيانات ألا ننجر لهذا الاستفزاز؛ لأَنَّ مرادهم الدخول في حرب عسكرية، ونحن لا نريد حرب عسكرية ونريد أن تعالج الأمور بالوسائل السياسية والدبلوماسية ووساطات، ولهذا دخلنا في اتّفاقية وثيقة العهد والاتّفاق، جاءت ضد رغبة علي عبدالله صالح؛ لأَنَّه كانت وثيقة تعالج القضايا الأَسَاسية التي حاول علي عبدالله صالح أن يهرب منها، وهي عبارة عن مشروع وطني سياسي شامل، لبناء الدولة اليمنية الحديثة أن تقوم على مؤسّسات وفصل بين المؤسّسات وتنمية اقتصادية واسعة، وحدة وطنية، يعني بناء دولة تقوم على وحدة اليمن، مش على أَسَاس مناطقي ولا مذهبي ولا قبلي ولا شيء، يعني كُـلّ مواطنين هذه الدولة الضامنة متساوون بغض النظر عن العرق أَو الجنس أَو كذا، لهذا تربصوا بهذه الاتّفاقية ورتبوا للحل.

 

– وقّعوا الاتّفاقية في عمان؟

نعم، تم التوقيع عليها في عمان.

 

– ولكن رفض علي عبدالله صالح كان رغبته في إشعال الحرب؟

شوف كانت في الاتّفاقية تنص أنه البدء في محاكمة القتلة، والقاء القبض عليهم اللي قتلوا مِئة وخمسين من الحزب الاشتراكي، هذا علي عبدالله صالح رفض أن يعمل أي شيء، إلا إذَا رجع علي سالم البيض إلى صنعاء، قال ليش أرجع على شأن يغتالوني في الطريق، كان في عدن.

اللي حصل بعد كذا أنه يعني عبدالله صالح والشيخ عبدالله وقّعوا على الاتّفاقية وأعلنوا أنه لا يمكن التنفيذ لأية اتّفاقية إلا بعدوة البيض إلى عدن.

 

– إلى صنعاء؟

قالوا لهم محاكمة وإلقاء القبض على القتلة ومحاكمتهم ما هوش شرط هذا، هذا يعني في المقدمة، وقبل ما يرجع على سالم البيض وقبل ما تلتئم المؤسّسات أَو الهيئات أَو الرئاسة، اتفجرت الحرب.

 

– طبعاً انتخابات 93م كيف استطاع علي عبدالله صالح أن يقضي على حضور الحزب الاشتراكي في مجلس النواب؟

شوف في الجنوب الحزب الاشتراكي فاز بكل المقاعد، في الجنوب، أما هنا فقد سلطوا علينا الأمن والاخوان والإصلاح والافغان وكل من هب ودب.

 

– ولا مقعد؟

بلى فزنا بـ 18 مقعد أنا من عندي من إب فزت أنا والشيخ أحمد علي عبدالباقي.

أنا شوف نافست مرشح الإصلاح ومرشح المؤتمر الشعبي اللي هو اللواء علي السعيدي، ونجحت عليه، يعني الحزب الاشتراكي في نتائج الانتخابات هو الذي حصل على أغلبية الأصوات.

 

– انفجرت الحرب في 94م كانت بإعلان من علي عبدالله صالح؟

بدأت الحرب أولا بالقضاء على اللواء الثالث مدرع في الجنوب في عمران، وأبادوه بطريقة بشعة، ثم جاء خطاب علي عبدالله صالح في 27 إبريل، دعا إلى اقتلاع الانفصاليين والى حرب الانفصاليين، وسميناه وسموا الناس كلهم بأنه أعلن الحرب، كان عبارة عن إعلان حرب، دعا الجيش اليمني ودعا القبائل ودعا الشعب اليمني للانتفاضة على الانفصاليين يعني.

 

– مثلما اثنين ديسمبر؟

وهكذا بدأت الحرب، في الجنوب.

 

– كانت السعوديّة جزء من الحرب؟

كان كله بتمويل سعوديّ معركة 94م، السعوديّة طبعاً كانت مع الجنوب؛ مِن أجلِ الانفصال، لكنها مع الشمال؛ مِن أجلِ القضاء على الانفصال وعلى أي شيء، وعلى الوحدة بالذات؛ لأَنَّها كانت تعرف أن الحرب بين الشمال والجنوب القضاء على الوحدة ولن تقوم وحدة بعد هذا، هذا محلل سعوديّ يتكلم أسمه خالد الدخيل، جاء هنا في صنعاء، قال كانت السعوديّة كان عندها اعتقاد أن قيام الحرب بين صنعاء وعدن والوحدة عادها قائمة، معناه أن الوحدة اليمنية لن تبقى أبداً والجنوب سيتجه نحو الانفصال، بعد هذه الحرب.

 

– نعم، ننتقل إلى ثورة فبراير في 2011م

طبعاً أصلا هذه الحرب في الجنوب لو تشوف ما الذي جرى الذي جرى شيء لا يتصور، تم مصادرة الجنوب بالكامل، ومرافق الدولة وفروع الدولة الجيش والأمن كلهم رموهم في الشوارع الجيش والأمن والقطاع المدني، وأدى موظفين كلهم من هنا من صنعاء، اما الأراضي والمصانع تم تقاسمها بين سبعة عشرة شخص، بينهم يا سيدي العزيز من السبعة عشر الشخص هذول حسب التقرير حق صالح باصرة، وعبدالقادر هلال وفلان وفلان أنه سبعة عشر هذول اللي شلوا الجنوب، إذَا اردت الوحدة أن تبقى أخذ منهم ما أخذوا من الجنوب وعودوه للجنوبيين والوحدة ستبقى منهم 13 واحد من سنحان، و6 من مناطق مختلفة.

يعني أدي لك مثال، أنا نزلت اللجنة كنت المقرّر حق لجنة سالم صالح، على أَسَاس تحل المشاكل عندما بدأت الانتفاضة، عندما بدأ الحراك الجنوبي في 2007م، شوف أقولها قدام الناس الآن كلهم، مثلاً في منطقة واحدة، من مربع دار سعد في عدن إلى العلن، على خليج أبين، يعني مسافة في حدود أربعين أَو ستين كيلو أَو أكثر، تم توزيع الأراضي هكذا، كان يبزوا الجنوبيين، واحد هذه أرضية فلان، منها ثلاثة كيلو، هذه أرضية فلان، يعني كلهم أصحاب سنحان، بما في ذلك عيال محمد عبدالله صالح، أما الأخ علي محسن.

فكانت المساحة واحنا نمشي بالسيارة بالعداد، خمسة عشر كيلو حق علي محسن، في عدن، تصور من المطار لما توصل التحرير، هذه كلها، هذه اللي في منطقة واحدة وكذلك بقية المناطق، كانت في أراضي مع موظفي الدولة المدنيين والعسكريين، من عشرين متر، من 32 متر، تم توزيعها من ثلاثة من أربعة ألف لهؤلاء السبعة عشر، وبعض اللي وزعها علي عبدالله صالح، يعني نهب الجنوب ولا خلى للجنوبيين شيء، وأتى يعني تصور، في حضرموت 18 إدارة عامة أَو ما يسمى بفروع الوزارات، 18، ستة عشر مدير من صنعاء، واثنين من حضرموت، من أصحابهم، في أبين كُـلّ المديرين في أبين كلهم من صنعاء، في عدن كُـلّ الموارد المالية كلها مع شماليين، ماتوا الجنوبين جوع، وبعدين تم الاعتداء على الجنوبيين بطرق قذرة، يعني كانوا يتحَرّكوا في الشوارع بالبوازيك والمدفعية، كُـلّ هذا الصعاليك، معك يعني أسابيع كاملة، ما كان فيش مرأة بالجنوب عادها تجزم تخرج الشارع، ما تحصل مرأة في الشارع أبدا؛ لأَنَّهم يشلوها؛ لأَنَّ الجنوبيات كلهم إلَّا اشتراكيين شوعيين إلا دعارة.

 

– هذا نظام علي عبدالله صالح؟

ما جرى يا سيدي ضد الوحدة، أولا أصحاب الضالع خرجوا عن بكرة أبيهم يوم الوحدة يهتفوا للوحدة، وأحنا مرينا من عندهم، واليوم هذا عن بكرة أبيهم ضد الوحدة؛ لأَنَّه لما دخلوا الضالع، يقول لي شلال علي شايع، ولد هذا عندي في جبلة هذوه يسمعني، كان أمه وأسرته 24 أسرة ويدعيني خاله، أول ما بدأوا الحراك الجنوبي، قلنا له ما هو هذا يا شلال، ما عاد تشتي حتى تسلم عليا، انا مش من جبلة أنا مش مواليد الشمال، أنا ضد الشمال، فهمت كيف، قلي، لما عدنا إلى الضالع بعد الحرب، قال يعني انتوا تخلوا البيت لا عاد قلص ولا كتلي ولا تحصل أي شيء قال إلى درجة أنه مغرف ماء نهبوا كُـلّ ما في القرية من مضخات من أشياء، من كنابل من فراشات من إثاث من أي شيء وفعلاً جاءت أعرضت في أكبر سوق حراج في إب، قال وتشتينا بعد كذا نرجع وحدة.

 

– الكارثة الذي جناها هو علي عبدالله صالح ونظام علي عبدالله صالح، نظام 7/7 وليس كُـلّ الشماليين أقصد؟

طبعاً نظام علي عبدالله صالح، الذي خطط ودبر ونهب وسلب أما الشعب اليمني، الشعب اليمني مع بعضه البعض، متعاطف متعاون… إلخ.

 

– طبع ننتقل إلى موضوع ثورة فبراير 2011م، هذه نقطة مهمة جِـدًّا برز فيها التدخل السعوديّ بشكل كبير جِـدًّا، هل تعتقد أن توقيع المبادرة الخليجية في الرياض، كانت وصاية جديدة على اليمن؟

شوف الثورة هذه كانت ثورة عظيمة شاركوا فيها حتى أنصار الله كان خالد المداني مسئول أنصار الله، أنا كنت دائماً في لقاءات معهم، أنا كنت رئيس اللجنة حق اللقاء المشترك في الساحة، اللي حصل للثورة خافت السعوديّة منها، بعد ما خافت من اللي حصل في مصر في تونس، في الربيع العربي، فبدأت تشتغل بكل إمْكَانياتها كيف احتواء هذه الثورة، اتفقوا يا سيدي العزيز، اتصلوا على بالقادة حق أصحابنا للأسف الشديد من الأحزاب، أقول أنا هذا على الهواء، أنه السعوديّة بتحل المشكلة وما فيش داعي تدخلوا في حروب ولا في مشاكل، ولا كذا؛ لأَنَّ علي عبدالله صالح لن يسلم بسهولة، وكان يخطب أن الحرب باتكون من طاقة إلى طاقة، بيهدّد، فالسعوديّة بعدين طلبت الجميع، بعدما راح علي عبدالله صالح وأعوانه، هم السعوديّين وصاغوا اتّفاقية الخليجية، ودعوا لنا أنا رحت حضرت في السعوديّة للتوقيع على هذه الاتّفاقية.

هذه الاتّفاقية كانت البداية، الأولى لضرب الثورة، لاحظت كيف؛ لأَنَّها نصت على تقاسم السلطة بالمناصفة، ما بين المؤتمر الشعبي وما بين اللقاء المشترك، أَو المعارضة، لكن أخطر ما فيها أنه أعفى علي عبدالله صالح وكل المسئولين الذين عملوا معه طوال الفترة كلها فترة علي عبدالله صالح أعفاهم من أي مسائلة قانونية أَو قضائية، أَو غيرها، عن جرائمهم عن ما نهبوا عن ما قتلوا عن كُـلّ شيء، هذه يا سيدي العزيز، بدأت تخلق مشاكل داخلنا في الثورة.

 

– وفي نفس الوقت هذه المبادرة مورست ووقعت تحت إشراف سعوديّ؟

لما تشكلت الحكومة علي عبدالله صالح عطل كُـلّ شيء، ثم أدوا لنا هادي، هذا هادي 18 سنة وهو تحت اشراف علي عبدالله صالح نائب الرئيس، خبزه وعجينه، قد قال هكذا أنه خبزه وعجينه، يعني خلاص طبعة بطابع السعوديّ بحت، يعني كان سعوديّ أكثر من السعوديّين، هذا للأمانة، عبدربه، بعد هذا يا سيدي العزيز جاءت الحكومة، لم تقدر تعمل، كان محمد سالم باسندوة، شوف رجل وطني رجل محترم، كان يحاول أن يعمل أي شيء للبلد، لكنهم لم يعملوا أي شيء وبقت المحاصصة هذه عطلت كُـلّ شيء.

 

– نعم ننتقل إلى موضوع، نحن اليوم بعد مرور سبع سنوات من الحرب السعوديّة على اليمن، كيف تتوقع نهايتها؟

نهايتها بالنصر اليمني، نهايتها عاصفة يمنية تعصف بعاصفة الحزب وتعصف بكل الغطرسة السعوديّة والأطماع لسعوديّة والاحتلال السعوديّ، والحقد الدفين السعوديّ على اليمن، أنا عندي يقين تام، أن اليمن هو المنتصر، عندي يقين تام، والدليل على ذلك هو الفشل الذريع الذي لحق في السعوديّة خلال السبع السنوات هذه الباقية، السعوديّة فشلت فشلاً ذريعاً مخزياً، تماماً والآن هي تتلقى الضربات من الصواريخ البالستية ومن الطائرات المسيرة، وعلى الحدود مش قادرين يجندوا الجيش السعوديّ ليقاتل عن أراضيه، ادوا سودانيين وادو مرتزِقة من كُـلّ مكان في هذا العالم، على شأن يقاتلوا على الحدود، فالسعوديّة في وضع مزري.

 

– هي المرة الأولى أُستاذ يحيى التي تضعف فيها السعوديّة أمام اليمن؟

هي المرة الأولى التي تضعف فيها أمام اليمن، وأمام العالم وعلى كُـلّ الصعد، السعوديّة الآن ضعيفة ولن يعود يحترمها، لماذا، شوف أدي لك مثل، في بداية الحرب على اليمن عقد مؤتمر الدل الإسلامية أربعين دولة، صوتوا كلهم للمشروع السعوديّ وبقت إيران لوحدها، الآن قلي من باقي مع السعوديّة من الدول الإسلامية كلها، لن يبقى أحد، لن يبقى أحد إلا الإمارات الآن هي واياها الآن في هذا التحالف، الإمارات لها مخطّطها، ولها عداءها الشديد مع السعوديّة؛ لأَنَّها تنفذ مخطّط إسرائيلي متكامل، في المنطقة، والسعوديّة الآن في حالة حيص بيص، كُـلّ ما في الأمر هو الطيران هذا هو الذي يضرب أَو يقصف.

 

ختامًا.. شكراً جزيلاً لك أُستاذ يحيى منصور أبو إصبع على حضورك معنا وشكراً جزيلاً على المعلومات والمواضيع التي طرحتها في هذه الحلقات، والشكر لكم مشاهدينا الاكارم على المتابعة والإصغاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com