بمشاركة ومباركة قائد الثورة.. الهيئة العامة للأوقاف تعقد المؤتمر الوطني الأول للأوقاف

المسيرة: محمد الكامل

برعاية رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، عقدت، يوم أمس، بصنعاءَ، الهيئةُ العامةُ للأوقاف فعاليةَ إطلاق المؤتمر الوطني الأول للأوقاف، بمشاركة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي.

وفي كلمة له (تنشر صحيفة المسيرة نصها الكامل صـ6و7) أكّـد قائدُ الثورة أن المؤتمر يحمل مخرجات مهمة وجيدة ومثمرة والذي يأتي في سياق عناية الهيئة العامة للأوقاف والقائمين عليها واهتمامهم وسعيهم الدؤوب لرفع مستوى أدائهم والنهوض بواجباتهم ومسؤولياتهم المهمة، منوِّهًا إلى أن هذا التوجّـه توجُّـهٌ إيمَـاني وصادق وإيجابي ويُمَثِّلُ نموذجاً لكل الإخوة في كُـلّ المؤسّسات ومواقع المسؤولية.

 

الوقفُ كبُعدٍ ديني

وأوضح السيد القائد أن الأوقافَ في واقع الأمر بمثل ما هي ذات البُعد الديني والإيمَـاني؛ باعتبَارها من القرب التي يتقرب بها الواقفون إلى الله سبحانَه وتعالى وتتجه نحو أعمال البر والخير المتنوعة مثل إعمار المساجد ودورها المهم روحياً وأخلاقياً واجتماعياً، مُضيفاً، “وبالتالي كُـلّ ما في ذلك له من أثار في حياة الناس وأعمالهم بما يدل على عظمة الدين الإسلامي وكلّ ما يأتي من الدين الإسلامي هو رعاية الناس وإحياء كُـلّ ما يتم تغييبه في الساحة”.

وأردف بالقول: “نأمل من الله أن يوفقنا في أن يكون هذا العمل امتداداً لمن سبقنا من الأجيال، عمل ينفع الناس في كُـلّ الجوانب على المستوى الروحي والاجتماعي والأخلاقي”.

وشدّد السيد القائد على أهميّة أن يهتم الجميع في إصلاح ما أفسده السابقون كما هو الحال في الأوقاف وتحول هذا الموضوع مثل الزكاة إلى مغنم، مُشيراً إلى حصول الكثير عندما أنشئت الهيئة العامة للأوقاف في واقع صعب وإشكاليات كثيرة ومع ذلك خلال فترة بسيطة هناك إنجازات كبيرة وملموسة.

وأكّـد على حرص الهيئة في امتلاكها رؤية تساعدها في عملها على المستوى الإداري والتنموي والاقتصادي، مُضيفاً “نأمل من الجميع أن يكون هناك مساندة للهيئة وعملها كُـلّ حسب علاقته ودوره، ثم على المستوى الشعبي أن يكون هناك توعية للناس فيما يتعلق بهذه المسألة حتى يكون هناك تجاوب”، مُشيراً إلى أن هناك خططاً جيدة من جانب الهيئة التي تلحظ طبيعة الظروف والإشكالات وتسعى إلى معالجة هذه المشكلات دون ضياع وهو ما تمتلكه الهيئة وقدرتها على التعامل الحازم والجاد مع الخائنين والمستهترين ممن يأكلون أموال الوقف.

 

لا تنازُلَ عن حماية الوقف

وخلال المؤتمر الذي حمل شعار “معاً نحو التحول الاستراتيجي في العمل الوقفي”، قال رئيس الهيئة العامة للأوقاف، عبدالمجيد الحوثي، خلال كلمة الترحيبية: “إن أعداء الأُمَّــة يريدون تعطيل مبدأ الرحمة في الإسلام من خلال تدمير المؤسّسة الوقفية التي تعيد الجانب المشرق في هذا البند بأحسن ما تملك، مُضيفاً “أن الوقف للمواطن العاجز والمسكين وللشعب والمجتمع ولا يعود منه شيءٌ للدولة”.

وأوضح الحوثي أن الأوقاف عبر الزمن تعرض للتدمير وأصبحت مُجَـرّد عائدات رمزية ضائعة للنافذين، مؤكّـداً أننا عازمون السير في سبيل بناء المؤسّسة الوقفية وتحسين عملها رغم الظروف، وأن القيام بالوقف واجب الجميع من سلطة تنفيذية وتشريعية، بالإضافة إلى تكاتف الجميع لنعيد للوقف مكانته.

وأكّـد العزم في إطار توجيهات السيد القائد وتوجيهات رئيس الجمهورية على بناء هذه المؤسّسة، مردفاً بالقول “هناك تحديات لكننا سنمضي في إصلاح الوقف بداية بهذا المؤتمر الذي سيخرج بتوصيات ترسم لنا خارطة طريق للخروج وإصلاح هذا المرفق الهام والحيوي الذي إذَا أصلح سيكون رافداً مهماً للاقتصاد.

 

الوقفُ أمانة يجبُ تحملها كما أراد الله

من جانبه، قال مفتي الجمهورية اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين: إن الوقف أمانة وابتلاء من الله للعباد فَـإنْ هم قاموا بواجبهم فقد استحقوا رحمة الله وحمايته، وإنْ خانوا الأمانة التي حملهم الله لهم الخُسران المبين.

وقال: إن “هذه الأمانة فرط فيها الكثير من الناس وعلى الجميع أن يتقوا الله فيما أسندوا به، فقد صار في ثقافة الناس أنه أمر هين ونهب للجميع وَإذَا تولى الأجير مال وقف تعامل وكأنه ملك له”، مؤكّـد أنه لا يحق للأجير أن يبيع مال الوقف بأي شكل من الأشكال.

وَأَضَـافَ: إن الأمانة فرّط بها الكثير من الناس، فالوقف أوقفه الواقف من حر ماله ابتغاء وجه لله، وعلى الجميع أن يتقوا الله تجاه ما أنيط إليهم من مسؤولية في هذا الجانب.

واستطرد “إن الوقف صار أمره هين والتعامل معه كالتعامل مع المال المباح، بل صار الوقف بأزهد الأثمان، وأقلها؛ لأَنَّه وقف، وَإذَا تولى الأجير ولاية الوقف، وكان تحت يديه تعامل معه كأنه ملكه، وهذه خصلة من خصال الجاهلية”.

وأكّـد العلامة شرف الدين عدم الحاجة للوسطاء بين الوقف والمستأجر، وقال: “لسنا بحاجة للوسطاء فيما بين الوقف والمستأجر وعلى الهيئة أن تؤجر العين المؤجرة المبينة بصورة مباشرة مع المستأجر وفقاً للقانون والزمان والمكان، كما لو كان حراً، ولهذا لا بُـدَّ من تكامل الجهود في هذا الجانب”.

وَأَضَـافَ: “إن طلب المأذونية لا أصل لها في الشرع؛ لأَنَّ المأذونية في الحقيقة بيع ضمني لأرض الوقف لا يلزم للأوقاف ولا لغيرها أن تسترد الوقف ممن قد أذنت له وأخذت منه المأذونية؛ لأَنَّها قد باعت منه، ما يتطلب تجنب هذه الأخطاء التي ارتكبت سابقاً”.

وحث مفتي الديار اليمنيةِ هيئةَ الأوقاف على أن تشرف بصورة مباشرة على إيجار العين من المستأجر كما نص عليه القانون مع مراعاة المنفعة التي يستأجر بها المستأجر إن كانت للتجارة أَو للسكن أَو لغيرها.

وتابع: “لسنا بحاجة لفرض رسوم على المواطنين بأسماء عدة حق المأذونية وغيرها، هي أجرة واحدة لا غير في بداية مباشرة العقد من العين المؤجرة ويتم تحديدها، وَإذَا تم طلب أجرة مقدماً فلا مانع، على أن يُنَصَّ عليها أنها مقدم أجرة، وليس مأذونية؛ لأَنَّ ما يسمى بالمأذونية فيه تلبيس وتدليس، ولا بُـدَّ من الإيضاح والبيان”.

وأكّـد العلامة شرف الدين، أنه لا يحق للأجير بيع مال الوقف ولا التصرف فيه بأي حال من الأحوال خلافاً لما نص عليه عقد الأجرة، سواء حق اليد أَو غير ذلك من المسميات.. لافتاً إلى أن الأمناء الذين يحرّرون عقوداً لا يجوز لهم التصرف في هذا الجانب.

وقال: “لا يجوزُ للأمين ولا يحقُّ له أن يحرّرَ عقداً لما يسمى بحق اليد لأي شخص وإن كان الأجير يستحق ما يسمى بحق العناء الظاهر، فعلى الدولة والجهة المختصة في الهيئة العامة للأوقاف أن تعوِّضَه نقداً لا أرضاً يتم تسلمُه للأجير”.

ولفت مفتي الديار اليمنية إلى أن الجهةَ المعنية بتحرير العقود في أموال الوقف، هي الهيئة العامة للأوقاف بما يصب في مصلحة مقاصد الواقفين، مع مراعاة أن تكون العين المؤجرة والمدة والأجرة والمنفعة معلومة بين الأجير والأوقاف.

ولفت إلى رسالة المؤتمر المتمثلة في بناء الهيئة العامة للأوقاف كمؤسّسة وَقْفية حديثة لحماية الوقف وتعظيم منافعه وتنمية موارده وتفعيل دوره التنموي من خلال تضافر الجهود الرسمية والشعبيّة وحشد الطاقات الإيجابية وتعزيز الهُــوِيَّة الإيمَـانية للمجتمع.

 

رؤيةُ المؤتمر

فيما أشَارَت كلمة اللجنة العلمية للمؤتمر التي ألقاها الدكتور محمد القطابري، إلى رؤية المؤتمر الوطني للأوقاف في كونه تظاهرةً علمية لتطوير مسيرة الوقف واستعادة مكانته الاجتماعية وتنمية موارده.

وأوضح أن هدفَ المؤتمر ترسيخُ الوعي الرسمي والمجتمعي بالمسؤولية الجماعية للنهوض بالأوقاف وحمايتها وتنميتها والإسهام في تطوير البنية التشريعية والتنظيمية والإدارية لبناء هيئة الأوقاف ومناقشة تطوير مشاريع وقفية مبتكرة.

وتطرق إلى أوراق العمل البحثية للمؤتمر ومحاورها الرئيسية، حَيثُ يركز المحور الأول على “الوقف بين المسؤولية الدينية والواقع العملي” ويشتمل على ستة أبحاث، فيما المحور الثاني بعنوان “مقومات بناء هيئة الأوقاف” ويشتمل على ثمانية أبحاث، ويختص المحور الثالث بالوقف بين التحديات والطموحات ويضم ثمانية أبحاث.

وبيّن الدكتور القطابري أن عددَ الأبحاث المقدمة للمؤتمر 32 بحثاً، تم قبولُ 22 بحثاً مقدمة من عدد من أساتذة الجامعات سيتم تدارسها ومناقشتها في ثلاثة أَيَّـام، إضافة إلى أنه سيتم عقد خمس ورش علمية في الجوانب التثقيفية والتوعية الإعلامية والتشريعية والقانونية والاقتصادية والاستثمارية الوقفية والتطويرية والابتكارية والإدارية.

وكان وكيلُ هيئة الأوقاف لقطاع المبرات والمساجد، الدكتور عبدالله القدمي، قدّم عرضاً شاملاً لمنجزات الهيئة منذ تأسيسها والأنشطة التأسيسية والمشاريع التي نفذتها خلال الفترة الماضية، إلى جانب مشروع الخطة الاستراتيجية الوطنية للهيئة.

من جانبه، توجّـه رئيس الوزراء، د. عبدالعزيز بن حبتور، بالشكر لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بتوجيهاته المُستمرّة من جهة وللتوجيهات الصريحة من رئاسة المجلس السياسي الأعلى من جهة ثانية إلى جانب جميع الجهات المسؤولة التي تدعم الهيئة العاملة للأوقاف بشكل مباشر وغير مباشر.

وأكّـد خلال كلمة ألقاها في الفعالية: إننا طيلة هذه المدة نعمل تحت قيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي دائماً ما يستمر في توجيه الجميع بأن يقوموا بواجباتهم تجاه هذا الوطن والمواطن الذي يعيش عامه الثامن من العدوان الأمريكي السعوديّ ثابت وصامد حتى الانتصار.

وأوضح أن هذه اللحظات التي نعيشها بهذا المؤتمر الوطني الأول هي لحظات انتصار-تضاف إلى انتصارات سابقة– تعقدها الهيئة العامة للأوقاف كمؤسّسة إبداعية تخدم الجميع.

وتخلل الفعالية فقرة استعرض خلالها وكيل الهيئة العامة للأوقاف عبدالله القدمي، إنجازات الهيئة العامة للأوقاف خلال عام، وكذلك ما تم إنجازه من المشاريع في شهر رمضان المبارك، إلى جانب عدد من الفقرات الفلاشية والشعرية، بالإضافة إلى فقرة تكريمية وإهداء دروع تكريمية لكل من ساهم في دعم الهيئة العامة للأوقاف وتفاعلهم وجهودهم المثمرة.

تخلل افتتاح المؤتمر قصيدة للشاعر عبدالسلام المتميز، وإهداء الدروع من قبل رئيس هيئة الأوقاف لقيادات ومسؤولي الدولة نظير دعمهم للهيئة وتطوير مهامها، فيما حضره رؤساء مجلسَي القضاء الأعلى القاضي أحمد يحيى المتوكل والشورى محمد حسين العيدروس والمحكمة العليا القاضي عصام السماوي، ونائبا رئيسَي مجلسي النواب عبدالسلام هشول، والوزراء لشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد، ومدير مكتب قائد الثورة سفر الصوفي، وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com