الفصائل تعلن رفع حالة الاستنفار في صفوفها تحسباً لأي عدوان جديد على المسجد الأقصى

المسيرة / متابعة خَاصَّة

على فوهة بركان تقف فلسطين اليوم، إذ لا تمرّ ساعة دون حدثٍ أمني، تتخللهُ مواجهة هُنا واشتباك هُناك، عملية فدائية عند الحواجز، تصدٍ في جنين في الداخل، صواريخ من غزة، والعدوّ مُتخبّط، يستنفر، يستدعي، يعقد جلسات التقدير ويُكرّر فشلَه مع كُـلّ مواجهة.

المسجدُ الأقصى قِبلةُ التحَرّكات والاندفاعات والدفاعات، والصهاينة يُصِرُّون على الاعتداءات والمساس بقدسيّته والتعرّض للمُصلّين فيه، لكن المُقاومين بالمرصاد، وسيناريو “سيف القدس” لا زال حاضراً والفصائل الفلسطينية تتوعد الصهاينة.

في المشهد ولليوم الثالث على التوالي، وتلبية لدعوات أطلقتها منظمات “الهيكل” لمناسبة ما يسمى بعيد “الفصح العبري”، اقتحم مستوطنون متطرفون صباح، أمس الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال.

وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد اقتحمت صباح، أمس، المسجد الأقصى المبارك، لتأمين الاقتحامات الجماعية للمستوطنين، وأفَادت مصادر مقدسية بأن “قوات الاحتلال اقتحمت بأعداد كبيرة المسجد الأقصى، في محاولة لإخراج المصلين من باحاته تهيئة لاقتحامات المستوطنين المتطرفين الاستفزازية”.

 

مسيرة الأعلام الصهيونية وتخلي سلطات الاحتلال عن تأمينها

أفادت وسائل إعلام عبرية، مساء، أمس الثلاثاء، بأن قوات الاحتلال أبلغت المسؤولين عن تنظيم مسيرة الأعلام المُقرّرة اليوم الأربعاء، قرب باب الأسباط في مدينة القدس المحتلّة، أنهم “يرفضون تأمين المسيرة التي من المقرّر أن تنطلق مساء اليوم، في منطقة باب الأسباط في القدس المحتلّة”.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: “بعد تهديدات المقاومة الشرطة استدعت المسؤولين عن تنظيم مسيرة الأعلام المقرّرة غدا وأبلغتهم أنها ترفض تأمين المسيرة”.

ووفق الصحيفة العبرية، فَـإنَّ مسؤولي المسيرة، ردوا بأن: “الحدث سيجري في الموعد المحدّد غدا الساعة 5 مساء وهناك مخطّط لمرورها بمنطقة باب الأسباط، قرار الشرطة عدم تأمين المشاركين مخجل ويثير القلق، لقد نسيت الشرطة وظيفتها، لكننا سنسير وسنكون بأمان”.

وفي سياق متصل، أشَارَت “يديعوت أحرونوت” إلى أن المستوى السياسي “الإسرائيلي” قرّر إغلاق باحات الأقصى أمام المقتحمين اليهود اعتباراً من يوم الجمعة، المقبل حتى نهاية شهر رمضان”.

من جهته، قال عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير: “إذا كانت الأنباء صحيحة بأن المستوى السياسي قرّر وقف اقتحامات المستوطنين للأقصى بعد عيد الفصح (من الأسبوع القادم حتى نهاية رمضان)، فقد رفع بينيت الراية البيضاء الليلة، لقد استسلم للإرهاب، واستسلم لحماس، واستسلم للأعداء – بينيت، لا تمتلك الحق في بيع الدولة”، وفق قوله.

وكان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة قال يوم الاثنين، الماضي: إن “تهديدات العدوّ بوقف التسهيلات عن عزة لا تستطيع أن تجعلنا نصمت عما يجري في القدس والضفة المحتلّة”.

وَأَضَـافَ القائد النخالة في تصريح مقتضب: إن “ما يجري في القدس من انتهاكات يعادله أرواحنا”.

هذا تشهد الضفة ومدينة القدس المحتلّتين، توتراً متصاعداً في هذه الفترة الحالية بين المواطنين وقوات الاحتلال، يتخللها قمع الأخير للأهالي بقوة السلاح، ما يسفر عن ارتقاء شهداء ووقوع إصابات، واعتقال المئات.

 

المقاومة تعلن النفير العام وشد الرحال

من جانبها، أعلنت الفصائل الفلسطينية، عن رفع حالة الاستنفار العام في صفوفها، وعلى كافة المستويات تحسباً لأي عدوان جديد علي المسجد الأقصى المبارك أَو ارتكاب حماقات جديدة من قبل الاحتلال والمستوطنين.

وعقدت القوى والفصائل الفلسطينية مساءَ أمس، اجتماعاً جديدًا بدعوة من رئيس حركة حماس في قطاع غزة المجاهد يحيي السنوار، ضمن حالة الانعقاد الدائم التي أعلنت عنها الأسبوع الماضي، ولتقييم الفترة السابقة وكيفية مواجهة التحديات خلال الأيّام القادمة وما قد تحمله من خطورة شديدة على “شعبنا ومقدساته”.

وحيّت الفصائل “جماهير شعبنا الفلسطيني التي تتصدى للاحتلال في كُـلّ مكان في الضفة الغربية والقدس، خَاصَّة المرابطات والمرابطين في المسجد الأقصى الذين يمثلون الجدار الأول في الدفاع عن الأقصى وكافة المقدسات العربية في القدس”.

ودعت الفصائل إلى استمرار حالة الاشتباك الدائمة بكل أشكالها مع العدوّ، في الضفة الغربية والقدس والخليل؛ دفاعاً عن المقدسات ورفضاً للاحتلال والاستيطان والتهويد.

كما دعت “جماهير شعبنا في كُـلّ مكان إلى النفير العام وشد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه على مدار ساعات الليل والنهار حماية له من اقتحامات المستوطنين وتحسباً لأية محاولة صهيونية لإقامة الطقوس التلمودية التي تحاول الجماعات اليهودية المتطرفة إقامتها بحماية الحكومة الفاشية وجيشها الإرهابي”.

ودعت الفصائل إلى الضغط؛ مِن أجلِ تجريم التطبيع ووقفه، فالاحتلال يستغل التطبيع لتمرير مشاريعه ومخطّطات تهويد مدينة القدس وفرض مخطّط التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى المبارك.

وأشادت الفصائل بحالة الوحدة الوطنية التي تتجسد في الميدان في كافة مدن وقرى ومخيمات الوطن، واعتبرت أن “هذه الوحدة هي مصدر اعتزاز وفخر لكل أبناء شعبنا وأنها دافع لاستمرار المواجهة ورافعه للعمل الوطني الوحدوي”، وأكّـدت أنها ستحمي حالة الوحدة الميدانية وتحافظ عليها وستدفع نحو تعزيزها وتطويرها.

وأعلنت الفصائل الفلسطينية أن “حالة الانعقاد الدائم مُستمرّة للحفاظ على وحدة شعبنا في مواجهة الاحتلال وتعبيراً عن السير تجاه الوحدة الوطنية حماية لشعبنا وقضيته الوطنية وحقوقه الثابتة والمشروعة”.

وفي سياقٍ متصل، يرى مراقبون أن المشهد العام في الأراضي الفلسطينية اليوم، مهيأ للانفجار الكبير في أية لحظة، وقد تتدحرج الأمور إلى معركةٍ كُبرى.. وقد ينفجر بركان “القدس”، ليعيد صياغةَ معركة سيف القدس بنسختها الثانية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com