حكومة الإنقاذ تحيي الذكرى الرابعة لاستشهاد الرئيس الصماد بمشاركة قيادات الدولة وتؤكّـد: الصماد قبلة للبناء المؤسّسي ومدرسة لكل الأحرار وخير من حمل المسؤولية

المسيرة: صنعاء

في ذكرى استشهادِه الرابعة، بدا الرئيسُ الشهيد الصماد قِبلةً لكل أحرار اليمن، وفي السياق التمسُّك الرسمي بالإرث العظيم الذي تركه رئيسُ الشهداء، فقد بدا صالح الصماد عنواناً لكل مشاريع البناء، وذلك بما حمله من روحية مؤسّسية جهادية مخلصة وفاعلة، ومع حلول هذه الذكرى ما يزال الصماد هو الحضور المتجدد في صفوف المؤسّسات الحكومية، وفي ذكراه الرابعة، أحيت حكومةُ الإنقاذ الوطني الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد الرئيس الشهيد صالح علي الصماد، بفعالية خطابية كبرى في العاصمة صنعاء.

وفي الفعالية التي حضرها عدد من قيادات الدولة، أكّـد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، على أهميّة إحياء ذكرى استشهاد رجل المسئولية الرئيس صالح الصماد الذي انطلق بدافع إيمَـاني ووطني ورحية قرآنية للدفاع عن سيادة واستقلال الوطن، مُشيراً أن الرئيس الصماد كان رجلاً توافقياً محباً لوطنه وكان عند مستوى المسئولية الملقاة على عاتقه، الأمر الذي يستدعي من الجميع التأسي به والتحَرّك الجاد والنزول إلى الميدان والالتقاء بالمواطنين وقضاء حوائجهم.

 

الصمَّاد حضورٌ لا يمكنُ أن يغيبَ

ولفت إلى أن الشهيدَ الرئيسَ كان رمزاً وطنياً قدّم روحَه وضرب أروعَ الأمثلة في التضحية والفداء؛ مِن أجلِ الوطن، انطلاقاً من الثقافة القرآنية ووعيه وبصيرته وتوجّـهاته الإيمَـانية وأخلاقه الكريمة وتطلعاته في بلورة مشروعه النهضوي “يد تبني ويد تحمي”.

وطالب محمد علي الحوثي، الجميعَ باستشعار المسئولية وتجسيد انموذج الصماد في الواقع وأن يكون حاضراً في كُـلّ المواقف والمواقع والعمل على تعزيز عوامل الصمود والثبات التي جسدها الرئيس الشهيد في مواجهة العدوان.

وفي سياق منفصل، قال الحوثي: “لوحظ أن هناك تحَرّكاتٍ وتواجداً أمريكي في البحر الأحمر، ونحذرهم بأننا نملك القوة الحقيقية التي تستطيع إحراقهم”، مؤكّـداً أن اليمن -بفضل تضحيات الشهداء ودماء الرئيس الشهيد ورفاقه- تمكّن من فرض واقع جديد وبات قادراً على تغيير المعادلة.

وحمّل عضو السياسي الأعلى، أمريكا المسئولية الكاملة عن الجريمة الإرهابية التي استهدفت الرئيس الشهيد الصماد، مؤكّـداً أن هذه الجريمة لن تسقط بالتقادم وستدفع الشعب اليمني للاستمرار في التحَرّك والمواجهة.

وتطرق إلى أوضاع الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية التي تتعرض لانتهاك من قبل الكيان الصهيوني الغاصب في ظل صمت وتواطؤ عربي، داعياً الدول المعتدية على اليمن بتخصيص نصف من عتادهم وقواهم التي يسخرونها في قتل الشعب اليمني، وتوجيهها لمواجهة الكيان الصهيوني المحتلّ أن كانوا صادقين بعروبيتهم ويحملون القضية الفلسطينية، كما يزعمون.

 

مثالُ المسؤول الذي يُحتذى به

من جانبه، أكّـد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن الرئيس الشهيد صالح الصماد، كان رجلا مخلصا لوطنه ولدماء الشهداء، ومثالا مشرفا لرجل الدولة الذي حدّد مسارة بشكل واضح والتزم به وتحمل كُـلّ تبعاته، لافتاً إلى أن الرئيس الصماد كان يعطي للمستقبل قيمة عظيمة ومعنىً كَبيراً وكذا للجهاد وللانتصار الذي ينتظره الشعب اليمني.

وأكّـد بن حبتور أن الرئيس الصماد ترك إرثا واسعا تستطيعُ الأجيالُ أن تنهل منه بما يخدم دينها ووطنها ومجتمعها وذاتها، مُشيراً إلى أن الوطن بكل اهله خسروا باغتيال الصماد قائدا عظيما.

وبيّن الدكتور بن حبتور، أن الرئيس الشهيد كان يؤكّـد في خطاباته الرسمية وفي اللقاءات الخَاصَّة على وحدة الصف وعدم الانصياع لأبواق الفتنة الساعية إلى هدم الجبهة الداخلية، وكان حريصا على استيعاب توجيهات قائد الثورة بشأن الحفاظ على مؤسّسات الدولة وأدائها المؤسّسي ويدعم كُـلّ جهد يبذل في هذا الجانب وبمسئولية وطنية عالية.

وقال: “كما كان يؤمن إيمَـانا قويا بالقضايا القومية ويتحدث عن فلسطين والمقاومة في العراق وسوريا وكل موقع في المنطقة العربية، بالكثير من الاعتزاز؛ باعتبَار أن المقاومة ترفض المشروع الأمريكي الصهيوني وهيمنته على منطقتنا العربية”.

وذكر رئيس الوزراء، أن صنعاءَ ستدشّـن الأسبوع المقبل “مؤتمر فلسطين قضية الأُمَّــة المركزية” الذي يسلط الضوء على القضية الفلسطينية منذ البداية ودور حركة المقاومة المشرف في دعمها وإسناد القضية والمقاومة الفلسطينية، موضحًا أن هذا المؤتمر ينعقد والعرب الذين يفوق عددهم 400 مليون شخص جزء منهم قد باع كرامته وهُــوِيَّته للمستعمر الغربي الأمريكي وللحركة الصهيونية.

 

ذكراه ستظل محطةً لاستلهام كُـلّ الدروس لبناء الأُمَّــة

من جانبه، أكّـد وزير الداخلية، اللواء عبد الكريم الحوثي، على أهميّة إحياء هذه الذكرى لاستلهام الدروس والعبر من حياة الرئيس الشهيد الصماد والحث على المضي على نهجه، مؤكّـداً أن ذكرى استشهاد الشهيد الرئيس مثلت محطة لاستلهام معاني التضحية والاستبسال والشجاعة في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار العالمي.

وأشَارَ وزير الداخلية إلى أن الرئيس الشهيد الصماد حمل المسئولية بكل صدق وأمانة وترجمها إلى مواقفَ عملية فقدم الشاهد على عظمة ثقافة القرآن عندما يتولى الحاملون لها المسئولية في خدمة الشعب ورعاية شؤونه.

بدوره، أكّـد سفر الصوفي -مدير مكتب قائد الثورة- على أهميّة إحياء الذكرى السنوية لرجل المسئولية الشهيد الرئيس صالح الصماد لتذكر مواقفه وعظمته ومسئوليته التي تحملها في سبيل ترسيخ عوامل الثبات والصمود لدى الشعب اليمني.

وتطرق إلى صفات ومناقب الرئيس الصماد ومواقفه الخالدة ومبادئه العظيمة وإسهاماته في التحشيد للجبهات وتعزيز عوامل الصمود لمواجهة قوى العدوان، مُشيراً إلى أن منطلقات الشهيد الرئيس نابعة من الثقافة القرآنية والروحية الإيمَـانية الصادقة التي خلقت الدوافع للبذل والعطاء في سبيل الدفاع عن سيادة الوطن وأمنه واستقلاله.

وأكّـد الصوفي أهميّة استلهام معاني التضحية من شخصية الشهيد الصماد واستمرار الصمود والثبات في مواجهة العدوان، مبينًا أن الشهيد الصماد لم يعش يوماً؛ مِن أجلِ نفسه أَو منصبه أَو مِن أجلِ يبقى رئيساً وإنما كان جل اهتمامه أن يقدم كُـلّ ما في وسعه لخدمة الآخرين.

ولفت إلى أن الحديث عن الشهيد الصماد يطول ولا يمكن الوفاء بحقه، وإنما سيتم التطرق إلى أبرز المحطات والمواقف التي حاول الرئيس الشهيد من خلالها أن يكون الشعب اليمني أكثر صموداً ووعياً وقوة وثباتاً وتحَرّكاً.

 

المسؤولُ الذي ترك أبناءَه مِن أجلِ أمته وشعبه

وفي السياق، أكّـد فضل صالح الصماد أن والدَه الرئيس الشهيد “كان يرى أن خدمة الشعب اليمني الصابر من أعظم القُرب إلى الله فجسّد المسئولية أعظم تجسيد، وقدّم النموذجَ القرآني بشكل عملي تجسد في حكمته ووعيه وحبه للناس ولم يزهُ بمنصبه، بَل كان يتحَرّك من واقع استشعاره للمسئولية بما يمليه عليه ضميره الحي وروحيته الجهادية وثقافته القرآنية”.

ولفت إلى أن الرئيس الشهيد تميز بصدقه وأمانته فكان قريباً للناس ويقف على مسافة واحدة من كُـلّ أطياف الشعب ولم يكن رئيساً فحسب بل كان مجاهداً صادقاً مؤمناً ومخلصاً، وكانت جبهات القتال أحب إليه من أي شيء آخر وكان في مقدمة الصفوف في مختلف الجبهات.

ودعا قيادات الدولة إلى تحمل المسئولية أسوةً بالرئيس الشهيد وترجمتها إلى مواقف عملية تثمر نصراً وعزاً وقوة وعدلاً ومساواة وإنصافاً لهذا الشعب في كُـلّ الأعمال التي توكل إليهم، والنزول إلى الناس لتلمس أوضاعهم والتحَرّك في ميادين العمل.

وتطرق نجلُ الرئيس الشهيد إلى المشروع الذي أعده الرئيس الصماد قبل استشهاده المتمثل في بناء الدولة اليمنية الحديثة من خلال مشروعه “يدٌ تحمي ويدٌ تبني”، والدعوة لتنفيذ المشروع على أرض الواقع.

في ختام الفعالية التي تخللتها قصيدةٌ لشاعر الثورة معاذ الجنيد وفقرات معبرة، تم تكريمُ أُسرة الرئيس الشهيد صالح الصماد بدرع الوفاء؛ تقديراً وعرفانًا للتضحيات التي قدمها ورفاقه في سبيل الدفاع عن عزة وكرامة الوطن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com