السيد نصر الله: يجب أن نقف بكل إجلال واعتزاز أمام بطولات الشعب الفلسطيني

 

المسيرة / متابعات

أكّـد الأمينُ العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، أن ما يجري اليوم في فلسطين المحتلّة له دلالاتٌ كبيرةٌ فيما يتعلقُ بموضوع الصراع مع الاحتلال ومستقبل الكيان “الإسرائيلي” الغاصب، داعياً الجماهير العربية الإسلامية للمشاركة الواسعة في فعاليات يوم القدس العالمي.

وفي كلمةٍ متلفزة مساء الاثنين، حول آخر التطورات السياسية، قال السيد نصرالله: إن “بعض الرؤساء السابقين ذهب إلى القول بأن هناك خطراً بأن يحصل الفريق السياسي الذي ننتمي إليه على الثلثين وعلى الفريق الآخر أن يخوض معركة الحصول على الثلث”، وأوضح أن “الحصول على الثلثين ليس هدف فريقنا السياسي وهذا الهدف ليس منطقياً وليس واقعياً ولا أحد من القوى السياسية الموجودة في البلد يعتبر أن هدفَ الحصول على ثلثين أعضاء المجلس النيابي هو هدف واقعي أَو منطقي”.

وأكّـد السيد نصرالله، أن “ثقافتنا وموقفنا هو أن أي تغيير أَسَاسي يتعلق بالنظام والدستور ومقومات البلد وبهُـوِيَّته يجب أن يحصل عليه تفاهم واجتماع وطني ولا يحصل بالاستقواء لا بالأغلبية ولا بالسلاح ولا بالشارع”.

ولفت السيد نصرالله، إلى أنه “هناك حديث عن تأجيل الانتخابات النيابية ولو لعدة أشهر حتى يمكن تحسين ظروف الفريق الآخر ونحن من حقنا لنا أن نتهم السفارة الأمريكية وقوى سياسية في الفريق الآخر بأنها تسعى إلى تعطيل الانتخابات”، وقال: “الرجاء من القضاة ومن المعلمين وموظفي البعثات الدبلوماسية أن لا تجعلوا الانتخابات النيابية المقبلة رهينة لمطالبكم المحقة التي لا أناقش في أحقيتها”.

وتابع السيد نصرالله، أن هناك “مئات ملايين الدولارات أنفقت في الانتخابات النيابية عام 2009م، في الأسابيع الأخيرة على الإعلام وعلى الحملات الانتخابية وعلى شراء الأصوات وكثيرٌ منها في الحقيقة وُضِعَ في أرصدة السياسيين وكان هذا المال سعوديّ”، وأشَارَ إلى أنه “قد يكون الحديث عن حصولنا على الأكثرية هو طمأنة مؤيدينا أن لا حاجة لذهابهم للاقتراع ويجب الالتفات لذلك”.

وقال السيد نصرالله: “نحن نريد أن ننجح ولا نريد أن نشكل كتلة كبيرة ولو على حساب حلفائنا وأصدقائنا؛ لأَنَّنا جميعاً نستطيع أن نتعاون ونتحمل المسؤوليات الوطنية المتوقعة”، وأضاف: “لا يوجد لدينا شيء تحت الطاولة وَإذَا كنا نريد أن ندعم لائحة في بعض الدوائر ووجدنا مصلحة أن ندعم لائحة أُخرى في نفس الدائرة سيكون هذا بعلم الجميع”.

وشدّد على أنه “في تشكيل اللوائح رفضنا إعطاء التزام مسبق لأي طرف بأن نعطيه الصوت التفضيلي والبعض أبدى زعله وهذا حقه”، وَأَضَـافَ “تصويتنا في الانتخابات سيكون واضحاً وعلنياً، وأي شيء يكتب عن حزب الله لا تصدقوا ذلك على الإطلاق واهم ما عندنا هو هذه المصداقية التي صنعتها دماء الشهداء وعرق المجاهدين ونحن لن نَمُسَّ هذا الصدق والمصداقية”.

وأكّـد السيد نصرالله: “نحن حريصُون بأن يتمثل الجميع بأحجامهم الطبيعية ولا نريد إلغاء أحد خصم أَو صديق”، وقال: إن “القانون النسبي الذي ناضلنا لأجله لا يعطي فرصة لإلغاء أحد فيما القانون الأكثري هو الذي كان يشكل البوسطات والمحادل التي كانت تلغي الآخرين وأغلقت البيوت السياسية وقضت على زعامات تاريخية”.

وتابع السيد نصرالله: “نحن لم نكن إلغائيين منذ الـ 2005م، حتى عندما كنا في التحالف الرباعي وقوى 14 آذار هي التي منعت التيار الوطني الحر من المشاركة في الحكومة، ومن 2005م، كنا ننادي بحكومة وحدة وطنية وعندما أصبحت الغالبية لنا عام 2008م، شكلنا حكومة وحدة وطنية شارك فيها الجميع حتى هؤلاء الذين يتحدثون عن الإلغاء”، وأكّـد أن “الإلغائي هو من كان يراهن في حرب تموز عام 2006م، على سحق المقاومة وبيئة المقاومة ومن كان يطالب في جلساته مع الأمريكيين بعدم وقف الحرب في تموز واستمرار المعركة حتى النصر الإسرائيلي الكامل”.

وتابع السيد نصرالله: “الإلغائي هو من كان يجلس مع الأمريكي ويقم لهم اقتراحاته للإسرائيليين وهو دائماً جاهز ويقدم نفسه للخارج بأنه بعمل حرب أهلية، وهو من يعتبر ثلث الشعب اللبناني جالية إيرانية”، وأضاف: إن “الإلغائي هو الذي يعلن أنه لا يوجد داعٍ لبرنامج انتخابي وبرنامجه هو إلغاء المقاومة”.

وأكّـد السيد نصرالله أن “هناك لوائح برنامجها رفع هيمنة حزب الله عن الدولة ومواجهة حزب الله ونزع سلاح المقاومة، وهذه التيارات تحالفت مع حزب الله في الـ2005م″، وَأَضَـافَ أن “البعض تضليلاً يحاول أَو يقول للبنانيين إن سلاح المقاومة هو سبب في أزمات لبنان”، وقال: “هذه اللوائح وهذه القوى السياسية تركز على هذه العناوين التي هي جاذبة خارجياً وهدفها استرضاء السعوديّة والمجتمع الغربي وأمريكا وذلك لأجل الدعم السياسي والمعنوي والمالي”.

وأكّـد السيد نصرالله أنه “ولا يوم طلبنا من الدولة أن تحمي المقاومةَ والمقاومةُ هي التي تحمي البلد وحمت الدولة ولولا المقاومة لا توجد دولة وهي من ضمن المعادلة الذهبية تحمي البلد ولا تطلب حماية الدولة”، وأوضح “نحن نريد المشاركة في الدولة لنمنعَ أي أحد من القوى السياسية أَو من الخارج بأن يستخدم الدولة ضد المقاومة ونريد من الدولة أن لا تطعن المقاومة، وهذا كاد أن يحصل عام 1993م وعام 2006م”.

فلسطينياً، أعلن السيد نصرالله الوقوفَ بكل إجلال واعتزاز أمام بطولات رجال وشباب ونساء وأطفال وشيوخ فلسطين، وتابع: “إذا كنتم تراهنون على يأس وإحباط الشعب الفلسطيني فأنتم واهمون وَإذَا كنتم تظنون أن الخذلان الرسمي العربي سيؤدي إلى تراجع الشباب الفلسطيني فأنتم واهمون”، وأضاف: “ما يجري في فلسطين المحتلّة وحولها يحتاج إلى وقفة طويلة وإلى مزيد من الدعم والتضامن”.

وأشَارَ السيد نصرالله إلى أن المقاومة استطاعت في حرب نيسان 1996م، أن تفرضَ على العدوّ وعلى ما يسمى بالمجتمع الدولي معادلة حماية المدنيين في لبنان مع استمرار المقاومة فيما عُرف في ذَلك الوقت بتفاهم نيسان، وأوضح، “أجاز تفاهم نيسان للمقاومة أن تقاتل الأرض اللبنانية المحتلّة وأن تستهدفَ جنود الاحتلال وعملاءه ويمنع على العدوّ أن يقصف قرانا وبلداتنا”، وقال: “في مجزرة قانا وقفت أمريكا ومنعت أن يقومَ مجلسُ الأمن بإصدار قرار يدين العدوّ الإسرائيلي لارتكاب هذه المجزرة، وهذا هو موقف أمريكا والمجتمع الدولي منذ مجزرة دير ياسين إلى اليوم”، وتابع “الولايات المتحدة تدافع عن العدوّ والمعتدي وعن الذي يشن الحروب وتمنع حتى من إدانته، فضلاً عن اتِّخاذ قرارات عقوبات بحقه”.

وختم السيد نصرالله: “في ذكرى شهادة السيد محمد باقر الصدر نستحضر ذكراه ولا تزال آثاره الفكرية حاضرة وكان يفكر بكل المظلومين والمستضعفين في العالم ومسؤوليتنا أن يبقى اسمُه متداولًا بيننا”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com