فصائلُ المقاومة الفلسطينية تشيدُ بمواجهات جنين وتزُفُّ شهيدَها

المسيرة / متابعات

لم يتحمّلِ العدوُّ الصهيوني نتائجَ العمليات الفدائية الفلسطينية في الضفة الغربية والتي ضربت عُمقَ كيانه وسلبت الراحة من عيون جنوده ومستوطنيه، وأعلن، صباح أمس السبت، عن بدء عملية عسكرية في محيط مدينة جنين وداخل مخيمها وقرية برقين.

وحاصرت قوات الاحتلال منزل فتحي حازم، والد منفذ عملية “تل أبيب”، وطالبت عائلته بتسليم نفسها، إلا أن طلبها جوبه بالرفض.

وأعلنت كتيبة جنين تصديها لقوات العدوّ، وأن مقاتليها استهدفوا آليات وتجمعات العدوّ بزخات من الرصاص والعبوات المتفجرة، وارتقى القائد الميداني أحمد ناصر السعدي (23عاماً) من الكتيبة خلال الاشتباكات الدائرة مع قوات الاحتلال في المخيم، في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن سقوط 13 جريحًا برصاص الاحتلال جميعها مستقرة.

كما أعلنت كتيبةُ جنين عن تمكّن مجاهديها من إيقاع قوة لجيش الاحتلال بكمين محكم واستهدافها بشكل مباشر وإيقاع عدد من الإصابات بصفوفها.

ومنذ الصباح، اقتحمت قوات الاحتلال أطراف مخيم جنين برفقة جرافة عسكرية ونشرت عدداً من القناصة، وعلت التكبيرات في مساجد جنين، وسط دعوات للدفاع عن المخيم.

ولاقت المواجهات البطوليّة التي خاضها المقاومون الفلسطينيون مع قوات الاحتلال الصهيوني في مخيم جنين بالضفة الغربيّة المحتلّة، إشادات من مختلف الفصائل الفلسطينية منوّهة بالعملية، ومؤكّـدة على استمرار المقاومة وبقاء المجاهدين في حالة استنفار ويقظة كاملة للتصدي لأيِّ عدوانٍ أَو اقتحام.

 

حركةُ الجهاد الإسلامي

ونعت حركةُ الجهاد الإسلامي في فلسطين، في بيان لها الشهيد السعدي، مشيرة إلى أنّه قائد ميداني في كتيبة جنين، إحدى التشكيلات التابعة لسرايا القدس بالضفة الغربية.

وقال البيان: “ارتقى شهيدنا البطل صائمًا، مجاهدًا، ملبّيًا نداء الواجب الشرعي، بينما سيظلّ أثره ماثلًا في كُـلّ عمليّات المقاومة التي أثخنت في صفوف العدوّ واخترقت عمقه، وبعد أن أوقع شهيدنا ورفاقه في سرايا القدس إصابات محقّقة في صفوف العدوّ خلال تصدّيهم الباسل لجنود جيشه الإرهابي”.

وأكّـدت الحركة على استمرار المقاومة، وبقاء مجاهديها في حالة استنفار ويقظة كاملة للتصدّي لأيّ عدوان أَو اقتحام لأرضنا، معتبرة أنّ “معركتنا اليوم هي امتداد لكلّ معارك شعبنا، وامتداد لملاحم جنين وما صنعته في مثل هذه الأيّام قبل 20 عاماً على يد الشهيد محمود طوالبة والشهيد راغب جرادات وغيرهم من الشهداء، الذين نعاهد الله تعالى أن نمضي على ذات الطريق الذي سلكوه، وأن نواصل مسيرة المقاومة؛ دفاعًا عن أرضنا ومقدساتنا”.

 

حركة المقاومة الإسلامية “حماس”

بدورها، أشادت حركةُ حماس برجال المقاومة الأبطال في مخيَّم جنين الصمود، الذين تصدّوا ببسالة لجيش الاحتلال الصهيوني وقوّاته الخَاصَّة، دفاعًا عن عائلة الشهيد رعد فتحي حازم، وعن جنين أرض النضال والجهاد والمقاومة.

وقالت حركة “حماس” في بيان: “إنَّنا وإذ نزفُّ الشهيد أحمد السعدي إلى شعبنا الفلسطيني وأمَّتنا العربية والإسلامية، ندعو شعبنا إلى التصعيد في عموم الضفة الغربية في مواجهة جرائم الاحتلال ومستوطنيه، ونصرةً لأهلنا وشبابنا في جنين، الذين ضربوا أروع الأمثلة في الوحدة والعمل المشترك، تصدّيًا للاحتلال واعتداءاته المتكرّرة”.

وأكّـدت حركة “حماس” “أنّ دماء الشهداء الذين اصطفاهم الله في شهر رمضان المبارك، لن تذهب هدرًا، وأنَّ رجال المقاومة على عهد الشهداء”، مبيّنةً “أنّ شعبنا وأمَّتنا على وعد من الله بالنصر والتمكين”.

 

الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين

ووجّهت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، التحيّة لشهيد جنين أحمد السعدي، متمنيّة الشفاء للجرحى الذين أُصيبوا أثناء تصديهم البطولي للعدوان على مخيم جنين.

وقالت الجبهة في بيان لها: “إنّ اجتياح قوات الاحتلال مخيم جنين استمرار في تصعيد الكيان الصهيوني عدوانه على شعبنا، وإمعان في سياساته القائمة على القتل وتدمير البيوت ونهب الأراضي في سياق تكريس مشروعه الاستعماري العنصري الإجلائي”.

ولفتت الجبهة، إلى أنّ التصعيد الصهيوني “يتطلّب مواجهته ووحدة الموقف الفلسطيني بالاستناد إلى حاضنة شعبيّة عربيّة لمواجهة ذلك”.

وأكّـدت أنّ تصاعد العدوان يستدعي تطوير وتوسيع المقاومة بجميع أشكالها، وتعزيز الوحدة الميدانيّة ضرورةً لا غنى عنها؛ مِن أجلِ التصدّي للاعتداءات الصهيونيّة ومواجهة المستوطنين الفاشيين، وحماية الأراضي والحقوق.

 

لجان المقاومة

وفي السياق، زفّت لجانُ المقاومة في فلسطين “الشهيد البطل المشتبك أحمد السعدي”، مؤكّـدة أنّ دماءه وكلّ الشهداء الأطهار “ستبقى نارًا تحرق المحتلّين الصهاينة وقناديل عزّ ومجد وثورة على طريق التحرير والعودة”.

ودعت حركة “المجاهدين” جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل المحتلّ للانخراط في هبة جماهيرية شاملة وعلى كافة نقاط التماس مع العدوّ الصهيوني.

 

برلمانيون فلسطينيون

بدورهم، أكّـد العديد من الشخصيات السياسية والبرلمانية أنّ معركة جنين: “هي معركة الكلّ الفلسطيني في المناطق كافة، وأنها قد تمتدّ لكلّ المدن الفلسطينية”، مشدّدين على ضرورة أن “يشعر الاحتلال بأنّ جنين ومخيمها ليست وحدها، مطالبًا الكلّ الفلسطيني بالوقوف إلى جانبهم بكل الوسائل”.

 

تشييع مهيب

وشيّع الفلسطينيون جثمان الشهيد أحمد ناصر السعدي في موكب مهيب شارك فيه الآلاف انطلاقًا من مستشفى ابن سينا في جنين إلى منزل الشهيد في بلدة برقين، على وقع الشعارات المندّدة بالاحتلال الصهيوني وجرائمه، والمطالبة بالثأر من العدوّ والانتقام لدماء الشهداء، وتصعيد المقاومة ضده، وُصُـولاً إلى مقبرة الشهداء بالمخيم، حَيثُ ووري جثمانه الطاهر الثرى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com