خبراء سياسيون وعسكريون: السيد عبد الملك هيأ اليمنيين للدخول للعام الثامن بمعنويات عالية

خطابٌ استثنائي لقائد الثورة في اليوم الوطني للصمود.. العدوانُ يترنَّحُ أمام اليمنيين

المسيرة-محمد الكامل

مثَّل خِطابُ قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي ألقاه عشية الاحتفال باليوم الوطني للصمود أهم المرتكزات التي يمكن البناء عليها في تحليل واقع العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ على بلادنا، ومآلاته، وأبرز إخفاقاته في ظل صمود أُسطوري لا نظير له للشعب اليمن.

وتطرق قائد الثورة إلى المقدمات التي سبقت العدوان، وبداياته الغادرة، مؤكّـداً أنه جاء بشكل غادر، وأن النظام السعوديّ لو لم يعلن عن تلك الغارات التي حدثت في بني حوات في الليلة الأولى من العدوان، لما عرف أحد من الفاعل، في تأكيد على أن العدوان جاء دون وجود أية مقدمات تستدعي ذلك، ثم أكّـد أن العدوان أُعلن من واشنطن وعلى لسان السفير السعوديّ آنذاك، عادل الجبير.

ومثلما تناول قائد الثورة جرائم العدوان المتوحشة على المدنيين اليمنيين، واستهدافه للبنى التحتية، وجميع قطاعات الدولة تناول كذلك أبرز مظاهر الصمود للشعب اليمني في كافة المجالات العسكرية والأمنية والزراعية والتعليمة والإعلامية وغيرها، والتي شكلت حائط صد أمام الغزاة والمحتلّين.

ليس أمام اليمنيين سوى مواصلة الصمود كخيار مبدئي إيمَاني إنساني قيمي أخلاقي وطني ودعم الجبهات بالمال والرجال، وكذلك مواصلة ودعم تطوير الصناعات الحربية، والتوجّـه نحو التصنيع في الجانب المدني، وهو ما نحرص عليه ونسعى لتحقيقه.

وفي مرحلة خطيرة تواجهها اليمن والمنطقة، وقف السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في مناسبة ذكرى تدشين العام الثامن للصمود عبر خطابه على الكثير من المحطات واستعرض الكثير من النقاط الهامة والبارزة من جهة وحمل الكثير من الدلالات والرسائل من جهة أُخرى.

ويقول الباحث في الشأن العسكري زين العابدين عثمان: إننا إذَا أمعنا النظر في سياق الخطاب المفصلي الذي ألقاه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله تعالى- بمناسبة اليوم الوطني للصمود وبداية دخول العام الثامن من المواجهة ضد تحالف العدوان، تأتي أهم الإشارات والمعطيات التي وضعها سماحته في الجانب العسكري والاستراتيجي والتصنيع الحربي الذي كان جوهر الخطاب وأهم مساراته الساخنة، فقد أوضح من خلاله الهُــوِيَّة البنيوية التي باتت عليها القوات المسلحة اليمنية في مجال القدرات والإمْكَانات الدفاعية والهجومية ومستوى التطور والنهضة التقنية والعلمية في بناء أسلحة ردع استراتيجية متقدمة، لا سِـيَّـما في قطاع الصواريخ الباليستية والطيران المسير والقوة البحرية.

ويوضح عثمان أنه في هذا المجال وصلت هذه القطاعات بفضل الله تعالى إلى مستوىً متقدِّمٍ في مسألة تطوير وبناء مجموعة من المنظومات الهجومية الفعالة التي بدأت تعطي نتائجها المذهلة في ضرب وتدمير الأعماق الحيوية لدول العدوان السعوديّ والإماراتي.

ويتابع حديثه: وفي أبعاد رسائل قائد الثورة لمعسكر العدوان أن استمرارية الحصار والاعتداء على شعبنا اليمني أكثر من هذا الوقت هو تصعيد لن يحقّق أية نتيجة بقدر ما ستكونُ له تبعاتٌ كبيرة تقودُ هذا التحالُفَ إلى الارتطام بهزائمَ ومفاجآتٍ عسكرية مدمّـرة لا يمكن توقعها، لافتاً إلى أن عمليات كسر الحصار التي تنفذها القوات المسلحة لن تتوقف وستتوسع مفاعليها إلى حَــدٍّ تحييد وتعطيل قدرة إنتاج السعوديّة للنفط وقطع أهم مصدر رئيسي تتغذى عليه أمريكا وفرنسا وبريطانيا.

ويضيف: كما أن مسارَ العمليات لن تكونَ على نمط محدَّد، فخياراتُ المواجهة مفتوحة، فقد أشار السيد القائد أن كُـلّ نقطة في البحر الأحمر هي تحت شُعاع الصواريخ والمسيرات وفي متناول البحرية اليمنية التي تملِكُ من القدرات ما تخولها للدفاع عن اليمن وسواحله، وأن تغرق أساطيل العدوّ المعتدية والمتمركزة في أية نقطة بالبحر بعمليات نوعية وحاسمة.

من جانب، يؤكّـد الكاتب الصحفي المهتم بالشؤون السياسية، زيد الغرسي، أن كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في مناسبة يوم الصمود الوطني شاملة وجامعة، وغطت المشهد بشكل كامل منذ بداية العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن خلال سبع سنوات وحتى اليوم، حَيثُ تضمَّنت الكثيرَ من القضايا المهمة والتي ركزت بالدرجة الأولى على إظهار الصمود اليمني في كُـلّ المجالات، وما حقّقه الشعبُ اليمني في مواجهة العدوان من إنجازات وانتصارات في كُـلّ المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية والأمنية والاجتماعية وغيرها، مع المقارنةِ بحجمِ المؤامرات، وهذه نقطة مهمة للعدو الذي يمتلك الإمْكَانياتِ الكبيرة المالية والإعلامية والمرتزِقة وغيرهم.

ويوضح الغرسي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن الهدف من المقارنة هو توضيحُ حجم الانتصارات والإنجازات التي حقّقها الشعب اليمني، مؤكّـداً أن كلمةَ السيد القائد رفعت معنوياتِ الشعب اليمني بشكل كبير، وعلّقت على كثيرٍ من النقاط المهمة والحسَّاسة التي دائماً يقولها العدوّ فيما يتعلق بالشائعات، سواءٌ أكان حول إدخَال بعض الأسلحة إلى المدنيين أَو استخدام بعض الأسواق والى آخره من إطلاق الصواريخ والطيران المسيَّر، أَو في الحملاتِ الإعلامية والحرب النفسية التي يشنها العدوان على أبناء الشعب اليمني.

ويرى أن قائدَ الثورة تحدَّثَ عن مظاهر الصمود بشكلٍ كبير وثمار الصمود، إلى جانب الإنجازات في التصنيع العسكري، والإنجازات في المجال الإعلامي، والكثير من الإنجازات لأبناء الشعب اليمني والتي يلمس ثمرتها اليوم بعد صمود سبع سنوات، معتقداً أن الخطابَ كان مختلفاً عن الخطابات السابقة، حَيثُ كان التركيزُ على إظهار الصمود يمني وثماره ومظاهره بشكل يرفع معنويات الشعب اليمني ويهيئُهم للدخول إلى العام الثامن بمعنويات عالية، واستمرار وإصرار على التصدي للعدوان وعلى تحقيق الانتصارات واستكمال مرحلة النصر لأبناء الشعب اليمني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com