الأجهزة الأمنية في ذروة اليقظة.. عيونٌ لا تنام

 

المسيرة: منصور البكالي

سجلت الأجهزةُ الأمنيةُ انتصاراً جديدًا في سياق مواجهتها المُستمرّة لمخطّطات الأعداء الأمريكيين والسعوديّين ومرتزِقتهم من الخونة اليمنيين الذين يسعون إلى إقلاق السكينة العامة وإرباك الوضع الأمني في المحافظات “الحرة”.

وكشفت الأجهزةُ الأمنية، أمس، عن عملية أمنية استخباراتية أسقطت فيها مخطّطاً إجرامياً كانت تديره الاستخبارات السعوديّة والتي حاولت تنفيذه عبر ثلاث سيارات مفخخة وإرسالها لاستهداف أماكنَ حيوية في أمانة العاصمة وبعض المحافظات الحرة.

وأوضح بيان الأجهزة الأمنية أنه تم نشر وتوزيع فرق التحري والرقابة والفرق الهندسية وفرق المهام النوعية في محيط الأماكن المستهدفة، ورفع حالة الجهوزية والحس الأمني وإعادة التموضع والانتشار واستحداث نقاط تفتيش، والتعميم على أنواع السيارات المفخخة في النقاط الأمنية والتشديد في المنافذ البرية.

وباشر أبطال الأمن والمخابرات العمل على ملاحقة المتورطين، بعد استصدار إذن من النيابة العامة بالقبض والتفتيش، وفقاً للقانون، وتمكّنت من الكشف عن عناصر الخلية المرتبطة باستخبارات العدوّ السعوديّ.

وفي السياق، أشار الخبير الأمني العقيد نجيب العنسي، إلى أن يقظة أجهزة الأمن منذ البداية تعكس مدى الفشل الذريع الذي يعاني منه العدوان وأدواته في الجبهات العسكرية وعجزهم عن تحقيق أية انتصار، خَاصَّة بعد أن أصبحوا في موقف المدافع، بعد أن بات الجيش واللجان الشعبيّة يمتلكون قدرات عالية، وأصبحت أسلحتها تصل إلى عمق دول العدوان.

وقال العنسي: إن العدوان الأمريكي السعوديّ يسعى إلى إحداث اختراق أمني؛ بهَدفِ نشر الجريمة المنظمة، وإحداث مثل العمليات الإجرامية، غير أن الأجهزة الأمنية لها بالمرصاد.

ويتابع العنسي قائلاً: “العدوّ يريد من خلال هذه العمليات زيادة الضغط على الشعب اليمني خَاصَّة بعد غلاء الأسعار وانعدام المشتقات النفطية وانقطاع المرتبات، وما أثره الحصار على الغذاء والدواء والمشتقات النفطية من حالة عوز اقتصادي لدى المواطنين الصامدين أمام كُـلّ ذلك، فبحث على المزيد من الضغط باتّجاه الجانب الأمني لضرب ذلك الصمود، وإضافة هم أمني، يشوش حالة الصمود، وقلب الصورة على ما كانت عليه في المناطق الحرة، أمام المواطن في المناطق المحتلّة.

ويضيف العنسي أن صمود الجبهة الأمنية طيلة 7 أعوام تعد مفخرة من مفاخر ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، فأرادوا بهذه العمليات التشويه لتلك الإنجازات التي يحقّقها رجال الأمن في المناطق الحرة.

ويؤكّـد العقيد العنسي إلى أن الأعمال الإجرامية التي تستهدف شعبنا اليمني تدار من قبل الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والصهيونية، وأن الفكر الوهَّـابي زرع خلاياه في كُـلّ الأماكن وتستخدمهم السعوديّة متى ما أرادت ذلك.

ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية تمتلك القدرة على جَلْبِ المعلومات من قلب العدوّ ولها مصادرها في كُـلّ مكان ولها أُسلُـوبها الخاص الذي يحتفظ لها بحق المعلومة والحصول عليها منذ اللحظات الأولى لتخطيط وارتباط الاستخبارات السعوديّة بالمرتزِقة المحليين في المناطق المحتلّة، فتمكّنت من تحقيق كُـلّ الأهداف وضبط المنفذين ومعرفة كُـلّ التفاصيل وتعمل بعقيدة وطنية تجعل مصلحة الشعب نصب أعينها، وتفشل العمليات الإجرامية قبل تنفيذها.

وأظهرت المشاهد التي عرضها الإعلام الأمني بأن العدوّ وأدواته بدأوا باستقطاب خلايا جديدة من خارج النسق التنظيمي والسياسي، حرصاً منه لإنجاح العملية، حَيثُ أظهرت سائق قاطرة لتوصيل السيارات المفخخة وصاحب معرض سيارات لاستلامهن ومن هذا القبيل لزيادة التمويه، للقيام بهذه الجرائم، وهذا دليل بأن العدوّ يركز على الجبهة الأمنية ومحاولة استهدافها، وهذا ما يرفع السخط الشعبي حين يفقد ما بقي له من الأمن والاستقرار أمام معاناة الحصار والعدوان وتبعاتهما، حسب ما يقول الخبير الأمني العنسي.

متبعاً أن العدوّ يسعى وسيظل يسعى لتحقيق أي إنجاز يستهدف الجبهة الأمنية، ويزيد من معاناة الشعب للنيل من صموده وثباته، واستمراره في رفد الجبهات بقوافل الرجال والمال.

 

مأرب.. المنطلق للأعمال العدائية

ويؤكّـد العنسي أن العناصرَ الإجرامية التابعة للعدوان تدار من مأرب، وأن عصابات تهريب المخدرات والأعمال الإجرامية تتواجد في مأرب، وأن الوقت وقت عمل لتنظيف مأرب من كُـلّ ذلك، منوِّهًا بأن لجواء العدوّ إلى هذه الأعمال الإجرامية دليل ضعف وهوان وهشاشة الجبهة الداخلية للعدو وأدواته، خَاصَّة في هذا المرحلة التي بات للجيش واللجان الشعبيّة التحكم بخارطة العمليات العسكرية على مختلف الجبهات.

من جانبه يقول الخبير الاستراتيجي والمحلل العسكري، العميد الركن عابد الثور: إن ما كشفته الأجهزة الأمنية عن العملية وأهدافها يؤكّـد بأن أداء الجبهة الأمنية ممهد لنجاحات وإنجازات الجبهة العسكرية، وأن الجيش اليمني يخوض معركة ضروس مع العدوّ في أكثر من خمسين جبهة، ولولا دور الجبهة الأمنية في العمق الذي يمثل المحور الأَسَاسي في تعزيز الصمود والثبات والتفرغ لرفد الجبهات لما حقّقت القوات المسلحة اليمنية كُـلّ تلك الإنجازات في ميدان المواجهة مع العدوّ.

ويضيف الثور أن أهميّة دور الأجهزة الأمنية لا يقل عن دور الصواريخ البالستية والأسلحة الاستراتيجية، لافتاً إلى أن مستوى الجاهزية الأمنية والحس الأمني العالي واليقظة الأمنية التي وصلت إلى مستوى اختراق العدوّ في عمق أراضيه وفي مناطقه العسكرية تقدم المعلومة الصحيحة والأكيدة عن تحَرّك العدوّ، مُشيراً إلى أن الأجهزة العسكرية للدولة لا يمكن أن تقوم بكل الجهود الحربية لوحدها، وإنما هناك دور مشترك بين الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والعسكرية بشكل عام وهذا ما أوصل المعلومة ودقتها وتحديد الأهداف بدقة.

كما يؤكّـد الخبير الثور بأن حالة الاستقرار اليمني ينعكس على ثبات الشعب وصمود الشعب وهو ما يحدث في المحافظات المحرّرة، مُشيراً إلى أن حجم المواجهة والتصدي للعدوان كبير بحجم المؤامرة عليه، وأن قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، من وضع الخطوط العريضة لبناء الدولة والاستعداد للمواجهة والحرب، وأن الجمهورية اليمنية أعدت إعداداً علمياً سليماً على أعلى مستويات المواجهة والقدرة على الصمود في الحرب، وتحقيق المعادلات غيرت الموازين العسكرية التي أفشلت العدوّ، وأوصلت الجيش اليمني إلى مرتبة عالية بين جيوش العالم، وهو أن الجيش اليمني وشعبه قالوا لكل طواغيت العالم لا واستطاعوا صناعة سلاحهم بذاتهم.

وعن التكامل الأمني والعسكري في الميدان يؤكّـد الثور أن العدوّ لا يستطيع تمرير مخطّطاته الإجرامية على بلادنا بوجود المؤسّستين الأمنية والدفاعية ورجالها المخلصين العظماء، وأن التعاون المثمر يحقّق الكثير على صعيد المعركة البرية والبحرية ويشكل عمقاً ميدانياً وعسكرياً لليمن، وتعتبر الأجهزة الأمنية النسق الثاني للقوات المسلحة ولولا وجود النسق الأول ونجاحاته لما تحقّق للنسق الثاني ما وصل إليه اليوم، مُشيراً إلى أن الجبهة الأمنية تؤمن ظهر الجبهة العسكرية في الداخل، وبات شعبنا اليمني يحصد ثمار ذلك التعاضد والتكامل نصراً وثباتاً وصموداً لم تحقّقه أية جيوش في العالم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com