العدوّ يواصل مضاعفة الأزمة وصنعاء تؤكّـد التمسك بخيار المواجهة

المتوكل: تحالف العدوان يماطل في الإفراج عن السفينة الإسعافية ويتجاهل الدعوات الإنسانية

الشامي: شعبنا لن يقف مكتوف اليدين ولا تعويلَ على الأمم المتحدة

المسيرة | خاص

يواصلُ تحالفُ العدوان، وبرعايةٍ أمريكية، احتجازَ سفن الوقود ومنعَها من الوصول إلى ميناء الحديدة في إصرارٍ إجرامي على مضاعَفَةِ الأزمة الخانقة التي تعيشها مختلف المحافظات والتي تضاعف المعاناة الإنسانية والمعيشية في البلاد، الأمر الذي يشجعه الصمت الدولي والأممي المُستمرّ.

إصرارٌ على تشديد الأزمة

وأكّـد المتحدث باسم شركة النفط اليمنية، عصام المتوكل، أمس الثلاثاء، أن تحالف العدوان لا زال يتعمَّدُ منع سفينة البنزين الإسعافية “قيصر” من الوصول إلى ميناء الحديدة، ويماطل في الإفراج عنها.

وكانت الشركة قد أوضحت قبل أَيَّـام أن معلوماتٍ وصلتها تفيد بقرب الإفراج عن سفينتين، إحداهما سفينة البنزين الإسعافية “قيصر”، لكن المتوكل أوضح أن تحالف العدوان ما زال يعرقل الإفراج عنهما برغم حصولهما على كافة التصاريح اللازمة من قبل لجنة التفتيش الأممية.

وَأَضَـافَ المتوكل أن “مماطلة الإفراج عن السفينة الإسعافية قيصر، تؤكّـد تجاهل تحالف العدوان لكل النداءات والدعوات بتحييد الملف الإنساني ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الذي يعيش أكبر أزمة إنسانية على مرأى ومسمع من الأمم المتحدة والعالم”.

وتعتبر أزمة الوقود التي تعيشها المحافظات اليمنية هذه الفترة هي الأسوأ منذ بداية العدوان بحسب شركة النفط.

وكانت العديدُ من القطاعات الخدمية والإنسانية، أعلنت خلال الفترة الماضية عن تداعيات خطيرة للأزمة، وحذرت من كوارثَ واسعة النطاق تهدّد حياة اليمنيين في مختلف المحافظات نتيجة انعدام الوقود.

وأعلن القطاعُ الصحي هذا الأسبوع أن المستشفيات تواجه خطر الإغلاق وأن استمرار احتجاز سفن الوقود قد يحكم على الآلاف من الأطفال والنساء بالموت.

واحتجز تحالُفُ العدوان سفينة البنزين الإسعافية “قيصر” الأسبوع الماضي في البحر الأحمر بعد حصولها على تصريح الوصول إلى ميناء الحديدة من قبل لجنة التفتيش التابعة للأمم المتحدة.

رسائلُ الخروج الجماهيري

وخرجت، أمس الأول، مسيراتٌ جماهيريةٌ حاشدة في العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات؛ تنديداً بالعقاب الجماعي الذي يمارَسُ بحق الشعب اليمني من خلال احتجاز سفن الوقود في البحر الأحمر، وأكّـدت المسيرات أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة، كما أعلن الجماهير تأييدهم لحملة “إعصار اليمن” للتصدي للعدوان والحصار، وتفويضهم للقيادة باتِّخاذ الخطوات الرادعة.

وقال ناطقُ حكومة الإنقاذ الوطني، وزير الإعلام، ضيف الله الشامي للمسيرة، أمس: إن تحالف العدوان لجأ إلى تشديد الحصار على البلد كمحاولة لتعويض عجزه عن تحقيق أي انتصار عسكري ميداني.

ولفت إلى أن العدوّ يحاول توظيف الأزمة التي صنعها، وتوجيه سخط الشعب اليمني تجاه الحكومة في صنعاء، لكن الخروج الجماهيري الكبير الذي شهدته المحافظات، أمس الأول، “أكّـد وقوف الشعب إلى جانب قيادته”.

وَأَضَـافَ الشامي: “شعبنا قدم رسالة واضحة أنه لن يموت جوعًا وحصارًا، وسيتحَرّك لمواجهة المعتدي الذي يحاول قتله بالحصار والقصف”.

وكانت صنعاءُ وجّهت مؤخّراً رسائلَ إنذار شديدة اللهجة، توعّدت فيها بقصف المنشآت النفطية التابعة لدول العدوان، رَدًّا على احتجاز سفن المشتقات النفطية ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة.

وحولَ الدور الأممي المتواطئ مع تحالف العدوان، أكّـد الشامي أن “الأممَ المتحدة أغمضت عينَيها طيلةَ سنوات عما يجري في اليمن من قتل وحصار وتجويع”.

وأضاف: “عندما يتأزم وضع العدوان وعندما تحقّق قواتنا انتصارات ميدانية أَو ضربات في عمق العدوّ تتحَرّك الأمم المتحدة للقيام بجولات ولقاءات”.

وأكّـد وزير الإعلام أنه لا يوجد تعويل على الأمم المتحدة ولا على خطواتها السياسية؛ لأَنَّها “تدار بمال خليجي وقرار أمريكي”

وتبنت الولايات المتحدة بشكل معلن استخدام سفن الوقود كورقة ضغط وابتزاز، للحصول على مكاسب سياسية وعسكرية.

ويربط العديد من المسؤولين الأمريكيين دخول الإمدَادات الإنسانية المشروعة للشعب اليمني بوقف تقدم قوات الجيش واللجان الشعبيّة في الميدان ووقف الضربات الصاروخية والجوية على دول العدوان، في ابتزاز معلن تدعمه الأمم المتحدة بشكل فاضح.

وتابع الشامي: “لو كانت الأمم المتحدة ومنظماتها قادرة على إنصاف أحد لكانت أعادت للشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة منذ عشرات السنين”.

وأشَارَ الشامي إلى أن أسعار الوقود لم تكن لترتفع لولا الحصار المفروض من قبل تحالف العدوان، موضحًا أن “دبة البنزين كان يمكن أن تصل إلى المستهلك بقرابة 9900 ريال، إذَا كانت الحمولة تصل عبر ميناء الحديدة، لكنها الآن تصل بكلفة مرتفعة؛ لأَنَّها تأتي من المحافظات المحتلّة عبر منظومة تجّار متآمرة مع قوى العدوان”.

وكانت شركة النفط أكّـدت سابقًا أن تُجَّارَ المشتقات النفطية المتآمرين مع تحالف العدوان رفضوا السماح للشركة بفحص حمولات الوقود المتجهة إلى صنعاء وتنسيق بيعِها بأسعارٍ معقولة.

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com