مسائلُ مهمة جِـدًّا لم نتنبَّهْ لها

 

عبدالمجيد البهال

من المسائل المهمة التي يجب أن نعرفها جميعاً أننا كشعب وكأفراد قد نكون سبباً رئيساً من أسباب المحن والابتلاءات فهناك الكثير يقول: نحن لا حول لنا ولا قوة ولا ناقة لنا في الحرب ولا جمل، فلماذا نتحمل تبعات هذه الحرب وهذا الحصار؟

هذه هي المشكلة وهذا هو السبب أن الكثير لم يقم بواجبه والمفروض هو أن يكون لكل واحد منا ألف جمل وألف ناقة في صد هذا العدوان وفي رفضه وإنكاره وجهاده جهاداً كبيراً.

وقد تكون الأزمات الاقتصادية؛ بسَببِ المعاصي والمنكرات الكثيرة التي لا يلقي الناس لها بالاً ولا يفكرون مُجَـرّد تفكير في إنكارها ولا يأمرون بمعروف ولا ينهون عن منكر.. وقديماً وقعت أزمة اقتصادية خانقة وموجعة في البصرة فخرج الناس على الصعب والذلول إلى الجبانة يدعون ويبكون قال محمد بن موسى الأسواري: (فَوَثَبَ بَشِيرُ الرَّحَّالُ رحمه الله تعالى، فقَالَ: شَاهَتِ الوُجُوهُ ثَلاثاً عُصِيَ الله فِي كُـلّ شَيءٍ، وَانْتُهِكَتْ الْحُرُمُ وَسُفِكَتِ الدِّمَاءُ، وَاسْتُؤْثِرَ بِالْفَيْ فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْكُمُ اثْنَانِ فَيَقُولانِ: هَلُمَّ نُغَيِّرُ هَذَا أَو هَلُمَّ نَدْعُو الله أَنْ يَكْشِفَ هَذَا حَتَّى غَلَتْ أسعاركُمْ؟ فِي الدِّينَارِ بِكَيْلَجَةٍ جِئْتُمْ عَلَى الصَّعْبِ وَالذَّلُولِ مِنْ كُـلّ فَجٍّ عَمِيقٍ تَضُجُّونَ إلى الله تَعَالَى أَنْ يُرَخِّصَ أسعاركُمْ، لاَ رَخَّصَ الله أسعاركُمْ، لاَ أَرْخَصَ الله أسعاركُمْ وَفَعَلَ بِكُمْ وَفَعَلَ).

صدق بشير الرحال فهذا هو الحال الذي نعيشه اليوم بكل تفاصيله.

نريد أن يرفع الله عنا الغلاء والكثير من التجار لا يرحمون وكثير من الأغنياء لا يرحمون وَكثير من المسؤولين لا يرحمون وعصابات الاقتصاد لا يرحمون والنافذون لا يرحمون، فكل فئة من هذه الفئات لها شأن يغنيها، فكيف سيرحمنا الله تعالى وكيف سيرفع عنا الغلاء؟

فالموسر يعض على ما في يديه ولا ينفقه في سبيل الله قال علي عليه السلام: (يأتي على الناس زمان عضوض، يعض الموسر فيه على ما في يديه، ولم يؤمر بذلك، قال الله سبحانه: (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)، ينهد فيه الأشرار، ويستذل الأخيار، ويبايع المضطرون، وقد نهى رسول الله (صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَآله) عن بيع المضطرين.

والزمان العضوض هو الذي يشتد فيه القحط والبلاء والغلاء ومع عض الزمان يعض فيه الكثير من الموسرين على ما تحت أيديهم ويبخلون به على الفقراء والمساكين والمحتاجين ولم يؤمروا بذلك بل أٌمروا بالإنفاق والمواساة والإعانة كما قال تعالى: (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ).. ولكن الكثير نسي الفضل.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com