مقياسُ حربنا ليس السلاح

 

ألطاف المناري

تظهرُ الحقائق في هذا الزمان جليةً وواضحةً كوضوح الشمس، ولطالما خُدِعَ الكثيرُ بحياةِ الغربِ وعناوينِهم الرنانة المتعلقة بالعدالةِ والإنسانيةِ، والحرية، والواقع عكس ذلك تماماً، فهم يَدّعُون إلى نبذ العنصرية وهم المُجَذِّرون لها في أوطانهم، ينادون بالحرية والديمقراطية وهم أول القامعين لها وأكثر البشر استبدادية، يطالبون بالعدالة وشعوبهم لم تعرفها قط، ولم يطبقوها في أية بقعةٍ جغرافية.

سنّوا قوانين تكفل حقوق الإنسان، لكنهم أول من طعن فيها، ودائماً يقفون مع الجلاد ضد الضحية! ومع المستبد ضد من يطلب الحرية! ومع المجرم ردعاً للمظلوم؛ لأَنَّه تعدى قوانين إجرامية! يتغنون بالإنسانية في أُوكرانيا ويدفنونها في اليمن التي تُذبح مرتين مرة بطائراتهم ومرة بقوانينهم الإجحافية!

حرب شرسة منذ سبع سنوات، ولم نرَ ذلك التباكي الذي رأيناه في أُوكرانيا، وقد ظهروا للعالم كم هم منافقون وعنصريون، وكشفت الأحداث مدى ضعف وهشاشة أمريكا، وكيف هو حال من احتمى بها، ومن سننِ الله أن تَضْرِب القوى العظمى بعضها ببعض، كروم والفرس في زمن الرسول؛ ليكفي الله المؤمنين شر قتالهم، وتكون النتيجة لصالحهم، والدول الغربية هي عدوة للعرب، وقرار مجلس الأمن في حظر بيع الأسلحة عن اليمن دليل واضح أنهم لن يكونوا يوماً في صف العرب، وممن أيد القرار روسيا التي عقد البعض الأمل فيها لردع السياسيات الأمريكية في اليمن، ولكن سرعان ما أبان الله حقيقتها، وخابت الظنون فيها.

حَظر مجلس الأمن بيع الأسلحة مَدعَاةٌ لسُخريّة، الدواء والغذاء محظور، حتى الأفواه محظور عنها أن تناديَ بالحرية، وكل قراراتهم منافيةً لشرائع السماوية، ومن يدفع لهم سيُقِرون له ما يريد، ويُصْبِغون القرارَ بصبغةٍ قوميةٍ إنسانية، سلاحنا الإيمَـان بالله، وهو ما لا يمكن أن يُباع أَو يحظُرونه بإجماع سكان الكرة الأرضية، عقدنا صفقة بيع رابحة معروف للمؤمنين ثمرتها، وللأعداء شدة تأثيرها، ولا نحتاج أن نبتَاع السلاح؛ فهم يأتوننا به طواعية، وقراراتهم اللامسؤولة ووقوفهم الدائم مع المجرمين على مر التأريخ يجعل العالم في أَمَسِّ الحاجة إلى قيادة قرآنية.

ليعلم مجلس الغنم أنهُم وإن أطبقوا علينا السماء والأرض، ومنعوا عنّا كُـلّ مقومات الحياة، فَـإنَّ الله وبوعوده الربانية، قادر على أن يهيئ لنا الأرضَ وما عليها، وتلك الازدواجية والقرارات التعسفية هي فضيحة لهم ونصرٌ لنا، وهزيمة لأعدائنا، وذلك القرار ما هو إلا إقرار منهم بقوة بأسنا، وهشاشة وعجز مجنزراتهم، من أن تحقّق لهم ولو خيال نصر، مقياس حربنا ليس السلاح، وإنما صدق وعزم الرجال، فهم من يظفون على السلاح قوة، وعظيم إيمَـانهم يجعله أكثر فتكاً وبأساً.

امنعوا ما شئتم فرمالُ الصحاري، والجبال، والأشجار، أسلحةٌ يجعلها الله أكثرَ نفعاً للمؤمنين من القنابل الذرية، واثقون بنصر الله، وبأن إرادته ومشيئته قد ساقتكم لحربنا وفيها حتماً حتفكم، وذلك فضل اختص الله به أهل اليمن.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com