افتعالُ الأزمة حيلةُ النفوس المنهزمة

 

هنادي محمد

يتجرّعون ما لا يستسيغون، يذوقون المُرّ في ميادين القتال والنضال، يُهزمون سياسيًّا ويُفضحون إعلاميًّا، يحاولون الكرّة فالأُخرى فيلحقهم الفشل في كُـلّ مرةٍ تراودهم فيها نفوسهم بإحرازِ أية نقطةٍ يمكن إضافتها لصالحهم، ولكن مع الأسف الشديد يُراقُ ماءُ جِلدةِ وجههم حتى أُصيبوا بالجفاف الظاهرِ والمستور..!، وحينما شعروا أن رصيدهم الأخلاقيّ والقيميّ أوشكَ على الانتهاء ولم يتبقّ في جعبتهم إلّا ريالاتٍ معدودة وعتادٍ مرصود، ينقلبون للزحف برؤوس أصابعهم محاولين التشبّث بأي شيءٍ يستنقذهم من الوقوع في خندق الخسارةِ دون خروج منه، بعد أن قُيّدوا -وما زالوا- بأصفادهِ البيضاء..!، تحوّلوا أخيرًا لاتباعِ أُسلُـوبِ شيطانيٍّ وهو افتعالُ الأزماتِ مما يَمُسُّ شريان حياة المواطن المستضعف البسيط؛ بهَدفِ خنق الشّعب اليمني الذي أعجزه وجعل من سنينه الماضية سبعاً عجافاً حوَّلهُ فيها لبقرةٍ حلوبٍ لا تنتج لنفسها حتى الزَبد..!، لِيلوّحَ بلوحةٍ سوداءَ للداخل وللخارج أنّ صنعاء هي المسؤول والمتسبب الأول، وبناءً على خطتهِ المرسومة ستنقلب الطاولة ويتزعزع الأمن والاستقرار الذي نجحت حكومة صنعاء، أَو كما تحلو التّسمية لهم، أنصار الله بحفظهِ رغم كُـلّ المؤامرات التي باءت بالفشل.

وفي هذا المقام نقول لهم: أيها الكائنات الحيّة المفترسة، اعلموا جيِّدًا ويقيناً أن الشعب اليمني لم يعد سطحيًّا كما عهدتموهُ من قبل، فما قبل العدوان ليس كما بعده، فما مررتموه من سابق، الآن هناك نقطة تفتيش وفلترة تسمّى “الوعي” ويجب المرورُ منها أولاً، والنتيجة محسومة مسبقًا، فكما اعتقدتم أنكم بحصاركم ستخنقون نَفَسنا، وبعدوانكم ستبيدوننا ولم تجدوا إلا ما خالف إرادتكم، وهذا ما سيكون على الدوام، الشعب اليمني علِمكم على حقيقتكم القبيحة، فالأجدر بكم أن تجدوا مكاناً آخر لاستثمار مشاريعكم؛ لأَنَّ ما عُمّد بالدم والتضحية، وترسخ بالوعي والبصيرة لا مجال لجعله أرضية خصبة لنمو أشواككم المسمومة، والأيّام كفيلة بإيضاح الحقيقة من الوهم، والعاقبـةُ للمتّقيـن.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com