السيد نصر الله: أمريكا هي المسؤولةُ عما يجري في أوكرانيا

 

المسيرة / متابعات

أكّـد الأمينُ العامُّ لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أمس الثلاثاء، أن أمريكا هي المسؤولة عما يجري في أوكرانيا.

وفي كلمةٍ لهُ في مؤتمر “سيدُ شهدائِنا فكرًا وسيرة”، قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله: إنّ “ما يجري بين أوكرانيا وروسيا خطرٌ جِـدًّا بمعزلٍ عن الموقف تجاه المعركة القائمة، وما يجري اليوم فيه الكثير من العبر والدروس التي يجب أن يبنى عليها في منطقتنا”.

ورأى السيد نصرالله أن هناك ازدواجيةَ معايير في التعاطي من قبل دول العالم، مُشيراً إلى الكيفيةِ التي تصرّف بها العالم عندما غزت أمريكا أفغانستان والكيفية التي يتصرف بها الآن مع دخول روسيا إلى أوكرانيا وبدء معركة عملية عسكرية،.

وَأَضَـافَ نصرالله: “لأَنَّ أمريكا قوية ومتجبِّرة يسكت العالَمُ على ظلمها، وآخرها قيام جو بايدن بسرقة أموال الشعب الأفغاني، حَيثُ أن البنكَ المركَزي الأفغاني لديه في أمريكا 7 مليارات دولار، إذ اتخذ بايدن قراراً بتقسيمها ووهب نصفها لضحايا 11 أيلول”.

وتابع السيدُ نصر الله: “أمريكا هي المسؤولة عما يجري في أوكرانيا الآن فهي التي حرّضت ولم تساعد على إيجاد حَـلّ دبلوماسي ولم تفعل شيئاً لوقف الحرب بل دفعت باتّجاهها وفي النهاية من سيدفع الثمنَ هو الشعبُ الروسي والأوكراني بينما أمريكا ستكون هي الرابحَ في وقت تعرض فيه العالم كله للخطر”.

ولفت إلى أنّ “المأساة القائمة والأخطار التي يواجهها العالمُ تتحمل مسؤوليتها أمريكا الشيطان الأكبر”.

وفي بداية كلمته خلال رعايته مؤتمر “سيدُ شهدائِنا فكرًا وسيرةً” الذي يقام في بيروت إحياء لثلاثينية سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي قال: إنّ “أعمالَ المؤتمر يمكن أن تشكِّلَ بدايةً حقيقيةً تحتاجُ إليها مسيرةُ المقاومة بعد مضي 40 عاماً على انطلاقتها”.

وأشَارَ السيدُ نصرالله إلى أن الدراساتِ والمحاضَراتِ والنقاشاتِ ستتحوّلُ إلى وثائقَ وكُتُبٍ تحتاجُ إليها مسيرة المقاومة، لافتاً إلى أنّ من واجبنا توثيقَ تضحيات المجاهدين الجسام والحقيقة البهية للمسيرة المباركة وحفظها للأجيال المقبلة والآتية، مشدّدًا في هذا السياق على أنّ ما حصل في مرحلة السبعينيات والثمانينيات أصبح بمثابة أمور مسلمة ومقبولة وهي نهجنا الذي نتبعه ونمارسه في هذه الأيّام.

وفي معرض حديثه عن صفات السيد عباس، لفت سماحته إلى أنّه كان للسيد الشهيد الإيمَانُ الراسخ بفكرة حاجة الأُمَّــة إلى قائدٍ فقيهٍ عالمٍ أَو ما نسمِّيه “ولايةَ الفقيه” وقد آمَنَ بهذه الفكرة والتزم بها بدقةٍ حتى آخر يوم في حياته، موضحًا أنّ السيدَ عباس كان يعتقدُ بأهميّة قيام حوزات دينية محلية ما دفعه إلى تأسيس الحوزة العلمية في بعلبك.

وأكّـد السيد نصرالله أنّ السيد عباس كان يعتقدُ بأهميّة دور المرأة في عملية التبليغ الدينية وأن هناك مساحة لا يمكن ملؤها إلا بالسيدات المبلغات، كما كان يعتقد بوجوب حركة علماء الدين نحو الناس في مقابل فكرة أُخرى كانت سائدة حينها بأن عالم الدين يجلس في بيته وعلى الناس أن يأتوا إليه.

وشدّد السيد نصرالله على أنّ السيد عباس كان يؤمن بأهميّة العمل الجماعي عُمُـومًا وعلى المستوى العلمائي خُصُوصاً، بالإضافة إلى العمل المؤسّساتي المنظم، لافتاً إلى أنّ السيد الشهيد كان من أشد الداعمين لتشكيل تجمع العلماء المسلمين من السنة والشيعة، كما كان يؤمن بالعمل الحركي والتنظيمي والحزبي، وفي الدائرة الشيعية كان السيد عباس الموسوي يعتقد بأهميّة ووجوب الانفتاح والتعاون والتكامل حتى مع الاختلاف الذي كان قائمًا.

وأشَارَ الأمين العام لحزب الله إلى أن السيد عباس كان يؤمن بحق بالوحدة الإسلامية والتقريب والتعاون بين المسلمين، وقد عمل في الليل والنهار؛ مِن أجلِ تحقيق هذه الوحدة.

وأوضح أنّ السيد الشهيد كان يؤمن بالناس ومحبتهم والتواضع لهم والتحبب لهم والثقة بهم والرهان عليهم وخدمتهم والحفاظ على كرامتهم وأمنهم.

وأشَارَ السيد نصر الله إلى أنّ رؤية السيد الشهيد تجاه أمريكا هي نفس رؤية الإمام الخميني التي تؤكّـد أنها الشيطان الأكبر.

ورأى السيد نصرالله أنّ الملفت أن هذا العطاء الكبير والجهاد العظيم أنجزه السيد عباس خلال عُمر قصير قبل أن يختم له اللهُ بالشهادة، فكانت سنواته زاخرةً بالعطاء والتعب والسفر الدائم فكان هذا العطاء مباركًا وما زال يثمر ويعطي ويلهم؛ بسَببِ إخلاصه الشديد لله تعالى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com