سِحرُ الملازم

 

البتول جبران

منذ حقبة من الزمن كنت صغيرة في السن وكنت أسمع وقتها بأنه قبل أعوام تمّ قتل رجل إرهابي يعمل على تضليل الناس، ويسحرهم بملازمه يسكن بصعدة وهذا الشيء أسعدني؛ كونه رجلاً شريراً، وبعد مرور أعوام كنت أتساءل هم يقولون بأنه رجل إرهابي ولكن لماذا أرى أشخاصاً طيبين من حولي يحبونه ويقرأون ملازمه ويتحدثون عنه بأنه رجل يحب الخير؟!

سألت نفسي لِمَ لا أرى ما بداخل تلك الملازم؟! ربما أن ما بداخلها على خلافِ ما يقولون، فأخذت واحدة منها؛ مِن أجلِ قراتِها، ثمّ فكرت في نفسي وتذكرت إحدى الشائعات التي كانت تُنشر بأن أي شخص يقوم بفتحها سيصاب بالسحر!! فتراجعت عن قراري لكي لا أُصاب بذلك وقمت بإرجاعها إلى مكانها.

مرت الشهور والأيّام وكنت أرى بأنّ كُـلّ من التحق بركب المسيرة وتولى الشهيد القائد هم خيرة خلق الله، كنت أرى أمامي أخلاقاً قرآنية مجسدة في أرض الواقع، فتلاشت كُـلّ تلك الشائعات الكاذبة من داخلي، بل زاد شوقي لقراءة الملازم ومعرفة ما بداخلها، وعن ماذا كان يتحدث الشهيد القائد فيها حتى أصبح الناس يتولونه ويحبونه بهذا الشكل وبتلك الأخلاق القرآنية!!

قرأت الملازم وأُصبت بالسحر، ليتني قرأتها منذ ماضي السنين لأُصاب بذلك، أتعلمون ما ذلك السحر الذي أُصبت به؟ هو سحر بكلام الله عرفت الله ووجدته، أدركتُ ما معنى كيف أكون عبدًا لله، حَقًّا بأنها كلمات من نور تشفي ما بداخلنا وما في الصدور، وجدت أنّ سعادتي هي قراءتها، وتعلمت بأنه يجب أن تكون كُـلّ لحظة وكل دقيقة في حياتي هي لله وفي سبيله، فلا عذر لأحد منّا أمام الله.

فيا حُسين العصر عُذراً منك عذرا، عذراً منّا على تلك الأيّام التي مضت ولم نتولاك فيها، عُذراً لأننا كنا شركاء لمن كان يتهمك بالساحر والكذاب حينما صدقناهم، ويا أسفاه على من ما زالوا إلى اليوم لا يقدّرون نعمة أعلام الهدى، وما زالوا ينشرون الشَّائعات عن سحر الملازم، ولكني أقول لهم تقولون بأن ما بداخلها سحر وأنا أقول لكم ما أجملهُ من سحرٍ وما ألذّ السير عليه.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com