لا تحدثيني عن الزهراء دعيني أراها فيك

 

احترام المُشرّف

وفي ذكرى ولادة سيدة النساء وزوج الوصي المرتضى وأُمُّ القمرين النيرين أبي محمد الحسن وأبي عبدالله الحسين والعقيلة زينب وفي ذكرى ولادة الزهراء ابنة محمد المصطفى وخديجة الكبرى عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها أفضل الصلوات وأزكى السلام ما تعاقبت الليالي والأيّام.

يكون لنا لقاء مع البتول الطاهرة ومهما قلنا في الزهراء وكتبنا عنها فحقها وقدرها فوق ما نقول ومناقبها فوق ما نصف فهي الموصوفة في كتاب الله بالكوثر:

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ “إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).

وهي من اختارها الله ورسوله هي وزوجها وبنيها في آية المباهلة (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْـمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أبناءنَا وَأبناءكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأنفسنَا وَأنفسكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) من سورة آل عمران- آية (61).

الزهراء معروفةٌ معروفٌ قدرها والجميع يتكلم عنها من علماء وأدباء وكتاب وعلينا نحن معشر النساء أن لا نكتفي بالكلام والكتابة عن الزهراء، علينا أن نجعل العالم يرى الزهراء فينا متجسدة، علينا أن نجعلهم عندما يقرأون عنها وعن صفاتها يجدون ذلك متجسداً فينا، في فتيات الإسلام في بنات المسلمين في لبساهن وأخلاقهن وإيمانهن لنكن زهراوات لنتكلم عن الزهراء في أفعالنا.

أختي المسلمة المحمدية: أنا أكلمك وأكلم نفسي أولاً دعيني أرى الزهراء فيك ولا تكلمينا عنها دعينا نسأل أنفسنا هل نحن مقتديات فعلاً بالزهراء مثلما نكتب عنها!.. هل نواضب على الأدعية المنسوبة للزهراء عليها السلام!.. هل نحن ملتزمات بالتسبيح الفاطمي كُـلّ ليلة قبل أن نأويَ للفراش كما كانت الزهراء تفعل!.. هل نحن ملتزمات باللباس الساتر المحتشم في أعراسنا وحفلاتنا هل نحضر تلك الحفلات والزهراء بين جوانحنا ماثلة كي لا نخالفها!.. هل نمتلك ثوباً أَو اثنين كما كانت البتول أم أننا نرتدي لكل مناسبة ثوباً جديدًا دون أن نتصدق بالذي قبله حتى ملأنا خزائن ملابسنا بألوان الثياب!.. هل نؤثر على أولادنا المساكين واليتامى وأبناء السبيل كما كانت الزهراء (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) من سورة الإنسان- آية (8).

هل نمتلك أخلاق الزهراء وصبر الزهراء.. هل نحن صادقات عندما نحيي ذكرى الزهراء ولا نجعل منها مناسبة سنوية تأتي في الـ20من شهر جمادى الآخرة وتنتهي بانتهائه.

السيدة فاطمة الزهراء وابنتها العقيلة زينب نموذج ومدرسة متكاملة لمن أرادت منا أن تلحق بركب النساء الماجدات الصالحات ولن يكون لنا ذلك بالأقوال بل الأفعال هي من تبرهن إن كنتِ فاطمية زينبية بحق فالله لا يحب الذين يقولون ما لا يفعلون (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِـمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) من سورة الصف- آية (2) وَ(3).

علينا نحن النساء أن نقفَ مع أنفسنا وقفة حق ومحاسبة ومسألة دقيقة لها هل أنتِ ملتزمة قولاً وفعلاً بما كانت عليه الزهراء والعقيلة.

عندما نرى الرجال وهم يتحدثون عن الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين عليهما السلام، نراهم يقتدون آثارهم ويحذون حذوهم ويبذلون في ذلك مهجهم، ولا ننكر أن هناك من النساء من بذلن فلذات أكبادهن في سبيل الله ومقامهن على رؤوسنا من فوق، حديثي ليس لمن عرفت وجهتها فهي أكبر مني وقد بذلت ولدها في سبيل أعلاء كلمة الحق.

حديثي هو لمن تنبري أمام النساء وترفع صوتها وتتكلم عن الزهراء ومآثرها ومحاسنها وتنسى تلك المتحدثة أن عليها لكي تقنع مِن تتحدث إليهن عن الزهراء أن يرين ذلك فيها، أما أن تنتهيَ من إلقاء محاضرة عن الزهراء كيف عاشت وكيف كانت وكيف توفيت ونلقاها في بقية الأيّام وهي تلبس ما لا يليق وتتحجج بأنه موضة.

أختي: اثبتي واحتشمي ولا عليكِ أن يقالَ عنك لا تعرفين الموضة، أسكتيهم وقولي أنا أعرف الزهراء لا تتلفظي بكلمات غير لائقة بحجّـة تغير الجو بالمرح، امرحي ولا تخرجي عن دائرة الأدب لا تنظري للنساء من حولك شزراً فلسن من عاج ولستِ من ذهب.

لم تكن الزهراء متكبرة ولا متفاخرة وهي من هي ومن مثلها ومن مثل أبيها ومن مثل زوجها ومن مثل بنيها.

علينا نحن النساءَ مسؤوليةٌ أمام الله وأمام الزهراء بإيصال رسالة للآخرين محتواها أن لدينا نماذج من النساء هن سيدات النساء لنقتدي بهن ونتمثلهن بيننا لكي نجبرَ من يرانا أن يتساءل من هن هؤلاء النساء وبمن يقتدين وبذلك تكون نساء أُمَّة محمد كلهن فاطميات.

أسأل الله لي ولكُنَّ الثباتَ وأختم بما بدأت به دعيني أرى الزهراء فيكِ.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com