2021م عامُ انتصارات ورسم معادلات

 

د. مهيوب الحسام

لم يكُنِ العامُ 2021 على العدوان الإنجلوصهيوأمريكي الأصيل وأدواته السعودإماراتية ومرتزِقته سوى عام للخيبات والعجز والفشل والهزائم المتلاحقة فشكّل له بحق عامَ صدمة ورعب وإحباط ويأس وتخبُّط شديد حاول فيه لملمةَ متناقضاته الداخلية وتوحيدها فلم تزده إلَّا فشلاً على فشلٍ، وحاول بالأدَاة السعوديّة لملمةَ الجوار المتعالي عليه بقيادتها وفشل أَيْـضاً فاتّجه مجدداً لتسويق حوار قديم جديد أثبت فشلَه مراراً دون جدوى ولم يجد له أُذناً صاغية ليزدادَ يأساً على يأس، ويبدو أنه بغطرسته الخاوية وغروره وكبره لسد كُـلّ باب يمكن أن يتيحَ له فرصةً للنجاة ببدنه.

ومن خواء العدوان وغبائه الشديد أنه وفي نهاية العام السابع من عدوانِه الإجرامي الظالم على الشعب اليمني العظيم قتلاً وتدميراً ومع فشله الذريع وهزائمه المتتالية لم يتعظ أَو يقُمْ بأية مراجعة وتقييم لعدوانه الفاشل بل ونتيجةً لهزائمه ذهب لمزيد من التصعيد الهستيري والتهويل والترهيب والتهديد بالقصف والقتل للمدنيين والتدمير للمنشآت المدَنية التي قام بقصفها وتدميرها سابقًا وبدأ فعلاً بتصعيد غاراته التي لا جديدَ فيها سوى مزيد من الاستهداف بالقتل للمدنيين وهي لا تعبّر إلا عن الهزائم المرة والقاسية التي يتلقاها على كُـلِّ الصُّعُد.

وبالعكس، فقد كان العام 2021م بالنسبة للشعب اليمني العظيم المواجِـه للعدوان بقيادة ثورية واعية مدركة مؤمنة مجاهدة عظيمة وبمجاهديه من جيشه ولجانه الشعبيّة وبعون الله وفضله وتوفيقه، كان بحقٍّ عامَ هجومٍ وانتصاراتٍ وعمليات نصر أُسطورية وإعجازية متلاحقة ومتصلة في كُـلّ ميادين المواجهة على الأرض، وقد مَثَّـلَ هذا العام مرحلةً هامةً من مراحل التحرير، حَيثُ تم من خلال العمليات تحرير أكثر من 12200 كم مربع من الأراضي اليمنية المحتلّة.

وإضافة إلى العملياتِ الهجوميةِ وتحرير هذه المساحة الواسعة من الأراضي اليمنية فقد كان عامَ تطور في الرد على العدوان واستهدافه في عمقه وبعمليات هجومية سواءً بالطيران المُسَيَّر أَو بالصواريخ المختلفة أَو بعمليات مشتركة على منشآت حيوية ومراكز حساسة وأهداف عسكرية وبضربات دقيقة وناجحة عجزت المنظومات الدفاعية المتطورة للعدوان التصدي لها أَو مواجهتها فكان وبامتيَاز عامَ مفاجآت وصدمة ورعب للعدوان بأصيله الإنجلوصهيوأمريكي قبل أدواته التنفيذية الأعرابية، وعلى رأسها نظامُ كيان العدوان السعوديّ ومَثَّلَ ذلك قلقاً جدياً وحقيقيًّا عبّر عنه العدوان الأصيل مراراً وتكراراً.

وقد برَزَ في هذا العام تطور نوعي آخر وهو تطوُّرٌ في قدرات الدفاعات الجوية والتي من خلالها تم إسقاطُ العشرات من الطائرات التجسسية الحربية المتطورة من إسكان إيجل وغيرها وبها تم تحييدُ كثيرٍ من الطائرات الحربية مثل إف15 من المشاركة في المعركة فكان عامَ فرضٍ وترسيخٍ لقواعد اشتباك جديدة ورسمٍ لمعادلات نصر لا يمكن تجاهُلُها والقفزُ عليها وتجاوزها من قبل العدوان ومن الصعب جِـدًّا تغييرها، وكل ذلك يؤسِّسُ للولوج لعام جديد يكونُ بعون الله العامَ الأصعبَ والأمرَّ والأشدَّ وجعاً وإيلاماً للعدوان وعام تحرير وسيادة براً وبحراً وجواً، واللهُ غالبٌ على أمره.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com