سفينة البِعران الإماراتية ودلالات العملية

 

أحمد المتوكل

لم تكن السفينة لمساكين يعملون في البحر، ولم تكن تحمل مواداً غذائية لمساعدة اليمنيين، وتكسرَ الحصار المفروض عليهم من قبل السعوديّة والإمارات، بل كانت للأخيرة تحمل الكثير من الأسلحة، لقتل من لم يمت بالجوع والحصار وغارات طيران العدوان.

دُويلة البعران الإماراتية عديمة التاريخ والشرف والعروبة، المليئة بشركات الدعارة والمعابد الوثنية، مَن جَيشها عِبارة عن لُقطاء من مُختلفِ الجنسيات، وشعبُها من الهنود والبريطانيين والأمريكيين والأُورُوبيين، وحُكامُها مجهولي الأصل والنسب، تعتدي على اليمن العريق بأصالته التاريخية الممتدة لآلاف القرون، وعلى شعب هم أصل العرب، وتقصف بطائراتها المدنيين وتسرق أشجاراً عُمرها أكبر من عمر دويلتها الحقيرة، وتحتلُ الجُزرَ اليمنية ومحافظة عدن بمينائها، وتنشئ السجون السرية لتعذيب وقتل كُـلّ من يرفض مشروعها الصهيوني، وتُدخل الصهاينة لجزيرة سقطرى للسياحة وكأنها مِلكٌ لَها!

لم تأخذ هذه الأفعى الخبيثة العبرة من ضربة توشكا صافر، بل تمادت وسعت لاحتلال اليمن وسرقة ثرواته، وبعد مقتل الكثير من جنودها، وبعد أن تلقت الضربات الموجعة في عُمق دُويلتِها، أعلنت انسحابها من مشاركتها في تحالف العدوان؛ لأَنَّه لا طاقة لها مِن تحمل الضربات الحيدرية للجيش واللجان الشعبيّة، ولكنها استمرت في دعم وُكلائِها بالمال والسلاح، وهذا ما كشفته القوات البحرية اليمنية بعد ضبطها لسفينة شحن تحملُ معدات عسكرية، تابعة لدويلة الإمارات، بعد أن اخترقت المياه الإقليمية اليمنية، وكانت في طريقها لدعم الإرهابيين في اليمن، على مرأى ومسمع من العالَم المُنافق ومجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ومنظماتُها وأمريكا التي تدَّعي السلام، وقاموا جميعهم بالتندِّيد والاستنكار والقلق، ودعا مجلس الأمن لاجتماع طارئ، وتعامت عيونُهم عن احتجاز السعوديّة لأكثر من 6 سُفن غذائية ونفطية مدنية، وهي حَقٌ إنساني لأكثر من عشرين مليون يمني، وتعامُوا عن آلاف الغارات التي تُشن على رؤوس المدنيين مُنذُ سبع سنوات.

كشفت عملية ضبط سفينة روابي مدى التطور الكبير الذي وصلت إليه القوات البحرية اليمنية، ومدى قوة الاستخبارات العسكرية التي رافقت العملية وَراقبت السفينة قبل تحَرّكها من الإمارات، وعِلمها بحمولتها وَوجهتها، وتأتي هذه العملية مع بداية عام 2022م وفي ذلك دلالة واضحة أن هذا العام سيكون عام الانتصارات البحرية وفرض السيادة عليه، وَأن المياه الإقليمية اليمنية لم تَعد مرتعاً لأية سفينة.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com