أما السفينة فكانت لملاعين يُفسِدون في البحر 

فاتحة عام جديد وتحوّلٌ ميدانيٌّ في مسار الصراع لن يتأثرَ بالضجيج

 

روابي الإماراتية لم تكن سفينةً لمساكينَ يعملونَ في البحر، فأرادت القواتُ البحريةُ اليمنية أن تعترضَها وتمنعَ مرورَها، بل كانت سفينةَ شحنٍ عسكريةً تنتهكُ السيادةَ الوطنية وتمارسُ الأنشطةَ العدائية، وهو ما استوجبَ إيقافَها وضبطَها بما فيها من زوارقَ حربيةٍ وعتادٍ عسكريٍّ متنوعٍ انطلاقاً من مبدأِ حقِّ الدفاعِ المشروع عن شواطئِ اليمنِ والمياهِ الإقليمية.

إنجاز غيرُ مسبوقٍ وضربةٌ قاصمةٌ أصابت تحالفَ العدوانِ في مقتل، وأوقعته في دوامةٍ من التخبطِ وسرابِ رهاناتِ حمايةِ القطع البحرية المتعددةِ الجنسيات التي تشاركُ في فرضِ الحصارِ البحريِّ على الشعب اليمني وتراقبُ بدقةٍ حركةَ السفنِ على مدارِ اليومِ والساعة.

وبكذبةٍ أكبر من كذبةِ المدعوِّ المالكي، لجأ إعلامُ العدوانِ إلى الترويجِ بأنَّ ثمةَ محاولاتٍ لنقلِ عتادٍ عسكريٍّ إلى متنِ السفينةِ في محاولةٍ لتضليلِ الرأيِ العام والتشكيك في الحقائقِ الدامغة والمقرونة بمشاهدِ الإعلامِ الحربيِّ والتي أخرست ألسنَ المتنعطينَ وادعياءِ الفهمِ الاستراتيجي، فالأسلحةُ واضحةٌ وبماركتِها الأمريكيةِ المسجلة.

وكمن يحاولُ أن يغطّي ضوءَ الشمس بغربالٍ عمدت قناة “العربية” السعودية إلى استحضار مشاهدِ الأسلحةِ لتمارسَ هوايةَ التضليل والتزييف علنًا وعلى الهواء مباشرةً، على اعتبار أنَّ بلوغَ أعلى مراتبِ السخافة وَفقدانَ الأهليةِ المهنية هو الشرطُ الأَسَاسيُّ للعملِ في مستنقعاتِ الإعلامِ الخليجي.

ضبط السفينة فاتحةُ عامٍ جديد، وتحوّلٌ ميدانيٌّ في مسارِ الصراعِ لن يتأثرَ بهذا الضجيجِ ولا بمحاولاتِ المملكةِ تعويمَ نفسِها والتغطية على هزائمِها وانكساراتِها عبر الغاراتِ الجويةِ وموجاتِ التضليلِ الإعلاميِّ المرافقةِ لها فحتى البحرُ في ثامنِ أعوام الصمود لن تبقى معادلاتُه كما كانت فثمةَ قواعدُ اشتباك جديدةٌ يجري تكريسُها بالحديدِ والنار.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com