القوات المسلحة.. إنذارٌ خاص

العدو الإماراتي يصعّد بعد زيارة رئيس الوزراء “الإسرائيلي” لأبوظبي

إن من أَهَمِّ أبعاد العملية (إلى جانب كونها تمثل فاتحة مرحلة استراتيجية جديدة تنطوي على تطور كبير وواسع في القدرات والتكتيكات والإمْكَانات) إعادةُ تسليطِ الضوءِ على التورط الإماراتي المُستمرّ في العدوان على اليمن، بعد فترة من إعلان أبو ظبي المراوغ عن سحبِ القوات من اليمن، خُصُوصاً وأن الانتهاكَ الإماراتي للمياه اليمنية يأتي توازياً مع إعادة تحريك مليشياتها على الأرض وبالذات في محافظة شبوة.

وبحسب وزير الإعلام بحكومة الإنقاذ، ضيف الله الشامي، فَـإنَّ هذا التصعيد الإماراتي يأتي في ضمن نتائج زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الإمارات، حَيثُ “بدأت الإماراتُ استراتيجيةً جديدةً ضد الشعب اليمني تجلَّت في التصعيد الجوي والبري والبحري”.

هذه العودةُ الإماراتيةُ إلى الواجهة، تجعلُ أبو ظبي عُرضةً لتداعيات معادلة “التصعيد بالتصعيد” أَيْـضاً، وتضاعف احتمالات توجيه بُوصلة العمليات العسكرية اليمنية الموجِعة نحوَ الإمارات مرة أُخرى، الأمر الذي سيشكِّلُ كارثةً بكل المقاييس للنظام الإماراتي الذي كان قد تذوقُ جزءاً بسيطاً من آثار الردع اليمني، لكنه كان كافياً ليدفعَ به نحوَ الاختباء وراء إعلان سحب القوات من اليمن، على أمل تفادي المزيدِ من الضربات؛ لأَنَّه –ببساطة- لا يستطيعُ تحمُّلِ المزيد.

هذا ما يؤكّـده أَيْـضاً، وبوضوح، ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع، الذي وَجَّــهَ رسالةً خَاصَّةً للنظام الإماراتي جاء فيها: “نمتلكُ الخياراتِ المناسبةَ، وقواتنا بتشكيلاتها المتعددة لديها من القوة والإرادَة ما يجعلُها حاضرةً للرد على أي تصعيد عدواني”.

وعلى ميزان المكاسب والخسائر، يتضحُ بشكل جلي أن الإماراتِ وإن كانت قد ترجمت بوضوح إدراكَها لخطورة تورطها في التصعيد ضد اليمنيين، عاجزةٌ عن إعطاء مصالحها أولويةً عندما يتعلق الأمرُ بالتوجيهات والخطط الأمريكية والإسرائيلية، الأمر الذي يجدد التأكيدَ مجدّدًا على أن القرارَ العسكري والسياسي النافِذَ في منظومة تحالف العدوان يصدرُ من إدارته الدولية وأن اعتبارات الأذرع الإقليمية، بما في ذلك اعتبارات “السلامة”، لا قيمة لها.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com