وكيل قطاع الأشغال والمشاريع بأمانة العاصمة المهندس عبدالكريم الحوثي لـ “المسيرة”

 

حريصون على تنفيذ المشاريع المستدامة التي تستمر طويلاً دون تكرار أعمال الصيانة وفقاً لتوجيهات الرئيس المشاط

المسيرة – حاوره ابراهيم العنسي

أكد وكيل قطاع الأشغال والمشاريع بأمانة العاصمة المهندس عبد الكريم الحوثي، أنه منذ العام 2019 وحتى 2021 تم إنجاز مشاريع بما قيمته 3.5 مليار ريال، وهذا الرقم المالي ضئيل مقارنة بما كان في السابق.

وقال الحوثي في حوار خاص لصحيفة “المسيرة”: إن موازنة العام القادم لقطاع الأشغال كبيرة ومرصودة بتوجيهات الرئيس مهدي المشاط، وتقدر بـ 6 مليارات ريال يمني فيما كانت في السنوات السابقة لا تزيد عن مليار، مشيراً إلى أن هناك أمور حازمة يتم فيها تلافي ما حصل بعقود مضت من الزمن حرصاً على المال العام وخدمة المواطن ومسايرة للأزمة الكبيرة التي خنقت البلاد وجففت إيراداته .

إلى نص الحوار

بداية هناك حديث عام بين الناس عن مشاريع الطرقات التي تنجز في ظروف العدوان والحصار ما بين والسفلتة والرصف وتعبئة الحفر…إلخ .. ما الذي تغير اليوم فيما كانت شوارع العاصمة تعاني إهمالاً أثر بحياة المواطن من قبل؟

في الماضي كان التمويل والإمكانات موجودة لتمويل المشاريع، لكن تلك المشاريع لم تظهر إلى حيز الوجود كما هي اليوم ما بعد 2015 مع قلة الموازنة وانعدام الإيرادات والحصار المطبق على البلاد.

والحقيقة أن توجيهات المشير مهدي المشاط، كانت واضحة وصريحة في التركيز على المشاريع المستدامة التي تعطيك فترة زمنية طويلة الأمد دون الحاجة لتكرار أعمال الصيانة، كما كان حاصل في السابق خاصة في أعمال الأسفلت، حيث كان يتم سفلتة الكثير من المناطق وهي عبارة عن مجاري مياه، ولهذا لم تكن لتدوم طويلاً مما ترتب عليه إعادة المشروع، أو ترقيعه، أو وضع طبقات إضافية من الأسفلت لملء الحفر والفجوات وتغطية الشقوق الظاهرة فيه.

الترتيب الصحيح، والعمل الصحيح، والمتابعة الفعلية هي من جعلت المشاريع التي تقوم بها أشغال أمانة العاصمة تظهر أمام الناس، كما أن متابعة المشير مهدي المشاط، وتلقي توجيهاته عبر أمين العاصمة كانت تجد ترجمة لها في أرض الواقع، ولهذا ظهرت المشاريع أمام الناس كشاهد حي على الإنجاز.

ما حجم مشاريع وموازنة قطاع أشغال أمانة العاصمة التي تقول إنها ضئيلة مقارنة بالموازنات ما قبل 2015؟

منذ العام 2019 وحتى 2021 تم إنجاز مشاريع بما قيمته 3.5 مليار ريال، وهذا الرقم المالي ضئيل مقارنة بما كان في السابق، فموازنة القطاع كانت من 25 إلى 28 مليار ريال كموازنة مركزية غير الموازنة المحلية التي تأتي من إيرادات السلطة المحلية والتي تصل من 25 إلى 28 ملياراً، وغير المشاريع التي كانت تأتي عبر قروض وهبات.

على سبيل المثال هناك أعمال السائلة كمشاريع كبرى وهناك أعمال التقاطعات والتي هي عبارة عن قرض من الصندوق العربي والتي كانت فيها مبالغ كبيرة حقيقة، إضافة إلى بعض الأنفاق والجسور التي كانت تمول من وزارة المالية، ومع ذلك لم يكن الأثر السابق كما هو اليوم، مع أن الحرب الضروس أثقلت كاهل أمانة العاصمة التي استقبلت الكثير من الضيوف من كافة محافظات الجمهورية كنازحين والذين يقدرون بـ 3.5 مليون نازح، وهؤلاء يتم تغطيتهم بأعمال النقل الثقيل للمواد الغذائية للمحروقات، وللأشياء الكبيرة وهذه راكمت إجهادات على الطرقات، ناهيك عن تعطل موازين الوزن المحوري التي تزن القاطرات والشاحنات لضمان أن لا تتعدى أوزانها الوزن المحوري لمواصفات الطرقات والأسفلت الموجودة، نظراً لقصف العدوان لهذه المحطات (محطات الوزن المحوري) وعدم وجود إيرادات لإعادة هذه المحطات الهامة التي تحافظ على ديمومة الطريق، وعلى سبيل المثال إذا رأينا الطريق بشارع الستين أمام “طيبة هيبر” وجدناها قد أصبحت أخاديد، كما أن آثار إطارات الشاحنات والناقلات أصبحت واضحة المعالم على الأسفلت حتى أن بعض الأسفلت صار متعرج الشكل، وهذا ناتج عن الأحمال الثقيلة غير المحورية، والتي تتعدى مواصفات النقل، وبالتالي استهدفنا الكثير من الشوارع بالأعمال المستدامة بأعمال الرصف الحجري والجسور السطحية وقمنا بتنفيذ أحد أهم الجسور السطحية بشارع الستين أمام اليمينة، كذلك في شارع الجزائر وشارع 45 تم إنجاز جسور سطحية بها بما يزيد عن 100 مليون ريال إضافة إلى ضفاف نفق الأربعين عند ركن الرئاسة؛ كونها منطقة لتجميع المياه، إذ لم يكن التصميم كافٍ لتصريف المياه إلى المصائد أو مع انسداد تلك المصائد تتجمع المياه إلى السطح، وهذا كان يؤدي إلى تلف الطبقات الأسفلتية، وإعادة الصيانة والترميم لها واستهلاك مبالغ كبيرة دون جدوى وهذه الأعمال والاختلالات جعلت المواطن يرى هذه الإشكاليات على مدار العام دون أن تتوقف، كما أننا قمنا بتنفيذ عدة جسور، فنفق شارع تعز وأحد جسور نفق شيراتون، إضافة إلى أنه يتم الآن إقامة جسرين سطحيين كبيرين أحدهما قبل منطقة الأزرقين والثاني في الفجيحة عند مدخل شيراتون باتجاه السفارة الأمريكية، وهذه الأعمال هي أعمال مستدامة أي أنها غير قابلة للتصدع والانهيار، أو إحداث ما يمكن أن يربك المواطن، وعملية السير لما قد يزيد على عشرين عاماً، وهذا ما انعكس في ارتياح لدى المواطن كما أن الحفاظ على البنية التحتية التي أنفق عليها هذا الشعب دم قلبه منذ عام 1962 وحتى اليوم يترتب عليها القيام بأعمال صيانة لها، فتلحيم الشروخ وتعبئة الحفر الصغيرة التي جاءت عليها ملاحظات المشير مهدي المشاط، وتساءل بالقول: “أستغرب لما لا تقوموا بتعبئة الحفر الصغار قبل أن تتسع وتصبح كبيرة وتتضاعف تكلفة صيانتها وإعادتها إلى ما كانت عليه والتي تتضاعف معها مشاكل المواطنين وتتضاعف بسببها الحوادث”، ومن هذا المنطلق نقوم بهذه الأعمال بصورة مستمرة دون أن يظهر للمواطن أننا نقوم بها لأننا نعمل في الساعات المتأخرة من الليل، حيث الناس في بيوتهم ونحن في عمل دؤوب وبالتالي قد يستغرب المواطن أن يجد أن الحفر التي كانت أمام عينيه وشروخ الأسفلت الظاهرة قد اختفت وكأن دعوة قد نزلت عليها، أو أنها أصلحت نفسها بنفسها .

وحقيقة هناك جهود مضنية تبذل وكما رأيتم فأثناء مواسم الأمطار تأتي أمطار غزيرة، وهذ ليس على اليمن لوحدها حيث أن أمانة العاصمة وطبوغرافيتها تقع بين منطقة جبال من جميع الاتجاهات، وهذه تجعل من العاصمة أخفض نقطة، ومنطقة التحرير أخفض نقطة في أمانة العاصمة، وعلى هذا الأساس أولينا اهتماماً بمصارف المياه والمصائد الجانبية بغرض تصريف المياه أولاً بأول دون السماح بتراكم الأتربة والمخلفات، وقد كان هناك مشكلة في أعمال الأنفاق حيث تتجمع المياه؛ نظراً لظروف الحرب وانقطاع التيار الكهربائي والذي يتطلب تشغيل وتوقيف المضخات حتى لا تحترق عند انخفاض منسوب المياه في النفق، إضافة إلى أن هذه المضخات في حال حصول طفح للمياه تقوم الحساسات بتوقيف المضخات ذاتياً، فهي التي تنظم عمل المضخة بما فيها الإضاءة بداخل النفق التي لو تعطلت ستتسبب في حرائق وحوادث داخل الأنفاق.

جرى حديث عن موازنة كبيرة لقطاع الأشغال للعام القادم 2022 .. ما حجم هذه الموازنة وما الذي ستستهدفه إذا ما نظرنا لحجم الإنجاز الجيد في ظل موازنات يمكن القول إنها متواضعة ؟

موازنة العام القادم 2022 هي موازنة كبيرة مرصودة لقطاع الأشغال بتوجيهات من الأستاذ مهدي المشاط؛ كون أمانة العاصمة هي الواجهة السياسية لليمن، وهذه الموازنة تُقدر بـ 6 مليارات ريال, فيما كانت في السنوات السابقة لا تزيد عن مليار ريال، وهذه قفزة كبيرة سوف يرى أثرها المواطن في حياته اليومية، إذ أن المواطن أصبح مرتبطاً كثيراً بالدولة، وينظر إلى الخدمات التي تقدمها له باهتمام، وبذلك أصبح المواطن يعي أن هناك حرص من الدولة على تقديم الخدمات، فهو الركيزة الأساسية للبلد، ونحن ما جئنا إلا لخدمته وخدمة هذا الشعب.

الملاحظ أن هناك أعمال رصف حجري في عدة أحياء وشوارع العاصمة.. إلى أين وصلتم في إنجاز هذه الأعمال؟

هناك أعمال رصف حجري كثيرة، إذ يتم التنسيق مع الجهات المانحة كالصندوق الاجتماعي للتنمية وصندوق الأشغال العامة و UNPS وعبر المجالس المحلية، على سبيل المثال شارع أبوبكر الصديق المتفرع من الدائري الستين كان من أشد الشوارع تكسراً مع كونه يعتبر من مجاري المياه التي تمر من شارع الستين باتجاه الدائري، وهذا قد تم رصفه بالأحجار، كذلك حارة الأمجاد أمام النائب العام، وهناك حارة المجد التي تتفرع من جولة السيد، والقريبة من جولة النصر تم عمل رصف حجري لها بالكامل, وهناك أيضا في منطقة السبعين مما تم تنفيذه من موازنة السلطة المحلية ما يسمى بشارع أبو حليقه الذي يتصل بشارع تعز والذي تتدفق عبره كميات كبيرة من المياه القادمة من شارع خولان، كذلك شوارع أخرى في شميلة والقلفان وفي مذبح يتم الإنجاز بشكل واسع، وفي مواقع كثيرة وقرى، وهناك الحارات المجاورة للسجن المركزي والتي هي عبارة عن مناطق عشوائية والتي كان يصعب دخول وسائل النقل إليها حتى على مستوى الدراجة النارية وكل هذا وغيره الكثير, والذي معه تنظمت عمليات السير وأصبحت الشوارع أكثر نظافة مع تركيزنا على تصاميم تصريف المياه وعدم احتقانها والتي كانت السبب الرئيسي في حدوث تلك الإشكالات.

وفي الوقت الراهن يتم العمل في مواقع كثيرة على سبيل المثال الشارع المتفرع من شارع أبوبكر غرباً وثلاثة شوارع عند جولة الرويشان من الجهة الشرقية إضافة إلى ثلاثة شوارع موازية تطل على شارع حده ما يعنى أن العمل كبير وكثير.

هل تتوزع هذه الأعمال على مديريات الأمانة أم تنحصر في البعض؟

في الوقت الحاضر يجري تنفيذ تسعة مشاريع في كل مديرية من مديريات العاصمة بواقع مشروع لكل مديرية وقبل نصف شهر تقريباً بدأ العمل فيها .

إلى أي مدى هناك التزام بمواصفات الرصف والسفلتة واعتماد معايير الجودة في الأداء؟

الثقافة التي لدينا والتي يجب أن تترسخ لدى الجميع أن الإهدار وسوء الجودة في تنفيذ أي مشروع هي كبيرة من الكبائر، والذي يُجازى عليها الشخص بدخوله ضمن قائمة البلاك لِست (القائمة السوداء) بالإضافة إلى استبعاد المهندسين المشرفين، وتوجيه إنذار كبير لوكيل قطاع الأشغال، أو من هو أكبر من قطاع الأشغال .. واليوم هناك أمور حازمة يتم فيها تلافي ما حصل بعقود مضت من الزمن حرصاً على المال العام وخدمة المواطن ومسايرة للأزمة الكبيرة التي خنقت البلاد وجففت إيراداته .

هذا ما يبدو واضحاً إلى حدٍّ ما في المنجز قياساً بالمتوفر من المال وإن كان المأمول الوصول إلى ما هو أكبر؟

أذكر لك كلاماً على سبيل المثال للأخ المهندس معين المحاقري، وكيل قطاع الأشغال، ما قبل 2015 والذي قال بعظمة لسانه “ما تقومون به هو عمل عظيم يوازي ويفوق ما كنا نقوم به؛ كونكم تتعاطون مع هذه المشاريع في ظل تجفيف إيرادات البلد وضآلة الموازنات وفي أيامنا كانت الإيرادات كبيرة ومتوفرة بشكل كبير ومع ذلك أعتبر أن ما قمتم به يعادل أضعاف ما كنا ننجزه من مشاريع”.

مع هذه المشاريع التي تُنجز تظل إشكالية توقف محطة الوزن المحوري سبباً لتكرار الأضرار طالما أن الأحمال الثقيلة تؤثر بشكل كبير على ديمومة وسلامة الطرق ؟

محطات الوزن المحوري مهمة جداً، فهي التي تحدد الوزن المناسب لأحمال الشاحنات والناقلات والتي يترتب عليها في حال إهمالها انهيار سريع للطرقات، وقد تم التنسيق مع وزير الداخلية وعمل رسائل لهم بعدم السماح للنقل الثقيل بالدخول إلى الشوارع الصغيرة بأمانة العاصمة، فهناك شوارع في العاصمة ليست مصممة لتحمل الأحمال الكبيرة للناقلات والشاحنات، وقد طلبنا من وزارة الداخلية توجيه الناقلات عبر شارع الستين والخمسين والسبعين والأربعين دون غيرها لأن هذه الشوارع مصمصة لتحمل الإجهادات، وإذا لم نضبط الوزن المحوري فإن هذه الطرقات لن تدوم .

على سبيل المثال الوزن المحوري الأمامي للقاطرات يجب أن يُخفض بنسبة 15 ألف باوند أي 7.5 طن وكذلك الوزن المحوري للإطارات الخلفية يجب أن يُخفض بما مقداره 30 ألف باوند أي ما يعادل 15 طناً, وفي الظروف الحالية نرى أن يتم خفض الوزن الأمامي بـ 15 ألف طن والوزن المحوري الخلفي بـ 30 ألف طن نتيجة لأن الأسفلت والطرقات القائمة ليست بالمستوى الكبير من الجودة.

ما مقدار الضرر الذي ألحقته الأحمال الثقيلة بالطرقات في الوقت الحالي؟

إذا لم تتم أعمال اختبارات المواصفات على طبقات البسكورس بما مقداره 12 ساعة إلى أن يتم رشها بمادة الـ “إم سي” فإن ذلك لا يسمح بتبخر المياه وبالتالي فإن الرش قبل مرور هذه الفترة الزمنية سيحبس المياه وعندما يتم عمل الأسفلت سيكون ذلك سبباً لظهور التموجات على الأسفلت، لأن الطبقات ما قبل الأسفلت ظلت مشبعة بالماء والمواصفات تقول إنه لا يحق لك رش الـ ” آر سي” إلا بعد مرور 12 ساعة مختبرياً و مساحياً، وإذا لم يتم تطبيق هذه المواصفات فإن مصير المشروع هو الفشل والمثل الذي أردت أن أذكره فيما يخص الأضرار هو العمل الذي تم بشارع كلية الشرطة حيث قاموا بأعمال رش الـ “إم سي” الساعة السابعة صباحاً فيما لم ينتهوا من طبقات البسكورس إلا عند الثالثة فجراً ما منع هذه الطبقة من التعرض لأشعة الشمس بالوقت الكافي، ثم قاموا بأعمال السفلتة مع أننا نبهناهم، وأوقفناهم، ومع هذا لم تتم الاستجابة لأمانة العاصمة بصورة كاملة ما ترتب عليه أن الأسفلت لم يستمر سوى لثلاثة أشهر، حتى أصبح متعرجاً وقد استبدلنا هذا الأسفلت بجسر سطحي يعد عملاً مستداماً ولن ترى بعده أية تكسرات أو مطبات.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com