فريضةُ الزكاة في اليمن.. بين الأمس واليوم

 

زينب إبراهيم الديلمي

على مدى العقود التي كانت اليمن فيها مُرصودة في إحداثيّة الاستهداف، اتجهت أدوات تنفيذ النّزوات الشيطانيّة في تغييب أعظم فريضة وأرقاها درجة في إصلاح النفوس وتزكيتها من أهوال الجشع الدنيوي، فريضةُ الزكاة التي لم تسلم حتى من وسوم أهداف العدوّ ولم تُؤدَّ بالنحو التي أوكل بها الله تعالى للعباد تأديتها إبان حكم النظام الأسبق.

من يسترجع شريطَ ذاكرة الأمس الماضي إلى ذلك الحكم ويتمعن عن قُرب المُصطلحات التي كُتب لها الخديعة المجلبة باسم الزكاة والجمعيات الخيريّة ودعم الأسر الفقيرة ودعم الشعب الفلسطيني، كُلها ذهبت في تشييد القصور الفخمة وبنائها داخل اليمن وخارجه لصالح الخونة والعملاء الذين صعّروا خدّهم لهذا الشّعب ومشوا في الأرض مرحاً مُستكبرين مُستبدّين، بائعين دينهم بأبخس وأرذل الأثمان.. واستغلّوا مال الزكاة في جيوبهم وأكلها حراماً!

نعم كان الشعب اليمني آنذاك ضحيّةَ المكائد الخيانيّة الضلاليّة وصيداً مهولاً في شِباك الأهداف الزائفة التي بلل الخونة ماءها وشربوا من عكرها، تركوا بلدهم بلا هُــوِيَّة إيمانيّة، ولا تكافل اجتماعي، ولا تراحم إنساني، تركوا يمنهم لا تقوى على تجسيد مبدأ التعاون على البر والتقوى!

ومن يتأمل لليوم الحاضر ولغد المُستقبل كيف تنفس الشّعب اليمني صُعداء الوعي الإيماني، واستنشق نسيم المسيرة القرآنيّة واستضاء بنورها الأبلج واستمسك بعروة قائدها الأوثق، يرى الصحوةُ الحقيقيّة التي عادت لليمن ولشعبها برمّتها.. وترسخَ مفهوم الزكاة الصّحيحة المُطابقة لتوجيهات الله تعالى بأدائها بُكل استشعار للمسؤوليّةً، وحرصاً على الأمانة المُلقاة على أعناقنا ألا يغوص التفريط في أعماق نفوسنا فيُعيق ما زكّينا به.

ما رأيناه ونراه من مُبادراتٍ جسّدت مبادئ التكافل والتكامل الاجتماعي وآخرها إقامة عُرس جماعي لـ 7200 عريس وعروس التي وصفها السيد القائد -يحفظه الله- بأكبر عُرس أُقيم في تاريخ بلدنا وفي المنطقة العربيّة بأكملها، قدمت أرقى نموذج في رسائل الصّمود والثبات رغم ما نُعانيه من عدوانٍ كوني وحصار جائر، ولاح بريق الصون والحفاظ على الهُــوِيَّة الإيمانيّة التي أدخر العدوّ جهده لاغتيالها عبر حربه الناعمة الشيطانيّة.

وفي أمل قائدنا العَلَم بأن يمن الإيمان مُتفردة وشعبها نموذج راقٍ لكل شعوب الأُمَّــة عملاً راسخاً يقينياً لا يُخالجه زيغ ولا ريب، ولن نُخلف له عهداً ووعداً وأملاً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com