المشاط: سيتحقّق السلم والأمن لليمن والجوار: للقلقين من دخول مأرب

 

 

المسيرة| تقرير:

مارست قوى العدوان والمرتزِقة الكثيرَ من التضليل بخصوص معركة مأرب، المحافظة ذات الأهميّة الاقتصادية الكبيرة.

وظل الضَّخُّ الإعلامي يكرِّسُ تحَرُّكاتِ صنعاء كاعتداءٍ على المنطقة وأهلها، في حين كانت قوى العدوان والمرتزِقة تستكملُ وَضْعَ يد الإرهاب على الثروات النفطية والغازية هناك، وتستجلب لهذه المهمة عناصر داعش والقاعدة من خارج وداخل البلد، بعد أن اتخذت من مأربَ مقراً لقوات العدوان منذ بدء عملياته العسكرية في 26 مارس 2015.

نأت صنعاءُ بمواقفِها بعيدًا عن إقحام مأرب في معاركَ ستجلب الضررَ على مصالح كُـلّ اليمنيين، وقدمت مبادراتٍ بهذا الخصوص، لكنها لم تجد آذاناً صاغية من قوى العدوان والمرتزِقة، الذين كانت نواياهم مبيَّتة لجعل مصير ثروات اليمنيين في هذه المنطقة بيد النظام السعوديّ وفي خدمة مصالح واشنطن أَيْـضاً.

يدلل ذلك المنسوبُ المرتفعُ من صراخات واشنطن والموقف الأممي والدولي المنسجم مع توجّـهات واشنطن، على اقتراب دخولِ قوات الجيش واللجان الشعبيّة إلى مدينة مأرب، بعدَ تحرير 14 مديرية من مديريات المحافظة.

من المثير، في هذا التوقيت، أن تبعثَ القيادةُ السياسيةُ في صنعاء، رسائلَ إلى “القلقين” من استعادة مأرب، بأن ذلك سوف يشكّلُ دعماً للسلم والأمن لليمن ودول الجوار.

قال ذلك بوضوح، رئيسُ المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، في كلمته عشية الذكرى الـ 54 للاستقلال من الاستعمار الأجنبي وجلاء آخر جندي بريطاني من مدينة عدن: “لا أَسَاسَ ولا صحةَ لكل ما يثار من مخاوف حول دخول مأرب، لا بل نعتبر دخول مأرب خطوة إيجابية تصب في مصلحة السلم والأمن لليمن والمحيط بشكل عام”. وأضاف:” يمكن لكل القلقين النظر إلى هذه المسألة على هذا الأَسَاس”.

وأعاد المشاط إلى الأذهان حرص صنعاء منذ بداية الحرب على أن تبقى مأرب في منأًى عن الصراع.

وقال: “قدمنا الكثير من المبادرات والتنازلات في سبيل تحقيق هذه الغاية، وآخرها مبادرة السيد القائد التي قدّمها عبر الأشقاء في عُمان، ولكنهم أبوا ورفضوا كُـلَّ محاولاتنا للحلول السلمية، وصنعوا من مأربَ قاعدةً عسكرية للقوات الأجنبية، ووكراً للتنظيمات الظلامية، ومنطلقاً للعمليات العسكرية والأمنية، ومكنوا تلك التنظيمات الإرهابية الإجرامية من اضطهاد المسافرين والمقيمين في مأرب، والعبث بثروات الشعب، حتى صارت المحافظة مصدر تهديد لأمن ومصالح الشعب اليمني ككل”.

ولأهداف تخُصُّ مصالحَ الرياض وأبو ظبي، وقبل ذلك واشنطن وتل أبيب، يجري اتِّخاذُ مأربَ شماعةً للضغط على تمرير مخطّط السيطرة والاستحواذ والتقسيم في اليمن.

لكن صنعاء، باتت أكثرَ قوة الآن، لتوضيحِ موقفِها أمام العالم. قال الرئيس المشاط: “لم يكن تحَرّكنا باتّجاه مأرب عملاً ترفياً ولا فائضاً عن الحاجة، ولا بهَدفِ التحدي والمكابرة، وإنما كان ضرورة وطنية وأمنية وإنسانية، ونؤكّـد للعالم أجمع أن مأرب بمديرياتها الأربع عشرة عادت عمليًّا إلى حضن الوطن، ولم يتبقَّ سوى أقل من مديريتين”.

ومنذ بدأت صنعاء جولةً أُخرى من التحَرّك عسكريًّا باتّجاه مأرب، في فبراير 2021، انهمكت الفعالياتُ الأممية والدولية، في تصدير تحذيراتها التي تتضمن مبالغات واضحة، بشأنِ التأثيرات الاقتصادية والإنسانية للسكان في المدينة وتحديداً النازحين. في حين لا تعكسُ هذه التحَرّكاتُ الدولية سوى الحيلولة دون أيِّ تقدُّم لصنعاء صوب السيطرة على المنطقة الغنية بالنفط والغاز، والمتاخمة للسعوديّة التي ترعى وتنفّذ مصالحَ وشروطَ الفاعلين الدوليين ومشاريعَهم التوسعية والاستحواذية في المنطقة.

في المحصلة، لا يمكنُ التراجُعُ عن مأرب، وهذا ما تقولُه صنعاء؛ لأَنَّ هذا الأمر قرارٌ سياسي وسيادي وشعبي؛ ولأن المعاناةَ من نقص الغاز والبترول والطاقة؛ بسَببِ العدوان والحصار وسرقة النفط اليمني وصلت إلى قمتها، في وقت تستحوذُ أمريكا على النفط اليمني كما تفعلُ في سوريا، وفق خبراء اقتصاديين وعسكريين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com