تحرير مأرب يجلب السلام ويقضي على داعش والقاعدة أدوات أمريكا في اليمن والمنطقة

تم اغتيال شقيقي في منتصف النهار وسط مدينة مأرب وأمام الأجهزة الأمنية؛ لأَنَّي رفضت تغيير موقفي من العدوان الأمريكي السعوديّ على بلادنا

استقبال قائد الثورة لقبائل وأحرار “العبدية” أغاظ العدوانَ وتشكيلُ لواء “أويس القرني” سيشكل قوة ضاربة لتحرير مأرب

مليشيا العدوان كانت تمارس القتل والتعذيب للكثير من المواطنين المناهضين للعدوان

الشيخ محمد أحمد بلغيث -شيخ ضمان مديرية “العبدية” بمأرب- في حوار لـ “المسيرة”:

 

المسيرة – حاوره| محمد ناصر حتروش

أكّـد الشيخُ محمد أحمد بلغيث -شيخُ ضمان مديرية “العبدية” بمأرب- أن تحريرَ المديرية وعودتَها إلى حضن الوطن أعاد لها الأمن والاستقرار المفقود منذ سنوات كثيرة أثناء سيطرة قوى العدوان والمرتزِقة.

وقال بلغيث في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”: إن قوى العدوان حرمته من دخول مديريته؛ بسَببِ مواقفه المناهضة للعدوان، والتي تسببت كذلك في اغتيال شقيقه في منتصف النهار وسط مدينة مأرب، ومضايقة وطرد كُـلّ الأحرار المناهضين للعدوان، وتطرق بلغيث إلى عدد من القضايا.

إلى نص الحوار:

 

– بداية شيخ محمد.. كيف تصفون وضعَ مديرية العبدية في ظل سيطرة قوى العدوّان والمرتزِقة خلال السنوات الماضية وكيف أصبح الحال بعد التحرير؟

بدايةً الشكرُ الجزيلُ لصحيفة المسيرة وكل القائمين عليها، والحقيقةُ أن مديريةَ “العبدية” ظلت خلال سبع سنوات مضت تحت سيطرة العدوان ومرتزِقته الذي اتخذوا مقولة “إذا لم تكن معي فأنت عدوي”، وهؤلاءِ حاولوا من الأيّام الأولى للعدوان استقطابَ الناس إلى صفهم، والشخصيات الاجتماعية بالمديرية، وأذكر أنهم تواصلوا بي، وطلبوا مني الانضمام معهم، وتم إغرائي بالمال وعدد من الطقوم، لكنني رفضت ذلك، كما رفض عدد من الشرفاء الأحرار، ثم عرضوا عليَّ منصبَ وكيل أول محافظة مأرب، فقلتُ لهم: “الوطنُ أغلى من كُـلّ شيء”، وحينها رد أحدُ قيادات المرتزِقة من حزب “الإصلاح” على كلامي بالقول: “يا أخي أتعبتنا نحن بذلنا لك كُـلَّ شيء وأنت مكانك رافض، لكن أنت الوحيد الذي ستخسر كُـلّ شيء”، وفعلاً أقدمت قوى العدوان والمرتزِقة من الدواعش والتكفيريين على اغتيال شقيقي الشيخ مقبل أحمد بلغيث، الذي كان يعمل رئيساً لقسم “الشحن” بشركة النفط اليمنية بمأرب، وكان كذلك عضو المجلس المحلي، وتم اغتياله وسط الشارع العام بالمدينة وفي منتصف النهار، وأمام أطقم قوات الأمن الخَاصَّة المكلفة بحفظ الأمن والاستقرار، وهذه الأجهزة لم تحَرّك ساكناً، وكل هذا الإجرام كان نكايةً بي وتأديباً؛ لأَنَّي رفضتُ تغييرَ موقفي من العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم على بلادنا.

 

– وماذا حدث بعد هذا التهديد والاغتيال.. هل تغير موقفُكم شيخ محمد؟

بعد ذلك جمع حزبُ “الإصلاح” عناصرَه ومليشياته في مديرية “العبدية” ووقّعوا على ورقة بأن دمي دم حنش، إذَا رجعت إلى المديرية، ومن حينها حُرِمت من أهلي ومديريتي أكثرَ من خمس سنوات دون ذنب اقترفه، ولم أتمكّنْ من دخول مديريتي إلا بعد تحريرِها من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبيّة.

 

– ما أبرز الممارسات لقوى العدوان والمرتزِقة والعناصر التكفيرية بحق المواطنين في المديرية؟

قوى العدوان ومرتزِقتهم في “العبدية” كانوا يمارسون القتلَ والتعذيبَ للكثير من المواطنين الشرفاء والأحرار، وفي مقدمتهم شقيقي الشيخ مقبل أحمد بلغيث الذي تم اغتياله، وغيره الكثير من الأحرار والشرفاء الذين تمت تصفيتهم وسجنهم لموقفهم ورفضِهم العدوان.

 

– ما تعليقكم حول استقبال قائد الثورة السيد عبد الملك لمشايخ وأبناء العبدية في صنعاء، وكيف كان انطباع القبائل؟

لقد كان استقبالُ قائد الثورة السيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي –حفظه الله- لمشايخ وقبائل “بني عبد” استقبالاً يغيظ العدوّ وَالعدوان، ويفرح الشرفاء والأحرار، فقد فرح الجميع وابتهج بهذا اللقاء، ولما سمعوه من كلام لقائد الثورة يثلج الصدر، والواقع أن الانطباع لا يوصف لما وجدناه ولمسناه من عفو وتسامح وحفاوة استقبال وكرم ضيافة من هذا الرجل والقائد العظيم.

 

– هناك أنباء تتحدث عن تشكيل لواء باسم “أويس القرني” من أبناء العبدية لتحرير مأرب وبقية المناطق الواقعة تحت احتلال اليمن.. ما أهميّة ذلك؟

هناك إعدادٌ لتشكيل لواء “أويس القرني” من قبائل “بني عبد”، وهذه القبائلُ هي أشرسُ وأشجعُ قبائل اليمن، فعندما كان أبناء القبيلة مغرَّراً بهم ويقاتلون في صف العدوان، كانوا يمثلون السدَ المنيع لمحافظة مأرب، وكانت وزارة دفاع المرتزِقة، وقيادة المنطقة العسكرية الثالثة يعتبرون قبائلَ “بني عبد” بمثابة كتائب تدخل سريع، حَيثُ يتم استدعاؤهم لفك أي خناق على أي جبهة يضيق الخناق عليها من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، بل إن قبائل “بني عبد” هم من أسَّس ما يسمى “جيش الشرعية” في مأرب، وبعودة هذه القبائل الشجاعة إلى حضن الوطن، وتشكيلهم لواءً عسكريَّا سوف يشكل قوة نوعية ضاربة متخصصة لتحرير محافظة مأرب وغيرها من المناطق التي لا تزال تحت سيطرة العدوان والمرتزِقة، وذلك لشجاعتهم وخبرتهم القتالية، ومعرفتهم الجغرافية بالمناطق الجبلية والصحراوية.

 

– ما تعليقكم حول المبادَرة التي أطلقها قائد الثورة حول الإفراج عن الأسرى من قبائل بني عبد؟

قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- وجّه توجيهات سريعة بإطلاق جميع أسرى قبائل “بني عبد” والذين تم إطلاقهم فعلاً بعد 24 ساعة من لقاء سماحته، قد تُوِّجَ هذا اللقاء بالعفو والتسامح، وصدق هذا القائدُ العظيمُ وصدق الشاعر عند ما قال: “وليس كبير القوم من يحمل الحقدَ”.

 

– هَلَّا حدثتمونا شيخ محمد حول وضع المديريات بمأربَ بعد التحرير؟

الحقيقةُ أن هناك 12 مديريةً من أصل 14 مديريةً بمحافظة مأرب تنعَمُ بالأمن والاستقرار بعد تحريرِها من قبضة المرتزِقة وقوى العدوان، وحقيقةً أن حكومةَ الإنقاذ تعملُ على توفير الأمن والاستقرار، من خلال تواجد القوات الأمنية المتكاملة في كُـلّ مديرية لحفظ الأمن والاستقرار، والحفاظ على ممتلكات المواطنين وأمنهم وسلامتهم، وكذلك توفير جميع الخدمات للمواطنين مثل المواد الغذائية، والغاز، والمشتقات النفطية، وكذلك ربط شبكات الاتصالات والكهرباء ومسح وتصليح الطرقات رغم شحة الإمْكَانيات.

 

– ما أهميّةُ تحرير محافظة مأرب برأيكم شيخ محمد من قوى العدوان والمرتزِقة؟

أهميّةُ تحرير محافظة مأرب من قوى العدوان ومرتزِقته هو تحريرُ اليمن من الشر كله، فإذا تحرّرت محافظةُ مأربَ تحرّر اليمنُ من داعش والقاعدة، بل تحرّر اليمن من العمالة والارتزاق والخيانة.

 

– كيف تنظرون إلى القلق الصهيوني والأمريكي من تحرير مأرب؟

أرى القلقَ الصهيوني الأمريكي من تحرير مأرب ليس على مأرب نفسها، وإنما قلقُهم على أدواتهم وعملائهم من داعش والقاعدة، وغيرهم من العملاء والخونة، فتحريرُ المحافظة يعني انتهاءَ أدوات أمريكا وعملائها في اليمن والمنطقة، ووصول الجيش واللجان الشعبيّة لمواجهة الأمريكيين والإسرائيليين دون عميل أَو وكيل ينوبُ عنهم.

 

– أخيرًا.. ما رسالتُكم لبقية المغرر بهم الذين لا يزالون يقاتلون في صفوف العدوان الأمريكي السعوديّ؟

ندعو من خلال هذه الصحيفة كُـلّ من لا يزالون في صف العدوان العودة إلى صف الوطن؛ لأَنَّه يتسعُ للجميع، وعلى الجميع أن يغتنموا فرصةَ العفو العام، قبلَ فوات الأوان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com