صدى الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف

 

خلود الشرفي

يقولُ اللهُ -سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى- في محكم الذكر المبين “وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ”.

وبعد ذلك الاحتفال الأُسطوري المهيب للشعب اليمني العظيم بذكرى مولد نبي الرحمة وخير البشر -صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِـهِ-، ما زالت الأيّام تمر والاحتفالات البهيجة تملأ الآفاق، والأفراح مُستمرّةً طيلة الشهر الكريم، بل إنها تكاد تكون طول أَيَّـام السنة الميلادية المباركة..

فارتباطُ اليمنيين برسول الله ارتباط وثيق، وعشق لا ينتهي بين الحبيبين محمد والأنصار، فهناك تعزف قيثارة الزمنِ ألحانَ الصمود، ومن بين ربوع اليمن السعيد تعلو الهُتافات الروحانية، لتعانق السماء، ويصل صداها إلى كُـلّ ناحية في الأرض والسماء..

وهناك يطل الملائكة الكرام على موكب النور الإلهي الذي صنعه المحمديون، في رحاب قائدهم السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (حفظه الله)، فتراهم -وهم الملائكة المعصومون المطهرون- يهيمون في ملكوت التقديس والإجلال لرب كريم، أيَّد رُسُلَه بالمعجزات، مثلما أيَّد هذا الشعبَ اليمني الصامد بالرحمة المهداة، والهدية المسداة، والقائد العلم، والرباني الحكيم..

ليس هناك أحد أحق من الشعب اليمني بهذا الرسول الخاتم صلى الله وعلى آله، وليس هناك من أسرار حَوَت سِــرَّ النبوة، ومعاني الرسالة كما احتواها الشعب اليمني العظيم منذ الأزل..

كان شعب الأنصار الذين اصطفاهم الله لنصرة نبي الهدى، وحماية الرسالة الخاتمة، هم أهل اليمن الذين قال عنهم رسول الله، وهو من قال الله -سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى- عنه: “وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى”.

فهناك تتبلور المعاني، وتتمحور المفردات في محور الارتكاز “الإيمَان يمان، والحكمة يمانية”.

عبارتان لا ثالث لهما تلخصان مكانة اليمن واليمنيين في قلب الدين المحمدي الأصيل، وفكر العترة الطاهرة الرضية المرضية، فهم وحدَهم من تهوى إليهم قلوبُ وأفئدة اليمنيين بكل شغف، وتعانق مبادئهم بكل لهفة، وتشتاق إلى قربهم والدنو منهم كُـلّ لحظة..

كيف لا، واليمن كان وما زال أصلَ العروبة ومنبعَ الإيمَان، ومصنعَ المعجزات، وقاهر المستحيلات؟!

وما الاحتفالات الكبرى التي شهدتها محافظات اليمن السعيد احتفاءً وابتهاجاً بمولد النور صلوات الله عليه وَآله وسلم إلا تعبير عن الفرحة العظيمة التي غمرت اليمنيين خَاصَّة، والأمة الإسلامية عامة بهذه المناسبة الفريدة بامتيَاز..

فكان لها صداها الكبير وأثرُها البالغ على جميع المستويات في صناعة النصر وتحقيق النجاح، والذي اعتاد عليه اليمنيون بعد كُـلّ احتفال لهم بذكرى المولد النبوي الشريف.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com