في الذكرى الـ 44 لاغتياله.. الرئيس الحمدي شهيدُ السيادة الوطنية

– القهالي: السعوديّة أجهضت المشروع الحضاري المدني وحاكت ضد الحمدي مؤامرة الاغتيال

– الحمدي: الرئيس الحمدي قدَّم روحَه في سبيل سيادة اليمن والتحرّر من وَصاية النظام السعودي

– زهرة: إحياء ذكرى اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي هو للتأكيد بأنه حي في قلوب الناس

– البعداني: التنمية والإصلاحات التي نفّذها الحمدي خلال فترة وجيزة أزعجت السعوديّة وأدواتها

– الكبسي: من اغتال الرئيس الحمدي هو نفسه من اغتال الرئيس الصمّاد ومن يقتل الشعب اليمني اليوم

استطلاع – هاني أحمد علي:

بعدَ 44 عاماً على اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، لا تزالُ هذه الذكرى الأليمة مَحَطَّ وجع وغُصَّةً في قلوب كُـلّ اليمنيين، وما إن يحل 11 أُكتوبر من كُـلّ عام، إلا وتحل معها الذكريات الجميلة لمن عاش زمن الرئيس الحمدي، التي استمرت 3 أعوام ووُصفت بالفترة الذهبية، لكن سرعان ما تلاشى ذلك الحُلمُ والمشروع الوطني والنهضوي والتنموي بأيْدٍ آثمة وحاقدة هي نفسها من تقودُ عدواناً وحصاراً اليومَ على شعب اليمن والمتمثلة في النظام السعوديّ وأدواتها ومرتزِقتها العملاء والخونة ممن كانوا يتربَّعون على عرش السلطة طيلة أربعة عُقود ماضية.

وكانت العاصمةُ صنعاء قد شهدت، أمس الأول، فعاليةً خطابيةً وفكرية ومعرِضاً توثيقياً للصور؛ إحيَاءً للذكرى الـ 44 لاستشهاد الرئيس إبراهيم الحمدي، بمشاركةٍ رسمية وشعبيّة وحزبية، بالإضافة إلى أهالي المختطفين والمخفيين قسراً من قبل النظام السابق، أبرزهم الرائد علي قناف زهرة والرائد عبدالله الشمسي.

وإزاء هذه الذكرى المؤلمة على قلوب كُـلّ اليمنيين الأحرار والشرفاء، استطلعت صحيفةُ “المسيرة” آراءَ عدد من السياسيين وقادة الأحزاب وشخصيات اجتماعية، فإلى الحصيلة:

 

اغتيالُ أُمَّـة بأكملها

اللواء مجاهد القهالي -رئيس تنظيم التصحيح- قال: إن هذه الذكرى تمثل اغتيال أُمَّـة بأكملها، حَيثُ أوضح أن الرئيس الحمدي كان مشروعَ وطنٍ لبناء الدولة المدنية المستقلة، غير أن الجارة أجهضت المشروعَ الحضاري المدني وحاكت ضده مؤامرةَ الاغتيال ونفّذتها.

وأشَارَ اللواء القهالي في تصريح لصحيفة “المسيرة” إلى أن من أبرز أسباب جريمة اغتيال الرئيس الحمدي هو رفضه لشق طريق نجران الشرورة الوديعة التي احتلتها السعوديّةُ عامَ ١٩٦٩م والتي يصل طولُها ٣٦٠ كيلومتراً، وهي أراضٍ غنيةٌ بالثروات النفطية والمعدنية، بالإضافة إلى دعوة الشهيد الحمدي لعقد مؤتمر أمن البحر الأحمر واستغلال الثروات الموجودة فيه لمصلحة الشعوب المطلة عليه، وقيامه بوضع التحصيناتِ العسكرية الكاملة في المواقع المطلة على مضيق باب المندب، هذه من الأسباب التي أَدَّت إلى اغتياله.

وأكّد رئيسُ حزب التصحيح، رفضَ الحمدي للوَصاية الخارجية والعملَ على استقلال اليمن في قرارها السياسي، وقيامَه بثورة في البناء والتنمية والعدل وسيادة النظام والقانون على الجميع ووضعَه الخُطَطَ الخَمْسية الأولى والثانية والثالثة وإعادةَ بناء القوات المسلحة والأمن على أُسُسٍ وطنية حديثة وتشكيلَ لجان التصحيح المالي والإداري على مستوى كُـلّ مؤسّسات الدولة ومرافقها بالانتخاب الحر المباشر، وربطها باللجنة العليا للتصحيح كجهاز رقابة شعبيّة منتخَبة، وتشكيل اللجنة العليا للانتخابات؛ بهَدفِ انتخاب أعضاء مجلس الشورى من الشعب مباشرة، والذي بدوره ينتخبُ رئيساً للمجلس ورئيساً للبلاد، فضلاً عن وضع الأسس الصحيحة لقيام الوَحدة اليمنية المباركة، وقيامه أَيْـضاً بتعزيز دور هيئات التعاون الأهلي للتطوير وَربطها بالاتّحاد العام وخولها الصلاحيات الكاملة في التخطيط والتنفيذ لمشاريع بناء المدارس والسدود وشقّ الطرق والمستوصفات على مستوى كُـلّ مديرية وفي فترة وجيزة، وهو ما أحدث الحمدي خلالها نهضةً عملاقةً وشاملةً في عموم البلاد.

وبيّن أن إحيَاء هذه الذكرى ليس مِن أجلِ الظهور في وسائل الإعلام والتقاط الصور، بل مِن أجلِ تجديد التذكير بأبشع جريمة يندى لها جبين التاريخ اليمني والعربي والإنساني؛ خدمةً لأهداف خارجية وأطماع توسعية للسعوديّة ومن يقف وراءَها من الدول الاستعمارية الكبرى على حساب المصالح العليا للشعب وَالوطن بأيادٍ مأجورة حقيرة شاركها ضباط سعوديّون، على رأسهم المدعو “صالح الهديّان” -الملحق العسكري السعوديّ حينذاك-، في منزل الخائن لشعبه ووطنه أحمد الغشمي وعفاش وغيرهم، بعد استدراج الرئيس إبراهيم الحمدي وشقيقه عبدالله لحضور وليمة غداء في منزل الغشمي.

وناشد اللواء القُهالي القيادةَ الثورية والسياسية بفتح مِلف التحقيق مع المشاركين في جريمة الاغتيال البشعة؛ بهَدفِ الوصول إلى معرفة الحقيقة كاملة؛ كي يتسنى لشعبنا معرفةُ كافة التفاصيل ورفع القضية إلى المحاكم الدولية، داعياً إلى استمرار رفد الجبهات بالمال والرجال والعتاد، بما يكفلُ تحقيقَ النصر وبناء الدولة اليمنية القائمة على النظام والقانون والعدل والمساواة.

 

الحمدي يمثل كُـلّ اليمنيين

من جانبه، قال محمد عبدالله الحمدي -نجل الشهيد عبدالله الحمدي-: إن ما قدمته الأسرة من شهداء فَـإنَّما ذلك في سبيل الله ومن أجل الوطن.

ولفت نجل الشهيد عبدالله الحمدي في تصريح لصحيفة “المسيرة” إلى أن اغتيال عمه الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي ووالده، يمثل اغتيالاً لمشروع بناء الوطن واغتيالاً لحلم اليمنيين جميعاً الذين كانوا يرَون في تلك الفترة الزمنية أنها كانت تمثل ميلاد عهد جديد من التنمية والرخاء والاستقرار وبناء الدولة اليمنية الحديثة وتحقيق العدالة للجميع.

وأكّـد أن الرئيس الحمدي وأخاه عبدالله لا يُمَثِّلان أُسرةً أَو قبيلةً أَو طائفةً بعينها وإنما يمثلان اليمنيين جميعاً، وقد قدَّما روحَيهما في سبيلِ الحريةِ والكرامة والاستقلال والسيادة والتحرّر من الوصاية الخارجية المتمثلة في النظام السعودي.

بدوره، المهندس عصام علي قناف زهرة -أمين عام تنظيم التصحيح، ونجل أبرز المعتقلين والمخفيين قسراً منذ اغتيال الرئيس الحمدي في ١١ أُكتوبر ١٩٧٧- شدّد على ضرورة إحيَاء ذكرى ١١ أُكتوبر ١٩٧٧؛ لأَنَّ الرئيسَ إبراهيم الحمدي حيٌّ في قلوبِ الناس جميعاً.

ودعا زهرة في تصريح لصحيفة “المسيرة”، الرئيس مهدي المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى- وكافةَ أعضاء المجلس، وحكومة الإنقاذ الوطني، بالكشفِ عمَّـا بقي من حقائقَ حول قضية اغتيال الرئيس الحمدي وأخيه عبدالله الحمدي، والكشف عن مصير المعتقلين وأبرزهم والده الرائد علي قناف زهرة وزميله الرائد عبدالله الشمسي، مشيداً بثورة ٢١ سبتمبر وقائدها السيد عبدالملك الحوثي الذي يكن التقدير الكبير لتنظيم التصحيح.

وتمنى أمين حزب التصحيح أن تكونَ ثورة ٢١ سبتمبر هي استمرار لحركة ١٣ يونيو التصحيحية؛ وذلك مِن أجلِ تصحيح مسار ثورة الــ ٢٦ من سبتمبر، مثمِّناً الانتصارات البطولية والعظيمة التي يجترحها أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في مختلف الميادين وجبهات العزة والكرامة، وكذا الإنجازات والتطورات التي يحقّقها رجال القوة الصاروخية والطيران المسير.

 

قاتلُ الحمدي هو مَن يشُنُّ عدوانَه اليوم

وفي السياق، ذكر أيمن عبدالرحمن الحمدي -أحدُ أقرباء الرئيس الشهيد- أن أيادي الغدر والخيانة التي اغتالت الرئيس إبراهيم الحمدي اقترفت جريمة بحق الشعب والوطن، مبينًا أن العدوان الحاصل على بلادنا اليوم هو استمرار وامتداد لما حدث في ١١ أُكتوبر ١٩٧٧.

وقال أيمن الحمدي في تصريح لصحيفة “المسيرة”: إن العدوان المتستر خلف ما يسمى الشرعية المزعومة، ما هو إلا مِن أجلِ إبقاء هذا الوطن وهذا الشعب الحر الأبي رهيناً للعمالة والوَصاية ولتدمير البنية التحتية لوطننا الحبيب، مؤكّـداً أن لا شرعية إلا شرعية الشعب الذي يسطّر اليوم أعظمَ صور الصمود والاستبسال دفاعاً عن الوطن والذود عن مصالح وسيادة وحرية واستقلال البلد.

وبيّن أن كُـلّ محاولات النظام السابق لطمس ذكرى الشهيد الحمدي من السجل والذاكرة الوطنية قد طال حتى اسم الرئيس الحمدي من اللوحات التذكارية لأحجار الأَسَاس للمشاريع التي افتتحها أَيَّـامَ حُكمه القصيرة والتي شهدت إنجازات كبرى يعرفها الشعب اليمني، ولكن النظام السابق عجز عن أن يمحيَ ذكرى الشهيد الحمدي من قلوب اليمنيين، حَيثُ ظلت الأجيالُ تتناقلُ ذكراه؛ ولذلك بقي الحبُّ للشهيد الحمدي ومشروعه الوطني خالداً في عقول الأجيال التي لم تعاصره كما هو عند الأجيال التي عاصرته.

وثمّن الحمدي الاهتمامَ الكبيرَ لإحيَاء ذكرى استشهاد الرئيس الحمدي تحت ظل القيادة الحكيمة المتمثلة في السيد القائد العَلَمِ عبدالملك بدرالدين الحوثي، خَاصَّةً عبرَ وسائل الإعلام الرسمية والأهلية والحزبية، مبينًا أن ذلك خير دليل على الوفاء والاتّفاق بين النهجين في طلب السيادة الوطنية ورفض الوصاية.

 

فترةُ حكم الحمدي تتسمُ بالعدل والمساواة

بدوره، نوّه الشيخ صادق حسن البعداني -أحد مشايخ ووجهاء قبيلة بعدان محافظة إب- إلى أن فترةَ حُكم الرئيس الحمدي لن ينساها كُـلُّ اليمنيين؛ كونها كانت تتسم بالعدل والمساواة والقضاء على الوساطة والمحسوبية والرشوة، وبناء الدولة وتطبيق سيادة النظام والقانون على الجميع؛ باعتبَارهم سواسيةً، وتتسم أَيْـضاً ببناء القوات المسلحة والأمن على أسس وطنية حديثة، وعمل الإصلاحات المالية والإدارية على مستوى كُـلّ مؤسّسات وأجهزة الدولة، الأمر الذي أزعج قوى الفساد والتسلط التي كانت تعيق بناء الدولة والتنمية والنظام والقانون والعدالة لصالح النظام السعوديّ الذي كان يتحكم بالمشايخ وعدد من الضباط الخوَنة في اليمن عبر شرائهم بالمال المدنَّس أَو ما يسمى باللجنة الخَاصَّة، وبالتالي عملوا معاً للتخطيط والإيقاع بالرئيس الشهيد الحمدي المغدور به في منزل الخائن الغشمي يوم 11 أُكتوبر 1977.

ولفت الشيخ البعداني في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” إلى أن الفضلَ يعودُ بعد الله عز وجل للرئيس الحمدي في تحقيق الوحدة اليمنية وذلك من خلال العمل على وقف الحروب السياسية والنفعية في المناطق الوسطى وغيرها، والدخول في مصالحة مع الجَبهة الوطنية ومختلف القوى السياسية ورفض ديمومة الحرب الشطرية التي كانت تدور في بلادنا؛ بناءً على رغبة الجيران وتحديداً النظام السعوديّ وبعض دول الخليج، والبدء مع رفيق دربه الرئيس سالم رُبَيِّع علي، على وضع مداميك تحقيق وَحدة اليمن بالطرق السلمية والديمقراطية، وُصُـولاً إلى تحقيق السلام التنمية والبناء ومواجهة التحديات والأخطار المحدقة باليمن والتي كان مقرّراً إعلانها يوم الــ١٤ أُكتوبر ١٩٧٧م.

 

مناسبةٌ لتعزيز الصمود في وجه العدوان

وفي الذكرى الـ44 لاستشهاد الرئيس الحمدي، أكّـد العميد منير هاشم الكبسي -مدير عام مديرية همدان بمحافظة صنعاء- أن الأيادي التي ارتكبت جريمةَ قتل الرئيس الحمدي هي نفسُها من ارتكبت جريمةَ قتل الرئيس صالح الصماد، وهي نفسها من يقتل أبناء الشعب اليمني يوميًّا منذ 7 سنوات على مرأى ومسمع العالَم.

وأشَارَ العميد الكبسي في تصريح لصحيفة “المسيرة” إلى أن هذه الذكرى تحتِّمُ على كُـلّ الشرفاء والأحرار في هذا البلد، الوقوف صفاً واحداً خلفَ القيادة الثورية ممثلةً بالسيد القائد العَلَمِ عبدالملك بدر الدين الحوثي، والقيادة السياسية ممثلة بالرئيس مهدي المشاط –رئيس المجلس السياسي الأعلى-، وذلك لمواجهة العدوان السعوديّ الأمريكي على بلادنا والذي يهدف إلى تقسيم واحتلال اليمن وإخضاعه للوَصاية والتبعية ونهب ثرواته وخيراته والسيطرة على موانئه ومنافذه البرية والبحرية والجوية.

وحيّا مديرُ مديرية همدانَ صمودَ الشعب اليمني والانتصارات التي يحقّقها أبطال الجيش واللجان في كافة الجبهات وَقوات سلاح الطيران والصواريخ والتصنيع الحربي الذين صنعوا المعجزاتِ وأذهلوا العالَمَ من خلال عمليات توازن الردع وتلقين العدوّ السعوديّ ضرباتٍ موجعةً في عُقر داره وتلقينه درساً قاسياً في الرجولة والبأس اليماني، دعياً المغرَّرَ بهم في صفوف العدوان إلى العودة للصف الوطني وإلى منازلهم ومناطقهم آمنين، وعدم الانجرار وراء الباطل والاستمرار في القتال بصفوف المرتزِقة والخونة ممن باعوا أنفسَهم بدراهمَ بخسة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com