خدمات متكاملة وتعامل بإحسان وإنسانية يدحر جرم ووحشية سجون العدو الأمريكي ومرتزقته في المناطق المحتلّة

في زيارة ميدانية لإصلاحية الأمن والمخابرات ومرافقها الخدمية بصنعاء

 

المسيرة: منصور البكالي

إصلاحية الأمن والمخابرات أَو ما كان يطلق عليها بسجن جهازي الأمن السياسي والأمن القومي سابقًا، في ظل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر تعبر ويعبر نزلائها عن مدى الفارق الكبير في الخدمات والتعاملات التي تعكس إنسانية الثورة وثورة الإنسان لا تجبر الإنسان وسطوة الحاكم الظالم العميل المجرم المستبد والمتوحش.

الراسخُ في أذهان الناس القمع والتعذيب بل والتغييب، فيما الثورة اليمنية أوصلت العاملين فيه اليوم إلى التعامل مع السجين كإنسان له كُـلّ الحقوق المكفولة في كتب السماء وقوانين الأرض، التي تعبر عنها شواهد الخدمات ومستواها، ونوعيتها وكيف تغيرت عن سجون الماضي المظلمة والمتسخة والمليئة بزنازين التعذيب والقمع والمحرومة من أبسط الخدمات الأَسَاسية من مأكل ومشرب وملبس وسكن وصحة وتوفير خدمات الاتصالات بل والترفيه والتعليم.

من يزور إصلاحية الأمن والمخابرات اليوم في العاصمة صنعاء لا يكاد يصدّق أنه في ما كان يُطلق عليه باسم سجن، ومن يجد النزلاء فيه لا يشعر من خلال مظهرهم وصحتهم ومعنوياتهم أنهم سجناء في القرن الحادي والعشرين.

وحدَهم النزلاء وأسرهم وزوارهم والعاملون في الإصلاحية من يلمسون ويعايشون إنسانية وعدالة الثورة واهتمام قيادتها بهم، من واقع الاستشعار للمسؤولية أمام الله ومن طول تجربة ومعاناة سبق وتجرع غُصتها قياداتها قبيل نجاحها وأثناء الحروب الست على محافظة صعدة.

جوانبُ الصور للخدمات وقطاعاتها تغنينا عن الحديث حولها، وتجبرُ كُـلَّ المنظمات الإنسانية والحقوقية بأن تبتلع ألسنتَها، التي لن تتحدَّثَ عن معاناة النزلاء في إصلاحيات مرتزِقة العدوان وما يتعرضون له من امتهان للكرامة والإنسانية على حَدٍّ سواء.

واقعُ المعاملة للنزلاء تنقلنا وتنقل ثورتنا إلى مصافِ ومنتهيات ومقاصد وغايات الرحمة والإنسانية المتجاوزة لقوانين الأمم المتحدة ومواثيقها، وتكشفُ زيفَ ودجل المتشدقين بحقوق الإنسان والسجون التي تحت سيطرتهم في الجنوب المحتلّ وفي مأرب وغيرها على مستوى الوطن وفي سجون جوانتانامو وأبو غريب.. على مستوى المنطقة الخاضعة للهيمنة الأمريكية.

بواباتُ استقبال الزوار منقسمة إلى قسم خاص بالرجال وقسم خاص بالنساء والأطفال يوجد فيه 18 كبينة للتواصل بين السجين وأسرته، بل الثورة أكرمت النزلاء بغرف جيدة المستوى للجلوس مع أسرهم.

ويقول أحد النزلاء: “أسرتي يزوروني كُـلّ أسبوع، فيما تقول امرأة من عائلته: بعد ما مسكوهم بأسبوع كانوا يقولون لنا إنهم يخزقوهم بالمناشير ويعذبوهم ويمنعون زيارتهم، وفي أول زيارة له جيت أتحسس جسمه هل تعذب كما يقول لنا المرجفين في الخارج، لكن الحمد لله وجدته في صحة جيده وليس فيه شيء والتسهيلات لزيارته متوفرة بسهولة ويسر، وما فيش من كلام المغرضين شيء”.

فيما تقول زوجة لأحد النزلاء “الحمد لله وجدت زوجي وكأنه عايش في فندق ويعاملونه أحسن المعاملة”.

 

تلاشي وحشية التعامل

يقول النزلاء: “تقدم لنا تغذية جيدة ورعاية صحية بعناية ووجود مطابخ ومخابز مركزية تغطي كُـلّ حاجاتنا بل وتقدم المساعدة لأكثر من 150 منزل مجاور لحوش الإصلاحية، فيما المفاجئ هو وجود الملاعب الرياضية بمثل هكذا سجون”.

يقول أحد النزلاء: “يوم من الأيّام بعد دخولنا قالوا لنا جو معكم ملعب رياضي وخرجنا مندهشين ونحن في ملعب معشب بالعشب وملعب كرة طائرة وملعب كرة سلة”.

 

عنابر مكتملة التجهيز

وعند دخولنا إلى العنابر وجدناها بالأسرة والفرش النظيفة والمكتملة التجهيزات وبلسان النزيل القائل: “الصدق لله اهتمام غير عادي ولم نكن نتوقعه أَو نتخيله حسب ما كنا نسمع في الماضي عن سجون الأمن السياسي أَو بقية سجون حكم عفاش، والحمد لله أية طلبات نطلبها ما يقصّروش من مأكل ومشرب وملابس وعلاجات وزيارات ومحامين واتصالات”.

 

كل شيء زيادة

يقول أحد النزلاء: من أول يوم وكل الوجبات زيادة على ما نحتاج ومُستمرّة وفي مواعيدها، وفيها تنوع متكامل دجاج ورز وطبيخ وخبز وأجبان وحلاوى وشاهي وخضار وفواكه ولحوم وكل شيء موجود أفضل من بيوتنا يشهد الله.

من جانب آخر، يقول أحد النزلاء: “أسرتي بعيدة جِـدًّا عن صنعاء وبذل لي مدير السجن أن يطلع أسرتي على حسابهم إلى هانا ويعملوا لي عشرة أَيَّـام أَو 15 يوماً في غرفة داخل الإصلاحية وبذلوا الغداء والفطور والعشاء لأسرتي على حسابهم، حتى القات على حسابهم”.

أما حال زيادة المرض فيقول أحدهم: “إذَا زاد مرض أحدنا يخرجوه يتعالج في مستشفى خارج الإصلاحية على حسابهم”.

فيما يقول آخر عن الحرية الفكرية: “الذي يضم يضم والذي يقول آمين يقول ولا أحد يعدل علينا نحن أحرار كما كنا في بيوتنا وأكثر وتوزع علينا كتب ثقافية نتدارسها وننمي وعينا ومعارفنا، ولم يتم إجبارنا على أي شيء”.

وفي ظل حُسن المعاملة بحسب توجيهات القيادة المترجمة لعظمة المنهجية القرآنية ومسيرتها يؤكّـد المهنيون في الإصلاحية على أهميّة الحفاظ على أمن الوطن والمواطن واستشعار المسؤولية تجاه كُـلّ نزيل وما يتطلبه من الرعاية والخدمات، فيما للقضاء الحكمُ في حق من أجرم وتجاوز وخان.

وأمامَ مؤسّسةٍ إنسانيةٍ كهذه تهتم بحقوق النزلاء وتعبر عن مشروعها وعظيم نهجها تتلاشى تقارير المنظمات الإنسانية والحقوقية ولم تتكلمْ بحرف خشية إظهار الحقيقة والقضاء على زيف الادِّعاء الصادر من أبواق وقنوات العدوان ومرتزِقتهم، والكشف عن القناع الأمريكي وَوحشيته وإجرامه وإجرام عملائه والموالين له في سجونهم، وخشية أن تعبّر صنعاء عن إنصاف الإنسان وتعبّر الأمم المتحدة والدول المهيمنة عليها عن توحُّشها وكذب ادِّعاءاتها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com