سريع: “النصرُ المبين” في مأرب

– ماضون في تنفيذ وعود قائد الثورة وتحرير كُـلّ أراضي البلد

– نثمِّنُ الدورَ البارزَ لقبائل مأرب في معركة التحرير والاستقلال

 

القوات المسلحة تكشفُ تفاصيلَ “المرحلة الثالثة”:

– تحرير 1200 كيلومتر مربع بمديريتَي “رحبة” و “ماهلية” والتقدم نحو “جبل مراد”

– مصرع وإصابة 151 مرتزقاً وأسر آخرين وتدمير واغتنام عشرات الآليات

– 484 غارة جوية حاولت إعاقةَ التقدم وفشلت

 

المسيرة | خاص

كشفت القُــوَّاتُ المسلحة، أمس السبت، تفاصيلَ المرحلة الثالثة من عملية “النصر المبين” الاستراتيجية الكبرى، والتي تكلّلت بتحرير مديريتَي ماهلية ورحبة في محافظة مأرب التي باتت حتميةُ استكمال تحريرها من الغزاة والمحتلّين أقربَ إلى التحقّق، وبات وضعُ مرتزِقة العدوان فيها أكثرَ سوءاً مع تعاظم خسائرهم الميدانية وفشل كُـلّ رهاناتهم على قوى العدوان ورُعاتها في الغرب، أمامَ بسالة وإصرار قوات الجيش واللجان الشعبيّة المسنودة بأحرار وقبائل المحافظة.

العمليةُ التي أعلن عنها المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، في إيجاز صحفي، أمس، نُفِّذت وفقَ خطة عسكرية محكمة استفادت من إنجازات سابقة حقّقتها قواتُ الجيش واللجان في محافظة البيضاء؛ مِن أجلِ إطلاق هجمات واسعة من عدة مسارات على مواقع المرتزِقة.

وبحسب العميد سريع، فَـإنَّ الوحدات القتالية للجيش واللجان، استطاعت وبحرفية عالية تنفيذَ الخطةِ العملياتيةِ بشكل تغلب على تحديات الطبيعة الجغرافية الوعرة والزمن، وجعلها تقتربُ من مركَزَي المديريتين بعد ساعات فقط من انطلاق الهجمات، ثم استكمال تحرير المديريتين والانطلاق نحو مواقع المرتزِقة في المناطق المجاورة.

وقد أظهرت المقاطعُ المصورةُ التي وثّقها الإعلام الحربي وعرضها ناطقُ القوات المسلحة، جانباً من تفاصيل المواجهات التي دارت بين قوات الجيش واللجان وقوات مرتزِقة العدوان، حَيثُ تعرضت الأخيرةُ لضربات مكثّـفة ومسددة من قبل المجاهدين الذين أظهروا احترافاً كَبيراً كعادتهم في التنسيق بين وحداتهم القتالية، وشجاعةً منقطعةَ النظير في الاقتحام والاشتباك المباشر من مسافة صفر مع العدوّ.

ووثقت المشاهدُ انهياراتِ قواتِ مرتزِقة العدوان التي برغم أنها كانت مدجَّجةً بكافة أنواع السلاح والذخائر، لجأ عناصرُها إلى الفرارِ راجلين وعلى متن الآليات العسكرية، على وقع التقدم المتسارع للمجاهدين الذين كانت غنائمُهم كبيرةً من العتاد العسكري، وتمكّنوا أَيْـضاً من تدمير عدد من الآليات.

ولم تكن وعورةُ التضاريسِ وكثافةُ حشود وعتادُ العدوّ هي التحدياتِ الوحيدةَ التي تمكّن أبطالُ الجيشِ واللجانِ الشعبيّة من تجاوُزِها بصورة احترافية ومدهشة خلال العملية، إذ أكّـد العميدُ يحيى سريع أن طيرانَ العدوانِ شَنّ 484 غارة جوية لإعاقة تقدم المجاهدين، لكن ذلك لم ينجحْ حتى في إبطاء سير العملية، فضلاً عن إيقافها.

وبحسب ناطق القوات المسلحة، فقد بلغت خسائرُ مرتزِقة العدوان خلال العملية 151 قتيلاً وجريحاً، فيما وقع آخرون منهم أسرى بيد المجاهدين خلال عمليات الاقتحام والمطاردة.

ووثّقت عدسةُ الإعلام الحربي عدداً من جثث المرتزِقة الذين سقطوا قتلى خلال العملية، وبينَهم قياداتٌ، كما وثّقت لحظاتِ أسر عدد منهم، في مشاهد أكّـدت مجدّدًا على القيم الأخلاقية العالية التي يتحلى بها أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة، من خلال التعامل اللائق والإنساني مع أسرى العدوّ.

وأكّـد العميد يحيى سريع أن القوات المسلحة عملت بعدَ تحرير المديريتين على تطبيعِ الحياة فيهما بمشاركة السلطة المحلية الوطنية في المحافظة.

وقد أظهرت مشاهدُ الإعلام الحربي أن قواتِ مرتزِقة العدوان كانت قد تحصنت داخل منازل المدنيين وقراهم وفي المدارس، متسببةً بنزوح الأهالي من مناطقهم، وهو ما يجددُ التأكيدَ على أن تحالفَ العدوّ يعمدُ إلى تشريدِ المواطنين في المناطق التي يسيطر عليها داخل المحافظة؛ مِن أجلِ استثمار ملف “النازحين” دعائيًّا وسياسيًّا وبشكل مضلل.

 

رسائلُ وأبعادُ العملية

1200 كيلو متر مربع هي إجمالي المساحة المحرّرة ضمن المديريتين خلال العملية، وهي مساحةٌ شاسعةٌ، تكشفُ عن ثباتِ مسارِ تطور الاستراتيجيات والتكتيكات القتالية لقوات الجيش واللجان الشعبيّة، والتي بات من أبرز سماتها تحريرُ مناطقَ واسعةٍ في فترات زمنية قياسية.

ويبرز هذا التطور بشكل أوضح من خلال إلحاق هذا الإنجازَ بما تحقّق خلال المرحلتين السابقتين من عملية “النصر المبين” (تحرير الزاهر والصومعة وناطع ونعمان في البيضاء)، حَيثُ يظهر بوضوح أن القوات المسلحة قد أعدت لتحرير المناطق المحتلّة خططاً استراتيجيةً شاملةً تفوقُ حسابات العدوّ، إلى حَــدِّ أن كُـلّ مرحلة من مراحل هذه الخطط تمثل عملية كبرى بحد ذاتها، كما هو الحال في مراحل عملية “النصر المبين” التي من المرجح أن تستمر بمراحل إضافية.

وتوضح الخرائطُ أن تحرير مديريتَي ماهلية ورحبة يضاعفُ فُرَصَ قوات الجيش واللجان الشعبيّة لتنفيذِ هجماتٍ واسعةٍ على بقية المناطق التي يتواجدُ فيها مرتزِقةُ العدوان في مديريات جبل مراد والجوبة والعبدية وحريب، الأمر الذي من شأنه أن يقوِّيَ الطوقَ الذي يفرضه المجاهدون على المرتزِقة في مدينة مأرب، ويُحدِثُ هزاتٍ كبيرةً تزيدُ من سرعة انهيارهم.

ويشير الكشفُ عن تفاصيل تحرير مديريتي “ماهلية” و”رحبة” إلى اكتمال الإعداد لعمليات واسعة لاستكمال تحرير مأرب؛ لأَنَّ القوات المسلحة فضّلت طيلةَ الفترةِ الماضيةِ الإبقاءَ على تفاصيل المواجهات الدائرة في المحافظة طي الكتمان برغم تحقيق إنجازات كبيرة اعترف بها العدوّ نفسه.

وتمثل ملامحُ التطور التكتيكي والقتالي الكبير الذي تكشفه عملية “النصر المبين” بمراحلها الثلاث، دلائلَ واضحةً على قدرة قوات الجيش واللجان الشعبيّة على تنفيذ وعود قائد الثورة الاستثنائية التي جاءت ضمن خطابه الأخير، والتي حرص ناطق القوات المسلحة، أمس، على تأكيد المضي في تنفيذها، وأبرزها تحرير كامل البلد، واستعادة كافة المناطق المحتلّة، وعلى رأسها مأرب.

ويوجه هذا التأكيدُ المرفَّقُ بدليل عملي ميداني، رسائلَ قويةً لكل أطراف العدوّ، ابتداءً بالرُّعاة الدوليين وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة، إلى النظامين السعوديّ والإماراتي، وُصُـولاً إلى الأدوات المحلية من المرتزِقة والعملاء، ومفاد هذه الرسائل إجمالاً، هو أن كُـلّ الرهانات على تقييد الخيارات العسكرية اليمنية خاسرة.

وقد ترافقت هذه الرسائلُ معَ أُخرى خَاصَّةٍ بالوضع في محافظة مأرب بشكل خاص، حَيثُ أكّـد ناطقُ القوات المسلحة، على الدور البارز والمهم لأبناء وقبائل المحافظة في تحرير مناطقهم وفي معركة التحرّر والاستقلال بشكل عام، مُشيراً إلى سقوطِ الدعايات التضليلية التي يحاول العدوّ ومرتزِقته خداعَ أبناء المحافظة بها، والتي تحاولُ إقناعَهم بالقتال في صفوف تحالف العدوان تحتَ ذريعة “الدفاع عن الجمهورية”، إذ أكّـد سريع أن “الجمهوريين الحقيقيين في مأرب هم من يعملون اليوم على تحرير كافة أراضي الجمهورية من الغزاة والمحتلّين ومن يقاتل في صفوف المحتلّين والغزاة من مرتزِقة الملكية السعوديّة”.

ووجّه ناطقُ القوات المسلحة رسائلَ مباشرةً لمرتزِقة العدوان، تذكِّرُهُم بالفشل الذريع الذي حصدوه بعد سبع سنوات من خدمة تحالف العدوان ومساعدته وممارسة الجرائم لمصلحته، موضحًا أن مصيرَهم بعد هذا كله لن يختلفَ عن مصير غيرهم من المرتزِقة الذين خدموا الاحتلال الفرنسي في الجزائر، والأمريكي في أفغانستان، والذين تركتهم قواتُ الاحتلال في آخر المطاف ليواجهوا مصيرَهم المخزيَ والمهينَ أمام الشعب.

وَأَضَـافَ محذراً: “اليمنُ الحُــرُّ الأبي الصامد المجاهد لن يقبَلَ بالعملاء والخونة”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com