مطارُ صنعاء الدولي.. 5 سنوات تحت وطأة الحصار

 

المسيرة – صنعاء

كشفت الهيئةُ العامة للطيران المدني والإرصاد عن حجم الكارثة الإنسانية التي خلّفها الحصارُ الأمريكي البريطاني السعوديّ على اليمن، بما فيه إغلاقُ مطار صنعاء الدولي، محملةً دولَ تحالف العدوان المسؤوليةَ القانونية وكافةَ التبعات الكارثية لاستمرار إغلاق المطار.

وقال وكيل الهيئة رائد جبل، خلال مؤتمر صحفي عُقد، أمس، على هامش وقفة احتجاجية أمام مطار صنعاء نظّمتها وزارة النقل والهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، تزامناً مع مرور خمس سنوات على إغلاق المطار من قبل تحالف العدوان: إن هذا الإغلاق للمطار تسبب في وفاة أكثر من 95 ألف مريض، ممن كانوا بحاجة ماسة للعلاج في الخارج، مُشيراً إلى أن هناك أكثر من 48 ألف مريض بحاجة ملحة للسفر للعلاج في الخارج بصورة لا تقبل التأجيل، حَيثُ يموت منهم أكثر من 30 حالة مرضية يوميًّا.

وأوضح الوكيل جبل أن أكثرَ من 71 ألف مريض بالأورام السرطانية أصبحوا مهدّدين بالموت المؤكّـد، وما يقارب من 8000 مريض بالفشل الكلوي بحاجة إلى عمليات زراعة الكلى، وبحاجة ماسة للسفر للخارج، بالإضافة إلى أن مليونَ مريض مهدَّدون بالموت؛ نتيجةَ انعدام العديد من أدوية الأمراض المزمنة والتي كانت تنقل عبر مطار صنعاء الدولي بظروف نقل خَاصَّة، مبينًا أن إغلاقَ المطار تسبب في حرمان 4 ملايين مغترب يمني من العودة إلى الوطن في الوقت الذي فقد الآلافُ من الطلاب مِنَحَهم الدراسية.

وَأَضَـافَ وكيل هيئة الطيران أن إغلاقَ مطار صنعاء للعام الخامس زاد العاملين والفنيين صموداً وثباتاً في مواصلة العمل والتطور في مجال الطيران المدني، منوِّهًا إلى أن قرار إغلاق المطار اتُّخذ بشكل فردي من قبل السعوديّة لقتل الشعب اليمني، لافتاً إلى أن هذا الإغلاق منافٍ لكل القوانين والاتّفاقيات الدولية بما فيها اتّفاقية شيكاغو الدولية.

من جانبه، أكّـد خالد الشايف -مدير مطار صنعاء الدولي- أن استمرارَ إغلاق المطار أمامَ الرحلات المدنية لأكثر من خمسة أعوام قد فاقم الوضع الإنساني وتسبب في مأساة إنسانية هي الأعظم في التاريخ المعاصر، موضحًا أن هناك مطالباتٍ دوليةً بفتحِ مطار صنعاء؛ نتيجةً للتداعيات الإنسانية الكارثية لاستمرار إغلاقه، وما تزال دول العدوان تصر على ربط ذلك بمِلفات أُخرى منها عسكريةٌ وسياسية.

وقال الشايف: إن مِلَفَّ التفاوض والبحث مع الأطراف الدولية والإقليمية لفتحِ مطار صنعاء الدولي لا يزال متعثراً، وأمريكا مُصرة على مفاقمة معاناة الشعب اليمني، مُضيفاً أن إغلاق المطار تسبب بكارثة إنسانية كبيرة بشهادة الأمم المتحدة التي لم تحَرّك ساكناً لرفع الحظر عن المطار الذي يستقبلُ الطائراتِ الأمميةَ بشكل يومي، مؤكّـداً جاهزيةَ المطار الفنية لاستقبال كافة الرحلات المدنية، وَأن مطار صنعاء يعتبر الشريان الرئيسي الذي يخدم أكثر من 80 % من سكان اليمن والبوابة الأولى للجمهورية اليمنية.

المشاركون في الوقفة الاحتجاجية أمام مطار صنعاء الدولي من جانبهم، رفعوا لافتات أدانت جرائمَ التحالف بحق الشعب اليمني بشكل عام، والتداعيات الإنسانية الكارثية التي سببها إغلاق المطار، مؤكّـدين صمودهم وثباتهم في مواجهة التحالف والتحديات الناتجة عنه، مندّدين بصمت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إزاء إغلاق المطار.

وأشَارَ المحتجون إلى أن المالَ الخليجيَّ المدنَّسَ ضرب بكل القوانين واللوائح والاتّفاقيات التي تكفل حقوق الإنسان عرض الحائط.

وعلى صعيد متصل، أدان بيانٌ صدر عن الوقفة تلاه المتحدث الرسمي باسم الهيئة مدير النقل الجوي الدكتور مازن غانم، استمرارَ التحالف في إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات المدنية منذ 9 أغسطُس 2016، موضحًا أن إغلاقَ المطار يُعدُّ مُخالفاً لكافة القوانين والمُعاهدات الدولية، وانتهاكاً صارخاً وفاضحاً لميثاق الأمم المُتحدة والقانون الإنساني الدوليّ، والإعلان العالميّ لحقوق الإنسان والعهدَينِ الدوليين الخاصينِ بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبروتوكولين المُلحقين بهما، ومُتصادماً مع نصوص اتّفاقيَّةِ مُنظمة الطيران المدني (الايكاو) شيكاغو 1944م.

وأشاد البيان بالدور الإنساني الذي يقوم به الناشطون في الخارج وأحرار العالم للمطالبة بإعادة فتح المطار واستئناف الرحلات المدنية، مثمناً دور بعض المُنظماتِ الدولية التي اعتبرت إغلاقَ المطار جريمةً لا تُغتفر ووصفت السنوات الخمس الماضية بمثابةِ عقوبة إعدام جماعي شامل لليمنيين.

وطالب البيان بإصدارِ قرارٍ دولي مُلزِمٍ برفع الحصار عن مطار صنعاء بشكلٍ فوريٍّ بدون قيد أَو شرطٍ؛ كونه مطلباً إنسانياً لا يخضعُ للتفاوض أَو المُماطلاتِ العبثية، محملاً تحالفَ العُدوانِ المسؤوليةَ القانونيةَ والتبعات الكارثية من خسائرَ بشريةٍ ومادية ومعنوية جراء استمرار إغلاق المطار أمام الرحلاتَ المدنية، حاثًّا الضميرَ الإنساني العالمي والشعوبَ الحُرَّةَ على الضغط على حُكوماتها ومُطالبتها بعدم دعمِ دول التحالف في هذا العدوان المتوحّش والحصار الجائر على اليمن أرضاً وإنساناً، والرفع الفوريّ للحصار الجوي على مطار صنعاء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com