الرئيس المشّاط للإعلاميين: عدوُّكم الأول أمريكا وخلاصة مسيرتنا الانتصار للمظلومين

 

المسيرة- صنعاء

قدّم رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، المشير الركن مهدي المَشَّـاط، موجهاتٍ وقواعدَ أَسَاسيةً لكيفية العمل الإعلامي في ظل استمرار العدوان الأمريكي السعوديّ على بلادنا للعام السابع على التوالي، داعياً الإعلاميين للالتزام والتمسك بها وُصُـولاً إلى الانتصار الكبير على قوى العدوان والمرتزِقة.

وأكّـد الرئيس المَشَّـاط خلال لقائه بعدد من الإعلاميين أننا في مواجهة مباشرة مع الأمريكي والإسرائيلي في هذا العدوان وأن البقية ليسوا إلا أدوات وأحذية وأقنعة يرتديهم لتغليف إجرامه وجرائمه والاستفادة من أموالهم وحلبهم، منوِّهًا إلى أن القرآن الكريم رسم خطين في العمل الإعلامي من خلال الالتزام بالقول السديد وعدم تحريف الكلام عن مواضعه.

واستهل الرئيس المَشَّـاط حديثه بما رسمه القرآن الكريم للعمل الإعلامي قائلاً: “القرآن رسم لنا خطين في العمل الإعلامي قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)”، وَهذا موجه إعلامي ومرتكز أَسَاسي وخلاصته الجنة، خلاصة هذا المرتكز هو عمل صالح وجنة (يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ، وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)، مُشيراً إلى أن الفوز العظيم يعني جنة، يتحدث عن جنة.

وبشأن التأثر بإعلام العدوّ، أوضح الرئيس المَشَّـاط كيفية تجنُّبِ الوقوع في تلك المشكلة من المنظور القرآني والتي يقابلها نوعية سيئة عكس القول السديد، حَيثُ قال الله سبحانه وتعالى: (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ) وهذه المشكلة، أيضاً: قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) وَخلاصتها الانجرار خلف القوم الآخرين، الذين تحدث الله عنهم، يعني هم يجروننا إلى أشياء، يضيعوننا، يريدون أن يدخلونا في متاهات لنضيع عن الأهداف والأسس والثوابت التي انطلقنا على أَسَاسها ووفقها، والتي هي كفيلة أَيْـضاً بأن نستمر ونواصل الصمود عليها، إنها جبهة واحدة كفيلة بوقف العدوان على بلدنا، بحسب كلام الرئيس المَشَّـاط.

وعن الافتتانِ بما يبثه الإعلام المعادي نتيجةَ الاستماع إليه والتأثر به والانجرار خلف دعاياتهم، واصل الرئيس المَشَّـاط حديثه بالقول: “كذلك تحدث في آخر الآية عن فتنة بمعنى أنك تصبح مفتوناً، قال تعالى (سمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ، يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ، يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا، وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا)، يعني أن نتيجة السماع هو التأثر بالكلام الذي يقولونه، الدعايات التي يضعونها في أوساطنا وننجر وراءها، تأتي في سياق السماع لهم بالأخير تصبح مفتوناً، وما هي نهاية الفتنة؟ جهنم”!!.

 

أهميّة استراتيجية العمل الإعلامي

وأكّـد الرئيس المَشَّـاط، على ضرورة أن يظل الإعلاميون باقين على الأسس والثوابت التي تعتبر استراتيجية ومهمة للعمل الإعلامي حتى لا يتمكّن العدوّ من إدخَالهم في متاهات المماحكات، قائلاً إنه: “تبقى لدينا أسس وثوابت نمشي عليها مهما كانت المتغيرات، والمماحكات والمشاكل، إذَا ما عندنا هذه الاستراتيجية بأن هناك قضايا أَسَاسية يجب أن ترسخ في أنفسنا نبقى نشتغل عليها دائماً، فأنا أؤكّـد لكم أن العدوّ سيدخلنا في ألف متاهة في مليون متاهة حتى ينسيَنا هذه الثوابت، لكن لو أضفنا كُـلّ الإجرام الذي يعاني منه شعبنا إلى أمريكا مع كُـلّ مماحكة بيننا، لكن يفترض أن يكون في آخر تغريدتي “أمريكا أم الإرهاب”، “أمريكا رأس الشر”، لتكون ثوابتَ في كُـلّ كتاباتنا وأعمالنا، لو عملنا بهذا لما رأينا مشكلة؛ لأَنَّ هذه المشاكل منشأها العدوّ.

وشدّد الرئيس المَشَّـاط على الإعلاميين ضرورة أن يفهم الجميع أن العدوّ الأول هو أمريكا وإسرائيل، وأن دول العدوان ليست سوى أدوات وممولين لخططهم وأهدافهم، موضحاً: “لنفهم أننا في مواجهة مباشرة مع الأمريكي والإسرائيلي في هذا العدوان، وأن هؤلاء ليسوا إلا أدوات وأحذية وأقنعة يرتديهم لتغليف إجرامه وجرائمه والاستفادة من أموالهم وحلبهم، لو نشتغل ونعمل على تحميل أمريكا مسؤولية الجرائم والإجرام، كُـلّ من موقع عمله، إنها كفيلة بوقف العدوان بعيدًا عن المجال العسكري”.

كما لفت إلى أهميّة الانضباط في تنفيذ التوجيهات التي تأتي من القيادة، تجنباً للارتجال والعشوائية: “الله سبحانه وتعالى أَيْـضاً تحدث عن أولي الأمر، يعني عن قيادة تستلم منها توجيهات وموجهات، بالتالي خلاصتها الانضباط، بمعنى أنك لست مخولاً بأي شيء إلا وفق موجهات من القيادة، أي إعلام لست مخولاً فيه للخوض في أي شيء إلا وفق موجهات من القيادة (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ، وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ).

وتناول الرئيس المَشَّـاط، في حديثه مجموعة من الموجهات والقواعد الأَسَاسية للعمل الإعلامي وفق الرؤية القرآنية مُشيراً إلى قوله تعالى (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ)، معتبرًا أنها “قاعدة أَسَاسية لا تفهموها حالة الاستثناء (إِلَّا مَن ظُلِمَ)، قاعدة أَسَاسية أن الله لا يحب الجهر بالسوء من القول، هذه قاعدة، غير باقي الآية، وفيها حالة استثنائية “إِلَّا مَن ظُلِمَ”، بمعنى أن الحالات السلبية لا يحب الله الحديث عن القضايا السلبية حتى من باب واحد أنه لا تعمم السلبية، إلا في حالة واحدة استثناء (إِلَّا مَن ظُلِمَ) وقد أغلقت جميع الأبواب أمامه، ولم يعد لديه إلا أن يجهر بالسوء من القول، وما قد وصلنا إلى هذا المستوى، ها نحن نعلن تضامننا مع المظلومين، وخلاصة مسيرتنا هي انتصار للمظلومين، ونحن جئنا من رحم المظلومية.

وأشَارَ الرئيس المَشَّـاط إلى أن وضع إدارة للشكاوى الهدف منه تجنب الوصول إلى مستوى تعميم السلبيات: “بعد ما وضعنا إدارة الشكاوى.. الشكاوى أعتقد لو أحنا في بلد متعلم بشكل جيد، وفيه مثقفون وإعلاميون بالشكل الصحيح أنها حلت كُـلّ المشاكل؛ لأَنَّ معك كُـلّ النوافذ مفتوحة على أكبر مسؤول، على أوسط مسؤول، على أصغر مسؤول، حتى أننا فتحنا المجال بأن تشكو بالشخص الذي شكوت عنده ولم يتجاوب، لك الحق أن تشتكيَ به، بالتالي تلحظ بعد إطلاق هذه العملية وفي خلاصتها مشاركة المجتمع في العملية الرقابية على أجهزة الدولة، الذين يتحدثون عن رقابة شعبيّة، هذه هي الرقابة الشعبيّة”.

وقال الرئيس المَشَّـاط مستحثاً الإعلاميين على التزام توجيهات الله في كتابه الكريم: “لما يقول الله سبحانه وتعالى (وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)، إن الله يحثك ويحب أن تعمل بهذا التوجيه.. بمعنى أن القول السديد يعمله من يحبه الله، ومن يجهر بالسوء من القول معناه أنه لا يحبه الله، يعني جنة ونار، موضحًا أنه “عندما لا يترافق مع حرية الرأي اطّلاع ومعرفة وعلم وتحفيز وتشجيع للارتقاء والإبداع تتحول إلى جهل وفوضى ومعول هدم سلبه أكثر من إيجابه”.

وتطرق الرئيس المَشَّـاط إلى حرف مسار الإعلام وتوجيهه فيما لا يجب أن يكون كواقع رسمه أعداء الأُمَّــة، وما يجب أن يتم إزاء ذلك فقال: “نحن معنيون جميعاً بالتفكير للخروج من هذا الواقع الذي رسمه لنا أعداء هذه الأُمَّــة، والذي رسم من داخل هذه الأُمَّــة، كيف نتجنب أن لا يتحول الإعلام إلى فوضى، كيف نتجنب ألّا يتحول إلى مماحكات، كيف نتجنب ألا يتحول إلى ابتزاز واسترزاق”، مؤكّـداً أن “هذه هي الاستراتيجية التي عليكم في الجبهة الإعلامية العمل على إرساء الدعائم الصحيحة للمجال الإعلامي، بعد هدم هذه القواعد التي وضعت من أعداء الأُمَّــة وممن لا يريد خيراً لها”.

 

إعادةُ تأهيل وفق منهجية القرآن الكريم

ورأى الرئيس المَشَّـاط أن مجالَ الإعلام بحاجة إلى إعادة تأهيل وفق منهجية القرآن الكريم، مفنداً للإعلاميين طبيعة مهمتهم الحقيقية في تحصين المجتمع والحفاظ على نسيجه وتماسكه فقال: “نحن مسؤولون جميعاً أن نعيد بناء المجال الإعلامي أولاً، وفق هدى الله ونصوص آياته، هذه هي الدعامة الأَسَاسية التي نضعها في بناء هذا الصرح الشامخ ننطلق من هدى الله، يجب أن يكون المعنيون في المجال الإعلامي هم الأكثر ارتباطاً والأكثر اطلاعاً بهدى الله، ولا تقتصر أعمالهم على ورش ودورات، يعني السيد وهو ماسك أكثر من أربعين جبهة لا يمر عليه يوم وما يقرأ هدى الله، السيد بنفسه من ذي حيله يقول والله أني مشغول أكثر من السيد، لا ينبغي أن يمر عليك يوم وما تقرأ القرآن، هذه جريمة أن يغرب عليك يوم وما تقرأ قرآن، سيقسى قلبك ويطول عليك الأمد، وكلامك لن يصبح مقبولاً ولا له تأثير؛ لأَنَّ اللهَ هو مالكُ الملوك في نهاية المطاف، ما ملك القلوب أنامل أصابعك على لوحة المفاتيح ما هي ملكة القلوب، هو الله، بمعنى إذَا لم تنطلق على هدى الله ووفق آياته وفي مشروع أمته التي يريد لها أن تكون أُمَّـة سائدة على كُـلّ الأمم، فَـإنَّ كتاباتك وعملك ونشاطك الإعلامي لن يكون له أثر في نفوس الناس.

وَأَضَـافَ أن خلاصة المعركة معنا ميدان الصراع ميدان المعركة معنا احنا والعدوّ هي النفس البشرية أليس كذلك؟ أنتم في جبهة الإعلام ما مهمتكم منطقة جغرافية، نطاق سيطرة معين أن لا تدخلها دبابة، لا يدخلها العدوّ، مهمتك هي تحصين النفوس من الغزو، من الدعاية الكاذبة التي يقوم بها العدوّ لاستهداف وسطك وسط مجتمعك، لاستهداف نسيجك الاجتماعي لاستهداف كُـلّ مقومات القوة التي تتصف بها في مواجهة هذا العدو.

وأشَارَ رئيس المجلس السياسي الأعلى، إلى أن الجانب الإعلامي لأهميته الكبيرة ينعكس تأثيره على بقية المجالات إذَا ما تم إجادة إرساء قواعده وأسسه، معتبرًا أن: “الإعلام هو ميدان بناء، بناء أُمَّـة، هو مجال بناء كبير جِـدًّا، يعني مثله مثل بقية المجالات، بل أعتقد أنه من أعظم المجالات، نحتاج في هذا السياق إلى الاطلاع والمعرفة بشكل كبير حتى نحول الإعلام إلى صرح بناء.

وأكّـد أن الإعلام فعلاً هو صرح بناء إذَا أجدنا التأسيس، وأرسيناه على القواعد التي أبرزها هدى الله، إنه فعلاً صرح بناء، ومن خلال هذا الصرح، من خلال هذا الميدان وهذا المجال نستطيع أن نبني أمماً وليس أُمَّـة، في كُـلّ المجالات؛ لأَنَّ انعكاس الجانب الإعلامي على جميع الجبهات، فانعكاسه على الجبهة الأمنية، وانعكاسه على الجبهة العسكرية، والجبهة الزراعية، على الجبهة السياسية، في كُـلّ المجالات، وبالتالي هو مجال بناء لهذه الأُمَّــة في كُـلّ المجالات.

وَأَضَـافَ الرئيس المَشَّـاط” أن بناءَ الإعلام وفق المنهجية القرآنية يحتاجُ إلى الاقتناع بأنه عملٌ جماعي وفق إطار الأُمَّــة، بعيدًا عن الخصوصية التي تتحول إلى ابتزاز واسترزاق: “إذا أردنا أن نبني بناءً إعلامياً وفق هدى الله، وبناءً صحيحاً، نحتاج إلى قناعة بأن الإعلام عمل جماعي ويكون بشكل جماعي بشكل أُمَّـة، لما تريد أن يكون لك أثر، ولهذا عندما جاء من يقدم دعاية سماه الله ناس، يعني أن العمل الجماعي أكثر بكثير.

ولفت إلى أن الإعلام يحتاج إلى قيادة واحدة، قال تعالى: (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ)، مؤكّـداً أن هذه القناعة يجب أن ترسخ لدينا جميعاً، كذلك القناة الثالثة ارتباطنا بهدى الله وإلا سنضل.. قال الله: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا).، فمن فضل الله ومن رحمة الله بنا أعلام الهدى الذي بين أيدينا، مُشيراً إلى أن “الضلال يعني هو الضياع، يدخل الناس في متاهات ويغرقها.

وفي ختام حديثه للإعلاميين، شدّد الرئيس المَشَّـاط على أن العمل الإعلامي لا يختلف في توجّـهه الجهادي عن العمل في الجبهة العسكرية فقال: “كذلك العمل الإعلامي عمل جهادي هو كجبهة حرب في نهاية هذا الجبهة جنة أَو نار.. يعني مثل ما أنت في المترس، بمعنى أن هذا العمل لا يستهان به، يكون عملاً منظماً في إطار أُمَّـة، في إطار هدى الله، في إطار قيادة، في إطار موجهات واحدة”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com